عرض مشاركة واحدة
قديم 27-12-2002, 07:41 AM   #3
شفق السريّع
(*( عضو )*)


الصورة الرمزية شفق السريّع
شفق السريّع غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 49
 تاريخ التسجيل :  May 2002
 أخر زيارة : 23-05-2013 (11:37 PM)
 المشاركات : 15,659 [ + ]
 الإقامة : المنطقه الشرقيه - بقيق
 زيارات الملف الشخصي : 46226
 الدولهـ
Saudi Arabia
لوني المفضل : Crimson


اهلاً بالجميع و اسمحوا لي بهذه المداخله المتواضعه امام قامه شعريه بمكانة زايد الرويس.

اقول و بالله التوفيق:

قراءه فنيه للشكل الخارجي للقصيده:
اولاً هذه القصيده هي عباره عن مشاعر و احاسيس متناثره هنا و هناك. و الشاعر استطاع بحرفنه شعريه و فنيه و ادبيه ان يصيغ هذه المشاعر المتفرقه و المستوحاه من دواخله ان يحولها الى قصيده كامله و متكامله. حيث نرى ان اغلب الابيات ليس بينها ترابط او تسلسل فكري, فقط هي مجرد احاسيس و مشاعر صاغها في قالب شعري تجاوز به حدود العشرة ابيات الى ما يقارب الخمسة عشر بيتاً تقريباً, و هذه عمليه صعبه الا على شاعر متمكن يمتلك الفن و الاحساس و ملكة الشعر حتى يستطيع ان يبحر بنا بهذه المشاعر الى اعماق بعيده في القصيده, كما ان مناجاته المتكرره لمحبوبته و نثر شعوره تجاهها امامها هو ما ميز القصيده بشكل اكبر.

قراءه فنيه لذات القصيده:
افتتح الشاعر قصيدته بتعريف كامل لمحتوى القصيده من بدايتها حتى يعطي القارئ فكره عن مضمون القصيده و تعريف بالقصيده فابتدئها بـ (طارت اسراب المشاعر و انكسر شاعر و مات) و من هذه الانطلاقه ربط الشاعر بين محتوى القصيده و بين بدايتها و كأنه يريد ان يقول بان القصيده كلها تحكي مشاعر مختلطه سواء مشاعر الحب او مشاعر الوصف او مشاعر الحزن التي اكتنفت القصيده او ما الى ذلك من المشاعر تجاه محبوبته. القصيده فيها مشاعر حزن من بدايتها و احب ان اعرج على بداية القصيده حيث ان هذه المشاعر هي مشاعر حزن و هذا ثابت في (انكسار الشاعر و موته) و هنا يقصد موت الشاعر داخل زايد و ليس موت النفس.

(يا جنون الحرف لملم ما بقى من ذكريات) هنا الشاعر ينادي حروفه و حروف الشعر و الحروف المجنونه التي قد تبعثر كل مشاعره على الورق, فهو يريد ان ينثر كل شئ بجنون و بغير ترتيب, هو يريد ان يرمي حروفه فقط و ينثرها على مساحات واسعه جداٍ تستطيع ان تستوعب كل تلك المشاعر و الاحاسيس و الحروف المؤلمه و الحزينه و ليس له اكبر من مساحة الكواكب المتفرقه في صدر الفضاء. وصف بليغ جداً يحسب للاخ زايد .

ثم بعد ذلك يتجه نحو حبيبته و نحو حبيبة قلبه و يعترف بذلك صراحةً و نداء خاص لهذه المحبوبه في قالب حساس جداً و صادق جداً و يتمحور هذا الصدق في ( يا قلب زايد). و بعد هذا النداء يبدأ الشاعر في نثر مشاعره تجاه محبوبته مناجياً اياها على شكل مشاعر صادقه ينثرها امامها و لها في احايين كثيره.

يا حبيبة قلب زايد لو يطـول بنـا iiالشتـات *** ربما نلقى بعضنـا بعـد مـا عـز اللقـاء
في وجودك تصبح الدنيـا مقاطـع iiاغنيـات *** في غيابك ما اعتقد به شي يدعـو iiللبقـاء
كلما كنتي بقربي اصبحـت احلـى iiالحيـاة *** كلما عني ابتعدتـي اصبـح الواقـع iiهبـاء
انتي اجمل اغنيـه للحـب غنتهـا iiالشفـاة *** يرتمي حلمي على شاطيك وتـدور iiالسمـاء
في عيونك فلسفـات وفلسفـات iiوفلسفـات *** قلبك الابيض دليـلٍ يثبـت وجـود iiالنقـاء

في هذه الابيات مناجاه خاصه للشاعره و اصفاً لها من هي و معرفاً بها لها من تكون بالنسبة له و كيف هي في ذاته و في حياته و في فكره و ماذا كانت تعني بالنسبة له. وجودها و قربها و روحها و اخيراً عيونها. قام بتعريفها و وصفها في شكل مشاعر على اربعة محاور متفرقه و مختلفه.

