عرض مشاركة واحدة
قديم 09-11-2008, 09:50 PM   #5
شفق السريّع
(*( عضو )*)


الصورة الرمزية شفق السريّع
شفق السريّع غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 49
 تاريخ التسجيل :  May 2002
 أخر زيارة : 23-05-2013 (11:37 PM)
 المشاركات : 15,659 [ + ]
 الإقامة : المنطقه الشرقيه - بقيق
 زيارات الملف الشخصي : 42200
 الدولهـ
Saudi Arabia
لوني المفضل : Crimson


علم المنطق


هذا علم أثار بين العلماء قديماً نزاعاً واسع الرقعة، وأضرم خلافاً متأجج الأوار..حتى تضاربت وتباعدت أقوالهم فيه كل التضارب والتباعد.



رأيان متضادان في علم المنطق:

قال عنه جماعة من العلماء إنه علم كفري، وضع أسسه الفيلسوف اليوناني
أرسطاطاليس، ونقله إلى العربية من ساءت عقيدته، وبيّت للإسلام نية السوء والنقص.

وانظر من هؤلاء إلى السيوطي رحمه الله حيث يقول عنه في (الحاوي): المنطق هو فن
خبيث مذموم، يحرم الاشتغال به، مبني بعض مافيه على القول بالهيولى، الذي هو كفر
يجر إلى الفلسفة والزندقة، وليس له ثمرة دينية أصلا بل ولا دنيوية، ثم ساق أسماء
جمهرة من العلماء قالوا نفس القول، ودعوا الخلق كافة إلى هجر هذا العلم ونبذه.

هذا رأي... ولآخرين من العلماء رأي آخر.

إذ يسمى بعض العلماء علم المنطق علم الميزان، لأنه به توزن الحجج والبراهين،
ويسمونه أيضاً خادم العلوم، لأنه الوسيلة إليها، أو رئيس العلوم لحكمه عليها...

ولذا فلا غرو عند هؤلاء إن كان كما قال الشيخ الرئيس ابن سينا: المنطق نعم العون
على إدراك العلوم كلها، وقد رفض هذا العلم وجحد منفعته من لم يفهمه ولا اطلع عليه،
عداوةً لما جهل... وقال الغزالي: من لم يعرف المنطق فلا ثقة له في العلوم أصلا.


الاعتزال وليد المنطق:

ولقد رأينا نتيجة دخول علم المنطق والفلسفة على الأمة في نشوء الاعتزال، الذي اتخذ العقل ركيزة أساسية له في فهمه للدين.

وهذا ولاشك جيد ابتداء، إلا أن المعتزلة غالوا في ذلك حتى جنوا على كثير من النصوص الشرعية،
وجنحوا بفهمها اتباعاً للتفسيرات العقلية والتبريرات الفلسفية، مما جعلهم منبوذين في الأمة،
حتى قيض الله سبحانه وتعالى لهذا الدين أبا الحسن الأشعري ومن بعده الباقلاني ثم الجويني
عندما أوقفوا بالمنطق والحجة مد الاعتزال وفكره، ثم أعقب ذلك الغزالي رحمه الله الذي كان
آية من آيات الله في الفلسفة والمنطق والفكر فارتقى قمة الفلسفة واستلم زمامها حتى أقر له
أربابها بذلك في كتابه ( مقاصد الفلاسفة) ثم عاد فالتفت إليها فنقضها نقضاً شديداً، ووجه لها
ضربات قاضية لم تقم لها بعدها قائمة في كتابه (تهافت الفلاسفة) وبذلك كان كمن أطفأ نار
المنطق اليوناني الكافر بماء منطق الإسلام المؤمن.



تعريف علم المنطق:

ولنا بعد هذه المقدمة المستفيضة أن نتساءل ما هو المنطق، وما هو تعريف العلماء له ولموضوعاته؟

يقول صديق بن حسن القنّوجي في (أبجد العلوم): هو علم يتعرف منه كيفية اكتساب
المجهولات التصويرية والتصديقية من معلوماتها.

والغرض منه التمييز بين الصدق والكذب في الأقوال، والخير والشر في الأفعال، والحق
والباطل في الاعتقادات.

وقال حاجي خليفة: إن أصول المنطق تسعة أبواب على المشهور: الأول: باب الكليات
الخمس، الثاني: باب التعريفات، الثالث: باب التصديقات، الرابع: باب القياس، الخامس:
البرهان، السادس: الخطابة، السابع: الجدل، الثامن: المغالطة، التاسع: الشعر، هذا خلاصة
مافي ( العَلَمى) حاشية شرح (هداية الحكمة الميبذية) وحكمة شرح العين وغيرها.

