الرئيسيةالمنتدياتالجوالالبطاقات المرئياتسجل الزوار الصوتياتالصورراسلناالديوانالاخبارالاعلانات  
 


مواضيعنا          السحاب المراويح (اخر مشاركة : محمد مرزوق السميري - عددالردود : 0 - عددالزوار : 110 )           »          عشنا وشفنا (اخر مشاركة : محمد مرزوق السميري - عددالردود : 1 - عددالزوار : 3807 )           »          مزاين الابل (اخر مشاركة : محمد مرزوق السميري - عددالردود : 0 - عددالزوار : 720 )           »          يالسميري وش علومك يالسميري ! (اخر مشاركة : محمد مرزوق السميري - عددالردود : 1 - عددالزوار : 869 )           »          تـغ ـــريـدات حــــرّه ! (اخر مشاركة : عبدربه - عددالردود : 51 - عددالزوار : 19420 )           »          سهود ومهود (اخر مشاركة : عبدربه - عددالردود : 2 - عددالزوار : 6036 )           »          دنيا الفنا (اخر مشاركة : محمد مرزوق السميري - عددالردود : 1 - عددالزوار : 4397 )           »          اموت مابين نظراته وسلهامه (اخر مشاركة : عبدربه - عددالردود : 6 - عددالزوار : 2418 )           »          دره ومرجانه (اخر مشاركة : عبدربه - عددالردود : 1 - عددالزوار : 2918 )           »          غزو الروم👌 (اخر مشاركة : عبدربه - عددالردود : 5 - عددالزوار : 3632 )           »         
 
العودة   منتديات المرقاب الأدبية > منتديات المرقاب الأدبية > ..: المرقاب للأدبِ والثّقَافَةِ :..

..: المرقاب للأدبِ والثّقَافَةِ :.. الشعر الحر - النقد البنّاء - دراسات أدبيّة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع ابحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 11-11-2006, 11:18 PM
غالب الشريف
(*( عضو )*)
غالب الشريف غير متصل
لوني المفضل sienna
 رقم العضوية : 213
 تاريخ التسجيل : May 2002
 فترة الأقامة : 8617 يوم
 أخر زيارة : 28-03-2024 (03:40 PM)
 المشاركات : 5,344 [ + ]
 زيارات الملف الشخصي : 11569
بيانات اضافيه [ + ]
سؤال 1 ..



.
.


سؤالنا لهذا الأسبوع :


لماذا أسهب معظم شعراء الجيل الحالي في تناول شعر الغزل ؟ دون غيره ؟



 توقيع : غالب الشريف

.



الموقع بعشر لغات .!
http://mohammad.islamway.com/


ديواني


رد مع اقتباس
قديم 12-11-2006, 12:54 AM   #2
غانم الذيابي
(*( عضو )*)


الصورة الرمزية غانم الذيابي
غانم الذيابي غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1433
 تاريخ التسجيل :  Oct 2006
 أخر زيارة : 13-03-2010 (01:40 AM)
 المشاركات : 1,116 [ + ]
 زيارات الملف الشخصي : 6550
لوني المفضل : sienna


موضوع مهم جدا ياغالب ...سأعود إن سنحت لي فرصه




.


 
 توقيع : غانم الذيابي


آخر تعديل بواسطة فيصل السواط ، 12-11-2006 الساعة 01:08 AM

رد مع اقتباس
قديم 12-11-2006, 01:11 AM   #3
فيصل السواط
(*(عضو)*)


الصورة الرمزية فيصل السواط
فيصل السواط غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1000
 تاريخ التسجيل :  Apr 2004
 أخر زيارة : 04-06-2014 (04:27 PM)
 المشاركات : 6,216 [ + ]
 الإقامة : الدمام
 زيارات الملف الشخصي : 15359
 الدولهـ
Algeria
لوني المفضل : Maroon


غالب أسعد الله وقتك بالخير ....
الغزل وما أدراك ما الغزل موضوع كبير وشائك وددت من زمن أن نتحدث في الكثير من جوانبه...
.
فقط قليل من الوقت ...وسأعود
ومشكور على المضوع هذا بالذات لأني أبحث مناقشته لي فتره ...والله جابه
.

.
تحياتي وتقديراتي..


