الـتـاريـخ ( 5 ) مقلع طمية

أعضاء منتدى المرقاب اسعد الله مسائكم بالخير .

في هذه السلسة التاريخية نتطرق إلى بعض المواضيع التي كثير ماتمر علينا في الموروث الشعبي . سواء كان في قصه أو بيتٍ من الشعر .

إذا كان هناك بعض الإسقاطات او الأخطاء أرجو التوضيح حتى تعم الفائدة للجميع .


مقلع طمية / تقع شمال قرية أم الدوم بحوالي 30 كم2 ، وشمال شرق محافظة الطائف بحوالي 160 كم2 ، و تبعد عن مدينة الرياض بحوالي 730كم 2 ومقلع طمية هي لفخذ المتايهه من العضيان من الروقه الذين يمتلكون النخيل المزروع بجانب المقلع . وتقع مقلع طمية في هجرة حرة كشب التي هي أراضي ذوي زراق والعوالي من الروقة وهي تتبع لمركز المويه .

بتقاطع خط الطول 41.08.299 شرقا ، بدائرة العرض 22.54.040شمال

مقلع طمية / عبارة عن حفره كبيرة جدا ، قطرها يزيد على 1500 متر ، من شمالها إلى جنوبها وعمقها يبلغ مائتين وخمسين متر تقريبا .. وهناك من قدر عمقها بثلاثمائة متر ، وقد كانت أعمق من ذالك ، لكن اتجاه الأودية المحملة بالطمي والحجارة طمر جزء منها ، والمتتبع لسير الشعاب والأودية القريبة يجد أن معظمها تصب في الحفرة ، خاصة من الجهة الشرقية ، وجزء من جهتيها الشمالية والجنوبية ، ولا يمكن النزول إليها بسهولة إلا من خلال جزء صغير في شماليها الشرقي ، لكن عملية النزول والصعود تستغرق عدة ساعات.

أطلق عليها مقلع طمية . لأن الجبل طمية ذو ألون الأسود المحمر انتقل من موقعه الأصلي في حرة كشب حتى وصل إلى موقعه الحالي غرب منطقة القصيم ، وشمال طريق المدينة المنورة – القصيم في وادي أبان ويبعد حوالي 10 كم2 من عقلة الصقور بالقرب من عشيقه جبل قطن . يسكنه القصيرين من مزينة من قبيلة حرب تتبع لمركز رياض الخبرا

يقول امرئ ألقيس في معلقته
كأن ( طمية ) المجيمر غدوة ...........من السيل والغثاء فلكة مغزل

ويقول شاعر شعبي
الهوى مـن قبلنـا شـدد طميـة .......ضلعة(ن) من كشب أحالة يم اباني



وأطلق عليها مقلع طمية لأنها انقلعت من مكانها ويسمى موقع قلعها بمقلع طمية ........... وهذه صوره للمقلع


يلاحظ أن وسط الفوهة قد كسته طبقة ملحية بيضاء اللون
لأن مياه الأمطار عندما تتجمع في قاع الفوهة مكونة بحيرة صغيرة ضحلة ، لا تتسرب إلى باطن الأرض ، بسبب أن ذرات الطمي الدقيقة أغلقت مسامات التربة على مر السنين ، ولذا تبقى طبقة المياه فترة من الزمن حتى تتعرض للتبخر ،( خاصة أن درجة الحرارة في باطن الفوهة عالية جدا، لسواد الصخور ولعدم وجود تيار هوائي ) فتبقى الأملاح العالقة بها ، والتي تحللت من الصخور التي جرت عليها مياه الأمطار ، ولذا تتكون طبقة الملح البيضاء بشكل دائري جميل ، لأن الأملاح لا تتبخر عادة ، ويتبخر الأوكسجين والهيدروجين وهما مركبا الماءالكيميائيين H2O ..



وسبب تركها مكانها الأصلي أنها أحبت جبلا آخرا وهو ( جبل قطن ) بكسر القاف وفتح الطاء ، ويميل لونه للبياض وهذا هو سبب تسميتة بقطن ، ويقع شمال غرب منطقة القصيم أيضا ، واتجهت إليه عشقا وحباً فيه ، ويقال أنها خلفت ورائها قطعا تساقطت أثناء سيرها بإتجاه قطن . حتى استقرت في مكانها .
وهذه صوره لجبل طمية بعد نزوحه .



وهو مضرب مثل عند اهل الخليج خصوصا اذا وصفوا الشيء الكبير قالو كبر طمية .
وهو غطاء الفوهة الموجودة في حرة كشب .
وهذا ما جعل البعض يقول أن طمية كانت تمشي وتتساقط خلفها الصخور حتى وصلت مكانها الحالي .


وهذي صورة لجبل قطن






وهناك رواية أخرى تقول في ليله ممطرة ومع بروق البرق شاهدت طمية جبل قطن وهو المذكور أعلاه. فـ اتجهت إليه مسرعه يدفعها الشوق وعندما أوشكت على الاقتراب منه...أوقفها جبل صغير اسمه عكاش وبسبب الغيرة من قِطَنْ أرسل عليها رمحه (وهو عبارة عن سلسلة أحراش على وجه الأرض تمتد بين عكاش وطمية) وان عكاش تمكن من إسقاطها على الأرض قبل أن تصل قِطَنْ.
يقولاحد الشعراء الشعبيين

الهوى قدامنا شوق طمية.....يوم لاحلها قطن والدار خالي

جبل عكاش /جبل أسود صغير يقع أيضا بـ القرب من عقلة الصقور شمال المملكة .

وهذه صوره له

وهناك من قال أن جبلي طمية وعكاش من جبال الحجاز أصلا ، وبسبب عشقهما لبعضهما هربا من تلك المنطقة لموقعها الحالي ، وقالت العرب فيهما :
تزوج عكاش طمية بعدما......تأيم عكاش وكاد يشيب

والحقيقة أن جميع الروايات سابقة الذكر لااساس لها من الصحة . ولاتمت للحقيقة بصلة .

وإنما هي أساطير ابتكرها السابقون ونظموا فيها الأشعار .

والغريب في ذالك أن كبار السن مازالوا يقرون بتلك الحادثة ولا ينفون وهميتها . رغم إثبات الحقيقة ونفي المزاعم الباطلة المنسوجة . التي لايقتنع بها العقل البشري .

إن مقلع طمية وجبل قطن وعكاش هي عبارة عن مخلفات براكين بوسط الدرع العربي المتكونة بالعصر الكامبري ، الذي يعتبر أقدم العصور التاريخية . والحرات هي نتاج مقذوفات البراكين عبر مئات السنين ، وتتميز بسواد صخورها وتربتها .

فالمناطق الوقعة شرق الطائف بتقريب 80 كلم 2 مروراً بمنطقة المحاني ومهد الذهب والمدينة المنورة والعلا ومدائن صالح هي عبارة عن مناطق لبراكين خامدة .

ولو تتبعنا فضائيا المنطقة الواقعة بين حرة كشب وحتى شمال غرب القصيم وغرب هذا الجزء أيضا ،لوجدنا أنها منطقة حرات وبراكين ومتشابه جيولوجيا وجغرافيا ، ولون صخورها متشابه كثيرا . يميل بن السمرة والسواد . تبعاً لقوة الحرارة والمقذوفات المنصهرة .