يا مرحبا يا حسين... و حياك الله و انا اخوك ... و أنت من الأسماء التي تبذل جهد كبير
في خدمة الشعر و من الحريصين على الشعر بشهادة كل من يعرفك عن قرب...
أما الأبيات ففيها خلل فني كبير و واضح...
عدد العذاريب ذكرها في البيت الاول بأنهن ثلاث... و المتتبع لهذه العذاريب يجدها خمس و ليست ثلاث..
مافيك ياوافي الخصايل عذاريب
الا ثلاثـن ليتهـن كـان فينـا
جل اهتمامك في لزوم المعازيب
وبذل الجميل وقطع راس السمينا
وعطاك للوضح امهات الدباديب
وكدك عليهن جعل عمرك سنينا
1- الإهتمام بالمعازيب
2- بذل الجميل
3- قطع راس السمين
4- عطاه للوضح
5- كده على الوضح
فقبل كل عذروب نجد حرف عطف ( الواو ) و هذا يعني الإضافه ....
هناك نقطه أخرى.. فالواضح من الأبيات ان الأبيات لا تبيــّن ان كان الممدوح من نفس القبيله
او من قبيله اخرى.. حتى نقول انه نسف عن قبيلته هذه الصفات.. فربما تكون في أخيه او في
إبن عمه او في احد بني اخيه... لماذا؟؟
لأن البيت الثاني بدأه بالعذروب ( جل اهتمامك في لزوم المعازيب ).. فمن هم المعازيب؟
هناك معازيب و هناك ضيوف. و المعازيب هم اللي يحتفون بالضيوف.. و الشاعر هنا يذكر
اهتمام الممدوح بالمعازيب.. و هذا يعطينا دلاله واضحه ان المعازيب هم ( الشيوخ الله يطول عمارهم )..
فهم الذين جرت العاده على تسميتهم بين العامه بمسمى ( المعازيب )...
اللي اتضح لي من النقاط اعلاه امرين..
الأول: ان هناك خطأ فني في عدد العذاريب فهي من خمسه الى اربعه اذا ادمجنا الوضح في عذروب واحد..
و الشاعر ذكر ثلاثة عذاريب.. اذاً هناك خطأ فني سواء اللي كتبه عبدالله بن عون او ان فيه تحريف..
لكن أنا متأكد ان ابن عون لن يكتب أبيات فيها مثل هذا الخطأ الفني الكبير.. و هذا يعطي دلاله بأن
الأبيات ربما محرفه و لا اجزم على التحريف..
الثاني: ان القصيده اذا ثبتت لابن عون فإن القصيده لم تخرج من مدح لممدوح خارج القبيله.. فالأقرب
لها ان الممدوح من داخل القبيله و كلمة ( فينا ) التي انتهى بها البيت الأول فالمقصود أشخاص و ليس
قبيله.. بمعنى اوضح ربما المادح و الممدوح كلهم من ( العونه ).. او من ( الروسان ) انفسهم او من
اي فخذ في قبيلة عتيبه ... و ليس من خارج القبيله...
و أي شخص ينسف عن نفسه صفه حميده و ينسبها لأخيه او ابن عمه فهو من باب التقدير للمدوح
و ليس من التقصير في المادح... فالإيثار هنا يكون له دور كبير...
و من المتعارف عليه عند جميع الخلق ان الأخ يمدح أخيه و يفضله عليه .. و الخوي يمدح خويه
و يفضله عليه .. و الرفيق و الجار و هكذا .. و هذه من شيم العرب و ليس فيها أمر غريب...
و ربما الجزء الثاني اعلاه هو الأقرب الى الصواب و تكون ابيات ابن عون صحيحه و لا شئ فيها
اذا تجاوزنا الخطأ الفني الموضح في الجزء الأول اعلاه...
هذه هي وجهة نظري .. و السلام عليكم..
اخوكم
|