![]() |
![]() |
![]() |
||
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|||||||||
|
||||||||||||
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
..: مكتَبةُ المرقاب :.. تكريم رواد شعر المحاورة ونماذج من محاواراتهم |
|
أدوات الموضوع | ابحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||||||
|
|||||||
المطلع في شعر المحاورة .( البدعة )
بسم الله الرحمن الرحيم
المطلع في شعر المحاورة .( البدعة ) لا يخفى على الجميع أن لكل قصيدة مطلعا ً ، يكون كالتمهيد لما بعده ، وكمقدمة الكتاب التي تدخل من خلالها إلى الكتاب نفسه ، ولم يُعرَف على مر العصور قصيدة دون مطلع إلا النزر اليسير من الأبيات التي تقال وليدة اللحظة ، وقد تنوعت المطالع ، بدءا ًبالغزل والوقوف على الأطلال ومرورا ً بوصف المسير بالراحلة وانتهاء ً بالدخول في غرض القصيدة مباشرة ً . وأدبنا العربي مليءٌ بالأمثلة على ذلك ، ولعل أشهرها ما بدأ به ( كعب بن زهير ) قصيدته ( البردة ) التي اعتذر فيها أمام الرسول صلى الله عليه وسلم ، إذ بدأها بقوله متغزلا ً : بانت سعاد ٌ فقلبي اليوم متبول ُ *** متيّمٌ إثرها لم يُفْدَ مكبول ُ وفي شعر المحاورة نجد المطلع شيئا ً مهما ً يوليه الشعراء غاية اهتمامهم ، ويبذلون له قصارى جهدهم ، بل إنّ بعضهم قد يضنيه البيت الأول أكثر مما تضنيه بقية الأبيات ، وربما بدع المطلع قبل بدء المحاورة بساعات إن لم تكن أياما ً !! فالبيت الأول عنوان ما خلفه من أبيات . ولكن .. هل سار شعراء المحاورة على ما عرفناه في أدبنا العربي من وقوف الأطلال والغزل و.... الخ ؟ . بالطبع لا فقد تغيرت المطالع تغيرا ً جذريا ً أستطيع من خلاله تقسيم المطالع في فن المحاورة كما يلي : 1 ـ مطلعٌ يبدأ بالغزل على طريقة القدماء ولكنه قليل ـ إن لم يكن نادرا ً ـ يقول عبد الله المسعودي ـ رحمه الله ـ في محاورة مشهورة مع جار الله السواط : ـ عيني تخيل أصحابها اللي حيث ما حلّوا تحيل *** لدّوا لها يا ســواط وإلا ما بعد لدّوا لها إن مات مفتون الهوى في ربًّة الطرف الكحيل *** ما عاد يسمع كلمة المعروف لين تقولها فيرد السواط بمطلع لا يخلو من النصح للعاشق وتحذيره : ـ إن خيّلت عينك جميع أصحابها خلّك ثقيل *** والأرض متّرها وقيّس عرضها من طولها 2 ـ مطلع يبدأ الشاعر فيه بالسلام إن كان ضيفا ً والترحيب إن كان مضيوفا ً ، وهذا هو الغالب والسائد هذه الأيام . فمن أمثلة التسليم وهي كثيرة : ـ قول صياف الحربي : سلام الله عليكم واسمعوا يا حضرة العتبان ** واشوف الملعبة صارت بدايتها نهايتها وقول فيصل الرياحي : ـ يا سلامي سلام فيه حيلة وحيل *** في حلال على وضح النقا جيتها ومن أمثلة الترحيب وهي أيضا ً كثيرة : ـ قول الشاعر الكبير أحمد الناصر : ـ هلا مرحبا ترحيبة تروي العطشان ** وفي حلة ابن سعود لاحي يا ليحاني والغالب ـ أيضا ً ـ أن الشاعر إذا بدأ بالسلام رحّب به الآخر ، وإذا بدأ بالترحيب ردّ الآخر بـ ( دام البقا ) وما شابهها . 3 ـ مطلع كالمطلع السابق ، ولكن السلام والترحيب ظاهرهما الرحمة وباطنهما العذاب ، فقد يكون هنالك سوء تفاهم بين الشاعرين المتحاورين من موقف سابق ، ومثل هذا السلام والترحيب لا يفهم مغزاه إلا الشاعران نفسهما أو من له دراية ببواطن الأمور ، أما البقية فيمر ذلك عليهم مرور الكرام . ومن أمثلة ذلك : ـ قول الجبرتي للمسعودي : ـ سلام الله بردية لها بين الرجال رجال *** وأنا ماني مسمّي والعرب تعرف بساميها فيرد المسعودي بقوله : ـ هلا يا مرحبا بيّه وباللي يوفي المكيال *** ومن لا يوفي المكــيال يقعــد لين يوفيها 4 ـ مطلع حر ، لا سلام فيه ولا ترحيب ، ولا غزل ولا نسيب ، وغالبا ما يكون هذا بعد ( القاف ) الأول وخاصة إذا لم يكن في الحفلة إلا شاعران ؛ فمن غير المعقول أن تستمر المحاورة سلام وترحيب وترحيب وسلام . بل يدخل الشاعران في غرضهما مباشرة . وفي مثل هذا المطلع يتضح الشاعر المجيد من غيره ، فإن أحسن المطلع فقد أجاد وأحسن والعكس . وتتضح أيضا ثقافة الشاعر ومدى اطلاعه ، تلك الثقافة التي قد لا يساعده المعنى والوزن والقافية على إظهارها في منتصف أو نهاية ( القاف ) . وإذا تتبعنا كبار الشعراء نجد أن ( حبيب العازمي ) يتربع على قمة الهرم في حسن الاستهلال ، وروعة المطلع إذ كثيرا ً ما أمتعنا بمطلع لم نكن نتوقعه ، وآخر كنا نتوقعه ولكنه حوره بطريقة إبداعية أضفت عليه جمالا ً لم نعهده . يقول في محاورة مع عايض أبو رجيلة : ما فيه مرسول ٍ سوات التلفون ** ألوه يا عايض ترى لك مكالمة ويقول لفيصل الرياحي : ـ على راس الرياحي واحدة تمشي من الثنتين ** علاه يسرّح اللي تاصله وإلا يضويها 5 ـ مطلع هجومي يحدد الشاعر فيه هدفه وخصمه بسرعة كسرعة الصاروخ ، وقد يكون ( مطلق الثبيتي و رشيد الزلامي ) متسيّديْ هذا المطلع . ويكفيك أن تسمع ( مطلق ) وهو يخاطب ( صياف الحربي ) لتحكم : ـ الحريبي ينفض اللحية ويطوي في معمـّـه **** راغ قلبه من شليويح المطيري والزلامي كانت تلك نماذج من المطالع ، وغيرها كثير وكثير .... ويبقى لشعر المحاورة خصوصيته التي لا يفهمها إلا أربابه . ![]()
وإذَا كانَتِ النُّفـُـوسُ كِبَارًا @ @ تَعِبَتْ فِي مُرَادِهَا الأجْسَــامُ
|
العلامات المرجعية |
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
|
|
![]() |
![]() |