ثم يبدأ مناجاه اخرى و مختلفه عن سابقتها و بنفس اسلوب النداء السابق (يا حبيبة قلب زايد):

يا حبيبة قلب زايد ليـش اطالـع iiفالبنـات؟ *** وانتي وصوفك بعيني دائماً صبـح iiومسـاء
لاتذكـرت العيـون الناعسـات iiالفاتـرات *** قلت ان عيون غيـرك للتعاسـه والشقـاء
ولاطرى لي من سواليفك كـلام iiوهمهمـات *** قلت يـا حـوا غلبتـي ادم بـزود iiالدهـاء
والله ان الحب اعرفه ذات يستوطن ب iiذات *** واعرف ان الرجل دايم يذبحه حب iiالنسـاء
بس انتي حبـك استولـى بـدون مقدمـات *** ليـن علمّنـي حقيقـه ثابتـه iiللانتـمـاء
المشاعر يوم راحت لك بإحساسـي iiوجـات *** لو فهمتيهـا تراهـا تنقـل لقلبـك رجـاء
أغرقيني في حنانك واعتبر ما فـات iiمـات *** كل حزنٍ مـر فـي دنيـاي يقتلـه iiالوفـاء

عتاب محبب مختلط بالمشاعر و الاحاسيس, عتب لطيف مغلف بالحب الكبير تجاهها. فاوصاف هذه الحبيبه ملكت جميع احاسيس و دواخل الشاعر و في كل وقت . اذاً لماذا يلتفت لغيرها. الا لانها اخذت روحه و فكره و وقته كله.


اجمل بيت في القصيده:


في وجودك تصبح الدنيـا مقاطـع iiاغنيـات *** في غيابك ما اعتقد به شي يدعـو iiللبقـاء

اقرءوا معي الشطر الاول من هذا البيت..... انظروا كيف قام بوصف الدنيا و محطاتها و لحظاتها المتنوعه و المختلف باختلاف الظروف. كيف قام بربط الجمال باختلاف نوع الجمال. الدنيا كلها اغاني, و لكن ماهي تلك الاغاني. هناك الاغاني الحالمه و الاغاني الكلاسيكيه و الاغاني الهادئه و الاغاني الحزينه و الاغانيه الراقصه و الاغاني و الاغاني وا لاغاني الى آخره. و عكس ذلك كله غياب هذه الحبيبه عن زايد فهو يرى بانه ليس هناك شئ يدعو للبقاء نهائياً و كأنه سقط بعد علوٍ مرتفع في هذين الشطرين فبعد الفرح و الاغاني يسقط فجأةً بان لا شئ هناك يدعو للبقاء. و هذا السقوط ليس سقوط شعر الشاعر , بل اقصد سقوط مشاعره من مرتفع عالي الى منخفض عميق نتيجته معروفه سلفاً و هو السقوط النهائي لاحاسيس الشاعر و لحياته كلها.

والله ان الحب اعرفه ذات يستوطن ب iiذات *** واعرف ان الرجل دايم يذبحه حب iiالنسـاء

هو الحب المتبادل, او هو الحب الذي يدخل الذوات و القلوب لذوات معينه من الناس. هو اعتراف صادق مسبوق بقسم صريح و واضح. قسم لشئ صحيح و ثابت, و ليس كمن يحلف بالله على امور ليست من الامر الصادق بشئ. بل هو القسم الكاذب. هنا عندما اقسم الشاعر اقسم بروحه و بتنهيده من داخل اعماق القلب. و قسمه ليس ليثبت لها, بل قسم الروح الصادقه المنكسره كما ذكر حاله في اول ابيات القصيده. و هذه هي المشاعر الصادقه للشاعر عندما يربط القصيده في قالب واحد لا يبتعد عنه مره يرقص و مره يدمع مقلتيه. و ماذا يذبح الرجل الا حب النساء و ليس كل النساء و لكن هنا التعميم لشمولية جمال المرأه فقط. انما الشاعر يقصد المحبوبات من النساء و النساء اللواتي دخلن قلوب و ملكن قلوب العاشقين.



