قصائد مهبولة !

السلام عليكم ....
نص من جروح الذاكرة ...
قد يبدو هذا العنوان مضحكا أو مثيرا للاستغراب ،لكنه بالفعل مستخدم كمصطلح تقييمي للنص الشعري المسموع عند عدد من مستهلكي الشعر في عصر العولمة .
فهؤلاء حين يعجبون بقصيدة ما يقولون تلقائيا وبطريقة بديهية: والله قصيدة مهبولة! ،وكذلك عند إعجابهم بالشاعر يقولون والله بربي إنك مهبول ! ،وإن كان المنتج امرأة قالوا :فديناك والله إنك مهبولة ! ،سبحان الله !كيف تجرأهؤلاء على الشاعر والشعر إلى هذه الدرجة المخلة ثقافيا واجتماعيا ؟
لكن الأكثر إثارة للعجب أن الشعراء من الجنسين يستقبلون هذا الوصف ويعجبون به بل ويفرحون به!ولا يستغربون مثل هذا الوصف ،وهذا هو منبع العجب فعلا ،فكيف تقبل هؤلاء الشعراء – إن كانوا شعراء فعلا - أن ينعتوا أو تنعت قصائدهم بمثل هذا المصطلح الدخيل على بيئة الشعر؟!
لو استعدنا ذاكرتنا المشوهة – بفعل الإعلام- وقارنا بين الشاعر قبل ثلاثة عقود مثلا وشاعر اليوم ، للاحظنا حجم النكبة التي تعرض لها الشعر والشاعر الحقيقي ،وتعرفنا على درجة السقوط والابتذال في الذوق عند الشاعر والمتلقي معا ،ولتعرفنا على عملية التشويه التي أحدثها الإعلام النفعي في وجه الشعر وقيمة الشاعر ونوعية المتلقي .
فشعراء الأمس القريب يطلق عليهم مصطلح (فحول )وشاعر اليوم يتقبل بكل أريحية مصطلح (مهبول )!لهذا انسحب شعراء الطبقة المخملية من الساحة الشعبية التي كانوا يتنافسون على مساحة الضوء الإعلامي فيها ،لأنهم لايريدون أن يحملوا تعريفأو تقديم محرف عن (صاحب السمو الملكي الأمير الشاعر ..أو سمو الشيخ الشاعر ..).إذ لم يعد الشعر ولقب الشاعر ذا أهمية في زمن العولمة ،التي اختلط فيها الحابل بالنابل .
إذا نحن أمام أزمة ثقافية أخلاقية اجتماعية وذوقية في الوقت نفسه ،ولو تساءلنا من صنعها ؟ومن المستفيد منها ؟ وكيف تقبلها الشعراء ؟وكيف آمن بها المتلقي ؟لعرفنا حجم الفيروس الذي تحمله الحقنة الإعلامية المضللة التي جعلت الجميع شعراء !وجعلت الجميع أيضا يستهلكون الشعر ،ولا يتهيبون من انتاج الردئ منه ،والذي يحتفى به ،وتفرد له الصفحات الملونة ،ويقدم له بديباجة من الملق الإجتماعي المفسد ،ولعرفنا أيضا أن التجارة بالأدب والمشاعر ليس لها هم سوى صناعة سوق استهلاكية،وأن حجم الأرباح تتزايد كلما كثر أعضاء هذا السوق ،فالأدب هو آخر ما يفكر فيه هؤلاء ،والشاعر المحترم لم يعد له مكان ،وكلما كان الشاعر أقل أدبا كلما أصبح أكثر جماهيرية ،وأصبح مبدعا ،وأضحى سقفا إبداعيا يحلم المراهقون بالوصول لما وصل إليه ،بل ويرونه نجما يهتدى به في ظلمات الإقصاء الإعلامي ،ولعرفنا كذلك أن هذا الابتزاز المخجل والذي يمرر تحت مسمى مسابقات ،وترصد له الملايين ،ليصطاد المليارات ،ويختار له نخبة من المزايين والمنافقين ،لم ينشأمن فراغ ،وأنه لن يقدم للأدب والأدباء إلا عملية الاستثمار في الإنسان فقط ، ولعرفنا لماذا أصبح الشاعر مهبول والقصيدة مهبولة ؟!
نعم لقد ولى زمن الفاعلية وأصبحنا في زمن المفعولية !
من هنا قال المستشعر عن نفسه :
قل ما تشاء فكلنا شعراء
والأرض أرض والسماء سماء

سالم الرويس







صعب جداً أن نمر من كلماتك مرور الكرام ..

