الغالي
بندر التركي
___
موضوعك المطروح كتب فيه الكثير من الشعراء منذ الثمانينيّات ولا يزال حتى الآن تحت المناقشة .
المشكلة ليست في انعدام ( النقّاد ) ولا في تقبّل ( الشعراء ) للنقد الهادف / المشكلة في ( صورة )
الناقد لدى ( الجمهور ) فهو عبارة عن ( حاسد ـ حاقد ) هكذا دون أن يقرأوا ما ( كتبه ) ويتبيّنوا
صحة ( النقد ) من عدمه !!.
جمهور الشعر لا يختلف عن جمهور ( الكرة ) فهو يشجّع ( فريقه ) بتعصّب دون أن ينظر إلى مستواه
الفنّي ولا يهمّه إن ( تطوّر ) أو بقي على حاله سنين طوال / فإن فاز الفريق بالصدفة أرجع الفوز إلى
مستوى ( اللعب ) الراقي ـ وإن خسر الفريق أرجع الخسارة إلى ( ظلم ) الحكم !!!.
الشعراء أيضاً ساهموا في إيجاد تلك النظرة لدى الجمهور من خلال نعتهم الدائم للـ ( ناقد ) بالحسد
والحقد والجهل ووجدوا ( أرضهم ) الخصبة في الجمهور فغرسوا تلك الفكرة ولم ينتظروا طويلاً لحصاد
نتائجها / فجمهور بهذا ( الوعي ) لا يحتاج إلى ( قراءات ) كي يقيّم ( الشاعر ) لأنه لا يستمع أصلاً
للشعر ولا يدرك ما يقوله الشاعر ليحكم على ( شاعريّته ) وجلّ ما يتوق إليه ( الجمهور ) هو أن يكون له شاعر يراهن عليه ويتبعه بغض النظر عن ( محتواه ) الفكري و ( مخزونه ) الشعري !!.
الشاعر المشهور الآن هو من يسيّر الجمهور بلهجة ( صبيانيّة ) وألفاظ ( شوارعيّة ) تخلو من الحس
بالمسؤوليّة / ولأن فاقد الشيء لا يعطيه فإن الشاعر لا يملك من الشعر إلاّ ( الوزن ) والـ ( قافية )
وهما كـ ( اللحن ) يرقص عليهما ( الجمهور ) المتعطّش للـ ( رقص ) ـ أما ( المضمون ) والذي
هو ( أساس ) الشعر فلا أحد يهتّم به بقدر إهتمامه بـ ( حركات ) الشاعر و ( طيشه ) بين كل بيت
وآخر وكأنّه ( ممثل ) هزلي من الدرجة العاشرة جاء لإضحاك ( المراهقات ) وإسعاد ( الأطفال ) !!.
ـــ
( النقد ) لم يغب عن الساحة إلاّ لأنّه ( ثمين ) وما لم يصل الشعر ( الرخيص ) إلى مستوى
يؤهله للنقد فإن ( الشعر الشوارعي ) سيبقى سيّد الموقف بهكذا شعراء وهكذا جمهور تجمعهم
( أمسية شعر ) حالمة غاب عنها ( الوعي ) وفـرّ منها ( النقد ) أما الشعر فبات يحتضر في
( أفواه ) أشباه الشعراء ويلوك آذان البلهاء .. إلاّ من رحم الله .
ـــــــــــــــ خالص التقدير
|