![]() |
![]() |
![]() |
||
![]() |
![]() |
|
|
![]() |
![]() |
|
|||||||||
|
||||||||||||
|
|
|
|
|
|||||||||
| ..: المرقاب للأدبِ والثّقَافَةِ :.. الشعر الحر - النقد البنّاء - دراسات أدبيّة |
|
|
أدوات الموضوع | ابحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||||||
|
||||||||
|
مشعان البراق .. والفقد الخلاّق ,
صباح الخير .....
إلى صديقي .... خل العلوم القديمه .. يامحمد قطن! ارفع يدك , لا تنبّش كل جرح ٍ عطيب ارفع يدك , والجروح الموجعه لاسطن يزيد فيها وجعها .. من يدين الطبيب ياليت الاقدام فوق ارض الهوى ما وطن ولا جابني للعنا .. درب القدر والنصيب استغفرالله , ما اقول ان الظروف اغلطن لاوالله الا الغلط غلط مقصالرقيب صحيح ما يحمل بـ روح الاماني بطن تخلق بلحظه وتحيا , ثم بلحظه تغيب يدين الايام ياما آخذن وياما عطن كم قرّبن من بعيد , وبعدّن من قريب ولا درا من درا , ولا فطن من فطن الناس لاهين في هذا الزمان العجيب وانا اونس الفقد واستوحش خطاه ان خطن يمي , واناديبـ صمتي مير ما من مجيب آطى على الشوك , كني واطي ٍلي قطن من ما تعوّدت يوم اني بـ داريغريب لا تصدق , الغربه انك ما تحصل وطن لاوالله الغربه .. انك ما تحصل حبيب صدر للكاتبة التونسية نجاح بن سلامة كتابا بعنوان (العشق والكتابة ) وكانت تتحدث فيه عن محرضات الكتابة ومن أهمها العشق - وخاصة المفقود – فالفقد هو المحرض الأول للتأمل بذاتك وبما حولك ،ومن ثم الاتجاه لأحد الفنون للتعبير عن هذه الحالة الشعورية ،التي لا طبيب لها إلا بالحديث عنها ،لعلك تخفف من وقعها المؤلم وربما تقول ما عجزت عن قوله على أرض الحقيقة . ولقد وجدت للشاعر العذري مشعان البراق نصا مضرجا بدم الإبداع والأوجاع ،نصا لا نقدمه ولكنه يقدم كل مفارق وقف على الزمن بكل حدوده (الماضي – الحاضر –المستقبل ) يجسد حيرة العشاق ،حين يجدون أنفسهم في تيه الفقد ،بسبب الظروف أيا كانت . نلحظ أن الشاعر يعيش حالة تناسي وليس حالة نسيان ،تماما كما قال الأكلبي : خلوني أسج عن موضوعه أحسن لي = ولا الغلا والله ليبطي وهو غالي لهذا ونظرا لأنه يريد ألا يذكره أحد بهذا الجرح المفتوح بسكين الفقد ،يأمر صاحبه – محمد قطن – بعدم نبش الماضي( العلوم القديمة )أو الجروح القديمة على وجه الحقيقة ،هذا الصاحب الذي حاول أن يكون دكتورا لصاحبه ،لكن الشاعر يعلم أن لا أحد سيكون طبيبا لما حل به ،فيأمره برفع يده عن هذا الجرح ،ورفع اليد هنا معنوي ،لأن العلاج أو محاولة العلاج كانت معنوية لفظية أو حديث استرجاع الذكريات التي لايرغب الشاعر في فتح ملف البوح الحزين لراحل مفقود، وإن كان لايزال موجودا في ذاكرة الشاعر ،تلك الذاكرة المجروحة والتي لايرد الشاعر من أي أحد أن يحاول الولوج إليها أو التخاطب مع ما فيها ومن فيها . على الرغم من تكامل هذا النص لكنه أنقسم إلى ثلاثة أقسام زمنية مصاحبة لأحوال نفسية متباينة ومتماهية في ذات الجرح ،ولهذا نجد في هذا النص هذه التقسيمات : 1/ (1-2) ــــــــــــ خطاب الصديق وأمره بعدم نبش الماضي المؤلم. 