صالح الشادي وغازي المغيليث .!

مجلات الشعر الشعبي والمجلات التي تسمى «دينية» تملأ رفوف أكشاك الصحف في المجمعات الاستهلاكية. ولكنها لم تعد تباع فور وصولها على الطائر الميمون. إنك تنظر إلى الأغلفة نفسها لمدة شهرين. حتى إذا ملّ منتجوها سحبوا «الرجيع» ووضعوا مكانه عددا لا يقل سوءا عما قبله! وليس مبررا ذلك ان القراء لا يريدون الإسلام، بل إنهم أتقى من القائمين على تحرير هذه المجلات. فهي تركز في مواضيع غلافها على ما يظنه رؤساء تحريرها مثيرا لطبقة من الناس. مثل الفتور الجنسي وعلاقته بالدين! ومثل عنوان «من قتل حسينة؟» وتبحث عمن قتلها فتفتش الفهرس وتجدها قصة مختلفة عن فتاة وقعت في المحذور فانقلبت إلى شخصية أخرى إلى ان دهسها باص المدرسة «بالخطأ طبعا» وماتت! وهكذا.
أما مجلات الشعر الشعبي وربما نستثني «بروز» و«المختلف» فهي تنشر الرذيلة التي يحاربها المجتمع ولا يعتبر من أخلاقيات الشعر ان يصف شاعر بني قبيلته بانك تحسبهم «ملائكة»! أو يقول «ونا الذي جمهرت ناس ما تعرف الجمهرة!» وأظن ان التجمهر لدينا «ممنوع» بلا استثناء فالشاعر لفرط إعجابه بنفسه يعرّض نفسه للاستدعاء إلى دائرة الأمن ويدفع ثمن الغرور! ولا أتكلم بشكل عائم ولا أنا حاقد في الشعر الشعبي، لانه يكفيني أنني أتماهى مع قصائد لـ: صالح الشادي وغازي المغيليث وقبلهما سعد بن جدلان وفهد عافت وفهد دوحان وحتى خلف العتيبي رغم اقتصاره على شعر المناسبات. وآخرين. اعتذر إذْ ان ذاكرتي ممتلئة بالشعر وما شابهه. وأما المجلات الملتزمة نسبة إلى الملتزمين وهي كلمة لا محل لها من الاعراب حيث يطلقها شباب صغار السن على جماعات اسلامية تنشط كانها تدعو إلى إيديولوجيا لا يطيقها الشعب. بينما ندرك ان بلدنا لا يحتاج إلا إلى سماع الأذان ورؤية هلال رمضان وحلول أيام الحج الأكبر وهو ليس شعبا من الجهلة والعصاة، ولكنه على العكس من ذلك ربما يمكنني القول انه أطيب وأكرم الشعوب، ولا نغمط العرب الذين يشكلون عمودا رئيسيا في الدين لانه جاء من الله عبر رسول عربي (عليه الصلاة والسلام) وأنزل الله كتابه الكريم بلسان عربي وتصلى الصلاة باللغة العربية وكل هذا يشرفنا كعرب! أما الذين يظنون أنفسهم بارعين في (السفسطة) والجدل فهم «شذّاذ» لا يساوون عند الله جناح بعوضة والله يشهد انني لست أنافق أحدا وإنما أقول ما بقلبي.
جارالله الحميد
المصدر
|