والحق أن فلاسفة الإسلام على الرغم من تأثر بعضهم بالمنهج اليوناني للمنطق، إلا أن
غالبيتهم قد روضت المنطق الذي أسسه أهل الوثنية والإلحاد، ليكون مطية لعلم التوحيد الذي
امتزج بالمنطق، فأصبح يسمى بعلم الكلام.

وقد عرف ابن سينا الفلسفة تعريفاً مفصلاً حيث قال: الحكمة (ويقصد بها علم المنطق)
صناعة نظرية، يستفيد الإنسان منها تحصيل ماعليه الوجود كله في نفسه، وما الواجب عليه
فعله، مما ينبغي أن يكتسبه فعلُه، لتشرُف بذلك نفسه وتستكمل وتصير عالماً معقولاً مضاهياً
للعالم الموجود، وتستعد للسعادة القصوى بالآخرة، وذلك حسب طاقة الإنسان.


المنطق والعلوم الإسلامية:

ولا يفوتنا أن ننوه وننبه إلى أن علماء الإسلام قد استخدموا المنطق كعلم يحاكم القواعد
الأساسية إلى العقل، ويضبطها به، ويرجع ترتيبها وصدقها إليه، استخدموه في علوم شتى
من علوم الإسلام : في علوم القرآن والحديث والفقه ـ وعلى وجه أخص في أصول الفقه ـ
والنحو والتصوف والعقائد، حتى أصبحت تلك العلوم وغيرُها معتمدة عليه مسلمة قيادها إليه،
لايكاد يطلع عليها ويتضلع منها من لم يُجِدْ ويتقن المنطق وقواعده.

قال صاحب (أبجد العلوم) عن أطراف علم المنطق: الطرف الثاني: أن المتأخرين من
علماء الإسلام، لاسيما أئمة الأصول والبيان والنحو الكلام من أهل البيت وغيرهم، قد استكثروا
من استعمال القواعد المنطقية في مؤلفاتهم في هذه الفنون وغيرها.

وقال أيضاً: الطرف الثالث أن كتب المنطق التي يدرسها طلبة العلوم في زماننا قد هذبها
الإسلام تهذيباً صفت به عن كدورات أقوال المتقدمين، فلا ترى فيها إلا مباحث نفيسة ولطائف
شريفة، تستعين بها على دقائق العلوم، وتحل بها إيجازات المائلين إلى تدقيق العبارات، فإن
حرمت نفسك معرفتها فلا حظّ لك بين أرباب التحقيق.


والحقيقة التي يتوصل إليها الناظر بإنصاف إلى علم المنطق: أنه كما قال بعض العلماء
الأفاضل: إنه كالسيف يُجاهد به شخص في سبيل الله، ويقطع به آخر الطريق.

ولاشك أن كلامنا عن علم المنطق هنا لا يتناول صورته الحديثة التي لبسها بعد النهضة
العصرية الغربية، التي قدمت نظريات فلسفية جديدة معظمها يدور في فلك المادية والوجودية
والبوهيمية.


 
 توقيع : شفق السريّع

يـا مغـسّـل الامــوات للـمـوت تـذكـار=انـشــد و تـخـبـرك الـنـجـوم الـمـطـلـه
انشـد بـلاد الشـام و اديــار الاحــرار=لا تـنــشــد الــعــشّــاق والا الــمــولّــه
الـيـا تـراخـى راعـــي الـــذل و انـهــار=ف/ الشـام ماهـي بـالـردا مُستَحـلَـه
منها يشعّ النـور و تطـوف الانـوار=كــــل الــوجــود و نـــــوّرت بـالاهــلــه
و ان ثـارت الهيجـا مـن يديـن ثـوّار=ف/ رجالـهـا مـــا سِـــوّروا بـالاغـلّـه
تنصا المنايا من شجاعه و تختـار=مـوت الشـهـاده عــن حـيـاة ٍ اِمْـذلّـه
وْبين الشتا و الصيف مدفع و طيار=قتـل وْ تشـرّد.. هـدم مـنـزل و فِـلـه
وْطفلٍ رضيـع ايصـارع الجـوع فغّـار=و ام ٍ كـسـيـره.. و الـحـيـاه المـعـلّـه
وْبـشّـار مـوسـاد الكـفـر ســاد كُـفـار=اســتــعــبــد الــعـــبّـــاد رب وْ تــــألّـــــه
يبـطـش بـقـوّة بــاس قـاتــل و جـــزّار=و ايـران سـادت و استبـاحـت بظـلـه
يوم العرب لاهين ما بيـن الاسعـار=فــي ســوق دنـيـا بالـعـلـوم المـخـلـه
عِــــبّــــاد لــلــدنــيــا و عِــــبّــــاد دولار=و وجيهـهـم تـحــت الـــردا مستـظـلـه


رد مع اقتباس