2/ (3- 7) ـــــــــــ حالة ندم على وقوع المأساة التي يتمنى أنها لم تكن . 3/ ( 8- 10) ـــــــــ اليأس والقناعة بالألم والتسليم بالغربة الروحية . في المقطع الأول : خل العلوم القديمه .. يامحمد قطن ! ارفع يدك , لا تنبّش كل جرح ٍ عطيب ارفع يدك , والجروح الموجعه لاسطن يزيد فيها وجعها .. من يدين الطبيب خطاب للصديق الذي أراد مساعدة صديقه، الذي لا يعلم أن لا أحد يستطيع علاجه ،ولهذا كان خطابه واضحا صارما لا مواربة فيه ،فتصدرالنص بفعل الأمر (خل ) وتلته الأفعال اللاحقة ( ارفع /لاتنبش /ارفع ) كلها أفعال أمر بالكف عن الفعل ،نلاحظ أن الشاعر مطعون من الماضي ولهذا لايريد أن يذكره ولا يريد من يذكره به ،خاصة من يعلم أنهم لن يستطيعوا فعل شيء لجرحه الغائر في طيات السنين الماضية والحاضرة والقادمة ،وهنا نلاحظ سيطرة اليأس على نفسية الشاعر حيث يرى أن جروحه لا تهدأ مع العلاج ،ولكنها تزداد كلما حاول الطبيب تضميدها ،وذلك لأنها جروح موجعة،لاعلاج لها إلا بالصمت الموجع أيضا ،إنها كالجمر تحت الرماد ،كلما هبت الذكرى برياح الأحبة ازداد اتقادا . أما في المقطوعة الثانية من النص : ياليت الاقدام فوق ارض الهوى ما وطن ولا جابني للعنا .. درب القدر والنصيب استغفرالله , ما اقول ان الظروف اغلطن لاوالله الا الغلط غلط مقصالرقيب صحيح ما يحمل بـ روح الاماني بطن تخلق بلحظه وتحيا , ثم بلحظه تغيب يدين الايام ياما آخذن وياما عطن كم قرّبن من بعيد , وبعدّن من قريب ولا درا من درا , ولا فطن من فطن الناس لاهين في هذا الزمان العجيب يبدأ الشاعر بخطاب ذاته على ما أقترف قلبه بحقه ،ويتمنى أن ما حدث لم يحدث ،(ياليت / أرض الهوى ..)ويلقي باللوم على القدر والنصيب الذي جابه للعنا وجاب العنا له ،لكن الشاعر يسيطر عليه حس ديني فطري إذ يسترجع عن ذم القدر ويستغفر المقدر ،ثم يلقي باللوم كله على المجتمع الذي ينعته ب( مقص الرقيب ) الذي جنا على الشاعر وقلبه وحال بينه وبين من يحب ،كما أن الشاعر إضافة للحس الديني لديه حس عقلاني ،فلا يمد حبل الأماني والأحلام على غارب الأيام ،بل يؤمن أن الأحلام لاتحمل في بطن كي تلد ،لكنها كسراب بقيعة ،تولد وتحيا لكنها لاتعيش ،لأن الأحلام لا واقع لها ،وهنا نلاحظ أن الشاعر تحول إلى واعظ اجتماعي ،وكأنه لايريد لأحد أن يقع فيما وقع فيه، كما يستمر في العقلانية وكأنه يذم الحس العاطفي الذي أوصله لهذه الحالة ،ثم يستمر كذلك في تقمص شخصية الحكيم الذي يقدم النصائح للقادمين من العشاق ،ويذكرهم بأن الزمن يوم لك ويوم عليك ،وكم فعل وكم فعل ،حتى