ونكتفي بالقراءة دون التعليق ولو بكلمة ..





طرح جميل .. واسلوب ممتع ..

و طريقة ذكية لجعل القاريء يصغي إليك .. ويوافقك ..


بدأتها بلفظ مجنون تتداوله الألسن ..

و ختمتها ببيت نتناقله .. وهو لا يمتّ للشعر بصلة ..



نعم يختلف جيل الأمس عن جيل اليوم ..

ونعم اصبح الشعر الآن في متناول الجميع .. وكثرت الألقاب التي ماعادت تؤتي أكلها

فهذا شاعر الشعراء وهذا شاعر القبيلة ..وهذا شاعر( ولا شاعر بحاجه) ..



واما مصطلح ( قصيد مهبول ) فهو كناية عن الجنون والعبقرية والإبداع ..

لهذ يتقبلها الجميع راغبين في نيل صفاتها من اجل الحصول على درجة تميز وسط هذا الحشد

حتى وان كان هذا التميز بجملة ( قصيدك مهبول.. او حتى شاعر مهابيل )







سالم الرويس



لم آتي بالجديد .. وفسرت الماء بعد الجهد بالماء ..

ولكنمروري كان ضروري للإشادة بهذه السطور ..

موضوع رائع

واللي اعرفه واراه منتشرا

انه عندما يبدع شاعر معيّن قالوا ( مجنون )

وربما هذا المصطلح مقبول اكثر من ( مهبول )

لأن دلالة ( مجنون ) على وادي الجن ( عبقر )

وعلى ان االاشياء الصعبه او الفريده لا يأتي بها الا الجن

وهذا ما انتشر في اذهان الناس منذ زمن

حتى ادعوا ان لكل شاعر قرين

ولكم تقدير ي

أخي العزيز .. سالم . !



موضوع وطرح جميل .. ومضمون يحكي واقعنا او بالاحرى واقع الشعر والشعار والساحة الشعرية وما آلت اليه . !
هنا اخي العزيز .. تحدثت عن " أن الشعر كيف اصبح في متناول الجميع " حسب مافهمت . !
وهذه تأتي تدريجيا ً لسوء بعض وسائل الاعلام او بعض اراء المفكرين إن كانوا يحاولون رفع المستوى للشعر .. فـ .. هم بهذه الافكار لايرفعون ولايقللون في المستوى الشعري .. ولكن .. !
تصبح ذريعه لبعض الشرائح التيي تجعل من الشعر بهذه الصورة . !
فـ .. تلك الوسائل .. تظهر سلبياتها على الوجه الاكمل . !

أخي العزيز .. !
الموضوع يحمل الكثير من التعابير والتفسير .. وهذا ماجاد به خاطري
دمت بخير

الأخت /دارين


أهلا بك




صعب جداً أن نمر من كلماتك مرور الكرام ..

ونكتفي بالقراءة دون التعليق ولو بكلمة ..



شكرا لك على الثناء ....



طرح جميل .. واسلوب ممتع ..

و طريقة ذكية لجعل القاريء يصغي إليك .. ويوافقك ..


بدأتها بلفظ مجنون تتداوله الألسن ..

و ختمتها ببيت نتناقله .. وهو لا يمتّ للشعر بصلة ..



نعم يختلف جيل الأمس عن جيل اليوم ..

ونعم اصبح الشعر الآن في متناول الجميع .. وكثرت الألقاب التي ماعادت تؤتي أكلها

فهذا شاعر الشعراء وهذا شاعر القبيلة ..وهذا شاعر( ولا شاعر بحاجه) ..

