اعود بعد الصلاة لما كنت عليه ..اسرح وامرح بين الحرف والحرف
اتجاذب مع صفحتي اطراف الحديث ..فأفعل كما فعل الأعمش ..
وهو احد الفقهاء التابعين .. كان اذا ضاق صدره لجأ لشاة عنده في البيت
فيحدثها بالأحاديث والأخبار .. حتى تمنى البعض من اهل الحديث أن يكونوا
مكان هذه الشاة ..
وها انا أحدث صفحتي كالأعمش ..و أرفه عن نفسي .. وابوح بحبر و كلمات
لعلني مع الوقت اشعر بالراحة .. وربما بالنعاس كبقية البشر ..
*
*
حقيقة
نحتاج للتنفيس بين الحين والآخر ..
وكم هو جميل ان نعرف انفسنا .. ونعرف ما قد يزيح عنها ضغوط كثيرة
قد نتعرض لها خلال اليوم .. و مسكين جداً ذاك الذي يجهل كيف
ينفس عن مشاعره .. فيجد نفسه تائهاً بين قضبان ( كيف و أين )
فتجعله الحيرة اكثر ضياعاً و شقاء ..
*
*
عيب داريني
كثيرا ما اتشعب في الحديث حتى اكاد احيد عن الطريق ..
ولا ادري ان كان هذا التشعب ميزة ام عيب ..
كل ما اعرفه انه يحدث بدافع الحماسة
فتتبادر لذهني عدة محاور .. و تتفرع منها امور اخرى لم تكن بالحسبان
فأجدني ابدأ دون الرغبة في الوصول للختام ..
*
*
موقف مع شخصية غييييير
سأسرد عليكم قصة حدثت لي شخصياً تعلمت من خلالها الكثير ..
وقد تجدون فيها احداث مشابهه مررتم بها ..
في احدى المرات وعند احدى قريباتي قابلت سيدة معاقة .. عمياء لا ترى الا السواد ..
و كنت اجهل إعاقتها ..فهو أول لقاء لي معها .. وجدتها تتحدث بشكل عادي جداً
عن الفساتين والموضه والألوان .. و تتحدث عن اطباقها اللذيذة.. وطريقة عمل الكيكة
الإسفنجية .. تحدثت عن أعمال البيت تشكو منها مثلها مثل اي امرأة ..
قضيت معها وقتا طويلاً ولم الاحظ عليها اي شيء ..
ثم سألت من كانت بجانبي فأخبرتني عنها .. وتفاجأت حين علمت بفقدانها البصر ..
ودهشت اكثر حين سمعتها تطلب بعض الصور لصاحبة البيت مع اولادها في رحلتهم
لمدينة أبها .. تريد ( رؤيتها ).. و راقبتها ..
كانت تتلمس الصورة واحدة تلو الإخرى مع بعض التعليقات
( ماشاء الله _ يسعدها يارب _ الله _ حلو ..الخ )
لا اجد اسما لهذه القدرة على الخيال والتصور سوى ( البصيرة )
سبحان الله
كيف تحمل هذه الروح .. ؟؟
وتمتلك هذه القدرة على تحدي الإعاقة .. ؟؟
ثم كيف يحق لنا نحن الشكوى وقد خلقنا الله بهذا الكمال ..
لا نقص ولا إعاقة ولا عيوب ..؟؟
والله اني خجلت من نفسي .. قضيت يومي ذاك افكر في هذه الشخصية المذهلة
فعلا إن الإعاقة الحقيقية تكمن في تفكيرنا ..لا في أجسادنا ..
*
*
دعاء اليوم
الحمدلله الذي عافاني مما ابتلاك به وفضلني على كثير من خلقه تفضيلا ..
|