يصل لحقيقة موجعة مفادها أنه حمل جرحه ولم يحس به أحد ،لأن الناس ببساطة لاهين في هذه الدنيا ،ولهذا لايشعر بعضهم ببعض ،وكأنه يعيد ماقال السديري : حملي ثقيل وشلت حملي لحالي = واصبر على مر الليالي والاتعاس أما في المقطع الأخير : وانا اونس الفقد واستوحش خطاه ان خطن يمي , واناديبـ صمتي مير ما من مجيب آطى على الشوك , كني واطي ٍلي قطن من ما تعوّدت يوم اني بـ داريغريب لا تصدق , الغربه انك ما تحصل وطن لاوالله الغربه .. انك ما تحصل حبيب في هذا المقطع يعود الشاعر لنفسه ،لأن الناس ببساطة لاهين في هذا الزمان العجيب !! هنا يجرد الشاعر من نفسه إنسان آخر يخاطبه بدلا من المجتمع اللاهي عنه ،ويبدأ في شرح مأساته ،تلك المأساة التي سببها الفقد ،الذي يسبب له الوحشة ،وينادي ولكن بصمته ،لأنه لايستطيع الكلام خوفا من مقص الرقيب ( القيد الاجتماعي ) وهنا الصمت ليس لصوت الشاعر فقط بل إن صوت المرأة كان غائبا في النص بأكمله ،ولم يستطع الشاعر أن يجري على لسانها أي مفردة تفك شفرة الجرح ،لكنه اكتفى بأن يكون لوحة صامتة في مجتمع لايجيد قراءة اللوحات الحزينة ،بل يمر عليها دون اكتراث ،وربما تهميش أيضا ،كما أن الصمت لحق النص وخاصة في قافيتيه ( النون الساكنة / الباء الساكنة ) فكأن القافية الأولى صمت بأنة (أن ) والثانية صمت يتنهيدة عميقة من الصدر يعقبها صمت في كل ما يتمنى الشاعرمنه الكلام ،لدرجة أن الشاعر التزم الصمت تماشيا مع المحيط السلبي الصامت ،وخيم هذا الصمت حتى على شكوى الشاعر من الظروف ،فكأنه يخطو على قطن رغم أن ما تحته شوك مؤلم يستدعي الشكوى ،ولكن لمن يشتكي ؟! ونتيجة لعقدة الصمت الاجتماعي ،وعقدة الصمت منه ،وممن أحب أيضا ،أمر الشاعر صاحبه بالصمت ،لأن الصمت هو السبب الحقيقي وراء الفقد والجرح، فلقد ظل صامتا ،وظلت المرأة صامتة ،وصمت المجتمع ،ومات صوت الحب في غياهب الصمت ،فالشاعر يريد من الجميع الصمت ،وكأنه في لحظة تأبين للصوت الذي لم يحضر في موقعه الأصلي ،فلم يعد يريده أن يحضر في أي مكان آخر أو صورة أخرى . نعم لقد تعود على عدم الشكوى ،تعود على الصمت ،لأنه ببساطة غريب ،ولكن غربته غربة مزدوجة ،فهي غربة مكانية (دار )وغربة روحية ( لاحبيب )،لكنه يؤكد أن الغربة ليست الغربة المكانية التي تتمثل في الوطن ،لكن الغربة الحقيقة هي الغربة الروحية ،وذلك حينما لاتجد لك حبيبا . وكأن الشاعر يجسد ما قاله المتنبي حين أصبح غريبا مع فارق المسليات : بِمَ التّعَلّلُ لا أهْلٌ وَلا وَطَنُ = وَلا نَديمٌ وَلا كأسٌ وَلا سَكَنُ
للريح في وجه الفيافي تجاعيد
جرح السنين وذكريات الفيافي جرح وخلا البيد تستنكر البيد على ملامحهاسوافي سوافي rouis22@hotmail.com |
| العلامات المرجعية |
| يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
|
|
![]() |
![]() |