الرئيسيةالمنتدياتالجوالالبطاقات المرئياتسجل الزوار الصوتياتالصورراسلناالديوانالاخبارالاعلانات  
 


مواضيعنا          السحاب المراويح (اخر مشاركة : محمد مرزوق السميري - عددالردود : 0 - عددالزوار : 62 )           »          عشنا وشفنا (اخر مشاركة : محمد مرزوق السميري - عددالردود : 1 - عددالزوار : 3781 )           »          مزاين الابل (اخر مشاركة : محمد مرزوق السميري - عددالردود : 0 - عددالزوار : 682 )           »          يالسميري وش علومك يالسميري ! (اخر مشاركة : محمد مرزوق السميري - عددالردود : 1 - عددالزوار : 821 )           »          تـغ ـــريـدات حــــرّه ! (اخر مشاركة : عبدربه - عددالردود : 51 - عددالزوار : 19334 )           »          سهود ومهود (اخر مشاركة : عبدربه - عددالردود : 2 - عددالزوار : 5991 )           »          دنيا الفنا (اخر مشاركة : محمد مرزوق السميري - عددالردود : 1 - عددالزوار : 4383 )           »          اموت مابين نظراته وسلهامه (اخر مشاركة : عبدربه - عددالردود : 6 - عددالزوار : 2368 )           »          دره ومرجانه (اخر مشاركة : عبدربه - عددالردود : 1 - عددالزوار : 2908 )           »          غزو الروم👌 (اخر مشاركة : عبدربه - عددالردود : 5 - عددالزوار : 3611 )           »         
 
العودة   منتديات المرقاب الأدبية > منتديات المرقاب الأدبية > ..: المرقاب العَام :..

..: المرقاب العَام :.. مناسبات و اقتراحات الأعضاء - مواضيع منوّعة

 
 
أدوات الموضوع ابحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
#1  
قديم 06-07-2010, 01:49 AM
فهد القحطاني
(*( عضو )*)
فهد القحطاني غير متصل
لوني المفضل Green
 رقم العضوية : 1778
 تاريخ التسجيل : Jan 2008
 فترة الأقامة : 6553 يوم
 أخر زيارة : 30-04-2023 (02:16 PM)
 المشاركات : 1,033 [ + ]
 زيارات الملف الشخصي : 7554
بيانات اضافيه [ + ]
يوميات عازب ( قصة منقولة للعبرة ) ^ - ^



[ 1 ]]
كان جدي لوالدي – رحمه الله - له ثلاثة عشر من الأبناء الذكور، وستة من الإناث، وزوجتين!
وكان جدي لأمي – رحمه الله أيضاً – له من الأبناء الذكور ستة، وأربعة من الإناث، وزوجة واحدة...
وكان أبي – ما زال يتنفس – له من الأبناء أربع ذكور، وزوجة واحدة!

ولمن لا يعرفون فان جدي لأبي هو ابن عم جدي لأمي!
فصلة القربى عندنا لا تفنى أبداً، فمن المحتوم نصيباً أن يتزوج أبناء احدهم بنات الآخر!
فالويل والثبور، وفظائع الأمور لمن تملص أو حاول مخالفة تشريعنا المهبب السعيد!
###
صباح الاثنين الحزين 8/7/1999
قررت الزواج!
كانت ليلة باردة – ومنيله بستين نيله – يجوب سمائها نصف قمر يحتضر!
جلست في الطرف الأغر من "الكنبة" في مواجهة أبويه عبد الجبار، يفصل بيننا قصعة يملأها فحم مستعر "لزوم الشيشة"!

وبينما كانت السماء في رعد وبرق، وصوت ذئب يعوي من بعيد، كنت وأبي نستعرض معاً فتيات العائلة المصونات لاختيار اقلهن توحشاً وأكثرهن نشاطاً لتكون زوجة لي...
###
قال "أبويه" وهو يشد النفس الرابع والخمسين من نرجيلته، بينما تنتشر من منخاره العظيم سُحباً دخانية كفيلة بسقوط أمطار رعدية صيفاً:
الزواج يا ولدي نص الدين، وبيني وبينك الزواج هو الدين كله!

كنت ابناً باراً لا يهوى المعارضة، فقلت:
- اللي تشوفه يا أبويه، بس أنا كنت بفكر واقترح أني أتزوج البت خيرات المستكينة بنت الحاج خيري الضلالي!

فقاطعني وقد أرهقه أن أقترح، فضلاً عن أن أفكر، فقال عن قناعة:
- يا حمار إحنا عارفين عروستك من قبل ما تتولد، لزومه إيه كتر الكلام! عروستك هي بنت ابن عم أمك الحاج صلاح ابن خالة السيد منصور تاجر العلف!
- بس يا أبويه عم صلاح عنده ست بنات!
- وماله يابني اختار اللي تناسبك فيهم!
- بس أني ما اعرفش ولا واحده فيهم!
- وهي دي مشكلة، أنا اعرفهم، واخترت لك البت اللهلوبة الصغيرة!
- اللهلوبة!
- ايوه البت أمينة المتحركة!
- بس دي عيله يا حاج ولسه صغيرة!
- وماله يا جحش، أتجوزها وبعدين نبقى نربيها!

