منتديات المرقاب الأدبية - عرض مشاركة واحدة

17-09-2008, 04:28 PM

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد صالح العتيبي

دعنا نتفق أولاً على تواضع مرورنا وليس تواضع شعرك

ابستميحـك شعـر ياصـدري لعـل الاتـجـاه
فيما عقدت العزم في طرحه على النهـج القديـم
يستدرج الموضوع من قلبي .. ويدفـع مـاوراه
للبوح عمّا راود احساسي مـن الامـر العظيـم

( أبستمحيك شعر ) !! والله لاتخرج إلا من بنيّات أفكار المبدعون فقط !!
المطلع أتاح للقارئ فرصة التهيأ لما بعده في صورة شعريه لافته للحس والإمعان

تهيم روحي في ملكوته .. وتعـرج فـي سمـاه
بإسم التأمل كـل عـرق ٍ يدلـي بدلـوه واهيـم

( التأمل ) جئت بأعظم كلمه في التفكر في ملكوت الخالق !! كتبيان عن أصل الموضوع الذي عرجت إليه .. ولا أدللّ على ذلك إلا على ( قوة الإستدلال وفتح نوافذ لوصف الحالة النفسيّه المسيطره عليك ) ..

انا لو املك خاتم سليمان .. وين القى عصـاه ؟
اللي تركها تلفظ الحكمه علـى انفـاس الحكيـم

سبق هذا البيت إستشعار الشهر الفضيل ( شهر رمضان ) ومن الثابت أن الله عز وجل ( يربط الشياطين والجن ) في هذا الشهر ، هذا البيت تحديداً رغم علاقة سيدنا سليمان عليه السلام بالجن والعصى التي كان يتكأ عليها .. حُذفت كلمة ( الجن ) .. وجاءت الإستعارة في صورة جديدة وعظيمة في المعنى ..

كم لي وانا ابحث في خفايا الذات عن طوق النجاه
وكم لي على هالحال احث النـور يغتـال العتيـم
مافي الصدر موطأ قدم الاّ النـدم يبحـث خفـاه
والخوف موجع .. والشعور بكثرة التقصير اليـم

أقسم أن البيتين ( إغتيال للنفس الأمّار بالسوء ) وتذكير بالتقصير بأجمل الحلل الشعريه ..

عمري لو اغفلت اوله .. ماودي اغفـل منتهـاه
قلبي على حلاوة الايمـان مـن صغـري كظيـم

كظيم !! وهي من كَظِمَ : وتعني إمتلاء الشي من الغيض أو الحزن والقدرة على كتمه !! وهي عبارة جاءت في القرآن في صفات الصابرين .. وجاءت هنا في معنى عظيم وعميق أي أنه يحفظ هذا الإيمان والإستمتاع بحلاوته رغم المكاره والسوء الذي يحيقان بالنفس ..

هيأ لـي مـن الرشـد مايلـوي ذراع الاشتبـاه
ويجنّـب اقدامـي كلاليـب الصـراط المستقيـم

هنا صورة عجيبه من ضمن الصور العجاب في هذا النص .. ومن المعروف أن الصراط يأتي من فوق نار جهنم أعاذنا الله وإياكم من شروره .. وللنار ألسنه تلتهم الكافرين وتقذف بهم في بطنها ماشاءالله بها أن تقذف .. وكلاليب دلالة على قدرة ألسنه النار في الإمساك بأرجل الكافرين والذين أراد الله بهم أن يكونوا من أهل النار .. وهي قدرة ممنوحه من الله عز وجل .. وجاء توضيفها في أجمل صورة وانا هنا أخالف الأستاذ / عبدربه في فهمه لهذا البيت ..

عناد ... أبعد الله عنا وعنك وعن كل مسلم نار جهنم وجعلنا من عتقاءه في هذا الشهر الكريم ..
تشرفت بسماعها والآن أتشرف بقراءتها وتحليلها التحليل المتواضع الذي يخالج شعوري .. وأعتذر عن تقصيري الواضح في إظهار الكم الغزير من المعاني الساميه في هذا النص

لا أخفيك إعجابي بفكرك وعنان قلمك .. وأقول كما قلت لك مسبقاً .. أنت من الشعراء القلائل الذين يكتبون بفكر وخيال واسع جداً .. وعلاوةَ على ذلك توافق نصوصك مع ثقافتك وأدبك .. أغبطك على هذا التفرد والتميّز ..

وفقك الله .. وصح لسانك يابوراشد ..

رد ..واعي .. وافي لـ .. ابو تركي .. على إحدى قصائد المبدع والمتألق (( عناد النفيعي )) ..