 
 توقيع : فيصل السواط

ان كان ودّك .. تصبح انسان ناجح = نجاح غيرك .. لاتعدّه فشل لك






ask me


رد مع اقتباس
قديم 12-11-2006, 01:19 AM   #4
ناصر تراحيب
الإدارة


الصورة الرمزية ناصر تراحيب
ناصر تراحيب غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 99
 تاريخ التسجيل :  May 2002
 أخر زيارة : 10-12-2025 (12:10 AM)
 المشاركات : 16,775 [ + ]
 الإقامة : ..
 زيارات الملف الشخصي : 97686
 الدولهـ
Saudi Arabia
لوني المفضل : Palevioletred


جواب 1 :-

لإن الغزل مطلووووووب بكثره ..
وفي قصائد الغزل رسالة قد صريحه لشخصٍ ما ..!!
ولإنه الأسهل حالياً .. عند الكثير من الشعراء الشباب
ففيه الصوره واحده ومتكرره بأشكال مختلفه .. توضيح مشاعر .. وإبدأ محبه .. توصيف محبوب وحالة حب ..! وهلم جرّا ..!!


غالب .. كان هذا على عجاله
وشكراً .. على طرح السؤال


 
 توقيع : ناصر تراحيب





رد مع اقتباس
قديم 12-11-2006, 03:51 AM   #5
عبدالله الرقيب
(*( مشرف )*)


الصورة الرمزية عبدالله الرقيب
عبدالله الرقيب غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1248
 تاريخ التسجيل :  Sep 2005
 أخر زيارة : 29-03-2024 (04:49 AM)
 المشاركات : 8,133 [ + ]
 الإقامة : مكة -الشرائع
 زيارات الملف الشخصي : 20286
لوني المفضل : Black


غالب الشريف


وسوال وجيه


اقول : لم يسهب شعراء هذا الجيل في الغزل , والسبب اننا لو تتبعنا عصور الأدب منذ نشأته وجدنا الغزل من أهم الأغراض الشعرية التي تناولها شعراء الأدب العربي .

وكذلك اذا عدنا الى ما قبل 150 عام وما قبل ورغم الظروف الصعبة والملزمة الى ترك الغزل والأهتمام بما هو أهم منه وجدنا الشعراء يسهبون في الغزل .


نعم قد كانت هناك أمور صرفت من هم قبلنا عن الغزل لم تعود موجودة الان في عصرنا ولله الحمد .


والغزل بـ طبعه محبب للناس سواء كان شاعر او لم يكن , لما فيه من امور تفرح الفواد , فهو له ميزة تميزه عن غيره من الأغراض .

وكذلك المستمع للشعر فان الأغلب منهم يرغبون في الغزل .

صحيح ان الغزل من الأغراض الرئيسة في الشعر والجميلة ولكن هذا لا يعني ان نتخلى عن سائر أغراض الشعر التي لا تقل جمال عن الغزل , والمهمة والمطلوبة كـ الموضوعات الأجتماعية .



سوالك ياغالب جميل

ولكن الأدهى ان هناك من يرا حرمة الغزل ويذمه بلا مبرر

لماذا هذا ؟



غالب الشريف


اتمنى ان اكون قد قدمت شيئا يسير تجاه سوال وجيه من رجل عزيز



تحياتي وتقديري


 
 توقيع : عبدالله الرقيب

طواري :-






لك العهد والعشق والانتماء ...
وخلفك نمضي صباح مساء ...

لتبقى مجيدا ...
وفخرا وعيدا ....
وصرحا فريدا .... ...يطال السماء..!

أيا قلعة المجد .....والمجد أهلي ...
أيا منبع الفن ...والفن أهلي ...

سفير الوطن ..
شموخ وفن ..
وعبر الزماااان ...سنمضي معا ...!
وعبر الزماااان ...سنمضي معا ...!
وعبر الزماااان ...سنمضي معا ...!






aann1985@hotmail.com

لـــ نعيش ... أحلى


رد مع اقتباس
قديم 12-11-2006, 07:46 AM   #6
عبدربه
(*( عضو )*)


الصورة الرمزية عبدربه
عبدربه غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 697
 تاريخ التسجيل :  Mar 2003
 أخر زيارة : 03-12-2025 (06:13 PM)
 المشاركات : 18,267 [ + ]
 الإقامة : عند الورعان
 زيارات الملف الشخصي : 46923
 الدولهـ
Saudi Arabia
لوني المفضل : Blue


^
|

طيب
عطنا مبرّر لحِلّه



غالــب ،،

تدري ليـه ؟

لأنّنا نسمّى بالأمّه الهائمه !!!