نعم وللأسف ولا شاعر بحاجة .......
واما مصطلح ( قصيد مهبول ) فهو كناية عن الجنون والعبقرية والإبداع ..

لهذ يتقبلها الجميع راغبين في نيل صفاتها من اجل الحصول على درجة تميز وسط هذا الحشد

حتى وان كان هذا التميز بجملة ( قصيدك مهبول.. او حتى شاعر مهابيل )









سالم الرويس



لم آتي بالجديد .. وفسرت الماء بعد الجهد بالماء ..

ولكنمروري كان ضروري للإشادة بهذه السطور ..


سعدت كثيرا بمرورك
سعدت أكثر بوعيك

سعدت وسعدت بصدقك مع نفسك ،وقلمك ،في زمن المجاملة والمحاباة على حساب كل شيء

شكرا لك على التواصل

دمت بخير

الألفاظ السيئه في تزايد مع الأسف الشديد مادام أن هناك شعراء ( بلطجيه ) و إعلام يرحب بهم ..



سالم الرويس .. نظره صائبه ونقد هادف .. ألف شكر لك ..

الغالي


سالم الرويس
__


منذ متابعتي الأولى لك وأنا موقن بسعة اطلاعك و ترامي ثقافتك واختلافك عن أقرانك بقلمك الصرح والجريء
وضميرك الذي لا ينام ولا ..... يموت !!.

بارك الله فيك ـ وفيما طرحت .

ليس لنا إلاّ أن نشاركك الشعور فيما آل إليه ( الشعر ) من حال / بفضل من ذكرت من أشباه الشعراء ويكفي
من القول قبولهم بنعتهم ( مهابيل ) و ( مجانين ) وبرغم محاولات التخفيف من وقع ( صفة ) مجنون على
( العاقل ) ( المبدع ) إلاّ أن ما نعرفه عن ( المجنون ) هو أنّه يهيم في الطرقات شبه عارٍ ولا يسيطر على نفسه
فأنـّى له أن يبدع في فن القول و التعبير بل .. والشعر .

هم كذلك ( مهابيل ) شعر بشهادة ( أفواههم ) عليهم / لذلك ارتضوا نعتهم بما لا يليق بـ ( عاقل ) / وإنّي لأشفق
على بعضهم من رؤية ( حاله ) بعد أن ينضج و ( يستقرّ ) و يندم على ما قال و فعل ـ حين لات ندم / بل وأشبّهه
بالراقصة ( المعتزلة ) وهي ترى ( ماضيها ) وبجوارها أولادها وأحفادها وتصدّ خجلاً وندماً !!.

الشعر ديوان العرب ــ و ديوان البادية ، ومن كان يتربّع على عرشه كانوا من خيرة الفرسان والشيوخ والرجال
أمّا الآن فإن من ( يمثلّه ) في الإعلام هم من ( شلّة ) الأنس ممّن لا همّ لهم إلاّ ( الظهور ) المستمرّ ولو بأسوأ
( صورة ) ــ إلاّ من رحم الله .



__


شكرا لك على ما تكتبه من مواضيع غنيّة بالفائدة و بدافع الغيرة على التراث الشعبي ( المنهك ) .


__________________

أخي / المسري


موضوع رائع

واللي اعرفه واراه منتشرا

انه عندما يبدع شاعر معيّن قالوا ( مجنون )

وربما هذا المصطلح مقبول اكثر من ( مهبول )

لأن دلالة ( مجنون ) على وادي الجن ( عبقر )

وعلى ان االاشياء الصعبه او الفريده لا يأتي بها الا الجن

وهذا ما انتشر في اذهان الناس منذ زمن

حتى ادعوا ان لكل شاعر قرين

كلامك صحيح ....
لكن الزمان تغير

نحن في زمان المهبل .....


شكرا لمرورك

دمت بخير

متقد الفكر سالم الرويس !

لمست جرح الشعر، الشعراء والمتذوقين، بـِ إتقان..

دمت بخير