ثم استغرق فرعون – أبويه – مفكراً بعمق، بعد أن نفث في وجهي عشرين نفس معسل كفيلة بجعل الحياة ضبابية تماماً قبل أن يقول مطمئناً:
- ها... قولت إيه؟
- قولت لا اله إلا الله!
- بففففففففف، يبقى السكوت علامة الرضا!

بفففففففف هي الأنفاس النرجيلية الأولى بعد المئة، والمندفعة رأساً من منخار أبي المجوسي نحو زعانفي المسكينة، والتي تعني ضمنياً أنه سعيد بموافقتي!!

حقاً خير الكلام ما قل ودل... خصوصاً ما يختص منها بـ بففففففف!
- بكره نروح لعمك صلاح نتكلم معاه وناخذ رأي العروسة، زي ما أخذنا رأيك!
ثم استطرد مستريح الضمير قائلاً:
- أيوه، الشرع والأصول يا ولدي مفيش أحسن منه!

فكرت لثانية أن اعترض، لكني آثرت السلامة، فـ (لا)، قد تعني انها الأخيرة قبل مواراتي الثرى!
لذا، أومأت برأسي مستسلماً، متصنعاً سعادة قهرية، محاولاً الهروب مفلسعاً من أنفاس المعسل المتجهة قسراً نحو خياشمي المغلوب على أمرها!

حدث هذا، بينما السماء في رعد وبرق، وصوت ذئب يعوي من بعيد...!
###
في اليوم التالي ذهبنا إلى عم صلاح لخطبة اللهلوبة...
وهناك، في بيت عم صلاح - ابن خالة السيد منصور تاجر العلف – كانت الاكتشافات مرعبة...
مرعبة بحق!
عندنا في الريف يستيقظ الدواب والبشر في وقت واحد متعارف عليه...
فقبل صلاة الفجر بنصف ساعة يبدأ يومنا!
###
الثلثاء المبهور 5/7/1999
استيقظت من نومي شاعراً أن للسماء لون اسود جميل، وان حياتي المقبلة لن تكون أكثر سواداً... لذا تفاءلت خيراً!
طبعاً كانت هناك كمية هائلة من أحلام اليقظة السعيدة، والتي استيقظت على إثرها "مبسوطاً" بعينين لا تريان!

رأيت في احدها نفسي معلقاً من قفاي بين السماء والأرض في فراغ مهيب، وأنا أردد في آلية: حاضر يا حاج!
في الحلم نفسه، رأيت أبي يسحب من نرجيلته النفس 921، قائلاً في حنان لا يطاق:
والله وكبرت يا جحش، وحشوفك عريس!
###
كنت والحاج أبو محمد اتفقنا على زيارة عم صلاح بعد صلاة العصر...
ولمن لا يعرفون فأهل الريف يتخذون اغلب قراراتهم المصيرية في هذا التوقيت- بعد العصر- دائماً بعد العصر...

جاء العصر سريعاً على غير عادته، فسقنا الرحال إلى بيت عم صلاح، وسط دعوات أمي الطيبة، وشماتة أبي العزيز!
المفاجأة إننا وجدنا عم صلاح يستقبلنا متوقعاً مجيئنا، وعلى شفتيه أخبث ابتسامة رايتها أبد الدهر!
الخبيث كان يعرف ولا اعرف كيف إننا سنزوره!
بل أكاد اجزم انه كان يعرف سبب الزيارة!
عندئذ، لعبت الفئران جمبازاً في جوارحي!
فأيقنت أنه – أي أبو اللهلوبة – له علاقة بجهات معادية للصحة النفسية، ربما كان أيضاً عميلاً لجهات معادية، من يعلم؟
ربما هو مخطط صهيوني لتدمير آمال الشباب بتزويجهم!
###
وجلسنا...
هو وأبي، والضبع الحزين!
اعتقد أنكم تعرفون الضبع الحزين، لا داعي لتذكيركم به...
وعلى أريكة من العهد العباسي، تراءت لي صورة للمهاتيما غاندي وهو يأكل الملح، ويبتسم لي مشجعاً...
جلست مستغيثاً بالرمضاء في صبري، باذلاً محاولات طروادية كي لا افر نافذاً بحريتي!

وما هي إلا لحظات...
حتى دخلت علينا أم العروس يحيط بها هالة ملائكية من الشحوم معلنة عن وجودها في شمم!
كانت تحمل أربعة أقداح من الشاي شديد السواد، وعلى ثغرها نفس ابتسامة عم صلاح!
يبدو أنها أيضاً عميلة لجهة ما!

قبل أن تفكر زوجة عمي بالجلوس، قال لها عم صلاح بغلظة كاشفاً عن صفين من الأسنان البترولية:
- اطلعي بره يا ست... القعدة النهاردة قعدة رجالة!
تمنيت أن تغضب أم العروسة أو أن تحتج...
تمنيت أن تفتك به، أو تتخلص منه!
ربما هي فرصتي السانحة لأمارس "فرار الضباع" الشهير نافذاً بعزوبيتي الفقيدة!

