الموضوع: مرور لقلوبكم ..
عرض مشاركة واحدة
قديم 17-11-2007, 03:07 PM   #24
بنت وايل
(*( عضوة )*)


الصورة الرمزية بنت وايل
بنت وايل غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1379
 تاريخ التسجيل :  Aug 2006
 أخر زيارة : 22-12-2012 (01:15 AM)
 المشاركات : 3,989 [ + ]
 زيارات الملف الشخصي : 26589
لوني المفضل : sienna


دخلت ولم تخرج ..










كانت طفلة جميلة مدللة , تلهو بين الازهار , تلاحق الفراشات

تسقط أرضا , تنظر الى امها كي تثير اهتمامها, لكن الأم تبادلها بالتثاءب, لازالت تنتظر الإهتمام,

الى أن قامت من تلقاء نفسها, استمرت بمطاردة الفراشات , الى ان اصبحت امام باب منزل الحديقة,

انتظرت صوت امها وعبارات التوبيخ , لكنها لم تسمعها , إلتفتت إلى الخلف فإذا بأمها غارقة في النوم


تذكرت تحذيرها لها
(يابنـيتي .. لو تصير الحرب العالمية الثالثة هالبيت هذا لاتدخلينه)

لِمَ لمْ تريدني ان ادخله؟ !

ألازالت تعتقد اني صغيرة ؟! لأ انا كبيرة وسأثبت ذلك

دخلت الى المنزل , لم تكن الفرحة تسع عيناها الفيروزيتان , كانت تجول بأرجائه, تخاطب جداره , وتشفق على أثاثه المأسور ,فسمعت صوت واختبأت خلف الأريكة , لازال الصوت مستمر , تذكرت انها شجاعة . فتبعت مصدر الصوت الى ان دخلت الغرفه , انه التلفاز , وقفت أمامه , تتراجع كلمها ظهر شخص بالتلفاز , اغضبها الأمر وايقتنت انهم مجرد اقزام محبوسة اقتربت منه , وشرّعت في ضربهم , ولكن بلا جدوى

ومرة اخرى تسمع صوت اخر, لكنه مختلف هذه المرة , انه صوت باب يُفتح ,لم يخطر ببالها ان تختبأ خلف الأريكة , نسِيَت الشجاعه , لم تكن تذكر سوى حضن امها, فأخذت تجري نحو الباب ,

وفجأة ! يقف امامها طفلان, ربما هما من اصحاب المنزل

نظرا الى بعضهما والفرحة تكاد تقفز من عينيهما .. وكأنكا يقولان لبعضهما
(هيّا)


فقالت الطفلة المسكينة : ميااااو ( ياقردي )


ليس هنالك مجال لتجاوزهما , فتراجعت الى الخلف ودخلت المنزل , كانت تركض وتركض ,, تنظر الى الجدار وتتمنى لو كانت مكانه . تمنت ان تكوت قطعة اثاث لايعيرها احد اهتمام ..


عبّود : حمّود حدّها وأنا أمسكها من ذيلها

حمّود : لا اشمعنى انا؟ انت حدّها وانا أمسكها

عبّود: خلاص بالدور بالدور

كانت شجاعتهما بلا حدود , وكان خوفها بلا حدود, رغم ذلك هي لازالت تحاول الفرار , فدخلت احدى الغرف, فدخلا خلفها واقفلا الباب , واحتمت هي بإحدى الزوايا ..

وحمّود وعبّود يسيران نحوها بخطى واثقة وبطيئة , على عكس دقات قلبها السريعة التي يكاد ان يسمعانها , الا انه لا مجال للرحمة هنا , فهي من جنت على حالها
(والمثل يقول : من بغى الدح ما قال أح)



وقفا امامها , وقبل ان يشرعان بإمساكها , جرى العرف ان يرقصان رقصة الفرح, فأخذا يقفزان ويحركان ايديهما , كانت الرقصة اشبه برقصة الفراعنة , لكن ايقاعها كان سريع جدا , وصحبها نظرات يصعب وصفها


اقترب عبّود منها إلتقطها بسرعة , لم يكن يحكم الإمساك بها( من الفرحة ) , فأنفلتت منه لتصطدم الاخيرة بالجدار.

حمّود : جا دوري الحين

فألتقطها بكلتا يديه ورماها فوق فوق فوق , تعلقت القطة المسكينة بالمروحة , تناشد النجاة

حمّود نظر الى عبّود ثم نظر الى مفتاح التشغيل , فهم عبّود المهمة وقبل تشغيل المروحة, رمق عبّود حمّود بنظرة اعجاب تكاد عيناه تدمع منها , فشغّل عبود المروحة لتسقط القطة المسكينة ارضا ..


لم تكن تقوى الكفاح , قالت بكل يأس : ميييا...اا..وو
( الله يرحمني)

إلتقطها عبّود من ذيلها , وخرج الى الحوش , فأخذ يدور بها وينشد اغنية : عزاه ياقلبي من الهم عزاه ( لاأعلم ما الرابط بين هذه الأغنية والفرحة التي تعتريه جرّاء دورانه بالقطة)


أفلتها عبّود بعد ان اصطدم بحمّود ..


و في الجو , كانت القطة المسكينة مغمضة العينين لاتقوى على الكلام, تقول في قلبها
( يارب اني اطيح في الشارع وتدعمني سيارة , ولا اطيح بالحوش مرة ثانية)

وفعلا كان لها ما تريد , سقطت في الشارع فوق احدى السيارات المتوقفة , تجمعت حولها قطط الشارع , يرمقنها بنظرات الشفقة والعطف , اقترب منها قط اسود وقال : مياو (هالمقرودة وش الّي امدخلها هالبيت ! ماتدري ان اكثر الناس يغلطون بينّا وبين الكورة مع اني مااعرف شنو وجه الشبه الي بينّا ! )
اقتربت منها قطة وقالت : ميااو ( لاتخافين ياحبيتي , راح تصيرين بخير , احنا القطاوة عندنا سبع ارواح , ترومين تقومين <<< مدري ليش متخيلتها ام علّاوي

نظرت لها القطة المسكينة بنظرة ارتياح , تمنت لو انها تقوى على شكرها, فاكتفت بنظرة شكر.



فجأة ! فُتح الباب , واذا بحمّود وعبّود يخرجان منه , هربت القطط , وبقيت القطة المسكينة التي لم تقوى على الهرب ..

حمّود : هيّا هذي قطوتنا

فأمسكها عبّود من ذيلها وأدخلها الى المنزل . وهي تقول بقلبها :


ياإلهي امطولة السالفة .. باقي لي ست أرواح !











.








.


 

رد مع اقتباس