وعفاك عطنا السؤال اللي بعده إذا سمحت .


 
 توقيع : عبدربه

ياحيف يابعض العرب..ياحيف ./. أخطوا .. وأنا من فعلهم منصاب !
الصيف راح ودار حول الصيف ./. لكـن شـب النـار .. ياشبـّاب
يمكن سناها في الجبل لا شيف ./. يصبح لمن هو ينظره جذاب
من .. مار وألا جار وألا ضيف ./. والا من الأصحاب والأجناب
حتى يجـي نواف عند .. منيف ./. ويعوّد الغائب .. بعد ماغاب
ربعٍ لهم على النوايف .. نيف ./. تنقض حجج من يفتل الأشناب
كرم وعرف .. ولا تبا تعريف ./. والطيب طبعٍ لاهل الأطيـاب
وافين .. مافيهم ردي وضعيف./. تلقى الشباب أطيب من الشيّاب
وأنا أتسآءل .. كيف بالله كيف ./. نزّلهم تويتر من المرقاب ؟!
.....

قصة حياتي :
http://montada.mergab.com/showthread.php?t=28348

آخر تعديل بواسطة عبدربه ، 12-11-2006 الساعة 07:47 AM

رد مع اقتباس
قديم 12-11-2006, 11:01 AM   #7
عبدالرحمن حمد العتيبي
مستشار إداري


الصورة الرمزية عبدالرحمن حمد العتيبي
عبدالرحمن حمد العتيبي غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 969
 تاريخ التسجيل :  Mar 2004
 أخر زيارة : 25-06-2014 (05:43 PM)
 المشاركات : 11,057 [ + ]
 زيارات الملف الشخصي : 46461
 الدولهـ
Saudi Arabia
لوني المفضل : darkred


:
:
هلا يابوالغلب .. مرقاب الادب والثقافة منور اليوم ..يـاصديقي
سؤال يجب الوقوف عنده :
الغزل غرض شعري كبـاقي الأغراض ..
وهو متاح للجميع .. وكثرة المتجهين له من الشعراء يعود فالمقام الأول لهم ..
وهذه الحال لها اسباب كثيرة منها :
- ان الضوابط في شعر الغزل اقل حزماً من الأغراض الأخرى ..
- ان كثير من الشعراء ليسوا (( ابتكاريين )) وهذا اما بسبب انعدام هذه الخاصية لديهم ..
او بسبب عدم تشجيعهم على ابرازها سوا من جمهور المتلقين او نقاد الشعر على اختلاف مسمياتهم ..
- وهناك سبب اشبه بالجريمة وهو الأعلام الذي يرحب بالقصائد الغزلية ويتجاهل القصائد الأخرى حتى لو كانت عالية الجودة ومتكاملة الطرح .. !!
- عدم ادراك كثير من الشعراء لدورهم فالمجتمع وان المجتمع يحتاج الى ثمار افكارهم واطروحاتهم وجهلهم ان بيت واحد صادق قد يستشهد به فالمنابر والمجالس ويغدو مثلاً تتناقله الأجيال .. !!
الغزل فن شعري جميل واحساس بجزء هام من نسيجنا الحياتي لايمكن اغفاله ..
لكن من الجرم ان يصبح (( ديوان العرب .. غزل فقط ))
وكأن العرب كلهم عشاق ولا هم لهم الا الغزل والعشق والغرام والهيام .. !!
يجب ان نتخلص من وهم ان الشعر الذي يصل للناس هو الغزل فقط ..
هناك شعراء همشوا الغزل في تجاربهم الشعرية ووصلوا لنا ..
لعل ابرزهم (( بديوي الوقداني )) كمثال نبطي .. !!
الشاعر الحقيقي لايمكن ان يحبس في قفص الغزل ..
الشاعر الحقيقي طائر حر وحيث ما حل حل معه الأبهار الشعري ..
وهذا معيار هااااااااااااااااااااااااام جداً .. !!

أسف على الأطاله .. !!





 
 توقيع : عبدالرحمن حمد العتيبي





الناس طين إذا (( جف )) كسّر بعضه ..
و إن (( لان )) تشكّل على مايحبون .. !!







