((طفيليات الهجاء))..!

تشتعل نار الهجاء بكلمة بسيطة أو بموقف صغير
يكون بمثابة الشرارة التي تسقط على كومة من القش لتتحول بعدها إلى محرقة يصعب إخمادها


والتهاجي بين الشعراء أمر طبيعي ومُعتاد يحدث في كل عصر وفي كل مكان بدواعي كثيرة ومتفاوتة في درجة أهميتها، فعندما يقوم الشاعر الأول بهجاء خصمه يرد عليه الآخر بالمثل أو يستعين بمن يرد نيابة عنه أو يُعاضده، وهكذا تستمر القصائد الهجائية


وتتناسل إلى أن يستنفد كل طرف طاقته الهجائية أو يتدخل طرف خارجي للإصلاح بين المُتهاجين.

ليس هناك غرابة أو اعتراض على هجاء الشعراء لبعضهم البعض، لكن المُلاحظ هو أن كل معركة هجائية بين شاعرين يتدخل فيها شعراء لا ناقة لهم ولا جمل لمؤازرة أحد الشاعرين ضد خصمه


ويكون من بينهم من لا تربطه أي صلة بالشعر الحقيقي أو بأي طرف من أطراف الهجاء، وهؤلاء الشعراء يُمكن تشبيههم بالحشرات الطفيلية الدقيقة التي لا تُرى بالعين المجردة لصغر حجمها وحقارتها


ذلك لكون الواحد منهم يدخل معركة الهجاء دون أي هدف سوى الرغبة في التعلق بأذيال الشعراء المعروفين وامتصاص بعض الأضواء التي تُسلط عليهم وعلى كل ما يصدر منهم من أقوال أو أفعال..!

وظاهرة تكاثر طفيليات الهجاء ليست وليدة أو جديدة في أوساط الشعر


ففي كل عصر تقابلنا هذه النوعية من الشعراء الذين يحبون التسلل إلى عالم الشعر لا من أبوابه المشروعة .. ولكن بمحاولة اختصار المسافة بالقفز على أكتاف الشعراء المعروفين


ولعل أشهر وأطول معركة هجائية حدث فيها أكبر هجوم لطفيليات الهجاء هي النقائض التي جرت بين جرير والفرزدق، فقد تدخّل فيها الكثير من الشعراء الذين لا يُعرف عنهم ولا عن شعرهم أي شيء في مُحاولة لِلفت انتباه الآخرين


وقد ذكر الأصمعي بأن جرير "كان ينهشه ثلاثة وأربعون شاعراً فينبذهم وراء ظهره، ويرمي بهم واحداً واحداً، وثبت له الفرزدق والأخطل"


ومن المؤكد بأن معظم أولئك الشعراء هم من طفيليات الهجاء الذين لا ينظمون الشعر إلا تكسباً أو بحثاً عن فائدة وقتية زائلة


وأجزم أن أسوأ شاعر هو ذلك الذي لا يعرف عنه الناس غير نظمه لقصيدة أو مجموعة قصائد هجائية، وأجزم أيضاً بأن ذاكرة الشعر ستنبذ مثل هذا الشاعر وشعره كما فعل الزمن بأشعار طفيليات الهجاء التي شاركت في نقائض جرير والفرزدق ..!

أخيراً يقول المبدع عناد النفيعي:

ما ودّي أضحـك بالمغربل من الناس


أخـاف لا اضحـك به ويبلاني الله


رجولتـه مـا ترفـع لقيمتـه راس


وإن غـاب مـا يفقـد غيابه محله!

ياهلا يابوفهد

مقال رائع وعنوان جديـــد ..

التطفل لم يدع مجالاً إلا واقتحمه ، والأسباب التي تؤدي إلى ذلك كثيره ..

