× × اللباس اللعين × ×

الرحمة
وهبة من الرب المنان
ومنحة من الكريم الديان .. لا يؤتاها العتلّ الجبار .. ولا يحظى بها الخائن البوّار .!

عواطفها تلقائية .. ولحظاتها إيمانية
يستلهما الآباء .. ويستمتع بها الأبناء .. ويجني ثمرتها البشر الأنقياء .!

والشفقة على الأبناء فطرة وسجية .. وغريزة إنسانية .. ونور وحبور
وفيض غامر من دوافع الشعور ..!

اتسم بها العرب والعجم .. واشترك فيه الإنسان والحيوان
وبرزت ملامحها على الإنس والجان ..!

في هذا الموضوع
أتناول قصيدة عاطفية .. اكتنفتها الأبوه .. واستجلبها الجرح .. واستدرّ عطفها الألم
وحفّتها الدموع ؛ فأشعلت لها – دون سابق إنذار – الشموع ..!


لم تُنشر مرقابياً
ولم تُسطّر لحيز مكاناً إيجابياً
بل جاءت بالسجية كما هي .. فأصبحت بشموخها وعنفوانها تُباهي


يستهلّها شاعرنا / شفق السريّع
بالتكبير وقراءة المعوذات واصفاً حالته التي كان عليها .. والإستكانة
التي كان يرتجي فيها ربه بدعاء .. ! ساجداً لمولاه في رجاء والتجاء يقول :

[poem=font="Simplified Arabic,5,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
كبّـرت بالفاتحـه و اتبعتهـا سورتيـن=الناس ويّا الفلـق و الكـف يمّـن لهـا
و ارخيت راسي ذليـلٍ للولـي سجدتيـن=فـي موقـف ٍ للمعاليـق الحمـر تلّهـا
يالله و القلـب تـدري زاد فيـه الونيـن=جيتـك بكربـه ثقيلـه يـا الله اتحلّهـا[/poem]


يثني على الله بأسمائه .. ويمجده بآلائه .. ويوضح مقدار جبروته
وسطوته سبحانه .. ومدى هيبته التي يخرّ لها الجميع
خشية وخضوعاً :

[poem=font="Simplified Arabic,5,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
انت الرحيم الحليم انـت القـوي المتيـن=و حنا عبادك و غيرك للمـلا مـن لهـا
نرخي لك الروس ذل و ننكسر بالجبيـن=هيبـه لذاتـك و لـك هيبتـك و نجلّهـا[/poem]

يشرع بعد ذلك الثناء .. في طلبه ومبتغاه .. ويتضرع بمقصده وغاية مُناه
ويصور وقوفه رفق ابنته المصابه المستكينة المتأوهه بباب الرب في بيت هادئ
منتظرين من الله نوالاً .. ومن فيضه منالاً .. يقول :

[poem=font="Simplified Arabic,5,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
اليوم حنا على بابك و بيـن اصبعيـن=انا و بنتـي هنـاء يـا ربنـا كـن لهـا[/poem]

ثم يبدأ المعركة مع نفسه .. والمصارعه مع حواسه
يتظاهر امام صغيرته بالإبتسامه .. وضلوعه تحتطم .. وأحشاؤه تضطرم
يخشى أن تشعر بما يدور في خَلده كـ والد .. وتنسكب عليها دموع الرحمة والشفقة كـ ضنا فؤاد
ونور عينٍ يُساق الى غير مراد .. ولكم أن تلحظوا ذلك .. يقول :

[poem=font="Simplified Arabic,5,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
و يا عين كفي دموعك عن عيون الضنين=اخاف مـن عينهـا للدمـع تفطـن لهـا
هي جاهله عمرها ما طاف خمسة سنيـن=تضحك و تلعب ما تدري ويش يعمل لهـا
ان جاتني من يسار اصـد عنهـا يميـن=و انا جاتني من يميـن دموعـي اتبلّهـا
هي تحسب اني الاعبها و انا ويني ويـن=ويني و وين الملاعب جعلـي افـداً لهـا[/poem]

ثم ينتقل الى مشهد آخر ’ أشدّ وقعاً من سابقه .. وأكثر حُرقة مما قبله
جيئ حينها بلباس مخصص لإدخالها لغرفة العمليات .. بينما الذهن شارد بما
سيؤول اليه الحال بعد كل هذه الترتيبات .. انسجمت الطفله مع الحلّة .. ولم تعلم ما تخفيه
نوائب الاهلّة ..!