بعض الملاحظات كما اراها:

يقول الشاعر في الشطر الثاني من اول بيت: التحف صمته و غنى للمحبه و الوفاء. سؤالي كيف يجتمع الصمت و الغناء في وقت واحد للانسان؟ فالتحاف الصمت هو السكوت التام المتواصل. لكن التحف الصمت ثم يقول (و) اي في وقت واحد و الواو هنا عطف او جمع و هي بالاصح واو جمع بين امرين في وقت واحد. و عطف صفه على صفه اخرى في وقت واحد. و هذا من وجهة نظري اول خطأ ارتكبه الشاعر و في اول بيت.

عدم الترابط بين الشطرين في البيت الواحد في احد ابيات الشاعر و للاستشهاد هذا البيت مثلاً:

انتي اجمل اغنيـه للحـب غنتهـا iiالشفـاة *** يرتمي حلمي على شاطيك وتـدور iiالسمـاء

الشطر الاول اغاني ترددها الشفاه و هذا امر سليم و لكن ماهو الرابط بينه و بين الشطر الثاني و الذي احتوى على الحلم و الشاطئ والسماء في وقت واحد. هو اراد ان يصل بالقارئ الى نقطه معينه و انا افهم ذلك , و لكن قد لم يحالفه الحظ هنا فاخطأ التقدير في صياغة فكرة البيت فاتى البيت مشتتاً بين شطريه. مع ان روح الفكره موجوده الا انه اخطأ في الصياغه فقط.


ابرز جماليات القصيده:

استطاعة الشاعر دمج المفردات الفصحويه باسلوب شعبي موزون و متوازن. و حقيقه كل الكلمات التي وردت في القصيده كلها فصحى او لنقل 95% منها كلمات عربيه مفهومه الا انه ادخلها الروح الشعبيه و الاسلوب الشعبي مما يجعل القصيده ليست ذات جغرافيه محدده و ذات لسان محدد لا يفهمه الا اصحاب المنطقه الواحده او القبيله الواحده, بل يستطيع ان يفهمها اي عربي في اي مكان و هذا من ابرز ما عمله الشاعر في هذه القصيده. و هذا يحسب له و ليس ضده كما ذكر الاخ معيض.

كما ان القافيه و خاصةً العجز هو اجمل ما كان في القصيده و هو مصداق لما قلته في نقطتي السابقه فجميع الكلمات هنا في عجز القصيده هي مفردات فصحى 100% و هذا ما زاد القصيده توهجا ًو جمالا ًادبياً آخر.


لم احب ان اطيل عليكم و لكن هذه بعض النقاط التي احببت الخوض فيها و الابحار بها في هذه القصيده الاكثر من رائعه لشاعر مميز بالبفعل. و كل ما سبق هو مجرد قراءات شخصيه عن قناعه شخصيه قابله للمناقشه.


تحياتي لكم

اخوكم

شفق السريع


 
 توقيع : شفق السريّع

يـا مغـسّـل الامــوات للـمـوت تـذكـار=انـشــد و تـخـبـرك الـنـجـوم الـمـطـلـه
انشـد بـلاد الشـام و اديــار الاحــرار=لا تـنــشــد الــعــشّــاق والا الــمــولّــه
الـيـا تـراخـى راعـــي الـــذل و انـهــار=ف/ الشـام ماهـي بـالـردا مُستَحـلَـه
منها يشعّ النـور و تطـوف الانـوار=كــــل الــوجــود و نـــــوّرت بـالاهــلــه
و ان ثـارت الهيجـا مـن يديـن ثـوّار=ف/ رجالـهـا مـــا سِـــوّروا بـالاغـلّـه
تنصا المنايا من شجاعه و تختـار=مـوت الشـهـاده عــن حـيـاة ٍ اِمْـذلّـه
وْبين الشتا و الصيف مدفع و طيار=قتـل وْ تشـرّد.. هـدم مـنـزل و فِـلـه
وْطفلٍ رضيـع ايصـارع الجـوع فغّـار=و ام ٍ كـسـيـره.. و الـحـيـاه المـعـلّـه
وْبـشّـار مـوسـاد الكـفـر ســاد كُـفـار=اســتــعــبــد الــعـــبّـــاد رب وْ تــــألّـــــه
يبـطـش بـقـوّة بــاس قـاتــل و جـــزّار=و ايـران سـادت و استبـاحـت بظـلـه
يوم العرب لاهين ما بيـن الاسعـار=فــي ســوق دنـيـا بالـعـلـوم المـخـلـه
عِــــبّــــاد لــلــدنــيــا و عِــــبّــــاد دولار=و وجيهـهـم تـحــت الـــردا مستـظـلـه


رد مع اقتباس