وفقك الله أخي بداح
اسلم وسلم على عناد


اخوكم

ياهلا ويامرحبا والله يابو فهد

كالعادة لا تاتي الا بالفريد والمثري من المواضيع التي تناقش اوضاع الساحة الشعرية

والتي تبرز ايجابياتها وتكشف سلبياتها باسلوب متقن ونظرة ثاقبة تنطلق من ثقافة

واسعة ومتابعة لكل ما هو قديم وحديث في ساحة الشعر

وموضوع الهجاء عموما ذو شجون ولكنك اقتصرت الطرح على المتطفلين في هذا الغرض

الشعري والحقيقة انهم ينتشرون في الزوايا المعتمة للشعر ولا يظهرون الا عند اشتعال

شرارة الهجاء بين شاعرين ودوافعهم في ذلك اما بحثا عن الشهرة كما ذكرت انت واما

عصبية قبلية او فكرية ثم يعودون للانزواء في زواياهم المعتمة

كل الشكر يابو فهد على هذا الطرح الراقي والفكر النير....مودتي الخالصة

,

رائع يا بداح ,,

دائما تأتي بالمفيد والمميز ,,

لا استطيع هنا الا القراءة والاستفاده من امثالك ..

سلم فكرك الراقي ..

محبتي

,

سلمت ودمت يا بداح مشكله لا علاج لهااااااااااا بجميع الاوساط وعل كافه الاصعدة

منها بمجال الشعر ومجال الفن والرياضه والسياسه والثقافه وهكذاااااااااااااا

موضووووووووووووووووووووع في الصميم

مرحبا اخي بداح فهد السبيعي..

من المعلوم لدي و لديك انك احد المفكرين و الكتّاب الأدبيين الذين اتابعهم باستمرار بل و اطرب
لما تكتبه و تتحفنا به من آراء أدبيه رصينه لا يختلف حولها اثنين..

و من المعلوم و هذا لتأسيس الفكره و تأصيلها أن الهجاء باب من أبواب الشعر و فن من فنون الأدب
العربي .. رضينا أم ابينا.. و له روّاده و له أيضاً محبيه متى ما اكتمل فيه البناء الهجائي الرصين ..

و ربما أكون انا احد الذين مارسوا هذا الأدب و هذا الباب العريض و لكن يعلم الله انني لم اكتب اسم
شخص او قبيلة شخص و لله الحمد في أي قصيده هجائيه.. لكن المعني بها يعلمها و من لديه شك
يستطيع ان يتلبّسها و بارك الله له بها .. و أقرب مثال هي تلك القصيده الموجوده في توقيعي الآن..

و عوداً الى صلب موضوعك فإنك أجدت الحرفنه الفكريه في إشباع هذا الجانب بكل ما يجب ان يكون به الإشباع...

و لكن دعنا نختلف قليلاً مثلما اتفقنا كثيراً.. المتطفلين نوعين .. نوعٌ مجبورٌ على ذلك .. و ذلك إما بدعوه
من أحد المتهاجيـيَـن بسبب القرابه و الإنتماء القبلي و هنا يعتبر تسجيل موقف و لا يؤخذ المتطفل في
ذلك.. هذا إن جاز لنا أن نطلق عليه متطفلاً مع أنه في الأصل ليس متطفلاً ..

و إما أن يكون متلقفاً لا تربطه علاقه مع أحد المتهاجييَن فيكون بذلك أغرق نفسه في التطفل حتى
أخمص قدميه.. و هذه بلا شك أنها من مساوئ الخلق و من قلة المروءه .. فعندما يأتي شخص لا
ناقة له و لا جمل في شخصين متخاصمين متهاجيين لا تربطه بهما أي روابط عقديّه او عرقيه او قبليه
فهذا بلا شك أنه ضالٌ مضل.. و هالك ٌ مُهلَك.. و هذا تحديداً ما يدور حوله موضوعك ..

اتمنى ان يكون حضوري خفيفاً متناسقاً متناغماً مع توجهك و مع موضوعك و وفقني الله و إياك..

محبتي

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدربه

ياهلا يابوفهد

مقال رائع وعنوان جديـــد ..

التطفل لم يدع مجالاً إلا واقتحمه ، والأسباب التي تؤدي إلى ذلك كثيره ..

وفقك الله أخي بداح
اسلم وسلم على عناد


اخوكم

هلا وغلا يا بو حواء


ومع الأسف الشديد لا بد من وجود أو تواجد المتطفلين في كل مجال وفي كل مكان على وجه الأرض


جزاك الله خير ..
وألف شكر على كرمك وتفاعلك المتواصل مع ما أكتب



تحياتي لك