باص البنات الأصفر.. وتشويه الذكريات!

موضوع في العدد الجديد من (فواصل) بقلم أبو طارق، أعجبني
موضوعه فأحببت نقله لكم:

كان باص البنات يحمل من الدلالات العاطفية الشيء الكثير، فهو رمز للحب البريء، ورمز للأنوثة، ورمز للرومانسية !

ارتبطت صورته الذهنية لدى جيلي بالكثير من المشاعر العاطفية والأحاسيس الجميلة، منذ أن نراه تستدعي الذاكرة بلا وعي منّا كل هذه المشاعر والأحاسيس ونعيش لحظات من الخيال الجميل، كان هذا سابقاً، أما الآن فللأسف أن هذه الصورة (شُوهت) حيث قامت الوزارة –الله يصلحها- وباعت هذه الباصات القديمة على الشركات والمؤسسات الخاصة بمبالغ زهيدة دون أن تستأذن "مشاعرنا" أو تستشير "عواطفنا" !

وأصبحت هذه الشركات تنقل عمالتها المهنية عليها، فالباص الذي كانت تركب فيه (عبير) و(أريج) و(غاده) و(نوف) أصبح يركب فيه (كومار) و(شكير) و(جاويد) و(شنكر)!!

والمكان الذي كانت تضع (مها) فيه شنطتها الوردية أصبح (فكير) يضع فيه شنطة العدة "المعفّطة"، والرف الذي كانت (منى) تضع فيه مرآتها الصغيرة أصبح (إقبال) يضع فيه "أبو جلمبو" جعله يكسّر على راسه !

أي تشويه هذا لذاكرتنا ، وأي عبث بمشاعرنا؟؟

الآن حينما أرى الباص الأصفر يبدأ قلبي بالخفقان، ولكن سرعان ما يزول عندما أرى (رشدي) مطلّع "العوّامه" مع الدريشه !

سابقاً كان يُشبّه باص البنات بالنحلة، التي ينزل منها العسل !!

أما الآن فبماذا نُشبهه؟؟ لو كانت هناك حشرة تنتج الزيتون لشبهته بها؟!

وللأسف أن هذا التشويه قضى على ذكريات ومشاعر وأحاسيس جيل كامل، نعم جيل كامل أُغتيلت ذكرياته بلا ذنب جناه سوى أنه في فورته العاطفية لم يكن يوجد لديه (فضائيات ولا منتديات ولا شات)، وما عنده إلا هالباصات يحسّسنه إن فيه (شيء زين اسمه بنات)

ولذا لا بد أن تقوم هذه الشركات بمراعاة مشاعرنا ويعيدوا طلاء هذه الباصات بلون أحمر أو أخضر أو برتقالي، المهم أن يغيروا اللون الأصفر والأسود (وخصوصاً إن الدهانين ما شاء الله مالين الباص)

ولا أخفيكم أن أحد هؤلاء العمال "هيّضني" عندما رأيته يُطل مع نافذة الباص وهو مسبل عيونه وممسكاً بـ "رول الدهان" فقلت:

يا باص ذاك أمس يومك تشبه النحله
اليوم ما تشبه الا العقرب الصفرا
عقب العيون النجل، والروج، والكحلة
جتنا وجيهٍ محت من شينها الذكرى