![]() |
![]() |
![]() |
||
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|||||||||
|
||||||||||||
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
..: المرقاب للأدبِ والثّقَافَةِ :.. الشعر الحر - النقد البنّاء - دراسات أدبيّة |
|
أدوات الموضوع | ابحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||||||
|
||||||||
![]() قدّمت أوراقي الثبوتية وورقة الطائرة قبل موعد الإقلاع بساعة ونصف. وطلبت من مضيفة ترتيب المقاعد أن تمنحني مقعدا في أحد الجوانب . وأنا يحدوني الأمل أن يبتسم لي الحظ بثلاثة مقاعد لم يتم حجزها . أكوّم بها جسدي بعدالإقلاع . دخلت من بوابة ردهة المغادرين. وتفاجأت بأعداد هائلة من البشر لا يفصلني عنهم إلا حائط من الزجاج .غادون عكس خطواتي .في خطوات متسارعة أوشك بعضهم على الركض ! . لاحت عن يساري لافتة توضّح بأن هُنا ردهة ركاب الدرجة الأولى. قادني الفضول لمعرفة بماذا تختلف عن ردهة المسافرين الأخرين ؟ إعترض طريقي شابٌ لو أردت أن أتمنى لنفسي صورة فلن أزيد عليه . حَيّاني بلباقة وابتسامة حمدت الله أني لست أنثى . طلب مني ورقة الصعود فأعطيتها له فأبتسم أبتسامة دون سابقتها وقدم لي اعتذاره . وكأنه أشار لي بلباقة أن هذه الردهة ليست لأمثالك . بعد أن سلّط نظرة فاحصة على حقيبتي التي أحملها في يدي اليسرى. تظاهرت بأني لم أقرأ اللافتة بعد أن أحسست بغصة وتركته قائما . توجهت إلى ردهة أمثالي وما إن وقعت عليها عيناي حتى أحسست بأنقباض . طوابير من العمالة على بوابات الخروج ؛ وأُناس يتحدثون في الهواتف بأصوات عالية . منهم من يسحب من الحقائب ما تنؤ بحمله الجمال! ومنهم من يحتضن آلة تسجيل مزدوجة كادت أن تكون تلفازا،ً وأُناس تمددوا على المقاعد المستطيلة وراحوا في سبات عميق، فلم يعد لسواهم مفحص قطاة .. وأطفال أحالوا أحد أبواب الزجاج المتحركة إلى لعبة شدّ الحبل . والضجيج يذكرني بباعة سوق السمك . تجولت بصعوبة وتفحصت العديد من الوجوه وتسمّعت للعديد من اللغات أجريت بعض الاتصالات بعد الطلاعي على التعليمات التي في ظهر الورقة بأنه يجب على كل المسافرين إغلاق هواتفهم الخلوية أثناء الرحلة حرصا على سلامة الرحلة . وتذكّرت في أحد الرحلات من مطار أمستردام أنهم عرضوا علينا إمكانية الاتصال بمبلغ لم أعد أتذكره لمن أراد ذلك . حاولت أن أحتسي كوبا من الشاي ولكن كأن الكفتيريا فتحت في أحد معاقل مجاعة الصومال .. برهة من الزمن وأنا أتابع المنظر العجيب خصوصا تلك المرأة التي تحمل على ذراعها اليمنى طفل مازال في المهد وعن يمينها وعن يسارها جيش من الأطفال المتكدسة أيديهم وأعينهم في حقيبتها اليدوية ويطالبوها بالمزيد من النقود . الرجاء من ركاب الرحلة رقم (...) التوجه إلى البوابة رقم (9) أخذت موضعي في الدور . وبدأ اليأس في حالة مدّ إلى نفسي من العثور على ثلاثة مقاعد أكوّم بها جسدي . لكثرة من دخلوا في طابور بوابتنا . امتلأت حافلة النقل بالركاب مما جعل الوقوف مُحتّما . لفحت الوجوه ونحن نترجل من الحافلة عند سلّم الطائرة سموم قيظ الخليج ؛ فتسارعت الخُطأ في الصعود على سلّم الطائرة ونأت إحداهن بحمل حقيبتيها وجالت ببصرها عند أولى السلالم فلم يُعرها أحد أي أهتمام . حتى أنها أستعطفت أحدهم فشاح بوجهه وصعد . حقدتُ عليه بصدق . عرفت طريق مقعدي . بعد أن أرشدتني اليه إحدى المضيفات التي لا تنقصها الرشاقة والجمال .