إنشقاق رئيس الوزراء رياض حجاب عن الحكومة السورية مع تواصل عمليات القصف والاشتباكات في مدينة حلب وانفجار عبوة ناسفة في مبنى الهيئة العامة للاذاعة والتلفزيون
أغسطس 6, 2012
انشق رئيس الوزراء السوري رياض حجاب الذي اعلنت اقالته من منصبه الاثنين عن النظام السوري، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن ان لديه “معلومات مؤكدة ان رئيس الوزراء السوري رياض حجاب انشق عن النظام السوري”، مشيرا الى “تضارب في المعلومات” حول مكان وجوده.
وافادت وكالة الانباء الرسمية السورية (سانا) الاثنين ان رئيس الوزراء السوري رياض حجاب اقيل من منصبه، فيما ذكر مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن انه “هرب من سوريا”. وكان الرئيس السوري بشار الاسد كلف في السادس من حزيران/يونيو حجاب بتكليف الحكومة التي اعلن تشكيلها في 23 حزيران (يونيو).
في هذا الوقت، تتواصل عمليات القصف والاشتباكات الاثنين في مدينة حلب شمال سوريا والتي حصدت اليوم تسعة قتلى، ما يرفع عدد ضحايا العنف في سوريا هذا الصباح الى 28 قتيلا غالبيتهم من المدنيين، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
واشار المرصد في بيان الى مقتل تسعة مواطنين في مدينة حلب هم قائد كتيبة معارضة “سقط خلال اشتباكات مع القوات النظامية في حي صلاح الدين”، بالاضافة الى خمسة مدنيين جراء القصف على مبنى القصر العدلي وحيي الشعار والمرجة.
واضاف المرصد ان اعمال القنص في حي سيف الدولة ادت الى مقتل شاب، بالاضافة الى مدني من حي باب النيرب بنيران القوات النظامية خلال اسعافه الجرحى، ومدني ثامن في حي الحمدانية بظروف مجهولة. وفي محافظة حماة (وسط)، قتل تسعة مدنيين، منهم ثمانية بينهم طفلان إثر اطلاق نار وقصف رافق اقتحام قرية حربنفسه، بالاضافة الى مدني تاسع قتل برصاص قناص في حي الصابونية بمدينة حماه.
وشهد ريف دمشق مقتل خمسة مقاتلين معارضين اثر كمين نصبته قوات النظام قرب بلدة حران العواميد. وفي مدينة دير الزور (شرق)، قتل ثلاثة مدنيين بينهم سيدة في القصف على حي الصناعة، بالاضافة الى رقيب منشق في اشتباكات شهدتها المدينة.
وشهد ريف ادلب (شمال غرب)، مقتل مواطن اثر اصابته بشظايا جراء القصف على مدينة معرة النعمان. وحصدت أعمال العنف في سوريا أمس الاحد 131 قتيلا، هم 79 مدنيا وعشرة من المقاتلين المعارضين، بالاضافة الى ما لا يقل عن 42 من القوات النظامية خلال اشتباكات في دمشق وريفها، وادلب وحماة ودير الزور وريف دمشق وحمص وحلب ودرعا.
هذا وانفجرت عبوة ناسفة الاثنين في مبنى الهيئة العامة للاذاعة والتلفزيون السوري في دمشق ما ادى الى وقوع اصابات لم تعرف طبيعتها بعد، بحسب التلفزيون الرسمي السوري. وافاد التلفزيون ان “هجوما بالمتفجرات” استهدف مكاتب الادارة العامة في الطابق الثالث من المبنى الذي يقع في ساحة الامويين في قلب العاصمة السورية.
واكد وزير الاعلام السوري عمران الزعبي في اتصال مع التلفزيون الرسمي ان “هناك بعض الجرحى من الزملاء لكن لم يقع قتلى”، مشيرا الى ان “الاصابات خفيفة وطفيفة”. واوضح الزعبي ان “العبوة وضعت في مكان ما في الطابق الثالث” حيث يجري العمل على اكتشاف ما حصل، مشيرا الى وجود اضرار في الطابق.
وشدد على ان الهيئة العامة للاذاعة والتلفزيون “ستستمر في العمل”، معتبرا ان التلفزيون “يستهدف بسبب جراته”. وقال انه “بالمعنى السياسي نعرف من يقف خلف هذه العمليات ومن يمول هذه العمليات ومن يريد ان يخرب هذه البلاد”.