رد مع اقتباس
قديم 12-11-2006, 12:03 PM   #8
فالح الهاجري
(*( عضو )*)


الصورة الرمزية فالح الهاجري
فالح الهاجري غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1137
 تاريخ التسجيل :  Dec 2004
 أخر زيارة : 28-04-2014 (10:38 AM)
 المشاركات : 3,764 [ + ]
 زيارات الملف الشخصي : 19701
لوني المفضل : sienna


سبقني الزميل العزيز

عبدالرحمن العتيبي

بالرأي ..

وهذا لا يمنع عودتي للمشاركة بإسهاب ..



شكرا لك على موضوعك القيّم .

..


 
 توقيع : فالح الهاجري

twitter falihalhajri


رد مع اقتباس
قديم 12-11-2006, 09:55 PM   #9
غالب الشريف
(*( عضو )*)


الصورة الرمزية غالب الشريف
غالب الشريف غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 213
 تاريخ التسجيل :  May 2002
 أخر زيارة : 28-03-2024 (03:40 PM)
 المشاركات : 5,344 [ + ]
 زيارات الملف الشخصي : 11569
لوني المفضل : sienna


أحيي الجميع دون استثناء ولي عوده إن شاء الله


 

رد مع اقتباس
قديم 12-11-2006, 11:23 PM   #10
عبداللطيف الغامدي
الإداره


الصورة الرمزية عبداللطيف الغامدي
عبداللطيف الغامدي غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 140
 تاريخ التسجيل :  May 2002
 أخر زيارة : 27-11-2011 (02:02 PM)
 المشاركات : 19,168 [ + ]
 زيارات الملف الشخصي : 39352
لوني المفضل : sienna


مرحبا يا غالب

سؤال في الصميم وموضوع نقاش باذن الله لن يفسد للود قضيه
وفي رايي البسيط
ان الغزل اتجاه شعري لايمكن اهماله او تجاهله

والاسهاب فيه حاليا له اسباب في نظري انها كثيره ونقاشها يطول

اذكر منها ان الغزل لاتجاه الشعري الوحيد الذ يستطيع الشاعر ان( يكذب) فيه دون عقوبه

ومن المعروف ان اجمل الشعر اكذبه ,, لذلك بحثا عن الجمال يتعلق الكثيرين بشعر الغزل قدر الامكان

ثاينا ارى ان حال المجتمع ونظرة ذائقة المتلقي لها دور

مثلا في اغلب الامسات واقول اغلبها يبدأ الشعار بالاتجاهات الاخرى للشعر ولكن ذلك لاطول فتجد احيانا كثيره يبادر الجمهور بطلب الغزل ومنهم من يتجرأ بطلب ما يظلم به هذا الاتحاه الجميل من قصائد التجاوز الغير مقبول عندي ذوي الذائقه الصحيحه .

واستكمالاص لمثالنا ما يلبث شعر الغزل ان يتسلل بعد فتره بسيطه من بدايات الامسيات ومن ثم
(يقلب الطاوله) على بقية الاتجاهات مهما كانت وكأنها لم تكن

عندما ننظر على شعر الغزل لابد ان نقسمه الى قسمين

الاول يتعامل مع الاحساس وهذا مطلوب وسهل الوصول للناس مجال الابداع فيه كبير جداً ويقبله جميع من يقبل بوجود الغزل اساساً

ثانياما يتعامل مع الجسد وهنا ومع احترامي للجميع ارى انه ابتذال واسلوب لا يجد غالبا مجالا رحبا للقبول رغم وجود من يتخصصون في ابرازه والتعامل معه ومن يعشقون سماعه ايضاً

رغم معرفتهم انه مرفوض حتى من الفئه التي تؤيد التعامل مع شعر الغزل كأداه لملامسة الحس
وايضأ رغم قناعتهم بان منظرهم حتى في اعين من يصفقون لهم ليس بالشكل الذي يرغبونه

وايضاً لاننسى ان قصائد الغزل ليست تعتبر الخيار الاخير في المجالس وكأنه يلغي نفسه مجبراً ويؤكد انه مجرد نوع من زيادة الرصيد الشعري وقالب للتجربه بعيداً عن الاماكن التي (تجمع اكثر من جيل )

