المحاورة والرمزية ( الذئب ) (1)
[FRAME="2 70"]بسم الله الرحمن الرحيم
الرمزية في المحاورة ( الذئب ، والذئب والجني ..) !!!!
والذئب هو ذلك الحيوان المفترس الذي يخافه رعاة الماشية قاطبة ، وهو ذلك الحيوان الذي يمدح به الآخرون فيقال : ( فلان ذئب ) وفي نفس الوقت يكونا مجالاً للذم فيقال بنفس الأسلوب : ( فلان ذئب ) ولكن السياق والمقام هما اللذان يوضحان المدح من الذم .
وقديماً قال ( المتنبي ) مادحاً كافور الإخشيدي ، وذاماً غيره من الملوك : ـ
جرى الخلف إلا فيك أنك واحدٌ *** وأنك ليث ٌ والملوك ذئابُ !!
عموماً يجب التنبه إلى كلمة ( الذئب ) فمعانيها ورموزها كثيرة ، يفهمها اللبيب ويدل عليها السياق .
ولندخل إلى شعر المحاورة ونرى استخدام كلمة ( الذئب ) دون الخوض فيما تدل عليه ؛ لكيلا نفسر مقصداً حسناً بآخر سيئاً أو العكس .
نبدأ بالشاعر الكبير ( عبد الله المسعودي ) الذي يرى أن السبب الحقيقي لعواء الذئاب هو الجوع ، وأن أنياب الذئاب مخيفة فليحذرها أعداؤها .. يقول : ـ
يا مسولف ما تعاوى الذياب إلا جياع *** وتخبر نيبان سرحان يوم يسلها
وللشاعر ( مستور العصيمي ) رؤية أخرى فهو يحذّر الذئب من أن يذهب ضحية لسراة الليل ..حيث يقول :ـ
ولا يا ذيب لا يسري بك الساري على مسراه *** ترى ما في الزمان الا التعب هات الذهب هاته
أما ( حبيب العازمي ) فقد وقع في مشكلة مع الذئاب لأنه كلما أتى إليها وجد أن أنيابه مثل أنيابها ؛ لذلك فهو يتعجب إذ لم يجد الذئب الذي يخيفه … يقول : ـ
كلما حصلت ذيب إلينّ نابي طول نابه *** وأصبحت كل الذيابه من حظيرة في حظيرة
بل إنه سمع مرةً صوت ذئب في مكان مرتفع فخاطبه بقوله : ـ
يا ذيب يا ذيب ياللي بادياً روس المراقيب *** لا تلتفت للذياب ولا تعشى من عشاها
ولكنّ الشاعر ( زايد السفياني ) وجد ذئباً مختلفاً عن الذئاب ولا يشابهها في الحذر والحرص والبعد عن الصيادين . يقول:ـ
يا ذيب ياللي ما تشابه ولا ذيب *** طلعتك دايم للمنايا سبوقه
والشاعر ( ملفي المورقي ) اعترضه الذئب فرماه !! بعد أن ظل يبحث عنه كثيراً ، ولم يخبرنا ( ملفي ) هل أصابه أم لا :ـ
رميت الذيب الاشهب يوم عرّض واستوى مرماه *** أنا ادوّر على ذيب الخلا وهوه يدوّرها
وهنالك قضية أخرى مرتبطة بالذئب ذكرها شعراء المحاورة كثيرا وكثيرا جدا ، وهي صلة القرابة بين ( الذئب والجني )
ولعل هذه مأخوذة من الأسطورة التي تقول : ـ (( إنّ الجنّ تخاف من الذئاب ، وإن الذئاب تأكل صغار الجانّ ) .
فالشاعر ( عبد الله المسعودي ) يقول : ـ
ألا يا حيلة أبو نيتين وصدق أبو نية *** أحد صاد الجواهر واحد صاد الذيب والجني
والشاعر ( شليويح المطيري ) يفسر لنا هذه الظاهرة بقوله : ـ
يقولون ريح الذيب يظهر على الجني *** ودنياك يا مخلوق للناس تجريبة
أما ( مستور العصيمي ) فقد نادى الشاعر ( سلطان الهاجري ) مشبها ً نفسه وخصمه بـ ( الذئب والجني ) رغم أننا احترنا من الذئب منهما ؟ ومن الجني ؟ يقول على ( الموال ) : ـ
الليل يا صاحبي سلطان قابلني ** تراي أنا وأنت مثل الذيب والجني ** عطني علوم الوفا واخذ الوفا مني * ….
وإلى اللقاء مع رمزية أخرى من رمزيات المحاورة .[/FRAME]
وإذَا كانَتِ النُّفـُـوسُ كِبَارًا @ @ تَعِبَتْ فِي مُرَادِهَا الأجْسَــامُ
|