عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 15-08-2007, 08:26 PM
عائش السفياني
(*( عضو )*)
عائش السفياني غير متصل
لوني المفضل sienna
 رقم العضوية : 208
 تاريخ التسجيل : May 2002
 فترة الأقامة : 8525 يوم
 أخر زيارة : 28-02-2011 (09:48 PM)
 المشاركات : 289 [ + ]
 زيارات الملف الشخصي : 5871
بيانات اضافيه [ + ]
الازدواجية في المعنى لدى شعراء المحاورة



بسم الله الرحمن الرحيم

الازدواجية في المعنى !!
ما المقصود بالازدواجية في المعنى ؟ وهل هذه الظاهرة موجودة في شعر المحاورة ؟!
الازدواجية في المعنى هي : ـ أن يتقابل شاعران ويسيران على معنًى معين بألفاظ معينة ولكنّك لو سألت الشاعرين بعد نهاية محاورتهما كل على انفراد عن معناهما لوجدت أن كلاً منهما كان يسير على معنى يختلف عن صاحبه !!
هل يمكن أن يحدث هذا ؟ نعم يمكن ويمكن ويمكن !!
لقد أخبرني بعض الزملاء بأسماء شعرية كبيرة في مجال المحاورة سابقاً ولاحقاً أفاد أصحاب تلك الأسماء أنهم كثيرًا ما واجهوا هذه المشكلة ، خاصة إذا كان الشاعر المقابل شاعراً جديدًا .

إن الظنّ السائد لدى عامة المجتمع أن شاعر المحاورة لديه من الحسّ ما يجعله يدرك أي معنى يوجه له ، مهما كان .. وهذا خطأ فشاعر المحاورة ما هو إلا بشر ولا علم له بالغيب ، فلو قابل شاعر شاعرًا آخر دون أن يكون هنالك إيحاءات قديمة أو مواقف سابقة ، أو دون أن يدلي أحدهما للآخر بالمعنى ( في أذنه ) إذا لم يكن ذلك فاعلم أن كل شاعر يغوص في بحر غير بحر صاحبه .
استمع إلى الشاعر عبد الله المسعودي حول قضية المعنى والشاعر الجديد في اللقاء الذي أجري معه قبل أكثر من ربع قرن في جريدة الندوة ووافانا به ديوانه الجديد … يقول : ـ " إذا كان الشاعر يعرف خصمه المقابل فإنه يبني على ما لديه من معنى ، ويكيل لخصمه بمثل ما يكيل له ، أما إذا ما حضر شاعر إلى ملعبة ما ووجد فيها شاعراً آخر لا يعرفه …. فإن الواجب عليه أن يتخلى عنهم بعيدّا … ثم ينصت إلى ما يقوله الشاعر المجهول لديه ليعرف من قوله قياس شعره ومدى استطاعته على الدخول معه " انتهى كلامه .
إذا كان هذا كلام شاعر بحجم وثقل عبد الله المسعودي فماذا يقول من هو أقل من ( المسعودي ) شاعرية ؟!

والغريب في الأمر أن بعض الشعراء إذا قابل شاعرًأ لا يعرفه ، وليس لديه أي معلومات تجعله يستطيع معرفة المعنى فإنه يقوم بالافتراء والكذب …! أي أنه يقوم باختلاق قصة ما ويقوم بنسبها إلى هذا الشاعر أو قبيلته ومن خلال هذه القصة يستثير الشاعر المقابل الذي سيحاول بالطبع نفي تلك التهمة بعيدًا عنه ، وما أن يبدأ في نفيها حتى يصدق الجميع تلك الواقعة ويضيفون لها مئة واقعة أخرى .
أذكر أنني مرة سمعت شاعرًا ــ مع التحفظ على الاسم ــ يقول لخصمه : ــ
أنتم اللي سرقتم خاتم اسليمان *** مير قلي متى الخاتم تردونه ؟ !
إنني لأجزم أن قائل هذا البيت لا يعرف اسم وقبيلة الشاعر المقابل فضلا عن أن يعرف قصصا أو وقائع عن تلك القبيلة ..
وإنني لأجزم أن ( قصة خاتم سليمان ) ما هي إلا افتراء وادعاء ، وما هي إلا رمية رماها ذلك الشاعر .. فإن أصابت كان بها وإن لم تصب فلن تضرّه شيئاً .
واسمعوا رد الشاعر المقابل لتعرفوا كيف أنه من خلال ردّه أثبت هذه القصة المزعومة … يقول : ـ
وانتم اللي شريتم طير ابن برمان *** مير قلي بكم يمكن تبيعونه ؟!
يقول إذا كنا سرقنا خاتم سليمان فأنتم شريتم طير ابن برمان !! والله إنه للعجب بدل أن يثبت كذب الشاعر المقابل هاهو يرد على الافتراء بافتراء مثله … وكأنه يقول : ـ ما للحديد إلا الحديد !
يا معشر الشعراء ليس المعنى في المحاورة مبني على الافتراء والكذب ، ونسب القصص الساقطة إلى الخصوم إنما المعنى هو الذي يقوم على مناقشة أمر واقع أمر يتمنى الجميع مناقشته بعقلانية وحكمة لا تخلو من الطرافة المقبولة .
استمعوا إلى ( رشيد الزلامي ) وهو يخاطب ( محمد السناني ) حول موضوع معين بقوله : ــ
أنت خلّك يالسناني على باب المطار *** وإن لقيت ابليس فتّش علوّه واسفله
واسمعوا الرد : ـ
وأنت خلّك يالزلامي على مدخل شهار *** لا تجي إلا محتزم والجيوب امحمّله
إبداع في البدع وإبداع في الرد وطرف جميلة ومعنى محكم يدركه من تمرّس في ألاعيب الشعراء دون مساس بالنفس أو القبيلة .

وهذا حبيب العازمي يقول مخاطبًا صياف الحربي ـ رحمه الله ـ
أنا خوفي من الدنيا وأنا خوفي من السحمان *** ترى السحمان لو تمسك ثياب الناس شقـّـتها
فيأتي الرد :
بلاش اتخــاف ما دام الرعية عندها رعيان *** ليا طال النهــار الذاهبـة تعرف بجرّتـهـا

فمتى تعود المحاورة إلى سابق عهدها ؟؟؟!



 توقيع : عائش السفياني

وإذَا كانَتِ النُّفـُـوسُ كِبَارًا @ @ تَعِبَتْ فِي مُرَادِهَا الأجْسَــامُ

رد مع اقتباس