لكن ما أخافني، وجلجل في الرهاب فزعي، هو أن ابتسامتها تضاعف في استفاضة خلال فيمتو ثانية!
بل انها – أي المرأة النازية - أصدرت صوتاً "مسرسعاً" خرج منها تعبيراً عن الفرح والحبور!

يبدو انها توقعت مصير الضبع الحزين الجالس بين عملاقي القدر الآن!
قبل أن استوعب التفاصيل، رأيت عم صلاح يرفع يده في نرجسية، وبصوت يثير نياط التمزق في القلوب قال:
الفاتحــة!
قالها كأي جزار يحترم نفسه!
###
لا اعرف كيف اصف شعور الكتكوت المبلول عندما تكون الأجواء رعدية!
لكنني عرفت هذه المشاعر، بل وتعاطفت معها كثيراً!

هكذا، بهذه السرعة ودون أن نتحدث في التفاصيل... ماذا عن المهر والشبكة، الفرح والدموع، أين الوصايا السبع للعريس؟
ماذا عن غرفة النوم والبوتاجاز والخلاط... وكل ما من شأنه تحويلي بوهيمياًً!

من حقي أن اعترض!
والآن، وليس غداً قبل فوات الأوان...
لذلك، وبشجاعة نادرة حقاً، قلت بجبروت مخيف:
يا جماعة المفروض نأخذ رأي العروسة، ما يصحش كده!

قلت ذلك، وتأهبت راضياً أن توافني المنية، فالموت حق، والآخرة ألطف!
لكن مخيب الرجا، عم صلاح – مشتت الآمال - قال وقد تحولت ابتسامته الخبيثة إلى ضحكة وحشية:
يا محمد يا بني إحنا بنشتري راجل، عموماً العروسة وافقت خلاص! إحنا خدنا رأيها بعد الظهر!

ثم واصل بتواضع قوله: هي الحمارة حتلاقي أحسن منك فين!
ومرة أخرى رفع يده كأمين شرطة يخوض أشرس معاركه في قفا احدهم، قائلاً: الفـاااااتحة!

الم اقل لكم انه عميل، اخذ رأي العروس بعد الظهر وإحنا رحنا نطلب خطوبة بنته بعد العصر!
الآن تأكدت ظنوني، الرجل عميل، وزوجته نازية، لا احتمال آخر!
###
وفي لمح البصر طلب عم صلاح من زوجته المفترية أن تنادي العروس الحمارة!
هذا الرجل وأبي متفاهمين تماماً، بل أنهما عبقريان أيضاً!
ليتني اعرف كيف استنتجا أن الحمار للحماره... كما الطيبون للطيبات!

بعد اقل من 45 ثانية، جاءت الضحية... ومعها أمها تحمل النرجيلة للرجالة!
ألا لعنة الله على الشيشة، والنرجيلة، وأم العروس في وقت واحد!

بعضكم الآن يتساءل: ها... وبعدين؟ كيف كانت هيئتها؟!
أسمعكم تقولون:
صف لنا يا ابن الأرض – ألا بارك الله فيك من نمام!
لهؤلاء أقول... أقول لهؤلاء:
انتم خبثاء جداً بارك الله فيكم، يبدو أنكم أيضاً عملاء لجهة ما!

لكن لا أخفيكم سراً – وأنا اللئيم - إنني عندما رايتها استغرقت في "البصبصة" وقتاً لا بأس به، متناسياً أسنان عم صلاح، وأرطال أمها!

لم يمضي على استغراقي في ذلك – أي البصبصة - وقتاً طويلاً، حتى قال أبويه:
على بركة الله، ليكن زفافهما الخميس المقبل!

وفي ذاتي تساءلت بعد أن تمحورت معتقداتي 180 درجة:
كم هو بعيد هذا الخميس، حقاً إن لفي بعض النساء قوارير، لأكونن إذن في الخميس ذئباً!
واخد بالك يا أخ (حالم) – ذئباً-!
ولم انس أن أبارك لنفسي داعياً في ابتهال:
اللهم اجعلها لي نعجة مباركة، واجعلني لها بعيراً مخلصاً!
حدث هذا... بينما السماء في رعد وبرق، وصوت ذئاب تعوي من بعيد...

في اليوم التالي أوشك منزلنا على الانهيار...
هناك جرار زراعي يطرق باب المنزل!
ترى من الطارق؟
غداً تعرفون...
حتماً سأعود...
فحديثنا لم ينتهي بعد...
يتبع ...



 توقيع : فهد القحطاني

،

سبحان الله وبحمده
سبحان الله العظيم


.

رد مع اقتباس
 

العلامات المرجعية


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
قصة عناي محمد نايف الشيباني ..: مرقاب المَواهِب :.. 22 25-04-2010 07:15 PM
شوي غباء (قصة قصيرة) !! بداح فهد السبيعي ..: المرقاب العَام :.. 20 19-02-2010 01:14 AM
قصة تستحق النقل بدر ناصر العجمي ..: المرقاب العَام :.. 24 31-08-2009 04:00 AM


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 01:56 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
شبكة المرقاب الأدبية