العباده ماهيب سهله .. ولاهي صعبه
ـــــــــ صفّ قلبك .. واطلق اللحيه .. وقصّر ثوبك !
الشطر الأول: يعتبر قاعده دينيه ثابته تؤيدها ادله نبويه كثيره ليس المجال لذكرها .. لذلك فلا غبار على
هذا الشطر نهائياً..
الشطر الثاني: نحن بحاجه لتفسير ( صف قلبك ) من قبل الشاعر.. و ماذا يقصد بهذه العباره.. فتصفية
القلب عباره جامعه عائمه تستطيع اسقاطها على أي معنى شرعي.. اما اطلاق اللحيه و تقصير الثوب
فهي ليست من العبادات الشرعيه اذا ما علمنا ان الدين ينقسم الى عبادات و معاملات و توحيد لله فقط..
لذا فإن اطلاق اللحيه و تقصير الثياب تعتبر من السمات و ليست من العبادات لأن الشاعر بدأ البيت ( بالعباده)
و اراد توضيح هذه العباده.. فهو خطأ فني و ليس خطأ ضمني... و هذه تعتمد على معرفة الشاعر او الكاتب.. فحالق اللحيه و مسبل الثوب يدخلان الجنه .. اما المقصر في العبادات الشرعيه كالصلاه
و غيرها ففيها نظر و لا أستطيع ان اقطع بالفتوى فيها...
أما ادعاء المدعي بأن المدعى عليه نصب نفسه مفتياً .. فهذا تجاوز من المدعي و غير
صحيح ... فالفتوى تكون في الأمور الفقهيه.. و الشاعر لم يتعرض لأمر فقهي حتى نتهمه
بالفتوى... فهناك فرق بين السؤال الديني و الفتوى الشرعيه... فمثلاً السؤال عن اركان
الصلاه هو سؤال ديني و ليست فتوى شرعيه... و على ذلك تقاس بقية الأمور..
البيت بشكله العام و باختصار شديد لا شئ فيه و هو بمعناه الشامل يعتبر بيت صحيح لا غبار عليه..
هذا اذا احسنـّا الظن بالشاعر و أن قصده الخير .. لكن ان كان قصده الإدعاء بالعلم فقد اخطأ فنياً..
اما ضمنياً فقد أصاب و رسالته تعتبر واصله ... فالمعرفه و الثقافه لها دور في نوايا الشعراء...
اما الاستهتار الذي اشار اليه فقد اضحكني كثيراً... فالشاعر لم يأتِ بشئ غريب .. بل انه اختصر
تعريف الصلاح ببيت واحد و هذا من المفترض ان يحسب له... تمنيت لو ان الشاعر عبر عن الصلاح
وليس عن العباده حتى لا يكون عرضه لمن أراد ان يتصيـّد عليه دقائق الأمور...
و الإدعاء (الذي قرأناه) للمدعي ليس في محله مع احترامي و تقديري له ... تمنيت لو أن ادعاءه كان
في شئ آخر غير النقاط التي ادعى بها...
تحياتي للجميع
و هذا رأي شخصي ليس بالضروره ان يكون صائباً .. انما هو اجتهاد كاجتهاد الشاعر و اجتهاد المدعي..
|