![]() |
![]() |
![]() |
||
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|||||||||
|
||||||||||||
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
..: مرقاب الإعِلام :.. قضايا الساحة - أخبار منوّعة - تحقيقات صحفيّة - تغطيات |
|
أدوات الموضوع | ابحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||||||||
|
|||||||||
حكي مكتوب
[align=center]زكريا تامر من أجمل الكتاب العرب الساخرين، وأعجبني له المقالين التاليين وأحببت أن أنقلهما هنا، وقد نُشرا في العددين الأخيرين من مُلحق ((الثقافية)) في زاويته ((حكي مكتوب))، أتمنى أن تستمتعوا:[/align]
[align=center]((الفن الجميل))[/align] [align=center]قال لي أحد الرسامين: كلّ ما رسمته من لوحات ليس سوى مجرد تدريب يمهد لمجيء يوم أرسم فيه ما أريده ويريده الناس، وأصبح مليونيراً. قلت: إذا رسمت ما يريده الناس، فستصبح شحاذاً أو شهيداً. قال: سأرسم لوحات لن أبيعها لأحد بل سأعرضها على الناس لقاء أجر، وكلّ لوحة سيكون لها جمهورها ودورها وتأثيرها. قلت: مشروعك خاسر وفاشل لأن الناس لا يجدون ما يأكلون، وأنت تريد منهم أن يدفعوا نقودهم لمشاهدة لوحات. قال: إذا كانت اللوحات تنفعهم، فسيدفعون بسخاء. سأرسم لوحة ما أن يراها الجائع حتّى يشبع ولا يحتاج إلى أيّ طعام طوال أيام. أمّا إذا تمادى في النظر إليها، فسيتخم. قلت: هذا هوّ الفن الإشتراكي بعينه، والمرجو أن ترسم لوحتين: واحدة لآكلي اللحوم، وواحدة للنباتيين. قال: وسأرسم لوحة ترغم كل من يحدق إليها على أن يبكي. قلت: قلبك قاسٍ جداً. أتريد من الناس أن يبكوا ويدفعوا أيضاً ثمن دموعهم؟ هذه لوحة لا داعي إليها، فالناس قد بكوا حتّى نفدت حصتهم في الحياة من الدموع. قال: وسأرسم لوحة إذا رآها أكثر الناس حزناً سيضحك طوال ساعات ضحكاً عميقاً نابعاً من القلب. قلت: هذه لوحة ستهتريء من كثرة الراغبين في رؤيتها. قال: وسأرسم لوحة يراها الجبان فيصبح شجاعاً يتحدى الموت ويطلبه. قلت: لوحة واحدة لن تكفي، فجبناؤنا يحتاجون إلى ملايين اللوحات. قال: وسأرسم لوحة من ينظر إليها يطلب الموت بغير تردد أو أسف. قلت: لا بد من أن موضوع لوحتك سيكون مستمداً من أحوالنا السياسية. قال: وسأرسم لوحة قادرة على أن تجعل الناس ينامون نوماً عميقاً. قلت: هذه لوحة مدهشة، وهي وحدها ستجعلك من أصحاب الملايين، فالحبوب المهدئة والمنومة ستكسد سوقها، ولن تجد مشترياً واحداً لها، وستسارع مصانع الأدوية إلى مفاوضتك وتعرض عليك الملايين لتوافق على إتلاف لوحتك. قال: ولكن هناك حكومات ستعرض عليّ ملايين أكثر حتّى تظل لوحتي سليمة ويظل المحكومون نياماً. [/align] [align=center]((المفاجأة السارة))[/align] [align=center]قال لي مخرج مسرحيّ محب للتجديد: حتى الآن لم أعثر على كاتب قدير موهوب، يؤلف المسرحية التي أحلم منذ سنوات بإخراجها وتقديمها إلى الجمهور. قلت: ولكنّ التأليف بات الآن هدفاً سهلاً لكلّ طامع، فلماذا لا تحاول أن تؤلف أنت تلك المسرحية التي تحلم بها؟ قال: هذا ما أنويّ فعله خاصة وأنّ أفكارها ومشاهدها شديدة الوضوح في ذهني، ولا تحتاج إلاّ إلى جهد بسيط لوضعها على الورق. قلت: إذن لا داعي إلى التردد، وتوكّل على الله، واشتر أقلاماً وأوراقاً وابدأ الكتابة فوراً. قال: سيكون اسم مسرحيتي هوّ (المفاجأة) لأنّها ستكون مفاجأة للمتفرجين. قلت: هذا اسم مناسب تماماً، فالحياة العربيّة صارت مملة تخلو من المفاجآت. قال: مسرحيتي لن تشتمل على أي حوار، ولن يمثل فيها أي ممثل أو ممثلة بل سأستخدم فيها فقط شبّاناً أقوياء رياضيين مفتولي العضلات وبعض الأطباء والممرضات. قلت: لا بدَّ من أنَّ أحداث مسرحيتك ستجري في نادٍ رياضي ومستشفى. قال: لن أعرض مسرحيتي إلاّ في حفلة واحدة، وستتألف من مشهد واحد طويل، يظهر في بدايته شبّان مفتولو العضلات يقفون على خشبة المسرح صامتين وهم يحملون عصيّاً غليظة، وسيظلّون صامتين، ولا تبدر منهم أيّة حركة حتى يسأم المتفرجون ويتصايحون متذمرين، وعندئذ تبدأ أحداث المسرحية، ويقفز الشبّان المسلحون بالعصيّ إلى الصالة، ويضربون المتفرجين ضرباً شديداً، وسيحاول المتفرجون الهرب، ولكنّهم سيخفقون لأنّهم سيباغتون بأنّ كلّ الأبواب موصدة بإحكام، وسيستمر الضرب الموجع من دون أيّة رحمة أو شفقة. وهنا يبدأ دور الأطباء والممرضات، فكلّ متفرج تسيل دماؤه وتكسر عظامه ويغمى عليه، يتولى الأطباء والممرضات إسعافه والعناية به، ولا تنتهي المسرحية إلاّ بعد أن يتمّ التأكد من أن كلّ متفرج قد نال نصيبه من الضرب. قلت: أنت بالتأكيد تحتاج إلى مستشفى مجانين. لماذا تحقد على المتفرجين إلى هذا الحدّ؟ قال: لو عرفت الأشخاص الذين سأدعوهم إلى حضور مسرحيتي لما اتهمتني هذا الاتهام الظالم، ولقبلت يدي شاكراً، واعتبرتني فناناً عظيماً يحقق ما يحلم الناس بفعله، ولكنّهم لا يتجرؤون على فعله. قلت: ومن هم هؤلاء الأشخاص الذين ستدعوهم إلى مسرحيتك؟ قال: ما دمت قد سألت مثل هذا السؤال الأبله، فاعتبر نفسك منذ الآن مدعوّاً إلى مسرحيتي. قلت: أظنّ أني عرفت من ستدعوهم، وإذا كان ظني ليس مخطئاً، فما الحاجة إلى الأطباء والممرضات؟[/align] ![]() أكذب عليك إن قلت لك: ما نيب مشتاق=عزالله إن الشوق كفى ووفى غلاك ثابت داخل أعماق الأعماق=هوهو .. لين آموت والا آتوفى أسلوب وإحساس وسواليف وأخلاق=ومشاعرٍ كنّي عليها آتدفى..! خالد الحصين |
العلامات المرجعية |
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
رسالة في القضاء والقدر | فهد الماجدي | ..: مرقاب القُدس و الأدب الإسلامِي :.. | 13 | 27-03-2009 05:53 AM |
قصايد / قلايد !! | فيصل الشريف | ..: المرقاب للأدبِ والثّقَافَةِ :.. | 15 | 25-07-2008 08:46 AM |
![]() |
![]() |