«لم يصبح عليهم الصبح»، في منزلهم في منطقة الجهراء، بعدما تهور الأب اثر خلافه مع زوجته.
فجر أمس، انفجر الحزن في «العيون» على مقتل خمسة أطفال، ونجاة ثلاثة من عائلة كويتية على يد والدهم الذي وضع لهم «السم في العصير» بعد خلاف مع والدتهم التي ذهبت الى منزل أهلها ليل أول من أمس.
المواطن مؤيد عبيد السعيدي وهو عسكري سابق، ارتكب مجزرة جماعية في حق ابنائه الثمانية، عندما وضع لهم «السم القاتل» ثم تناوله محاولا الانتحار، الا انه لم يفارق الحياة وحاله حرجة مع ثلاثة من ابنائه الذين يتلقون العلاج الآن في مستشفى الجهراء.
وكشفت مصادر أمنية لـ «الرأي العام» ان «المواطن الذي اختلف مع زوجته مساء أول من أمس كان عاد من العمرة في اليوم ذاته، فطرد زوجته من المنزل الكائن في منطقة العيون ووضع السم في العصير لأبنائه الثمانية».
وقالت المصادر«ان الضحايا هم سالم من مواليد 1994، العنود 1997، طيف 1998، ذكريات 1990، أسوار 2001، اما الذين نجوا من التسمم فهم براك من مواليد 1996 وعهود 1993، وبدر 1992، اضافة الى والدهم»، وذكرت المصادر ان القاتل أرسل في الثانية من فجر أمس «ماسيج» الى زوجته قال فيها: «ذبحت عيالك الثمانية وأنا وياهم».
وحسب ما أبلغ مصدر أمني «الرأي العام» فإن المواطن م, ع من مواليد 1969 تشاجر مع زوجته في التاسعة والنصف ليل أول من أمس وطردها من المنزل، فذهبت الى منزل ذويها، وحاولت الاتصال به على هاتفه النقال الا انه لم يرد على اتصالاتها.
وقال المصدر: «ان الزوج أرسل الى زوجته «ماسيج» على الهاتف النقال في الواحدة فجرا يقول فيها انه سوف ينتقم منها عن طريق ابنائها، ثم ارسل لها «ماسيج» أخرى في الثانية فجرا قال فيها: «ذبحت عيالك الثمانية وأنا انتحرت»، فسارعت الى الاتصال بغرفة عمليات وزارة الداخلية».
وأضاف المصدر: «ان رجال أمن مخفر تيماء ومخفر الشمالي انتقلوا الى منزل الزوج في العيون قطعة 4 شارع 6 لاستطلاع الأمر.
وطرقوا الباب ولم يرد أحد، فازدادت شكوكهم، فقاموا بكسر الباب بعد حصولهم على اذن من النيابة العامة ليشاهدوا الزوج ملقى أرضا، والى جانبه ابناؤه الثمانية، ونقلوهم الى مستشفى الجهراء وادخلوا ثلاثة منهم العناية الفائقة اضافة الى الاب وحالهم الصحية الان حرجة وفقا لاخر التقارير الطبية، فيما فارق خمسة من ابنائه الحياة».
واستطرد المصدر ان «المواطن وضع بودرة سامة في عصير برتقال وسمم اولاده الثمانية قبل أن يتجرع هو ايضا السم في محاولة للانتحار لكنه لم يمت ونجا معه ثلاثة من ابنائه».
ولفت المصدر الى أن «المواطن كان يعيش في حال نفسية صعبة في الاونة الاخيرة حيث دبت الخلافات بينه وبين زوجته التي اصيبت بانهيار عصبي بعد الحادث».
وقال المصدر: «ان رجال مباحث الجهراء باشروا التحريات في الجريمة لمعرفة ملابساتها وينتظرون تحسن حال الاب للتحقيق معه», مشيرا الى «أن الابناء الثلاثة الذين نجوا، احدهم حالته حرجة كما هي حال الاب».
وافادت المصادر الامنية ان «الوالد القاتل عسكري سابق طرد من عمله واحيل على القضاء نتيجة قيامه بعمليات ابتزاز لعدد من المواطنين من خلال دس المخدرات في سياراتهم اثناء عمليات التفتيش ومساومتهم على عدم احالة الامر الى القضاء لقاء تقاضيه مبالغ من المال يحددها هو، الا ان أمره انكشف فأحيل الى القضاء بعد ان طرد من عمله».
وفي المجال ذاته ذكرت معلومات ان الاب القاتل اصيب بهستيريا بعد ان شاهد خمسة من ابنائه قضوا فبدأ يطلق كلمات وهو يبكي ويصرخ: «أنا ما سوّيت شيء,,, انا ما سويت جذي,,, ما قتلتهم، هؤلاء عيالي».
وكان قد حضر الى موقع الجريمة مدير امن الجهراء بالوكالة صباح الموسى ومدير مباحث الجهراء العقيد الشيخ مازن الجراح ونائبه عبدالله العلي والمقدم مجبل المطيري والملازم اول عبدالهادي الشمري والرقيب اول احمد السويلم والعريف نواف العنزي اضافة الى عدد كبير من رجال الامن.



لـقـطــــــــات


في الثالثة والنصف عصر أمس، تم دفن الأطفال الخمسة بمقبرة الجهراء.
في الرابعة عصر أمس، نقل الأب «الجاني» إلى الجناح في مستشفى الجهراء وسط حراسة أمنية مشددة بعد اندلاع مشاجرة بين أهله وأهل الزوجه.

.

شوق