قصيدتك ..صايدة ..!

مساء الخير...
الشعر كيف ،تماما مثل القهوة ،حين كانت كيفا يصنعه الرجال لأنفسهم ولضيوفهم ،القهوة كيف لأن لها نظاما خاصا في تقديمها ( من حمستها ليا صبتها ) ،كيف لأن لها مكانا وزمانا مناسبان ،فهي لاتصنع في كل وقت ولاتقدم في كل قدح ، وهي خاصة أيضا لأن ليس كل شخص يسمى (راعي معاميل ) ولهذا ليس كل شخص راعي كيف ،ومن يتصف بأنه راعي معاميل معناه أنه عارف بالقهوة وهذا يعطيه أحقية الحكم عليها ،وهذا ما يجعله مختلفا عن غيره .
قصة العنزي كما تروى والتي حدثت في مجلس ابن رشيد ،وتزكية الحربي له بالقصيدة التي منها هذا البيت :
تستاهل الكيف الحمر يابن وايل = انت الذي تستاهل الكيف كله
إن خبرة هذا الرجل بالقهوة هي التي جعلته يعرف أن القهوة (صايدة ) ،وعرف مادخل عليها وغير طعمها ،إن هذه الخبرة هي مايسمى بالنقد ،حيث قال الشاعر مادحا له :
اللي نقدته وسط ديوان حايل = لولاك ياعلوش محد فطن له
هذه هي فائدة النقد المعرفي ،الذي يعطي الإنسان حق النقد ،ويعطي الآخرين واجب الاعتراف بمعرفته .
هذه القصة تحيلنا للشعر ،لأنه كيف ،ولهذا نحتاج لمعرفة هذا الكيف ،كي نستطيع الحكم عليه وتقييمه وتقويمه .
معنى أن نقول قصيدتك صايدة ،هذا يعني أننا وجدنا بها خللا ما ،إما في فكرتها أو إيقاعها أو معانيها أو صورها ،ويجب أيضا أن نحدد ما الذي جعل القصيدة صايدة ؟ كما فعل العنزي حين حدد مصيد القهوة ( أبو عوف/ راك / عرفجة ).
حين نقول صح لسانك لشاعر ما ،فهذا يعني أننا لم نجد في كلامه (شعره ) ما يعيب ،وهذا ما تداول عليه المتلقون للشعر الشعبي حين كان الشعر الشعبي صافيا ،وخاليا من النفعية المضرة .
لكن ومع كثرة المسابقات الشعرية التجارية ،أصبحنا نتداول مصطلحات نقدية تحمل حكما عاما ،جعل بعض المتلقين يطلقه ساخرا على كل شيء يحتاج لتقييم سريع ،حتى لوكان المقيم ليس شعرا ،كأن يكون نكتة تافهة ،أو حتى لعبة ما في مجلس بلوت ،...،فأصبحنا نسمع مثلا :فالك المليون ،مافيك حيلة ،دربك خضر ،والله إنك مبدع ...،هذه كلها مصطلحات عامة ولاتحمل دلالة نقدية محددة .
إذا مادام الشعر كيفا ،فلابد أن نبحث عن صاحب الكيف الذي يستطيع أن يعطينا حكما دقيقا مثل حكم صاحب القهوة الذي قال إنها صايدة وعرف نوعية المصيد الذي غير طعم القهوة .

يا سلااام


سالم الرويس

تسلم على المقال الراائع بفكرته وبطريقة تناولك لها


ومثل ما ذكرت القصيدة (كيف) .. ولا يُمكن لأي شخص الإبداع في كتباتها أو تذوقها وإدراك سر جمالها وتميزها إلا بممارسة طويلة

مع يقيني بأن ثمة قصائد قد يجد الناقد الفطن والمُمارس مشقة كبيرة في الكشف عن سر الإبداع والتميز فيها .. وقد يقف أمامها عاجزاً

تحياتي لك

الأستاذ/بداح فهد السبيعي

يا سلااام

سالم الرويس

تسلم على المقال الراائع بفكرته وبطريقة تناولك لها

ومثل ما ذكرت القصيدة (كيف) .. ولا يُمكن لأي شخص الإبداع في كتباتها أو تذوقها وإدراك سر جمالها وتميزها إلا بممارسة طويلة

مع يقيني بأن ثمة قصائد قد يجد الناقد الفطن والمُمارس مشقة كبيرة في الكشف عن سر الإبداع والتميز فيها .. وقد يقف أمامها عاجزاً

صحيح أن هناك نصوصا عميقة ،تحتاج لفكر ثري ،ولثقافة شاملة ،تستطيع فك أسرار بعص النصوص ،والغوص في عوالمها .

