أمل المرزوق

عزيزتي فوق الثريا،
أعجبني موضوعك اللذيذ هذا وأحببت مشاركتك إياه،

عني شخصياً تعتبر قوة شخصيتي عيباً من عيوبي، فدائماً ماتردد جدتي على مسامعي "حلاة البنت حياويه ماترفع راسها من الأرض"! وبذلك فأنا أشذ عن قاعدة جدتي الجميلة تلك في أن شخصية الفتاة تحتم عليها الخجل والتواري. فبرغم هدوئي الشديد الذي يلحظه محيطي، إلا أنني أدافع بشراسة عما أؤمن منه وأعتقده، فأتحول فجأة إلى لبؤة يصعب ترويضها.

لو كنت اتمتع بشخصية ضعيفة لما استطعت النقاش والمجادلة والتواصل مع الآخرين، لا أخفي عليك ياعزيزتي بأنني في فترة من فترات حياتي وعندما كنت في المرحلة المتوسطة درست لأول مرة في معهد مختلط بين الشباب والبنات وكنت في قمة الإحراج!
حتى قال أحد الطلبة على مسمعي "يبدو بأن شخصية هذه الفتاة ضعيفة ومهزوزة، إنها لاتحدث أحداً"، فكانت تلك الكلمة مفتاح انطلاقتي لأنني لا أود أبداً عكس صورة سلبية عني، لست ضعيفة الشخصية وانما خجولة، كسرت حاجز الخجل وانطلقت في الحديث مع الزملاء والأساتذة.

وقد ساعدني خياري في دراسة الإعلام والعلاقات العامة وفي عملي في مجال الإعلام بأن أغير في شخصيتي كثيراً، فقد باتت الفتاة الخجولة بداخلي تتوارى وتظهر في أماكن محدودة، بينما حلت مكانها فتاة مرحة وذات شخصية واثقة وقوية. تعلمت المواجهة والصمود أمام من يخالفني وتعلمت بأن أجعل من شخصيتي محبوبة وخفيفة ظل قدر الإمكان مع الآخرين.

عزيزي فوق الثريا،
نطلق أحياناً لقب ضعيف الشخصية على الشخص الخجول وهذا خطأ
فكثير منا يحمل صفة الخجل وما أن يتحرر منها حتى نجد بداخله شخصية مختلفة وقوية

شكراً لك على هذا الموضوع الجميل واعذريني على الإطالة ..

تقبلي تحياتي