مرئيات حول ديوان المسعودي !!!
رغم الحهد الكبير الذي بذله رشيد العميري في لملمة شتات أشعار المسعودي وبعض ما قيل وكتب عنه إلا أن لي وقفة مع هذا الديوان : ــ
مقال نشر في (((((( جريدة المدينة )))))))
وقفات مع ديوان المسعودي !!
عبد الله المسعودي أشهر من علم ، وأكبر من أننا نعيد التعريف به ، ولسنا بحاجة إلى إثبات شاعريته ــ رحمه الله ــ .
استبشرنا خيرًا ونحن نقرأ ونسمع عن قرب صدور ديوانه في ثوب جديد وبطريقة مغايرة ، وتلهفنا كثيرًا لهذا الديوان الذي سيحمل اسم ( المسعودي ) ويغوص بنا في أسرار وخفايا من حياته لم نكن نعرفها ، ويقدم لنا الكثير من المحاورات التي لم نسمع بها .
ورأى الديوان النور أخيرًا ، وأخذنا في تصفحه وقراءته … قلبناه صفحة صفحة ، وكدنا نحفظ ما وجدناه جديدًا فيه ؛ لأننا كنا نحفظ ما سمعنا به سابقًا .!
جهدٌ كبير قام به (( رشيد العميري )) فقد وافانا بمحاورات لم نكن نعرفها وخفايا من حياة شاعرنا لم ندر ِ عنها . فله منا الشكر والتقدير ، ولا يلام المرء بعد اجتهاده .
ولكنني ومن مبدأ محاولة الوصول إلى الكمال أرى أن ثمة بعض النقاط التي كان من الواجب التنبه إليها قبل إصدار مثل هذا الديوان ، والتي لا أظنها تقلل من قيمة الديوان بقدر ما هي مرئيات قد تصيب وقد تخطيء .. وسأوجزها فيما يلي : ــ
أولاً :ــ هنالك الكثير من الأخطاء الإملائية والنحوية واللغوية التي لا أدري كيف تفوت على من يقدم لنا ديوانًا أدبيًا … فأين دور المراجع والمدقق ؟ وإنني على استعداد تام لحصر تلك الأخطاء متى ما طُلب مني ذلك !!!
ثانيًا :ــ أين شرح بعض معاني الكلمات التي قد يخفى معناها على غير المهتمين بلغة شعر المحاورة ؟ لماذا لم يكن هنالك حاشية يتم فيها شرح مثل تلك الكلمات ؟
ثالثًا : ــ لماذا لم يكن هنالك تقديم بسيط لكل محاورة ؟ يذكر فيه المكان الذي أقيمت فيه والشعراء الذين حضروا تلك المحاورة فهذه الأمور تجعلنا نفك شيئا من شفرات المعاني … فمثلاً محاورات ( المسعودي والسواط ) كان الواجب أن يلتقي المؤلف بـ ( السواط ) ويعرف منه مكان كل محاورة قدر الإمكان والحيثيات التي أحاطت بها .. وكذلك ( العصيمي ) .
رابعًأ : ــ لم يحالف الحظ المؤلف في اختيار الشخصيات التي تحدثت عن المسعودي في جزء ( قالوا عن المسعودي ) والسبب أن المؤلف أخذ رأي أناس بعضهم لا علاقة لهم بالمحاورة أبدًا … فمثلاً ( خالد المريخي ) شاعر لا نشك في شاعريته كشاعر نظم ومهما بلغت شاعريته فلن يكون رأيه ذا قيمة كما لو كان رأي شاعر محاورة كبير . ثم استمع لرأي ( عبد الله العير ) الذي قال بالحرف الواحد : ـ ( ما يهمني هو تسجيل اسمي في لوحة الشرف .. شرف الحديث عن هذا الشاعر )) إذن فرأي ( عبد الله العير ) لم يفدنا بجديد .
أين رأي الرياحي ؟ أين رأي العصيمي الذي رافق المسعودي كثيرًا ؟ أين رأي حبيب ؟ أين رأي أبي مشعاب ؟ثم أين بكر الحضرمي ؟ لم نقرأ له شيئًا رغم معاصرته المسعودي واللعب معه ؟
مثل هؤلاء حينما يتحدثون عن المسعودي يشعرونا بقيمة هذا الديوان رغم أنني أكرر أن المسعودي ليس بحاجة إلى أن نثبت مدى شاعريته !!!
خامسًا : ـ وهي مرتبطة بسابقتها … لماذا لم نجد آراءَ لشعراء هذيل المعروفين الآن ؟ عمر الخالدي … عبيد الله المجيريشي … عبد الله المطرفي وأخص عبد الله المطرفي بالذات ؛ لأنني أعتقد أنه نسخة من المسعودي واستمعوا ــ إن شئتم ــ لمحاوراته ثم عودوا إلى محاورات المسعودي وقارنوا !!
سادسًأ : ــ تساءل المؤلف كثيرًأ عن سر اختفاء بعض المحاورات التي تم تسجيلها لدى ( ابن شلاح ) لعرضها في البرامج الشعبية .. ولكن أليس من الأفضل أن نرى إجابة من ابن شلاح نفسه ؟!
سابعًأ : ـ أين قائد صفوف هذيل ( مبارك الحتيرشي ) ؟ إننا نسمع أنه يحتفظ بالكثير من محاورات المسعودي وبالكثير من الأسرار عن حياته … بل إنني سمعت من بعض الإخوة أنه قد لعب مع المسعودي !!
ثامنًأ : ــ وجدنا الكثير من الأبيات المحذوفة ، وبعض هذه الأبيات مشهور ومعروف … ولم نجد إجابة حول السر في حذف تلك الأبيات .! كما وجدنا كلمات في بعض الأبيات تختلف عما سمعناه في أشرطة الكاسيت لهذا الشاعر !!
تاسعًا :ــ (( إخوتي وآنا اخوكم … ماش ثوبًأ بلاكم …)) أين هذا القاف ؟ والذي أرى أنه من الأهمية بمكان ؛ لأنه يثبت ما ذهبت إليه سابقًا من أن المسعودي هو الذي أدخل الموّال على المحاورة .! وأين المحاورة الشهيرة (( هلا يا مرحبا بيّه وباللي يوفي المكيال *** ومن لا يوفي المكيال يجلس لين يوفيها )) ؟!
عاشراً : ـ كتب في عنوان الديوان ( دراسة تحليلية ) فأين هي تلك الدراسة ؟!
عمومًا هذه مرئيات قد تصيب وقد تخطيء ، ولكنها لا تقلل أبدًا من قيمة الجهد الذي بذله ( العميري ) في هذا الديوان وأتمنى أن أجد من ( العميري ) نفسه إجابة حول الأسئلة التي طرحتها سابقًأ ؛ لأنني قد لا أجد إجابة عند غيره .
وإذَا كانَتِ النُّفـُـوسُ كِبَارًا @ @ تَعِبَتْ فِي مُرَادِهَا الأجْسَــامُ
|