فالح الهاجري

الأخ العزيز

خالد الحصيّن

صح لسانك ...

علوّ القصيدة وشاعرها واضح من الشطر الأول للقصيدة :

والله انه مـا يهـز الرجـل ويحطّـم كيانـه
كود لامن جاته الـزلات مـن رجـلٍ يحبّـه
ان تشرّه قيل هذا مزح مـن بـاب الميانـه
وان سكت لجّت ضلوعه كن في صدره منبّـه

ما يميّز شاعر عن آخر هو قدرته على انتقاء المفردات التي تقوده
إلى القمّة دون أن نتجاهل .. الفكرة الأساسيّة ..
الإستمرار في التميّز صعب ولا يجيده إلا القلة من الشعراء ..
وأنت أحدهم :
التوجّد لو يفيـد اللـي توجّـد مـن زمانـه
كان شفت اوضاع راع الوجد دايـم مستتبّـه
يا صحيبي سِجّل التقريـر والتقريـر عانـه
اولـه نـارٍ تلظّـى واخـره بـرد وجهبّـه
من يمثل من وراي الخبث واسلوب الخيانـه
ليه اجامل بالغـلا وابنيـه قبّـه فـوق قبّـه
وليه اجامل لا هرج .. واقول صح الله السانه
والصحاري قاحله .. والجحر دابه دون ضبّه

صح لسانك ..
قليلة في حقك .. ولكنها باختصار كي نتابع مواطن الجمال في القصيدة الرائعة ..

ما ربطني بالرجال الا وفـاً مرفـوع شانـه
مثل ما يِربط (عشير الغانمين) بـ(عبدربّـه)
يا دموع العـز مـا للـذل فالميقـاف خانـه
لا تسيلي فوق خدي والهـوا صلـفٍ مهبّـه
دمعة الرجال مهما كانت ظروفـه .. إهانـه
وانت يا دمعي حماك الله من هـرج المسبّـه
ما نثرك الا شموخ ولا حبسـك الا حصانـه
لا قعد راع الهوى ينثر من دمـوع المحبّـه
حافظك لو جـارت الايـام حفظـي للامانـه
والروابع والهقاوي غبّـةٍ مـن دون غبّـه

شموخ القصيدة بمعانيها لا يأتي إلا من شاعر يدرك المعنى
الحقيقي للشموخ .. وهذا ما نراه في القصيدة وشاعرها ..

الختام هو الشاهد على قدرة الشاعر على متابعة التميّز من عدمه ..
وختام قصيدتك كان أيضا شامخا بشموخ الشواهد .. والأسماء ..

ما ورثت من (ابن هادي) كود سيف وجبّخانه
ولا ورثت من (المهادي) كود صبرٍ ما يشبّه
ليت باب العرف قبل العرف .. مغلق للصيانه
كان ما حصّلت جرحٍ يتعـب الجـراح طبّـه


صح لسانك ...
فقد أتحفتنا بهذا النص المميّز .. فتمتعنا بقراءته أكثر من مرّه .