البرمجة والشاعر الشعبي

[align=right]
..
..
اعلن فريق طبي في جامعة نورث كرلاينا .
أنه توصل لفرضية أمكانية برمجة الخلايا الحية في الجسم البشري
وتحديد ماهية ما يجب عليها القيام به .
وقد سهر على ذلك البحث زهاء خمسة عشر عاما.
يقول : الفريق الطبي :
إن هذه البرمجة بأمكانها القيام بتدوير خلايا الاجسام الحيّة.
وجعلها تتماها مع البرمجة العكسية على كيانات الأمراض المزمنة.
وقد تعطل فاعليتها أو تلغيها بالمرة .بيد أن الفريق قابلته مشكلة المتبرعين
لمثل هذه التجربة التي يرون أنها إن نجحت فستكون فتحا عظيما.
وما زال الفريق فارشا مشلحه أمام أبواب المصحات استجدا للمتبرعين .
لشدة حرصه على نجاح هذا البحث...
ألا يعلم هذا الفريق لم يكن له قصب السبق في ذلك!
لا من ناحية البرمجة ولا مناحية المتبرعين .. وأننا قد سبقناه بعقود.
ولم يتكبد المخترع الأول لدينا إلا أن يقذف بصرّة من النقود.
أو يعد المتبرع أن يسمح له بأخذ صورة بجانبه وتنشر في الجريدة الرسمية
وبهذا تتم البرمجة ويصبح.المتبرع مثل الروبوت.
لا يرى إلا ما يراه المبرمج ولا يتكلم إلا بما يريد المبرمج .
حتى أصبح مثل السيف على رؤوس رؤى الآخرين
الذين لم تطالهم يد المبرمج.أو لم يرى المبرمج فيهم من الخلايا ما يمكن لها أن تتبرمج
حسب مبتغاه ورؤيته . بالطبع من حقه ذلك أليس هو المبرمج ؟!
الشيء اللافت للنظر في مثل هذا الأمر
أن أكثر من تبرمج . الشعراء الشعبيين
الذين أصبحوا مثل نبتة الفطر السام. التي تنبت بكثرة .
ولديها من الأمكانيات ما يجعلها تتعامل مع جميع المبيدات الزراعية.
حتى تتكيف معها وتجعلها غذاء نافعا. عوضا عن كونها مبيدات مميته .
شعراؤنا الشعبيون إلا من رحم الله ؛
أغلبهم نسخة متطورة من الروبوت الالماني " المشاة السلبيون"
إلا أن شعراءنا والحمدلله لم يكونوا سلبيين مجازا .
فهم يمدحون المبرمج ويطنبون في ذلك ويغضوا الطرف عن كل ما عائبه
وكثيرا من الأحيان يصورونها على إنها مزايا وحسنات عظام لا تتضح للعيان
التي لم تتبرمج وكذلك يتبتلون في الدفاع عن مبرمجيهم بشتى الوسائل والأصناف.
ولا مشاحة في شتم وحط من قدر من يخالف المبرمج حتى في بعض الرؤى البسيطة.
وكذلك اعتبار أمثاله خطرا داهما على المجتمع والحياة ككل .
وبالتالي يجب أن يحاسب حساب عسرا أو أن تقطّع أوصاله أو ينفى من البلاد والعباد .
فمن يخالف رؤية المبرمج لا يستحق الحياة.
حتى أن بعض الشعرائنا حين رأى من بعض أبناء عمومته نقدا لبعض تصرفات المبرمج.
لم يجد غضاضة ؛ في القول : إن هذا لم يكن من أبناء عمومته وذهب إلى أبعد من ذلك
وقال أنه ليس من القبيلة أصلا .
وقد يقسم على أنه لقيط من حاوية الزبل...!
فهل علمتم أيها الأمريكان أنكم لم تسبقونا على شيء وأننا أكثر تطورا منكم
وما بحثكم إلا جهدا متأخرا جدا عن اللحاق بركبنا ...[/align]