تحدث قائد الرحلة مع الركاب عبر الراديو وأخبرهم أن الرحلة تربو على ست ساعات ونصف الساعة من الطيران . وتمنى لهم رحلة سعيدة وأنا كذلك تمنيت ولكن يبدو لم تتحقق أمنيتي . كان مقعدي محاذيا للنافذة وبجانبي امرأة علمت فيما بعد أنها من نيوزيلندا ؛ وذاهبة إلى مؤتمر تآخي الشعوب ضد مرض الايدز في روما !. تحدثت لي عن نشاطهم ومنحتني بعض الكتيبات وبعض الصور من مدينة اوكلند التي لم أزرها في حياتي، وبعد معرفة المسافة تضرعت أن لا أزورها . تقدمت ‘حدى المضيفات من المرأة النيوزيلندية وهمست في أذنها، هزت المرأة رأسها والتفتت نحوي وقالت: أعتذر منك هناك رجل يريد الجلوس بجانبك وسوف أتبادل معه المقاعد حسب ما أخبرتني المضيفة . ماذا يريد منّي هذا الرجل هل في هذه الرحلة أحد أعرفه ولم تقع عيني عليه!(قلت ذلك في نفسي). شكرتها للطفها معي وعلى ماقدمت لي من معلومات عن بلدها وعن نشاط جمعيتهم وعلى الكتيبات التي أهدتها ليّ . أقبلت نفس المضيفة السابقة وفي أثرها رجل في حسباني انه شارف على العقد الخامس . حيّاني الرجل وبادلته بمثلها . ثم قال هناك عائلة لم يرُق لهم جلوسي بجانبهم فطلبت من المضيفة أن تبحث لي عن مقعد آخر فوقع الاختيار هنا، وأرجو أن لا يسبب لك وجودي شيئاً من الضيق ؟. أو أكون قطعت عليك خلوتك مع هذه المليانة الشقراء وضحك . أحسست بأنقباض من جرأته مع رجل لم يمضي معه إلا أقل من دقيقتين . طمنته بأننا اليوم أخوة سواءً شئنا أم أبينا .ثم إني أحب الحديث مع من خط الشيب في مفارقهم . التفت نحوي ثم قال لا تغتر بالشيب فأنا قلبي نابض بالشباب والحيوية أكثر من أي وقت مضى . إن لم يعش الإنسان حياته عاشها غيره ...لا أعلم كيف ساق هذا القول ! هل الرجل يؤمن بتناسخ الأرواح ! أو أنه يردد قولا لا يعرف له حقيقة . وهذا ما اتضح لي بعد ذلك . تحدث الرجل معي في أشياء عدة حتى أنه عرّفني على اسمه الكامل وجهة عمله وكم لديه من الأولاد والبنات وكم مرّة سافر إلى هذا البلد الذين متجهين له وعن مغامراته التي يستحي منها المراهقين . ثرثر معي في أشياء كثيرة . حتى أني لم أعد أتذكّر ما قاله قبل خمس دقائق من كثرة ماسرده بعدها . أشياء تتقبلها النفس على مضض وأشياء تشمئز النفس منها بالخصوص من رجل الشيخوخة إليه أقرب من أي شيء أخر . قدم لنا مجازا وجبة خفيفة .تذكرني بوصفات الرجيم .. يتبع
![]()
حسابي في تويتر
http://twitter.com/#!/Alsalem15
آخر تعديل بداح فهد السبيعي يوم
24-06-2009 في 08:55 PM.
|
العلامات المرجعية |
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
ياوجد قلبي يوم ناح الورق نحـْت | عبدالعزيز المرشدي | ..: المرقَاب الشّعبي :.. | 11 | 23-05-2009 12:47 PM |
![]() |
![]() |