في ليلة حالمة
منادي يضيء ليل القاهرة بقناديل الشعر




في ليلة من ليالي الشعر الجميلة أقام الأمير الشاعر سعد آل سعود والشهير بـ (منادي) أمسية شعرية كبرى بالعاصمة المصرية القاهرة وسط حضور جماهيري تخطى حاجز 1500 شخص،يتقدمهم السفير السعودي هشام محي الدين ناظر والملحق الثقافي محمد العقيل وعدد كبير من كبار الشخصيات ورجالات الإعلام والثقافة ، وذلك بمناسبة الحفل الختامي للإنشطة بالملحقية الثقافية السعودية ونادي الطلبة السعوديين بالقاهرة، وبعد انتهاء الحفل الخطابي وقبل أن يتم الإعلان عن الأمسية الكبرى عرض لوحتين غنائيتين عن الشباب وبنت الوطن من أوبريت مهرجان الجنادرية(عهد الخير) والذي صاغ كلماته (منادي) ،ليعلن بعد ذلك عن الأمسية حيث طلب من فارسها الأمير الدكتور والشاعر سعد آل سعود أن يعتلي منصة المسرح بعد مقدمة مختزلة وجميلة وسط عاصفة من التصفيق والهتاف.
بدأت الأمسية عند الساعة العاشرة والنصف, بكلمة عبر من خلالها الأمير سعد عن سعادته بالحضور الجماهيري المصري والخليجي وبمشاركة أخوانه الطلبة والطالبات الدارسين والخرجين المناسبة،وأشار إلى أنه لم يتردد بقبول الدعوة من منطلق أن المناسبة وطنية من جهة،ومن جهة أخرى مناسبة تتعلق بالتعليم الذي يعتبر أحد المنتمين له ومن واجبه المشاركة،بعد ذلك كانت البداية مع قصيدة وطنية بعنوان (رفرفي يا اعلامنا) من أبياتها:

أنت تامر ياوطنا نجيك بطوعنا
ما نفكر يا وطن بالحياه وبالمماة
أنت وسط قلوبنا حارستك ضلوعنا
والوسط يا موطني ملتقي كل الجهات
زاد خيرك يا وطنا وزاد خشوعنا
إيه حنا نمنع البيع بأوقات الصلاة


وقد تفاعل الجمهور الحاضر مع القصيدة بشكل ملفت،ليقرأ بعدها بعض من لوحات أوبريت عهد الخير مثل لوحة (بنت الوطن) ولوحة (شباب اليوم) وبعد هذه السلسلة الجميلة من القصائد التي تتغزل بحب الوطن وقادته وشعبه, استأذن فارس الأمسية الجمهور بإلقاء عدد من قصائده التي تدور حول فلك العاطفة،ليبدأ بقصيدة (فراغ عاطفي) وقبل أن يبدأ بقراءتها علق قائلاً: هذه قصيدة بعنوان فراغ عاطفي "أعاذنا الله وإياكم منه لتضج القاعة بالتصفيق ومن ثم قال:

مادام مابه شي يربطك فيني
تلقين من يشغل فراغك بدالي
أجاملك..على الأقل جامليني
إما اسألي في غيبتك أو تعالي
لا تذكرين الوصل..بس اذكريني
اقسي ولكن اسألي كيف حالي



وقد قدم فارس الأمسية مجموعة رائعة من القصائد التي تراوحت بين الجديد والقديم، وبين العاطفة والحكمة والقصائد الاجتماعية ومنها قصيدة (لو تألم) الخاصة بذوي الإحتياجات الخاصة التي يقول مطلعها:

لو تألم في حياتك.. لا تألم
أنت بإيمانك تحديت الإعاقة
أنت صورة للشجاعة والتحمل
أنت عندك للصبر قوه وطاقة

ومن ثم أتبعها بسلسلة من القصائد وسط انسجام وتفاعل ملحوظ من قبل الجمهور (عين الرضا)،(خسرتيني)،(أنا ضدك) والتي يقول مطلعها:

هذا وقلبي معك..خليتني ضدك
من شاف ما يكرهه يعاف ماحبه
تلومني..والخطايا من فعل يدك
ما عاد لك عذر يالغالي تعذر به

