عبداللطيف الغامدي

ياصَغيري

لستُ وحدي ...... ياصَغيري

انها امُتَنا كاملةً

خلفَ اسوارِ الحصار

وظلامُ الكيسِ هذا ليسَ الاّ
قطعةٌ من ليلِ آلاف الضَّحايا
بل ملايينَ الضَّحايا

اعتِذاري ياصَغيري
فلقد احببتُ هذا الكيس ..رغما
هوَ أرحم...... هو أرحم
لونهُ القاتمِ يثنيني عنِ الرؤيا ,,,, ولكن
ياصَغيري ذاكَ أهون
لا ارى الذّلَ باحداقِ العرايا
بل ملايينِ العرايا وملايينِ العرايا


انني افضل حَظّا
فانا أملكُ نعلاً..... وثياباً
انتَ عِندي .... ياصَغيري
اي فضل يحتويني.... أنتَ عندي

نم قليلاً قبل ان تكبرَ يوماً ... ستعاني
قسوة الاغلالَ والاقفالَ والاسلاكَ والبؤسَ المدوِّي
ولهيبَ الحرِّ والحزنَ وفقراً لا يبارى
فتذكرني والاّ لن تراني
رُبَما يقتُلني القهرُ سريعاً
نم قليلاً....... وستكبُر

وسَتدري .. ليسَ لي بالأمرِ جدوى
فالتَمِس لي بعضَ عُذري ..حينَ تدري

حين تكبُر ......
انني أُوشكُ ان اعلمَ ماذا سوفَ يحدث
سوفَ تبكي مثل ماابكي ولكن
داخلِ الكيسِ ولن يعلمَ اطفالكُ ماذا انتَ فاعل
وسيحميكَ منَ ألرّؤيا .. وتَبكي ....ثم تَبكي
فاحتَضِنهُم
احتَضِنهُم كَي يناموا .... لو قليلا


لستُ وحدي
أترى الاغلالَ والاقفالَ والاسلاكَ والبؤسَ المدوِّي
ولهيبَ الحرِّ والحزنَ وفقراً لا يبارى
انها من مانسينا
انها من ما أتينا ... فَجنينا

لستُ وحدي
امتةً كاملةً تحصدُ مثلي
انها خلفي تماماً
تشتكي الاغلالَ والاقفالَ والاسلاكَ والبؤسَ المدوِّي
ولهيبَ الحرِّ والحزنَ وفقراً لا يبارى


لاتُدِر رأسكَ للخلفِ حبيبي ... سَتراها
وسَتبكي....... وسَتبكي

نم قليلاً نم قليلاً نم قليلاً
فأنا لا املك ُ الصبرَ لتبكي
وسَتكبر ثم..... تبكي
مثل ما ابكي تماماً
داخلِ الكيسِ ... سَتبكي.... وستبكي....وستبكي ....وستبكي