07-10-2012, 12:09 AM
|
#2349
|
(*( عضو )*)
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 2268
|
تاريخ التسجيل : Jan 2012
|
أخر زيارة : 07-12-2013 (07:51 PM)
|
المشاركات :
2,344 [
+
] |
زيارات الملف الشخصي : 31271
|
|
لوني المفضل : sienna
|
|
عقدة المهدي المنتظر من السلف إلى الخلف:
يقول ابن خلدون في مقدمته:" الإثني عشرية منهم يزعمون أن الثاني عشر من أئمتهم، وهو محمد بن الحسن العسكري ويلقبونه المهدي دخل في سرداب بالحلة وتغيب حين اعتقل مع أمه وغاب هنالك، وهو يخرج أخرى الزمان فيملأ الأرض عدلاً يشيرون بذلك آل الحديث الواقع في كتاب الترمذي في المهدي، وهم إلى اليوم ينتظرونه ويسمونه المنتظر لذلك، ويقفون كل ليلة بعد صلاة المغرب بباب هذا السرداب، وقد قوموا مركباً فيهتفون باسمه ويدعونه للخروج، حتى تستبك النجوم، ثم ينفضون ويرجئون الأمر إلى الليلة الآتية، وهم على ذلك لهذا العهد"[31].
وبهذه العقيدة الخرافية التي نقلها السلف إلى الخلف[32]، ورغم تغير الظروف وتطور العلم، إلا أنه نادراً ما يخلوا يوم إلا وتسمع حديثهم عن الدعوة إلى تعجيل خروج المهدي المزعوم، ووصل الحال بالكوراني أن ينقل المهدي من سردابه إلى مثلث برمودا، في مواكبة منه لظروف العصر حيث زعم أن المهدي يملك أسلحة تفوق الأسلحة النووية التي بيد الغرب منها، تعادل قوتها عشرة إضعاف ما وصل إليه العالم الآن[33].
وخلال الأسبوع الماضي ورد التهديد بالمهدي المنتظر مرتين على ألسنة القادة في إيران الأولى كانت على لسان وزير الدفاع الإيراني يوم الأحد 23 أيلول 2012م في مقابلة مع موقع "وورلد نت دايلي" الأمريكي حيث ذهب احمد وحيدي إلى أن الشيعة يعتقدون أنه مع نهاية العالم ستقوم حروب ضخمة وسيظهر الإمام المهدي المنتظر، ويقتل جميع الملحدين والخائنين ويرفع لواء الإسلام في جميع أنحاء العالم"[34]، والثانية كانت على لسان الرئيس الإيراني نجاد الذي بدأ فيها مصراً على أن يحمل خرافة الإمام في كل مرة يقف بها أمام الجمعية العامة ليهدد ويزبد، إذ كان أول حديث له في دورتها الـ 60 عام 2006م بالقول:" اللهم عجل لوليك الفرج والعافية والنصر، واجعلنا من أعوانه وأنصاره"[35]، ورغم مرور سنوات ست إلا أن نجاد الدكتور والمثقف لم يكل من انتظاره كما فعل أجداده من قبل، وأبي إلا أن يدس بالمهدي المنتظر من جديد في دورة الجمعة العامة للأمم المتحدة الـ 67بالقول:" أنه سيأتي مصحوباً بيسوع المسيح وحكماء كي يؤمنوا مستقبلاُ زاهراً أبدياً"[36]، ويضيف:" إن وصول الإمام المهدي هو من سيضع حدا ً للطغاة وسوف يبدأ حقبة جديدة من العدالة.. وسيلغي كل الخرافات ويعلم الشعوب العدالة"[37]، وحتى في مؤتمر دول الانحياز الذي أقيم في 30 آب الماضي في طهران كان نجاد مصراً على الحديث عن هذه الخرافة!!
وعلى هذه الخرافة التي بناها الشيعة في الغلو في الأئمة، ولظنهم أن المهدي يملك أمر السموات والأرض تجدهم في كل مناسبة يدسونه في تهديداتهم، اعتقاداً منهم أنه سيضرهم أو ينفعهم من دون الله، مما يدلل أنهم كاذبون فيما يملكون من سلاح رغم عشرات ومئات التجارب التي يجرونها يومياً على الصواريخ والأسلحة الثقيلة والطائرات، وتهديدهم بمسح إسرائيل عن الخارطة وتسوية القواعد الأمريكية بالأرض، وكان المفترض بالدكتور نجاد أن لا يتحدث عن خرافة صنعها العقل الإنساني وبنى عليها عقيدة فاسدة، إذ كان يتحدث أنه يريد أن ينهي الخرافات، فالأصل أن يبدأ بنفسه ويتعلم كيف يحرر عقله من براثن الخرافات!!
وفي هذا يقول ابن تيمية:" سواءً قُدر وجوده أو عدمه، لا ينتفعون به لا في دين ولا دنيا، ولا عَلّمَ أحداً شيئاً، ولا يعرف له صفة من صفات الخير ولا الشر، فلم يحصل به شيء من مقاصد الإمامة ولا مصالحها، لا الخاصة ولا العامة، بل إن قُدّر وجوده فهو ضرر على أهل الأرض بلا نفع أصلاً، فإن المؤمنين به لم ينتفعوا بع، ولا حصل لهم به لطف ولا مصلحة، والمكذبون به يعذّبون (عندهم) على تكذيبهم به، فهو شرً محض لا خير فيه، وخلق مثل هذا ليس من فعل الحكيم العادل.. فإن قيل بسبب ظلم الناس احتجب عنهم قيل كان الظلم موجوداً في زمن آبائه وما احتجبوا.. ثم المؤمنون به قد طبقوا الأرض فهلا اجتمع بهم في بعض الأوقات، أو أرسل إليهم رسولاً يعلمهم شيئاً من العلم والدين؟!.. فإذا كان هو لا يمكنه أن يذكر شيئاً من العلم والدين لأحد لأجل هذا الخوف، لم يكون في وجوده لطف ولا مصلحة، فكان هذا مناقضاً لما أثبتوه، بخلاف من أرسل من الأنبياء وكُذَب، فإنه بلغ الرسالة وحصل لمن آمن به من اللطف والمصلحة ما هو من نعم الله عليه، وهذا المنتظر لم يحصل به لطائفته إلا الانتظار لمن لا يأتي، ودوام الحسرة والألم، ومعاداة العالم، والدعاء الذي لا يستجيبه الله، لأنهم يدعون له بالخروج من نحو أربعمائة وخمسون سنة ولا يجابون"[38].. ولا زالوا رغم مرور سبعمائة سنة جديدة من عصر ابن تيمية رحمه الله وهم لا يجابون، والله قد تحداهم:" إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ"[39]، ولكنهم ما زالوا مصرين على الإيمان بهذه الخرافة، حتى وإن أصبحوا بمراكز علمية كبيرة مثل الدكتور أحمدي محمودي نجاد وغيره كثير!!
|
|
اللهــم لا تــؤمني مكــرك... ولا تــؤلنــي غيــرك..ولاتــرفع عنــي ستــرك
ولاتنسنــي ذكــرك..ولاتجعلنــي من الغـــافليــــن
twitter
|