وكأنه احد العيوب التي ينكرها الجميع رغم قناعة البعض بانها هي افضل مالديه احيانا

لدرجهة ان الصمت يصبح خياراً اكثر اولويه من القصيده الغزليه

الف شكر ياغالب على السؤال الصعب

وكل الود لكل من يشاركنا هذا النقاش


 

رد مع اقتباس
قديم 12-11-2006, 11:28 PM   #11
عبداللطيف الغامدي
الإداره


الصورة الرمزية عبداللطيف الغامدي
عبداللطيف الغامدي غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 140
 تاريخ التسجيل :  May 2002
 أخر زيارة : 27-11-2011 (02:02 PM)
 المشاركات : 19,168 [ + ]
 زيارات الملف الشخصي : 39352
لوني المفضل : sienna




 
آخر تعديل بواسطة عبداللطيف الغامدي ، 12-11-2006 الساعة 11:33 PM

رد مع اقتباس
قديم 12-11-2006, 11:44 PM   #12
فيصل السواط
(*(عضو)*)


الصورة الرمزية فيصل السواط
فيصل السواط غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1000
 تاريخ التسجيل :  Apr 2004
 أخر زيارة : 04-06-2014 (04:27 PM)
 المشاركات : 6,216 [ + ]
 الإقامة : الدمام
 زيارات الملف الشخصي : 15359
 الدولهـ
Algeria
لوني المفضل : Maroon


بسم الله الرحمن الرحيم ....أسعد الله أوقاتكم بالخير جميعاً ..وأتمنى أن يكون النقاش أكثر هدوءاً حتى نفيد ونستفيد

موضوع الغزل موضوع كما ذكرت سابقاً موضوع شائك وكبير ويحتاج أن يناقش مناقشه مستفيضه وأن نسبر جميع جوانبه بلا إستثناء ؛ فمن كثرته إلى نظرة الدين الإسلامي فيه إلى أهميّته إلى ...
.
هنا الأخ غالب الشريف طرح موضوعاً مهماً ألا وهو :
لماذا أسهب معظم شعراء الجيل الحالي في تناول شعر الغزل ؟ دون غيره ؟

وأنا أقول أنّ الإسهاب في أي غرض من الأغراض الشعريه دون غيره يُعد خطأ من الشاعر ؛وكما ذكر الأخ الكريم عبدالرحمن حمد أنّ الشاعر كالطائر الحر وأيضاً هو صاحب رسالة فلا بد أن يجوب شعرياً هنا وهناك...ويقدّم لدينه ومجتمعه ما يُنتظر منه ..
أما والغزل هو صلب الموضوع فإنّي لا أنكر أنّ الغزل كثر مرتادوه شعرياً حتّى أصبحنا نراه الأكثر بين الأغراض الأخرى في هذا العصر..
أعود للحظات للعصر الأندلسي وأرى أن العصر الحديث نسخه مكرره منه ؛فالدعة والراحة وحياة الرفاهية صوره مكرره من ذلك العصر مع التقرير بإختلاف الثقافه والرجال والأفضليه حتماً لصالح العصر الأندلسي ..فربما تكون الرفاهية سبباً جوهرياً في إنتشار الغزل بهذه الصورة .
والدليل أنّا لانرى شعراء شباب كُثر في الدول العربية الأخرى والتي تعاني من الفقر ويعاني شبابها شظف العيش ومواجهة الجوع والبحث عن سدّ الحاجه..
ولربمّا يكون هناك سبب آخر وهو أنّ شعراء الغزل أكثرهم من الشباب والشباب بطبيعة شخصيتهم العمرية الأكثر تأثراً بعاطفة الحب والتغزّل في المحبوبه؛ ولا ينكر عاقل أنّ إنجذاب الرجل للمرأه إنجذاب فطري وطبيعي ؛ ولعل الإسلام حدّد العلاقة العاطفيه والجنسيه ووضع حدود واضحه لكل ذي لب
والحديث عنها سيأتي لاحقاً ..
ولربما يكون هو ذاته السبب الذي يجعل الشاعر يكتب هذا النوع بكثره إذا اعقدنا بأغلبية شبابيّة الجمهور وأنّ هذا النوع من الشعر يعبّر عن خوالج النفس الداخليه لديهم ..
.
.
.
أمّا الموضوع والذي أعتبره الأكثر خلقاً لإختلافات المهتمين بالشعر ؛مابين مؤيدٍ ومعارض هو موضوع نظرة الإسلام للشعر ؛ وفي طرحنا سؤال :هل الغزل حلال أم حرام ؟ يظل الطرح ناقص والسؤال يحتاج إلى إعادة صياغه ...لنقل: ما حدود الغزل في الإسلام ؟

