معتقلو الثورة في سجون الأسد يروون التفاصيل الفظيعة لتعذيبهم
يونيو 24, 2012
سرد عدد من المعتقلين في سجون بشار الأسد أثناء الثورة التي اندلعت منذ أكثر من عام, معاناتهم, إضافة إلى الانتهاكات التي تعرضوا لها.
ومن هؤلاء المعتقلين الذين نقل موقع “الجزيرة نت” معاناتهم, أمس, عهد وهو اسم مستعار, حيث يتحدث ذلك الشاب عن ستة أشهر من الاعتقال كان يتوقع خلالها الموت يوميا, إذ قضى منها 60 يوما في عتمة مطلقة عدا الضوء الذي رآه في غرف التحقيق, مشيرا إلى أنه كان محتجزا في مرحاض أبعاده 1.2 متر في 70 سنتيمترا.
وقال الشاب إنه اضطر خلال كل تلك الفترة للبقاء مثنيا دون أن يتمدد, وفي الأسبوع الأخير وضعوا معه سجينا آخر في ذلك المكان الضيق.
وأضاف “لقد كان السجين متورطا في جريمة قتل لا علاقة لها بالثورة, وذو طباع نزقة, فكنت أتركه ينام وأحشر نفسي في الزاوية, كان هذا عبئا إضافيا أن تحتجز في مرحاض مع شخص آخر وتضطر لاستخدامه أثناء وجوده معك”.
وسمع عهد خلال فترة سجنه في فرع الأمن العسكري, أصوات تعذيب بعض السجناء أمام باب زنزانته, كما سمع السجانين يتوعدون السجناء الآخرين بأن دورهم قريب, الأمر الذي يرهق أعصاب السجناء بانتظار تنفيذ التهديد.
وأضاف “كان السجانون يفتحون أبواب المراحيض عن السجناء, ويقتادونهم بطريقة بشعة من أجل إذلالهم, حتى البهائم لا تعامل بهذه الطريقة”.
وقابل عهد أثناء اعتقاله وتنقله بين العديد من الفروع الأمنية, عددا كبيرا من المعتقلين من شتى المحافظات السورية, وكثير منهم تعرض لانتهاكات جسيمة واغتصابات.
وأكد أن أحد الشباب من حماة اعتقلوا والده المسن وضربوه أمامه كي ينتزعوا منه اعترافات ولإجباره على الظهور في التلفزيون السوري.
أما أبو خالد فقال “لا يمكن تخيل المعتقل, لقد كنت أقضي ساعات طويلة وأنا أتأمل هذا الكم الكبير من الرجال المحشورين في الزنزانة, كنت أظن نفسي في زمن العبيد, وأقضي ساعات أخرى وأنا واقف على قدمي لأنه لا مكان للجلوس”.
وخرج بانطباع عن الأفرع الأمنية بأنها تشبه المزارع الخاصة للضباط الذين يتولونها, لا شيء ثابت لديهم, وكل شيء يسير وفقًا لأمزجتهم, لافتًا إلى أن المال يلعب دورا كبيرا في الحصول على بعض الامتيازات أثناء الاعتقال.
كما قال ناشط آخر إنه تعرض لضرب مؤذٍ ولم يسعفوه إلا عندما اشتد نزيفه, ومع ذلك يعترف بأن وضعه كان أفضل بكثير من وضع سجين آخر كان معه لم يضربوه أبدا, لكن في ذروة البرد تركوه عشرين يوما كاملا في الفناء المكشوف للسجن مكبلاً وبلباسه الداخلي, وفوق ذلك كانوا يرشون الأرض بالماء.
|