وراى ان هذه العملية تبين “قذارة وحقارة وسفالة” من يقف وراء هذه “المجموعة المتآمرة” في “قطر او السعودية او تركيا او الموساد الاسرائيلي او اي جهة اخرى”. وكان هجوما غير مسبوق استهدف في 27 حزيران/يونيو الماضي مبنى قناة “الإخبارية السورية” الرسمية في ريف دمشق ما ادى الى مقتل ثلاثة صحافيين واربعة من حراس مبنى القناة.
وهاجم مقاتلون معارضون منذ يومين مبنى الاذاعة والتلفزيون في حلب شمال البلاد وفجروا عبوات ناسفة حول المبنى بعدما اضطروا للانسحاب بسبب قصف الجيش النظامي على المبنى. وتبنت “جبهة النصرة” السبت الماضي مقتل المذيع في التلفزيون السوري الرسمي محمد السعيد الذي خطف منتصف تموز/يوليو.
وكانت منظمة مراسلون بلا حدود عبرت عن قلقها ازاء مصير المذيع في 24 تموز/يوليو، داعية خاطفيه الى اطلاق سراحه مشيرة الى ان “اطراف النزاع لا يجب ان تستهدف وسائل الاعلام والصحافيين، سواء اكانوا محترفين او مواطنين”.
إلى ذلك، اتهم المجلس الوطني السوري المعارض في بيان صباح الاثنين القوات النظامية بارتكاب “مجزرة” بحق نحو 40 من سكان بلدة حربنفسه في ريف حماه وسط البلاد، معتبرا انها تاتي في اطار “سياسة تهجير طائفي” واضحة.
واتهم المجلس وهو احد اكبر فصائل المعارضة السورية في الخارج، “قوات النظام السوري بارتكاب مجزرة في بلدة حربنفسه في ريف حماة الجنوبي غير بعيد عن منطقة الحولة في ريف حمص”، والتي كانت شهدت مجزرة في أيار/مايو الماضي ذهب ضحيتها 108 اشخاص بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
ولفت البيان الى ان قوات النظام “قامت بقصف البلدة التي لا يزيد عدد سكانها عن 8 آلاف نسمة بالدبابات والأسلحة الثقيلة طوال خمس ساعات متواصلة”، قبل ان ان تقوم هذه القوات “باقتحام البلدة ما ادى الى اصابة أعداد كبيرة من المدنيين أحصي منهم حتى اللحظة أكثر من 40 شهيدا و120 جريحا كثير منهم في حالة خطرة”.
واضاف المجلس ان “الاجرام والرغبة الجامحة بالقتل والترهيب بلغا حد قيام القوات الامنية والعسكرية وعصابات الشبيحة القادمة من قرى مجاورة موالية للنظام، بمطاردة الاهالي الفارين من البلدة واستهدافهم بالرصاص الحي وبالاسلحة البيضاء”.ولفت الى ان هذه العملية “ما تزال متواصلة وممتدة للعديد من القرى والبلدات في تلك المنطقة”.
وادان المجلس “هذه المذبحة الوحشية”، مؤكدا انها “تاتي في اطار سياسة تهجير طائفي واضحة المعالم”. وحمل “راس النظام السوري (الرئيس السوري بشار الاسد) واعوانه المسؤولية الكاملة عن تنفيذ سياسة ابادة بحق الشعب السوري”، محذرا افراد القوات النظامية الذين يشاركون في هذه الاعمال بانهم يرتكبون جرائم “لا تسقط بمرور الوقت ولا بالعفو ولا بحجة تنفيذ الاوامر العسكرية”.
وعبر المجلس عن “خيبة الامل العميقة” من رد فعل المجتمع الدولي، مدينا الموقف “غير الاخلاقي” للدول الداعمة للنظام. وفي هذا السياق، اشار المرصد السوري لحقوق الانسان الى سقوط 11 قتيلا مدنيا في حربنفسه، بينهم ثمانية منهم طفلان إثر اطلاق نار وقصف رافق اقتحام القرية التي شهدت امس الاحد مقتل ثلاثة اطفال ايضا.
ويصعب التاكد من ارقام الضحايا من مصدر مستقل منذ توقفت الامم المتحدة عن احصاء القتلى في اواخر العام 2011، بينما يتعذر التحقق من الاحداث الميدانية بسبب الوضع الامني والقيود المفروضة على تنقل الصحافيين.
|