17-06-2007, 07:23 PM
|
#11
|
(*( عضو )*)
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 1137
|
تاريخ التسجيل : Dec 2004
|
أخر زيارة : 28-04-2014 (10:38 AM)
|
المشاركات :
3,764 [
+
] |
زيارات الملف الشخصي : 17008
|
|
لوني المفضل : sienna
|
|
الشاعر بصري الوضيحي هو أحد أشهر شعراء الغزل في الشعر النبطي .. وكان إذا سمع عن فتاةٍ جميلةٍ جاهد بكل الطرق حتى يراها .. وإن رآها جاهد بكل الطرق حتى يقترب منها .. ذكر له أحد ( الحكّايين ) إمرأةً جميلةً وأشار عليه أن يجاهد لرؤيتها فهي تستحقّ ذلك .. كانت تلك المرأة هي زوجة لرجلٍ يدعى ( ابن خلبوص ) وهو فارس شجاع لا يريح راحلته .. إذ كان ينطلق من غزوٍ إلى آخر وكان قلّما يعود دون أن يكسب شيئاً ، لذلك كان كثير من البدو يرافقه في غزواته تيمّناً به وطمعاً في الكسب .
ذهب الوضيحي إلى ابن خلبوص فأكرمه لثلاثة أيام ثم سأله عن حاجته فادّعى أنّه يريد مرافقته في غزوه .. وهو يضمر رؤية تلك الزوجة الرائعة الجمال التي ذُكرت له .. رحب به الرجل وطلب منه أن ( يمسي ) عنده وفي الصباح سيسيرون للغزو .
بعد ان سار الركب أياماً .. قام الوضيحي بوخز ذراع ناقته بإبرة معه .. وراحت الناقة تعرج .. وادعّى أن ناقته لا يمكن أن تكمل الرحلة فأشار عليه ابن خلبوص ( بطيب نيّة ) أن يعود إلى مجلسه ( أي مجلس ابن خلبوص ) وسوف يقاسمونه الغنائم عند عودتهم ..
كان هذا هو مايتمناه الوضيحي وقد جاءه على طبقٍ من ذهب .. فعاد إلى المجلس وهو يمنّي النفس بأن يرى تلك الحسناء ويقترب منها .
كانت المرأة تمدّ له الزاد من وراء ( الرواق ) .. وكان هو يجاهد كي يراها أو يرى منها مايشبع فضوله .. ولكن دون جدوى .. فحوّل الوضيحي غايته من السرّ إلى العلن حين احتضن الربابة ثم راح ينشد بصوتٍ عال : [POEM="font="Simplified Arabic,5,darkred,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]ماتنشدن وش عوّقن عن طريقي = اللي منعني عن مرافق هل العوص
عنق الغزيّل عند هاك الفريقي = كامل وصوف الزين والوسط ممهوص
طرفه علّي مع النضايد يويقي = لونه يشادي بيضةٍ فيه برخوص [/POEM]
أيضاً فشلت محاولات الوضيحي .. فلم تكن تلك المرأة إلاّ زوجةً عفيفةً طاهرة .. لم تزدها محاولات الوضيحي إلاّ إصراراً على التمسّك بالشرف وحفظ أمانة الزوج الغائب التي يراودها هذا المتطفّل على خيانته .
بعد فترة عاد الزوج من الغزو .. هو ومن معه من مرافقين .. وما أن جلس الجميع لتناول القهوة حتى تعمدت الزوجة إحراج الوضيحي أمام زوجها وكشف ألاعبيه .. وربما كانت ترمي إلى قتله .. فقد طلبت من زوجها أن يطالب الوضيحي بإعادة إنشاد أبياته التي غنّاها على الربابة .. بهت الوضيحي واستدرك بسرعة وقد كان كما ذكرنا شاعراً فحلاً .. فأخذ الربابة ثم راح ينشد نفس الأبيات .. والمرأة تقف خلف الرواق تنتظر أن يحرّف في الأبيات علّها تكذّبه وتفضحه .. ولكنّه استمر حتى أنهى الثلاثة أبيات الأولى ثم لم يقف بل أتبعها بثلاثةٍ أخرى كانت هي النجاة لرقبته والخيـبة للمرأة العفيفة التي لم تتوقع أن يحمل هذا الشاعر من الخبث كلّ هذا ..!!
ماأن انتهى الوضيحي من انشاد الثلاثة أبيات الأولى حتى أتبعها بهذه البيات : [POEM="font="Simplified Arabic,5,darkred,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]حليلة اللي حاجبه مايضيقي = ريف الضيوف وزبن من جاه منقوص
خيّالهن لا حرّفن مع مضيقي = لا هجّت القطعان والزمل مرصوص
حليلته ما تلتفت للعشيقي =ماله بغيرك رادةٍ يا ابن خلبوص[/POEM]
بهذه الأبيات التي ابتدعها الوضيحي من فوره .. استحسن ابن خلبوص انشاده .. ولم تستطع المرأة أن توقع به في ( شرّ أعماله ) .. لا بل إن زوجها شكر الوضيحي على قصيدته ومنحه حقّه من الغنائم كما وعده .. بمثل هذه البديهة أفلت كثير من الشعراء من العقاب وُمنحوا الجوائز والمكافآت ..بدلاً من ملاقاة الموت!!!! .
|
|
|