المالكي تعهد لواشنطن تفتيش الطائرات الإيرانية المتجهة إلى دمشق وماكين طالبه بإشراك السنة والأكراد في العملية
شهدت محادثات وفد الكونغرس الاميركي مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في بغداد قبل ايام, الكثير من التجاذبات والمشادات, بشأن ملف التدخل الايراني عبر العراق, لدعم نظام بشار الاسد في سورية.
وكشفت مصادر مطلعة في "ائتلاف دولة القانون" برئاسة المالكي ل¯"السياسة" ان الوفد الاميركي الذي ضم جون ماكين وجوزيف ليبرمان وليندزي غراهام حصل على تعهدات من المالكي بتفتيش طائرات الشحن الايرانية المتجهة الى سورية عبر الاجواء العراقية اذا توفرت معلومات استخباراتية دقيقة.
وقالت هذه المصادر ان المالكي وافق على تدخل الطائرات الاميركية في سماء العراق عند الضرورة لاعتراض طائرات ايرانية لإرغامها على الهبوط في المطارات العراقية اذا تعلق الامر بوجود اسلحة بالفعل يتم نقلها الى قوات الاسد, مضيفةً ان رئيس الوزراء اقترح تفتيش هذه الطائرات المشكوك بها في مطار النجف الدولي او اي مطارات عسكرية عراقية دون ان يعني ذلك مشاركة خبراء اميركيين.
واشارت مصادر ائتلاف المالكي الى ان السيناتور ماكين طلب من المالكي تشكيل فريق عمل عسكري عراقي يضم سنة واكراد للمشاركة في عمليات تفتيش الطائرات الايرانية المشبوهة بنقل اسلحة ومعدات عسكرية الى نظام الاسد في الوقت نفسه الذي ابدى فيه ماكين امتعاضه لأن بغداد تريد اجراء عمليات التفتيش المحتملة في مطار النجف التابعة للحكومة المحلية القريبة من ايران, بسبب الخشية ان لا يتم التفتيش بشكل مهني وفعال.
في المقابل, واستناداً الى مصادر المالكي, فإن الاخير طلب من الوفد الاميركي خلال المحادثات التي اجراها مع القادة العراقيين نهاية الاسبوع الماضي, ان تقوم واشنطن بالضغط على انقرة والدوحة لمنع تسليح المعارضة السورية, اذا كانت الولايات المتحدة جادة في مكافحتها لعبور طائرات شحن ايرانية مفترضة محملة بالسلاح الى سورية عبر العراق.
في سياق متصل, قال النائب في "ائتلاف دولة القانون" علي الفياض ل¯"السياسة" ان المالكي مستعد لاتخاذ اجراءات رادعة بحق ايران اذا بينت الادلة ان طائرات الشحن الايرانية متورطة في نقل السلاح والخبراء الى سورية عبر الأجواء العراقية.
واضاف الفياض ان الحكومة العراقية برئاسة المالكي حريصة على تعزيز العلاقة الامنية وتبادل المعلومات مع واشنطن, لأن ذلك يشكل اساس وجوهر اتفاق الاطار الستراتيجي بين الدولتين وبالتالي لا يمكن السماح لإيران بالإضرار بالعلاقة العراقية الاميركية, لأنها علاقة قائمة على الوضوح والثقة.
وشدد الفياض على ان عمليات تفتيش محتملة لطائرات الشحن الايرانية المارة عبر السماء العراقية الى سورية يجب ان تتولاها الحكومة العراقية حصراً لأن ذلك جزءاً من السيادة العراقية وعلى الحكومة الاميركية ان تتفهم هذا الامر.
الى ذلك, قال النائب في ائتلاف "العراقية" ( برئاسة اياد علاوي) حمزة داود الكرطاني ل¯"السياسة" ان الوفد الاميركي قدم معلومات مهمة وحقيقية للمالكي, بشأن تعاون مؤكد بين بغداد وطهران لعبور طائرات شحن ايرانية الى سورية لدعم الاسد.
واضاف الكرطاني ان هذه المعلومات لا تشير الى ان المالكي متورط او متواطىء في عملية طائرات الشحن الايرانية, لكنه يتحمل مسؤولية كاملةً باعتباره القائد العام للقوات المسلحة وهو الجهة التنفيذية التي تملك الصلاحيات لوقف اي تدخلات خارجية من هذا النوع.
