× [ بين العتب والباب × والضيم والقيد ] ×

هنا قصيدة مليئة بالإحساس .. مفعمة بالتمكّن والرويّة ..!
أتت بظروف مشابهة لـ ظروف المعتقلات .. وبأحلام لا تعدو كونها آمال سجين .. وتطلعات أسير .. ! هنا بابيات كيبوردية من جنبات معتقل المرقاب أتحفنا شاعرنا القدير / مشعان البراق بتلك الفاتنة . !

شاعر أودى به الإقتراف .. الى كرسي الإعتراف .. !
وأوقعته صور المجون .. تحت وطأة القانون .!
قياديّ سابق في المنظومة المرقابية .. وأحد أعضاء الهيئة الإدارية العليا .. ولكن ذلك لم يشفع له من يد العدالة .. وتربّص المتربصين ..

يستهلّها بوصف حاله المتعثر .. ومحيطه البائس .. ونظرته المنكسرة كـ سجين أضناه السهر .. وأقضّ مضجعه الشقاء .. !
بين حواجز معنوية متمثلة في العتب والضيم .. !
ومادية محسوسة مؤلمة تتمثل في قيود الجُند .. وأبواب موصدة محكمة الإغلاق .. قيدت حريته .. وأوثقت حبال عنفوانه ؛ فتغيّب عن الجمهور .. وحِيل بينه وبين الحضور .

تتخاطفه الأفكار .. وتترصد له الهواجيس المقلقة .. حتى أصبح يسير على غير هدى .. يقول :

[poem=font="Simplified Arabic,5,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
بين العتب والباب والضيم والقيد=عشت الغياب اللي تعذر حضوري
تلعب بي أفكاري على غير ما آريد=وخايف من اللي فيّ لا أفقد شعوري[/poem]


يُراجع حساباته .. ويسترجع شريط ذكرياته
باحثاً عن مبرر مقبول .. ودافع مسئول أوقعه في ذلك المعتقل .. فتتعثر إجاباته .. وتتلعثم تمتمات أفكاره ..!
ويتساءل هل قِيد الى هنا برغبة ومشورة .. او بذنب وجريره .. ؟ يقول :

[poem=font="Simplified Arabic,5,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
اراجع اوراقي .. مرار وتراديد=لا الذنب ذنب ٍ لي ولا الشور شوري
من بعد ما أسج القدم وأقطع البيد=ولا كل ما آستحْوذه يرضي غروري[/poem]


بدأ يسلّم بالأمر الواقع .. ويلقي بلائمته على الأيام .. وشرورها المحدقة .. التي أحاطت به من كل جانب
فحبسته عن هواياته .. وكبحت جماح رغباته .. فلا صيدٍ يراه .. ولا يسير بمزاجه في أرض فلاه .. فلا هوايات في السجون .. ولا رغبات في إطار أقسام الشُرَط .. يقول :

[poem=font="Simplified Arabic,5,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
دارت بي ظروفي وورتني الكيد=وصرت أنتظر بين المساجين دوري
وفضلّت عن ما أهواه في نقرة الصيد=أريح عزومي .. وأبرقع طيوري[/poem]


يعترض على الأنظمه .. ويعبّر عن شعورٍ بائسٍ محبط .. !
ويعتقد بُعد المدى بينه وبين ساعة العفو والإفراج .. حيث بدأت ساعاته تتباطأ لحظاتها .. ويتمنى ليالي العيد أن تقترب أوقاتها ..!
ولكن برغم ذلك فهو يعيش في لحظات تفاؤل يختلقها لنفسه ؛ ليسلي خاطره .. ويريح باله المضطرب .. ودقات قلبه
الموجعه بأن هناك أناس لم يكن يحرص على عثراتهم .. والوقوف على معائبهم .. رأوه في حاله لا يُحسد عليها .. ولا يتمناه صديق فيها . . يقول :

[poem=font="Simplified Arabic,5,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
الحكم جاير والرجاء عني بعيد=حسبي .. على نظامه الدكتاتوري
متى الفرج متى متى ليلة العيد=متى يزين الحال وتزين أموري
ما كنت أشوف قصور زايد ولا زيد=اليوم عادوني .. وشافوا قصوري[/poem]


حرّ أبيّ .. لا يرضى الذل .. ولم يسوغ له ترجّي الآخرين
طموحاته لم يكن لها حدود .. ونظرته بعيدة المدى لم تعرقلها القيود .. وانما يقضي فراغ وقته
في بدع القوافي .. ومنادمة السطور .. واختيار العذب من الألفاظ .. والدرّ من فنّ الكلِم .. !
وكل ما يخشاه أن تطول به المدّه في ذلك المعتقل .. لفترة يبتعد عنه الأقربون .. ولا يُعتبر حضوره مهمّاً لدى المجتمع ..!
محقّقا حقيقة أن من بعُد عن العين .. بعُد عن القلب بأسلوب شاعري مفعم بالجزالة .. اختتم به تلك الأبيات النفيسة :

[poem=font="Simplified Arabic,5,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
يقطع حياة ٍ كلها ( بليز و I , need )=وغيري يقول ( OK و I , soory ) !
جداي لا مات العنب في العناقيد=أحفر لـ.. حبري وأدفنه في سطوري
لكن بلاي إن طوّلن المواعيد=وأصبح حضوري شي ماهو ضروري ![/poem]