والجواب هنا دحضاً لحجة التعميم بالتحريم والتعميم بالحلّ أيضاً ..ونظرة الإسلام وسطاً بين الإنغلاقيه
المتحجّره والإنفتاحية المشبوهه ...
ونحن نقتدي برسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ فهو قد سمع الغزل وأشاد به وأعطى جائزه عليه .
وكلّ ذلك في قصيدة كعب بن زهير الإعتذاريه والمعروفه (بالبرده) ..
حيث يقول كعب فيها :


بـانَتْ سُـعادُ فَـقَلْبي اليَوْمَ مَتْبولُ * مُـتَـيَّمٌ إثْـرَها لـم يُـفَدْ مَـكْبولُ
وَمَـا سُـعَادُ غَـداةَ البَيْن إِذْ رَحَلوا * إِلاّ أَغَـنُّ غضيضُ الطَّرْفِ مَكْحُولُ
هَـيْـفاءُ مُـقْبِلَةً عَـجْزاءُ مُـدْبِرَةً * لا يُـشْتَكى قِـصَرٌ مِـنها ولا طُولُ
تَجْلُو عَوارِضَ ذي ظَلْمٍ إذا ابْتَسَمَتْ * كـأنَّـهُ مُـنْـهَلٌ بـالرَّاحِ مَـعْلُولُ
شُـجَّتْ بِـذي شَـبَمٍ مِنْ ماءِ مَعْنِيةٍ * صـافٍ بأَبْطَحَ أضْحَى وهْوَ مَشْمولُ
تَـنْفِي الـرِّياحُ القَذَى عَنْهُ وأفْرَطُهُ * مِـنْ صَـوْبِ سـارِيَةٍ بِيضٌ يَعالِيلُ
أكْـرِمْ بِـها خُـلَّةً لـوْ أنَّها صَدَقَتْ * مَـوْعودَها أَو ْلَوَ أَنَِّ النُّصْحَ مَقْبولُ
لـكِنَّها خُـلَّةٌ قَـدْ سِـيطَ مِنْ دَمِها * فَـجْـعٌ ووَلَـعٌ وإِخْـلافٌ وتَـبْديلُ
فـما تَـدومُ عَـلَى حـالٍ تكونُ بِها * كَـما تَـلَوَّنُ فـي أثْـوابِها الـغُولُ
ولا تَـمَسَّكُ بـالعَهْدِ الـذي زَعَمْتْ * إلاَّ كَـما يُـمْسِكُ الـماءَ الـغَرابِيلُ
فـلا يَـغُرَّنْكَ مـا مَنَّتْ وما وَعَدَتْ * إنَّ الأمـانِـيَّ والأحْـلامَ تَـضْليلُ
كـانَتْ مَـواعيدُ عُـرْقوبٍ لَها مَثَلا * ومــا مَـواعِـيدُها إلاَّ الأبـاطيلُ
أرْجـو وآمُـلُ أنْ تَـدْنو مَـوَدَّتُها * ومـا إِخـالُ لَـدَيْنا مِـنْكِ تَـنْويلُ
أمْـسَتْ سُـعادُ بِـأرْضٍ لا يُـبَلِّغُها * إلاَّ الـعِتاقُ الـنَّجيباتُ الـمَراسِيلُ
ولَـــنْ يُـبَـلِّغَها إلاَّ غُـذافِـرَةٌ * لـها عَـلَى الأيْـنِ إرْقـالٌ وتَبْغيلُ
مِـنْ كُلِّ نَضَّاخَةِ الذِّفْرَى إذا عَرِقَتْ * عُـرْضَتُها طـامِسُ الأعْلامِ مَجْهولُ
تَـرْمِي الـغُيوبَ بِعَيْنَيْ مُفْرَدٍ لَهِقٍ * إذا تَـوَقَّـدَتِ الـحَـزَّازُ والـمِيلُ
ضَـخْـمٌ مُـقَـلَّدُها فَـعْمٌ مُـقَيَّدُها * فـي خَلْقِها عَنْ بَناتِ الفَحْلِ تَفْضيلُ
