منتديات المرقاب الأدبية - وثيقة عمارة مسجد سنة 1138هـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:

إن المتتبع لتاريخ المساجد في وادي الفرع ـ وادي بني عمرو من حرب ـ والواقع جنوب المدينة المنورة بحوالي 130كم ، يجد أن هذه المنطقة شهدت االاهتمام بالمساجد منذ فجر الإسلام، حيث ورد في كتب السير، ان رسول الله صلى الله عليه وسلم نزل الأكمة من الفرع فقال في مسجدها الأعلى ونام فيه ثم راح فصلى الظهر في المسجد الأسفل من الأكمة ثم استقبل الفرع.
وروي ايضا عن عبدالله بن مكرم الأسلمي عن مشائخه ان النبي صلى الله علية وسلم نزل في موضع المسجد بالبرود في مضيق الفرع وصلى فيه
ومسجد البرود ويقال له اليوم (البريد) ولايزالون يطلقون على المكان مسجد النبي صلى الله عليه وسلم ويقع في المضيق في وادي الفرع وهو معروف إلى اليوم ويقع بأكمة في جبل وادي (الغرب)
كما أن أهل الوادي لهم تاريخ حافل بعمارة المساجد يتضح ذلك من خلال تصفح وثائق أهالي وادي الفرع التي يستشف منها مدى حرصهم على عمارة بيوت الله وعمل أوقاف لها يصرف منها على خدمات المسجد،
هذه إحدى وثائق وادي الفرع والتي تدل مدى اهتمامهم بعمارة بيوت الله، وقد نقلتها لكم من كتاب: وثائق وادي الفرع ج1، لمؤلفه فايز بن موسى البدراني، ص 470
موضوع: عمارة وقف مسجد قام بها: الحسين بن علي بن جبير الجراري العمري الحربي

نص الوثيقة: (الحمدلله وحده، لما كان يوم ثمان والجمعة من شهر مولد ثاني سنة 1138 هو أن حضر (الحسين) وأراد أن يعمر مسجد يصلون فيه المؤمنين ابتغاء وجه الله الكريم راجيا من الله الجزاء يوم يجزي المحسنين ويعفو عن المسيئين عاملاً بما قال جل من قائل كريم ورءوف رحيم (من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها) يريد بذلك وجه الله والدار الآخره لقوله (ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فأولئك كان سعيهم مشكورا) ثم بعد ذلك هو أن (الحسين بن علي بن جبير) قد عمر المسجد الكائن بخيف أبو ضباع، وقد أوقفه وحبسه على المصلين فيه من المؤمنين، وقد أوقف على المسجد ست مشاويك، غرس ثلاث في الربيع م نفرع المسجد من جهة الشرق، وواحدة في فقير أم نما المشترى من (حسن بن كمال) وثنتين من تحت المسجد في بلاده المسماه الدقيق مما يالي المسجد من جهة القبلة، وقد أوقف النخل بثمره وفقره وجذوعه وما ينسب إليه على من يقوم بالمسجد يؤذن فيه ويصلي، وقد جعل واحده من الست تحت ما يخرب من المسجد وما يطيح من النخل، يكون ذلك على من يخدم المسجد يصلح ما يفسد ويأكل الثمر، وقد صح الوقف وقفاً صحيحاً شرعياً من ساعته نافذاً لين يرث الله الأرض ومن عليها، ملعون بايعه وملعون شاريه ومعلون مغيره، فمن بدله بعدما سمعه فإن إثمه على الذين يبدلونه والله سميع عليم، وقد جعل النظاره على ذلك: أولاً له مدة حياته، ثم لولده محمد ثم بعده لولده ساعد ثم من بعده جعل النظاره بنظر المؤمنين من أهل خيف ابو ضباع يقيمون ناظر من يستحسنون للوقف من المؤمنين، وفي هذا كفايه، وبه العبارة ولا بغيره عبرة، والجزاء من الله، فاعتبروا يا أولي الأبصار لعلكم تفلحون، وعلى ذلك وقع الأشهاد والله خير الشاهدين، شهد بذلك (محمد بن حسين بن أحمد المزيدي) وشهد بذلك (أحمد بن مبارك المسعودي) وشهد بذلك (محمد بن عيسى الجراري) وشهد بذلك (حسن بن عيسى الجراري)، وكاتباً وشاهداً الفقير إلى ربه الغني (زيد بن حسين الفدغمي) وحرر وجرى يوم ثمان والجمعة من شهر مولد ثاني سنة 1138، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.
وقد نسخته من خط كاتبه الحرف بالحرف والكلمة بالكلمة والله على ما نقول وكيل وأنا الأقل الجاني (محمد بن عوض الله بن كمال) عفا الله عنه بمنه وكرمه، يوم المحرم سنة 1272).