واشنطن: على سوريا التعاون مع الوكالة الذرية وعدم التذرع بالصراع
فيينا - اتهمت الولايات المتحدة سوريا يوم الجمعة باستخدام "القمع الوحشي" ضد شعبها الذي يقوم بانتفاضة مناوئة للنظام ذريعة لعدم تبديد مخاوف الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن ما يشتبه بأنه نشاط نووي غير مشروع كانت تجريه في السابق.
وشددت سوريا خلال مناقشة لمجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية على أنها اتفقت العام الماضي مع الوكالة بشأن كيفية التعامل مع هذه القضية. غير أن المدير العام للوكالة نفى ذلك يوم الاثنين الماضي في كلمة له أمام المجلس.
وسعت الوكالة الذرية منذ فترة إلى دخول موقع في منطقة دير الزور بصحراء سوريا تشير تقارير المخابرات الأمريكية إلى أنه موقع مفاعل صممته كوريا الشمالية كان مخصصا لإنتاج البلوتونيوم اللازم لتصنيع أسلحة نووية وكادت تنتهي دمشق منه قبل أن تقصفه إسرائيل في عام 2007.
كما تطلب الوكالة التي تتخذ من فيينا مقرا لها معلومات حول ثلاثة مواقع أخرى ربما تكون ذات صلة بموقع دير الزور.
وكان المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو قال في وقت سابق هذا العام إن سوريا طلبت تفهم "وضعها الحساس" ردا على طلبات بتعاون دمشق مع تحقيق لمفتشي الوكالة.
ويواجه الرئيس السوري بشار الأسد انتفاضة اندلعت قبل 18 شهرا لقي فيها ما يزيد على 27 ألف شخص حتفهم.
وقال المبعوث الأمريكي لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية روبرت وود إن ما تقوم به سوريا من "أفعال تزعزع الاستقرار (في البلاد) لا يبرر رفضها" للوفاء بالتزاماتها بموجب معاهدة حظر الانتشار النووي المبرمة للحيلولة دون انتشار الأسلحة النووية.
وذكر وود في الجلسة المغلقة لمجلس المحافظين "إن النظام السوري يستخدم قمعه الوحشي للشعب مبررا لعدم تعاونه مع التحقيق الذي تجريه الوكالة".
وتقول سوريا إن موقع دير الزور هو منشأة عسكرية عادية ولكن الوكالة الذرية خلصت في مايو أيار 2011 إلى أنه "من المرجح بشدة" أن يكون مفاعلا كان ينبغي الإعلان عنه لمفتشي الوكالة.
وقال وود "يجب أن تسمح سوريا بالوصول إلى كل ما له صلة من مواقع ومواد وأشخاص خاصة المواقع الإضافية الثلاثة التي يشتبه في وجود علاقة تربطها بالموقع السري في دير الزور."
وأكد السفير السوري لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية بسام الصباغ موقف بلاده بأن موقع دير الزور ليس مفاعلا نوويا وقال إنه تم التوصل إلى اتفاق مع كبار مسؤولي الوكالة في أكتوبر تشرين الأول الماضي حول خطة عمل بشأن كيفية توضيح الأمر.
ونقل أحد الدبلوماسيين الحاضرين للاجتماع عن الصباغ قوله للمجلس إنه في حال استطاعت سوريا إقناع الوكالة بأن موقع دير الزور منشأة غير نووية فإن قضية المواقع الثلاثة الأخرى لن يكون لها أهمية.
ولم يتحدث أمانو في جلسة مجلس المحافظين اليوم لكنه قال يوم الاثنين الماضي يوم افتتاح اجتماع المجلس الذي يستمر أسبوعا "أريد أن أقول انه لم يتم التوصل قط لاتفاق حول ما يسمى بخطة العمل."
وقال أمانو في وقت لاحق خلال مؤتمر صحفي إن "بعض الخيارات" نوقشت أثناء زيارة فريق الوكالة الدولية إلى دمشق العام الماضي ولكنها رفضت بعد مراجعة دقيقة من الوكالة.
وأوضح أمانو قائلا "لم يكن ذلك كافيا نظرا لأن ما تسمى بخطة العمل مقصورة على موقع دير الزور فحسب ولم تكن سوريا مستعدة للنقاش حول مواقع أخرى."
وقالت حركة عدم الانحياز في بيان تلاه السفير الإيراني على أصغر سلطانيه إنها ترحب "بقرار سوريا الاستمرار في التعاون" مع الوكالة.
reuters