محمد صالح العتيبي

المدح بلا مبالغة كالطعام بلا ملح

وأنا أذهب بما ذهب إليه "ابن رشيق" في شرحه لشعر المدح وتقسيمه إلى
طريقتين :
1- خاصة بالملوك.
2- خاصة بسائر الممدوحين.

ولكم في الصحابي الجليل "معاوية بن أبي سفيان" عندما دخل عليه "الأخطل" فحذّره من
الإتيان بالمدح الممجوج المكرر -قبل أن يسترسل الشعر- فحلف أنه جاء بغير ما اعتقد
الخليفة حيث قال الأخطل :
إذا مت مات العُرف وانقطع الندى
فلم يبقَ إلا من قليلٍ مصرّدِ
ورُدت أكُف السائلين وأمسكوا
عن الدين والدنيا بحزنٍ مجدّدِ

مما أثار استحسان الصحابي الجليل، وهذا يدلنا على أن المبالغة في غرض المدح
هو من دعائمه، وإنما توصف قوة الشاعر في أمرين مهمّين : إذا مدح رفع وإذا هجا وضع !

أعلم أن ماقلته ليس وجهاً للإختلاف أو الخلاف، حيث أنني قرأت الردود جيداً وأجدني متفق تماماً مع
ماذكره الأخ شفق السريّع (سجّل ياتاريخ)

وماعني به الأخ ناصر تراحيب هو خطورة التجاوز في المحاذير الشرعية التي
قد تُشكل على بعض الشعراء في سبيل الإغراق في وصف الممدوح وتجاوز ما لا يستحمد بلوغه.

وهذه أعتبرها بمثابة الدعوة لتوخي الحذر أكثر من الدعوة لنقاش فكرة معيّنة أو جزئية
لم تتحد ملامحها ووجه الخلاف فيها.

بقي نقطة واحدة مهمة، وهي تدعيماً لما قاله اخونا وحبيبنا فالح الهاجري
بأن شعر المدح لا يتقيّد بذات الممدوح إن كان مستحقاً أو غير ذلك، فهذه لا تدخل
في نطاق النقد الشعري، كما أسلف أبو محمد.

ناصر تراحيب
كل الشُكر لك على فتح هذه المساحة، وحبذا لو دعّمت الفكرة بنماذج شعرية
حتى تكون الفائدة أكبر وأشمل، وإلا فالصورة واضحة لدي.

كل التحية

،