شكرا لك على التواصل
دمت بخير

يا سلام يا ابو محمد

جميل جداً هذا الطرح وربط كيف الراس بكيف الذائقه

ليس لي من تعليق بعد كلامك الرائع .. سوى ان كلمة صح لسانك
لا تعدو كونها دعوه لاخيك المسلم
كقولك يعطيك العافيه وما الى ذلك من الكلمات
فليس معقول ان تطّلع على شئ او يسمعك احد شئ ولا تقولها له
ولا تعني بالضروره انك راضٍ كل الرضى عن قهوته (قصيدته )
ان لم يطلب من رأيك الصريح او تكون القصيده محل نقد فليس هناك بدّ من قول صح لسانك
وغالبا سيحاول الشخص ان يجد ما يشيد به في النص .. ما لم يكن محل نقد

وجهة نظر خاصه ليس الا

تحيتي ومحبتي لك ومتابعتي لطرحك الراقي

اخوك

أخي :عبداللطيف الغامدي

مبروك عليك الشهر

جميل جداً هذا الطرح وربط كيف الراس بكيف الذائقه

ليس لي من تعليق بعد كلامك الرائع .. سوى ان كلمة صح لسانك
لا تعدو كونها دعوه لاخيك المسلم
كقولك يعطيك العافيه وما الى ذلك من الكلمات
فليس معقول ان تطّلع على شئ او يسمعك احد شئ ولا تقولها له
ولا تعني بالضروره انك راضٍ كل الرضى عن قهوته (قصيدته )
ان لم يطلب من رأيك الصريح او تكون القصيده محل نقد فليس هناك بدّ من قول صح لسانك
وغالبا سيحاول الشخص ان يجد ما يشيد به في النص .. ما لم يكن محل نقد

وجهة نظر خاصه ليس الا

تحيتي ومحبتي لك ومتابعتي لطرحك الراقي

شكرا لتواصلك ...

المعذرة على القصور ...

دمت بخير

مسّيك بالنور والرضى يابومحمد

أبدعت الحقيقه هنا في كل شئ ، حتى في اقتناص الفكره !

وعنمّا وضعنا الراهن فالله المستعان ..

لو تنظر اليوم فـي حال القصيد ./. الله ياكم من قصيده صائده ؟!


وشكراً كثيراً يا أستاذنا الكبير



سلام’ عليكم

مقال رائع جداً

سلمت ولاهنت







..

كتابة جميلة واسلوب رائع . . .

لم يتطرق له الكثير من الكتاب ..

فـ جعل الشعر والكيف .. وجهان لعلملة واحدة

شئ صحيح ومقارب لبعضه ..

عافاك الله

جميل وجميل وجميل ياسالم
فكر وأسلوب أحترافي

لاهنت لاهنت ياغالي .
وكل عام وانت بخير .

:

الكريم سالم لك كل الشكر والتقدير على تميز الطرح للأمانة أتفق معك تماماً
في وجوب توفر الخبرة والمعرفة حتى يتم النقد وتتحقق الفائدة لكن من وجهة نظري
الشخصية في مجال الكتابة بشكل عام أن النقد حق مشروع لكل من يقرأ الحرف ويستوعبه
لأن المتلقي إن لم يملك الخبرة أو المعرفة فهو يملك الإحساس بالكلمة والوعي الكافي لـ تقييم
مايقرأه والمصطلحات المذكورة أعلاه ليست نقدية أو حكراً على المجال الشعري فقط هي مجرد
مصطلحات عامة كما تفضلت وذكرت تعطي إنطباع القبول أو الإعجاب وفي هذا الوقت تحديداً ومع
هذا الكم الهائل من الشعراء قلة من يكتبون شعر حقيقي " بعيداً عن العصبية القبلية والإبتذال في
الفكرة والمضمون " لذا لا تبحث عن النقد المعرفي في غياب الشعر الحقيقي ..
دمت بكل الخيـر ..