|
(*( عضوة )*)
|
بيانات اضافيه [
+
]
|
|
رقم العضوية : 1379
|
|
تاريخ التسجيل : Aug 2006
|
|
أخر زيارة : 22-12-2012 (01:15 AM)
|
|
المشاركات :
3,989 [
+
] |
|
زيارات الملف الشخصي : 26589
|
|
|
لوني المفضل : sienna
|
|
دخلت ولم تخرج ..
كانت طفلة جميلة مدللة , تلهو بين الازهار , تلاحق الفراشات
تسقط أرضا , تنظر الى امها كي تثير اهتمامها, لكن الأم تبادلها بالتثاءب, لازالت تنتظر الإهتمام,
الى أن قامت من تلقاء نفسها, استمرت بمطاردة الفراشات , الى ان اصبحت امام باب منزل الحديقة,
انتظرت صوت امها وعبارات التوبيخ , لكنها لم تسمعها , إلتفتت إلى الخلف فإذا بأمها غارقة في النوم
تذكرت تحذيرها لها (يابنـيتي .. لو تصير الحرب العالمية الثالثة هالبيت هذا لاتدخلينه)
لِمَ لمْ تريدني ان ادخله؟ !
ألازالت تعتقد اني صغيرة ؟! لأ انا كبيرة وسأثبت ذلك
دخلت الى المنزل , لم تكن الفرحة تسع عيناها الفيروزيتان , كانت تجول بأرجائه, تخاطب جداره , وتشفق على أثاثه المأسور ,فسمعت صوت واختبأت خلف الأريكة , لازال الصوت مستمر , تذكرت انها شجاعة . فتبعت مصدر الصوت الى ان دخلت الغرفه , انه التلفاز , وقفت أمامه , تتراجع كلمها ظهر شخص بالتلفاز , اغضبها الأمر وايقتنت انهم مجرد اقزام محبوسة اقتربت منه , وشرّعت في ضربهم , ولكن بلا جدوى
ومرة اخرى تسمع صوت اخر, لكنه مختلف هذه المرة , انه صوت باب يُفتح ,لم يخطر ببالها ان تختبأ خلف الأريكة , نسِيَت الشجاعه , لم تكن تذكر سوى حضن امها, فأخذت تجري نحو الباب ,
وفجأة ! يقف امامها طفلان, ربما هما من اصحاب المنزل
نظرا الى بعضهما والفرحة تكاد تقفز من عينيهما .. وكأنكا يقولان لبعضهما (هيّا)
فقالت الطفلة المسكينة : ميااااو ( ياقردي )
ليس هنالك مجال لتجاوزهما , فتراجعت الى الخلف ودخلت المنزل , كانت تركض وتركض ,, تنظر الى الجدار وتتمنى لو كانت مكانه . تمنت ان تكوت قطعة اثاث لايعيرها احد اهتمام ..
عبّود : حمّود حدّها وأنا أمسكها من ذيلها
حمّود : لا اشمعنى انا؟ انت حدّها وانا أمسكها
عبّود: خلاص بالدور بالدور
كانت شجاعتهما بلا حدود , وكان خوفها بلا حدود, رغم ذلك هي لازالت تحاول الفرار , فدخلت احدى الغرف, فدخلا خلفها واقفلا الباب , واحتمت هي بإحدى الزوايا ..
وحمّود وعبّود يسيران نحوها بخطى واثقة وبطيئة , على عكس دقات قلبها السريعة التي يكاد ان يسمعانها , الا انه لا مجال للرحمة هنا , فهي من جنت على حالها (والمثل يقول : من بغى الدح ما قال أح)
وقفا امامها , وقبل ان يشرعان بإمساكها , جرى العرف ان يرقصان رقصة الفرح, فأخذا يقفزان ويحركان ايديهما , كانت الرقصة اشبه برقصة الفراعنة , لكن ايقاعها كان سريع جدا , وصحبها نظرات يصعب وصفها 
اقترب عبّود منها إلتقطها بسرعة , لم يكن يحكم الإمساك بها( من الفرحة ) , فأنفلتت منه لتصطدم الاخيرة بالجدار.
حمّود : جا دوري الحين
فألتقطها بكلتا يديه ورماها فوق فوق فوق , تعلقت القطة المسكينة بالمروحة , تناشد النجاة
حمّود نظر الى عبّود ثم نظر الى مفتاح التشغيل , فهم عبّود المهمة وقبل تشغيل المروحة, رمق عبّود حمّود بنظرة اعجاب تكاد عيناه تدمع منها , فشغّل عبود المروحة لتسقط القطة المسكينة ارضا ..
لم تكن تقوى الكفاح , قالت بكل يأس : ميييا...اا..وو ( الله يرحمني)
إلتقطها عبّود من ذيلها , وخرج الى الحوش , فأخذ يدور بها وينشد اغنية : عزاه ياقلبي من الهم عزاه ( لاأعلم ما الرابط بين هذه الأغنية والفرحة التي تعتريه جرّاء دورانه بالقطة)
أفلتها عبّود بعد ان اصطدم بحمّود ..
و في الجو , كانت القطة المسكينة مغمضة العينين لاتقوى على الكلام, تقول في قلبها ( يارب اني اطيح في الشارع وتدعمني سيارة , ولا اطيح بالحوش مرة ثانية)
وفعلا كان لها ما تريد , سقطت في الشارع فوق احدى السيارات المتوقفة , تجمعت حولها قطط الشارع , يرمقنها بنظرات الشفقة والعطف , اقترب منها قط اسود وقال : مياو (هالمقرودة وش الّي امدخلها هالبيت ! ماتدري ان اكثر الناس يغلطون بينّا وبين الكورة مع اني مااعرف شنو وجه الشبه الي بينّا ! )
اقتربت منها قطة وقالت : ميااو ( لاتخافين ياحبيتي , راح تصيرين بخير , احنا القطاوة عندنا سبع ارواح , ترومين تقومين <<< مدري ليش متخيلتها ام علّاوي
نظرت لها القطة المسكينة بنظرة ارتياح , تمنت لو انها تقوى على شكرها, فاكتفت بنظرة شكر.
فجأة ! فُتح الباب , واذا بحمّود وعبّود يخرجان منه , هربت القطط , وبقيت القطة المسكينة التي لم تقوى على الهرب ..
حمّود : هيّا هذي قطوتنا
فأمسكها عبّود من ذيلها وأدخلها الى المنزل . وهي تقول بقلبها :
ياإلهي امطولة السالفة .. باقي لي ست أرواح !
.
.
|