وكشف الكرطاني عن ان الحكومة الايرانية عرضت قبل ثلاثة اشهر على المالكي ابرام اتفاق امني عسكري غير ان "الخط العروبي" في الحكومة العراقية تمكن من اجهاض هذه المحاولة التي كادت ان تورط العراق في علاقات اكثر تبعية مع ايران ومصالحها في المنطقة.
وحسب الكرطاني فإن السفارة الاميركية التي تضم أكثر من خمسة آلاف موظف مدني وعسكري واستخباراتي, وهي اكبر سفارة اميركية في العالم قادرة على ان تلعب دوراً حيوياً في مواجهة التدخل الايراني الموجود في العراق, بما فيه التدخل لمساندة نظام الاسد عبر الاجواء العراقية.
ورأى الكرطاني ان العلاقات الاميركية الايرانية التي شهدت الكثير من التنسيق ابان احتلال العراق العام 2003 واستمر هذا التنسيق طوال السنوات السابقة, تشهد في الوقت الحاضر توتراً بسبب الازمة السورية ولذلك يمكن اعتبار ان هذا التنسيق الذي كان في السابق قد تراجع الآن بسبب الازمة السورية وتداعياتها.
في غضون ذلك, اتهم رئيس "مجلس أمناء الثورة السورية" هيثم المالح, الحكومة العراقية بالاستعداد لتسليم نظام الأسد منشقين عسكريين سوريين, فيما رفض وكيل وزارة الداخلية العراقية عدنان الأسدي هذه الاتهامات.
كما حذر المالح السلطات العراقية من قيامها بتسليم بعض اللاجئين السوريين, سيما الضباط المنشقين والعسكريين, لما في ذلك من انتهاك صارخ لحق اللجوء السياسي, وحقوق الإنسان الدولية.
على صعيد آخر, أعلنت وزارة الداخلية العراقية رفضها واستنكارها للقصف الصاروخي الذي تعرضت له منطقة القائم, مشددة على ان القوات العراقية ستكون جاهزة للرد والتصدي في حال تكرار مثل هذه العملية.
علاوي يحذر من تداعيات سقوط
النظام السوري على العراق
بغداد - كونا: دعا رئيس القائمة "العراقية" الأمين العام لحركة "الوفاق الوطني" إياد علاوي, أمس, إلى أن يأخذ العراق دوره الحقيقي في الساحة العربية والدولية.
ولفت علاوي خلال مؤتمر صحافي, إلى أن تغيير النظام في سورية يفرض على بلده مخاطر جمة, معتبراً أن التداعيات الخطيرة للأوضاع التي تمر بها المنطقة تستدعي التهيؤ لما قد يحصل اذا تغير النظام السوري.
وحذر من التداعيات الخطيرة لتغيير النظام في سورية على العراق, مطالبا الساسة العراقيين "بالوقوف في وجه هذه التداعيات من خلال تعزيز اللحمة الوطنية بين مكونات الشعب العراقي".
وأشار إلى أن "ثمة أحداثا جساماً تمر بها المنطقة كأحداث الشرق الأوسط وشمال افريقيا وباكستان وأفغانستان والسودان وفلسطين واليمن وسورية إذ لا بد لهذه الأحداث من تداعيات على مجمل الأوضاع في المنطقة".
ورأى علاوي أن السياسة في العراق "تتجه نحو الطائفية السياسية بعيدا عن الديمقراطية" ما يهدد اللحمة الوطنية, مشيراً إلى أن الأوضاع الأمنية والخدمية بالعراق في تراجع مستمر.
وأكد أن العراق سيبقى جزءا من محيطه العربي وجزءا من المنظومة الاسلامية", معربا عن الأسف لأن علاقات العراق مع هذه الدول متصدعة "ولذا علينا أن نكون مهيئين لما قد يحصل اذا تغير النظام السوري ويجب أن نحمي العراق من خلال أخذ دورنا".
وكشف علاوي أنه بعث منذ اسبوع برسائل الى قادة الكتل السياسية حول الأزمة السياسية الخانقة التي تعيشها العملية السياسية, لافتاً أنه حدد في الرسائل مسائل مهمة من خلال ثلاثة محاور حول المرحلة المقبلة لتحقيق الأمن والاستقرار في العراق.