دارين

الجمعه 22 / رمضان / 1433 هـ

تقبل الله صيامكم و قيامكم و صالح اعمالكم


*
*

كان اليوم حزينا كئيبا

لم ارى جدتي بهذا المنظر ابدا
فهي مبتسمة ضاحكة ولم ارها غاضبه او منزعجة يوما
و كل الامور في نظرها بسيطة .. حتى المصائب منها
الا اليوم رأيتها بشكل مختلف

كانت متماسكه جدا .. تتحدث عن خالي ومحاسنه حتى قبل وفاته بدفائق
وفجأه اختنق صوتها و اجهشت بالبكاء وابكتنا معها
تقول بصوت عالي : ( ليته مات في فراشه ) والنساء من حولها يعترضن على الكلمة
وان هذا قدر الله .. وعلينا الصبر والاحتساب ..

تقول جدتي انه جاءها في الصباح وهي نائمة يخبرها عن ضيقه الذي منعه من النوم ..
وهي لم تستوعب ما يقول .. فقالت ببساطة ( تعوذ من ابليس وارقد )
فقال انه سيصعد لبيته وينام .. تركها و رحل .. لكنه لم يصعد لشقته في الدور الثاني
بل صعد للسطوح في الدور الرابع .. و ماهي الا دقائق ,وسمعوا صوت ارتطام جسده بالارض

سمعت جدتي صوت وقوعه .. وحسبته ازعاجات اطفال الحاره
الذين جاؤها بالخبر المفجع.. و خرجت لترى الامر
فوجدته مضرجا بدماءه وكسور بيديه ورجليه
ويهذي ويقول : اين انا .. ومالذي اتى بي هنا
وهناك في المستشفى لم يكتب الله له النجاة .. و لفظ اخر انفاسه في هذه الدنيا
لازالت التفاصيل مبهمة .. ولازال التحقيق جاري


وهذا امر الله و قدره ..
الحمدلله على كل حال..لله ما اخذ ولله ما اعطى . .
والله يؤجر زوجته في مصابها ويخلفها بخير منه

مسكينه ..كانت في حالة صدمة شديدة ..و دموعها الغزيرة لاتتوقف
كنت قد جهزت مئات الكلمات لتعزيتها .. لكني لم استطع
حضنتها وجاهدت لاقول عظم الله اجرك وهي تبكي وانا اغالب دمعي
وصوتي يختنق معها ومنها ولها


رحمه الله رحمة واسعة
وغفر ذنبه واحسن استقباله وهوّن عليه وحشته ..
وجعله مع الصديقين والصالحين والابرار
فقد كان بارا بوالدته رغم مرضه وسوء حالته
لا اذكره الا مبتسما وكأنه اسعد انسان في الوجود .. وهو يشبه جدتي في هذا الامر



يبدو اني احكي لكم لافضفض ..
لاول مرة استغل هذه الصفحة للفضفضة البحتة


فاعذروني


نلتقي على الخير