[poem=font="Simplified Arabic,5,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
جاها الممرض و لبسها اللبـاس اللعيـن=و انا تناظر عيوني لـه و ابسمـل لهـا
قالت: يبه؟ قلت: سمّي, قالت: اللبس زين=ثم صحت صيحه تبيّن ويش خـافٍ لهـا[/poem]

انتُشلت عنه رغماً .. وانتقلت قسراً .. في جوّ مرعب .. ومشهد دامي .. ومستقبل مدلهم
جاءت الرحمة حينها الوالد المشفق لـ يناشد الطبيب المتمرّس اللامكترث بفيضٍ من الحنان
ورأب صدعٍ آلمه كـ إنسان ؛ الا انه قُوبِل بالإستنكار .. وتُرِك والآخرون في إستنفار ..!

[poem=font="Simplified Arabic,5,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
ثم اسدحوها على اللي طولها مسرعيـن=و اقفوا بها هي تعاين لي و اعايـن لهـا
اللي معه مِخْرِزِه و اللي معـه مشرطيـن=و اللي معـه خوصتـه قدامـي ايسلّهـا
ثم قلت يا حضرة الدكتـور لـي كلمتيـن=قال اختصر, قلت انا طالبك تحسـن لهـا
ارفق عليها بيديك و حـاول بكـل ليـن=خفف جراحتك يا دكتـور و افطـن لهـا
ثم ابتسم لي بضحكـه تحتمـل معنييـن=يا محتِـرم كلمتـي ياهـو احتقـارٍ لهـا[/poem]

دهشة وحيرة .. وترقّب وانبهار .. في تلك اللحظات تجود المُقل بما لديها
وتشرد العين بلهفة في كل من يصادفها .. وتدقق في الشبيه .. تسلية للخاطر .. وتهدئة للنواظر.!
وتتبادر الوساوس وتتسابق الاوهام .. وترتسم على الشفاه الحيرة خلال تلك الساعات :

[poem=font="Simplified Arabic,5,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
و اقفا و انا في محلي منبهـر مستكيـن=اكض دمعـه و دمعـه غصـب ٍ ازلّهـا
لي مرّني بنـت بعيونـي يـدق الحنيـن=اشوف بنتـي بهـا مـدري يـزوّل لهـا
قامت تلاعب بي الاوهـام فـي ساعتيـن=احيان صاحي و بعـض احيـان مختلّهـا[/poem]


بعد تلك الدقائق المُمِلّة .. والساعات المقلقة وصل النداء .. وأتى البشير
يطلب منه النظر دون المِساس .. غير آبهين بما لهذا الرجل من إحساس ..
ولولا دوافع الايمان وحوافز التوكل لديه لـ ما تمالك نفسه لحظة .. وما استقر بمكانه طَرفة .. يقول :

[poem=font="Simplified Arabic,5,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
ثـم ازهمونـي و قالـوا توّنـا منتهيـن=تعال و الق النظـر فـي بنتـك و خلّهـا
و اقبلت احث الخِطا و اقول يا الله تعيـن=ناظرتهـا ميـر عينـي عيّـت اتملّـهـا
و اختامها فاتحـه و اختامهـا سورتيـن=الناس ويّا الفلـق و الـروح تمّـن لهـا[/poem]


أَسرتني تلك الأبيات بتسلسلها
واحساسها الصادق الذي لا جدال في صحته .. ولا شك في مضمونه .. ولا مراء في تلقائيته

شفى الله ابتك يبو مهنا
وعشت بهذا الإحساس .. ودمت بهذا الإبداع


..

محمد بلال


موضوع رائع وقراء جميله ... الله اكبر يبو بلال وماشاااء الله

هناااااااا

حجززز

قصيدة مثل ذي ما تستحق الا تقديم مثل ذا واحسن


لا هنت يا محمد










شفق عسا ربي يخلي لك بنتك

:
:



ابوليان

نافذة جميلة .. ولفتة أدب راقيه .. !!
هذه القصيدة من وجهة نظري أجمل ماكتبه زميلنا :

شفق السريّع

سمعتها منه قبل فترة وفضحتني فـ (( المجلس )) لانني تأثرت بها .. !!
لي عودة بأذن الله لفضح شي مما طبعته في روحي .. !!


مشكور على إيرادها وفتح باب قرأتها من جديد .. !!

الله الله الله

قصيده محزنه وتحمل الابداع وهذا ما يميز قصائد المواقف
الحقيقه ان الشاعر هنا كتب الابيات بوصف دقيق لشعوره الذي يعايشه وبحبكه شعريه مميزه
رغم ان الحزن أنتابني من خلال القراءه للأبيات
الا ان قراءتك يا بوليان كانت مدهشه وكانت بنفس وتيره ابداع القصيده ،

صح لسان شاعرنا / شفق السريع وشفى الله بنته وجعل ايامه كلها سعاده
وسلمت ولاهنت يا محمد بلال على تميز مواضيك في جميع اقسام المرقاب .


محبه وتحيه للجميع

الأخ الغالي .. أبو ليان..

و الله مفاجأه .. لم أتوقعها على الإطلاق..

اذكر أنك طلبتها قبل فتره بعد أن سمعتها مني..

