|
اتصال و دعوه من دارين....
الساعه كانت تسبح ما بين الخامسةِ و السادسه
متجاوزةً حدود نصفها الاول مغادرةٌ الى وقتٍ جديد..
و هاتفي النقال يعلن لي قدوم اتصال .. فآتي لأرفع
سماعة هاتفي حتى اصطدم بذلك الصوت العذب الجميل.
* ألو
** السلام عليكم
* و عليكم السلام
** كل عام و انت بخير
* شكراً لهذا اللطف..
** اقدم لك الدعوه لزيارتي هذا المساء..
* شكراً لك..
** سوف يكون موعدنا تمام الثامنه مساءً .. لا تتأخر..
* و هو كذلك..
كنت ارتب نفسي لزيارةٍ اخرى.. و لكن هذه المره اختلف الأمر
و تغيرت وجهة الذهاب.. فالصوت الذي الهبني شوقاً يجب ان
اذهب اليه.. خاصةً و ان هذا الصوت مصدره دارين و لذلك فمن
الصعب رفض مثل هذه الفرصه .. فكم كنتُ مشتاقاً و بشكلٍ
جنوني لرؤية دارين .. رغم ما يتكلم به الناس عنها و حولها..
فأي ادبٍ تحتويه و أيُ جمالٍ تكتسيه.. و اي ملاكٍ تكون...
الاستعداد يجب ان يكون على اعلى المستويات لرؤيتها.. فبدأت
بحلق دقني جيداً و لبست اجمل ما تكتنزه خزينة ملابسي و تعطرت
بأرقى ما وصلت اليه صناعة العطور و انتاجها... كنتُ في ابهى
زينةٍ عرفتها في حياتي.. فرؤية دارين و الذهاب اليها تحتاج مني
الى مثل هذه الاستعدادات الحاميه و الفوريه...
ادرت محرك سيارتي مستقبلاً اشراقة الدنيا و بدأتُ رحلتي تحت ظل
الرحمن.. وصلت في الوقت المحدد... فكان نعم الاستقبال و نعم الترحاب.
رأيتُ دارين لأول مرةٍ في حياتي... امعنت النظر تلو النظر.. دققت في
تفاصيل ذاتها .. فأيُ رؤيةٍ كانت.. و اي جمالٍ كان يحتويها و ايُ ابهةٍ
كانت تعتليها.. كانت كالعروس في ليلة زفتها.. كان الأريج يغطي كل
مساحات الأمكنه و كانت ابتسامتها تطغى على كل الازمنه... كنت انظر
الى ذلك الجفاء الذي كان بيننا على انه مسألة حمق اقترفته في حياتي...
فكان أول ما كان مني ان قبلتُ جبينها و كان أول ما كان منها ان
احتظنتني بروحها... كانت قد اسرفت في نفسها جمالاً و بما يكمل الجمال..
او هو الله الذي اعطاها هذا الجمال الكاسح.. و المؤكد انها كانت تسبح في ترف جمالها..
لأول مرةٍ اعلم أن بلادي تظم مثل هذه المدينةِ الشرقيةِ الفارهه.. و التي
تحدها حدود الماء مع اغلب جهاتها... مدينةُ دارين .. هذه المدينةُ الربانيه..
و التي اسرف اهلها في جمالها حتى باتت درةً على بحر الخليج....
فاستقبلني مضيفي باستقبال الجمال و الكمال.. و كانت ليلةً من اجمل
ليالي عمري التي لا تفارق مخيلتي... في مدينةُ دارين,, المدينةُ الساحره...
|