وبعد أن فرغ من ألقائها قوبل بتصفيق حار وسيل من الطلبات حيث علت الأصوات في القاعة تطالب ببعض من القصائد ليقرأ بعدها قصيدة (صدفه) وأتبعها بقصيدة (جرح الحب)،ومن ثم قصيدة جديدة بعنوان (ليلة حزن) يقول مطلعها:

علمتني ليلة الحزن ما فرح بالغياب
لو يغيب اللي بغيته عن عيوني يغيب
يا حبيبي..ما بعد غربة الحب اغتراب
من غلاك جروح فرقاك ..ما ودي تطيب

ومن ثم ألقى قصيدة (الزمان أرزاق) و(احساس العالم) وقصيدة (نصيب الغير) التي منها:

بلحظة.. كيف صرت أقسى من الفرقا بلا تبرير
وأنا اللي ليلة غيابك بغيتك تاقف بجنبي
تصاحبك السلامة والأماني يانصيب الغير
انا كل الكلام اللي بقوله.. يحفظك ربي
وتبقى أكبر وأكبر بعيني والزمان صغير
ولوما قلت أحبك.. كل يوم يقولها قلبي

كما ألقى قصيدة(30/5) حيث علق على عنوان القصيدة أنه في آخر أمسية له طلب أحد الأشخاص منه تغيير أسم القصيدة لأن هذا التاريخ يذكره بتاريخ خسارته بالأسهم وأردف منادي قائلاً:" أتمنى أن يكون عوض خسارته الآن" ومن ثم قرأ قصيدة (ما قلت لك) التي يقول مطلعها:

ما قلت لك لا تذكري طاري البعد
خليني اشعر بالفرح في حضورك
لا صرت اببكي في الوصل ليلة الصد
وش عاد يبقى من ليالي سرورك

وقد تفاعل الجمهور مع القصيدة بشكل كبيرة وكانت الجهة اليسرى من القاعة تصفق أكثر ليعلق منادي على هذا الأمر بالقول:" يبدو أن لدي واسطة بهذه الجهة) لتضج القاعة بالتصفيق مره أخرى،ومن ثم تابع رحلة الإبداع والرومانسية بعدد من القصائد وهي (للحين) و(احبك) و
( ياحلوتي) وهي من آخر القصائد التي كتبها الشاعر وطلبها الجمهور بالإسم ويقول مطلعها:

ياحلوتي..ماغليتي الا من اغلاك
القلب كنه ماخلق غير يغليك
ياللي بدربي وين مارحتي القاك
اجيك مادري كيف..لكنّي اجيك
لوقلت لك في يوم قررت فرقاك
اقول في نفسي عسى الله يخليك
حبيبتي لو الزمن يوم قساك
بقول احبك قبل لا قول وشفيك

ووسط تصفيق حار وهتاف كبير ومطالبة بعدد من القصائد المشهور مثل ( الإنسان) و ( فاقد الشي) أسدل الأمير الدكتور والشاعر سعد آل سعود الستار عن أمسية بأرض الكنانه كانت مميزة وناجحة بكل المقاييس.
بعد ذلك قام الأمير الدكتور سعد آل سعود ومعالي السفير السعودي هشام محيي الدين ناظر بتسليم الطلبة والطالبات الخريجين شهادات تخرجهم ومن ثم تم عرض مقطع راقص من أوبريت عهد الخير بعنوان (عمار يادارنا) ليتفاعل الجميع معه وفي مقدمتهم (منادي) والسفير السعودي حيث وزعت عليهم الأعلام السعودية والتي ملأت جنبات المسرح.

منادي: الجمهور نجم الأمسية
بعد نهاية الأمسية تحدث (منادي) للوسائل الإعلامية قائلاً:"أنا في غاية السعادة بهذا الحضور وهذا التفاعل الجماهيري الرائع،وفعلاً الجمهور نجم هذه الأمسية بلا منازع،وحقيقة أن هذه الأمسية الأولى لي بالقاهرة وكان الحضور الجماهيري والتفاعل أكثر مما كنت أتصوره وأحمد الله على ذلك،كما لا يفوتني أن أشكر سفير المملكة العربية السعودية بالقاهرة الأخ الأستاذ هشام ناظر على دعوته وحضوره الأمسية،وكذلك الملحقية الثقافية ونادي الطلبة على كرم الضيافة والاهتمام،وأتمنى للجميع التوفيق والنجاح".