لكن لم أكن أعلم أنها من أجل هذه القراءه
التي شفت شيئاً مما في الصدر..

أخي أبو ليان...

إن اهتمامك بها هو إهتمام بي شخصياً..

و إن اعجابك بها هو زيادةً في رفعتي و مقامي..

و من المفارقات العجيبه انني مساء البارحه
قمت بتسجيلها في استوديو إبداعات لمالكه فيصل السواط..
و عشنا بها جواً آخر اثناء التسجيل..

و كان ذلك قبل أن اعلم بقراءتك لها.. فما أشبه البارحه بهذا اليوم...

لا أعلم ماذا أقول... و لكن ليتك تعلم عن مشاعري
في هذه اللحظه .. فبين عذابات هذه القصيده و أفراح
قرائتها بإسم محمد بلال اختلطت المشاعر..

و لكن لا يبقَ أمامي الا ان اقبّل روحك الراقيه ..

الف الف الف شكر .. بإسمي و بإسم ابنتي هناء.. و بإسم هذه القصيده..

و قبّل لي أيادي ليان و بيان... حفظهما الله لك..



ومضه الى أخي عبدالرحمن حمد..

لقد وشى لي أحدهم بمشاعرك في تلك الليله.. كن على المحبه ابو داحم..

ياسلام

ياسلام




نص رائع

وقراءة للنص اكثر من رائعه


شكرا يامحمد على هذا الأبحار الرائع في هذا النص الشامخ


وصح لسان شفق


كل الشكر لك


تقبل تحياتي

,

يعطيك العافيه يابو ليان . . .

قصيده رائعه وتشرفت بسماعها من شاعرنا القدير شفق قبل فتره بالرياض . . .

وقراءة موفقه منك وابداعك لا يقل عن جمالها . . .

وابو مهنا يستاهل هذا الإحتفاء . . .

محبتي

,

[align=right]


تعب تعب تعب من بدايتها
مؤثره وكلها احساس ., جداً تأثرت


شفق..الله يتتم لها عافيتها ويشفيها شفاء عاجل غير اجل
وصح لسانك..يامبدع


محمد..مميز مميز مميز وخالقي



تقديري



[/align]

هنا دهشه من رجل مدهش ابو ليان
والأكثر روعة ابو مهنا

الله ما أجملكم

-

فاتنْ هذا المتصفّح رغم روح الألم والوجع الساكنة فيه ,

عسَى الله أن يغدق على إبنتكْ يَ شفق لباس الصحّة والعافية ,

-

محمد بن رشيد


بإنتظارك .. وحجزك مؤكّد يا عمده


هلا وغلا

مخايل



لا هنتِ على مرورك
وحضورك



تقديري

عبدالرحمن حمد


أهلا بإطلالتك البهية يا مبدع

القصيدة من أجمل ما سمعت في هذا الجانب
ولها تأثيرها ووقعها في النفوس .. سلمت وننتظر ما تجود به أناملك



تقديري

مشخص السلمي


الإبداع في مرورك
والتألق والتميز في ثنايا سطورك الثمينة


أهلا بك وسررت لمشاركتك الراقية


ودي وتقديري

،


قراءة مميزه لقصيده قرأتها في هذا المتصفح اكثر من مره .

يالله يا ابو مهنا ، كمية الحزن فيها كفيلة بـ اغراء دمعة كل شخص عاش تفااصيلها ، الله يقومها بالسلامه وتقر عينك بشوفتها سالمه.


كل الشكر لك يابو ليان مقدمه وقراءه وخاتمه على اعلى مستوى ،


تح ياتي

..

يالله ..!

قصيدة تنزف ب " العذوبة " و .. الاحساس ..
مشاعر راقية ونبيلة تحملها يا " محمد " ..
و " قلم " ينقش بأحرف من ذهب ..!

و شفق اسأل الله ان يعجل ب شفاء ابنته ويلبسها ثوب العافية اللهم آمين ..
صحت " قوافيك " ..

تقديري واحترامي لكما ..

..

نص مميز

وقراءه رائعه

محمد بلال & شفق السريع

يعطيكم العافيه

الله يشفيها ويلبسها لباس الصحه
قراءه ممتازه جداً يا ابوليان
وصح لسانك يا شفق
كثر ما فيها من حزن

المبدع / شفق السريّع


لم اطلب تلك الأبيات من فراغ
ولم اتمارى بها جزافاً .. ولم اتمعن بها فخراً او رياءاً


كل الودّ لـ مشاعرك الاخوية
واهتمامك بهذا الموضوع المتواضع



تقديري

عادل العصيمي



هلا بك يالغالي
شرفني مرورك .. وسررت لجميل تعليقك



تقديري

نادر العنزي


سماعها أدعى للتاثّر بها
جميلة تلك الابيات لصدق مشاعرها .. وعمقها



شكرا لحضورك وتعليقك



تقديري