السفير السعودي: منادي شاعر ذائع الصيت
أكد السفير السعودي بالقاهرة بعد نهاية الأمسية أن سعادته لا توصف بتواجده بهذا اليوم، وأضاف:" كان حفلاً رائعاً توجه الأمير الدكتور سعد آل سعود بأمسية جميلة ومميزة من شاعر ذائع الصيت،وحقيقة أننا استمتعنا جميعاً بالقصائد التي ألقاها وكان حضوره وشعره مسك الختام وأنا أشكره على تلبية الدعوة".

الملحق الثقافي: حضور أثلج صدورنا
من جانبه علق الملحق الثقافي بالقاهرة محمد عبدالعزيز العقيل بالقول:" كانت أمسية جميلة وناجحة بدليل التفاعل الكبير من قبل الجمهور الحاضر وكذلك الطلبات المتكررة لبعض القصائد، فقد أثلج صدورنا تلبية الأمير سعد آل سعود للدعوة ومشاركته لنا حفل تخرج الطلاب والطالبات وأنا بلا شك أشكره على ذلك فهو رجل أكاديمي ويعي تماماً أهمية هذه المناسبة ،وبالواقع أن الجميع كان مبتهجاً وسعيداً ومتفاعلاً مع القصائد التي ألقيت بهذا المساء،وأتمنى أن نكون قد وفقنا في تنظيم أمسية تليق بمكانة وشهرة (منادي).


مشاهدات من الأمسية :- حرص عدد من الطلبة والطالبات على التقاط الصور مع فارس الأمسية
- قدم الأمير سعد آل سعود هدية رمزية للطلبة والطلبات عبارة عن أوبريت (عهد الخير ) يحمل توقيعه.
- كان منادي حريصاً على أن لا تطول مدة الأمسية.
- تمت محاصرة (منادي) بعد الأمسية من قبل وسائل الإعلام وخرج من القاعة بمرافقة السفير بصعوبة بالغة.
- عدد كبير من الجمهور ردد بعض أبيات منادي قبل أن يكملها،كما أن بعض الأصوات تعالت في القاعة أكثر من مره تطلب قصائد معينة قام الشاعر بتلبية بعضها.
- كان لمدير العلاقات العامة والإعلام بالملحقية خالد النامي دور بارز في التنظيم وفي نجاح الأمسية. كما بذل نادي الطلبة السعوديين بالقاهرة برئاسة احمد الشمري جهود مميزة لإنجاح الأمسية.
- حاول برنامج (صباح الخير يا مصر) وبعض القنوات المصرية أن تستضيف الأمير سعد في اليوم التالي للأمسية ولكنه أعتذر لضيق الوقت.
- استقبل العديد من الزوار وبعض الإعلاميين المصريين نقاشات.

المؤتمر الصحفي
قبل الأمسية بيوم وتحديداً ظهر يوم الخميس عقد (منادي) مؤتمراً صحافياً واجه من خلاله سيل كبير من الأسئلة المتنوعة والتي أجاب عليها باقتدار، ومن أبرزها العلاقة بين موهبته كشاعر وتخصصه كاستاذ جامعي وكيف يوفق بينهم حيث أكد الأمير أنه يفصل تماماً بين هذه وتلك وأنه لا يقبل أي نقاش في مجال الأدب داخل حرم الجامعة،كما رفض منادي أن يكون أنتشار الشاعر السعودي والخليجي محدود وأنه وصل للعالم العربي أجمع منذ مدة زمنية طويلة وخاصة من خلال الأغنية, جاء ذلك رداً على أحد الأسئلة. المؤتمر أستمر ما يقارب الساعة الكاملة شمل على مداخلات عديدة وأسئلة وقصائد شعر ترحيبيه بمقدمه، وبعد نهاية المؤتمر دعي الجميع لحفل الغداء الذي أقيم على شرف الأمير الدكتور سعد آل سعود.