غَـلْـباءُ وَجْـناءُ عَـلْكومٌ مُـذَكَّرْةٌ * فــي دَفْـها سَـعَةٌ قُـدَّامَها مِـيلُ
وجِـلْـدُها مِـنْ أُطـومٍ لا يُـؤَيِّسُهُ * طَـلْحٌ بـضاحِيَةِ الـمَتْنَيْنِ مَهْزولُ
حَـرْفٌ أخـوها أبـوها مِن مُهَجَّنَةٍ * وعَـمُّـها خـالُها قَـوْداءُ شْـمِليلُ
يَـمْشي الـقُرادُ عَـليْها ثُـمَّ يُزْلِقُهُ * مِـنْـها لِـبانٌ وأقْـرابٌ زَهـالِيلُ
عَـيْرانَةٌ قُذِفَتْ بالنَّحْضِ عَنْ عُرُضٍ * مِـرْفَقُها عَـنْ بَـناتِ الزُّورِ مَفْتولُ
كـأنَّـما فـاتَ عَـيْنَيْها ومَـذْبَحَها * مِـنْ خَـطْمِها ومِن الَّلحْيَيْنِ بِرْطيلُ
تَـمُرُّ مِـثْلَ عَسيبِ النَّخْلِ ذا خُصَلٍ * فـي غـارِزٍ لَـمْ تُـخَوِّنْهُ الأحاليلُ
قَـنْواءُ فـي حَـرَّتَيْها لِـلْبَصيرِ بِها * عَـتَقٌ مُـبينٌ وفـي الخَدَّيْنِ تَسْهيلُ
تُـخْدِي عَـلَى يَـسَراتٍ وهي لاحِقَةٌ * ذَوابِــلٌ مَـسُّهُنَّ الأرضَ تَـحْليلُ
سُمْرُ العَجاياتِ يَتْرُكْنَ الحَصَى زِيماً * لـم يَـقِهِنَّ رُؤوسَ الأُكْـمِ تَـنْعيلُ
كــأنَّ أَوْبَ ذِراعَـيْها إذا عَـرِقَتْ * وقــد تَـلَـفَّعَ بـالكورِ الـعَساقيلُ
يَـوْماً يَـظَلُّ به الحِرْباءُ مُصْطَخِداً * كـأنَّ ضـاحِيَهُ بـالشَّمْسِ مَـمْلولُ
وقـالَ لِـلْقوْمِ حـادِيهِمْ وقدْ جَعَلَتْ * وُرْقَ الجَنادِبِ يَرْكُضْنَ الحَصَى قِيلُوا
شَـدَّ الـنَّهارِ ذِراعـا عَيْطَلٍ نَصِفٍ * قـامَـتْ فَـجاوَبَها نُـكْدٌ مَـثاكِيلُ
نَـوَّاحَةٌ رِخْـوَةُ الـضَّبْعَيْنِ لَيْسَ لَها * لَـمَّا نَـعَى بِـكْرَها النَّاعونَ مَعْقولُ
تَـفْرِي الُّـلبانَ بِـكَفَّيْها ومَـدْرَعُها * مُـشَـقَّقٌ عَـنْ تَـراقيها رَعـابيلُ
تَـسْعَى الـوُشاةُ جَـنابَيْها وقَـوْلُهُمُ * إنَّـك يـا ابْـنَ أبـي سُلْمَى لَمَقْتولُ
وقــالَ كُـلُّ خَـليلٍ كُـنْتُ آمُـلُهُ * لا أُلْـهِيَنَّكَ إنِّـي عَـنْكَ مَـشْغولُ
فَـقُـلْتُ خَـلُّوا سَـبيلِي لاَ أبـالَكُمُ * فَـكُلُّ مـا قَـدَّرَ الـرَّحْمنُ مَفْعولُ
كُـلُّ ابْـنِ أُنْثَى وإنْ طالَتْ سَلامَتُهُ * يَـوْماً عـلى آلَـةٍ حَـدْباءَ مَحْمولُ
أُنْـبِـئْتُ أنَّ رَسُـولَ اللهِ أَوْعَـدَني * والـعَفْوُ عَـنْدَ رَسُـولِ اللهِ مَأْمُولُ
وقَـدْ أَتَـيْتُ رَسُـولَ اللهِ مُـعْتَذِراً * والـعُذْرُ عِـنْدَ رَسُـولِ اللهِ مَقْبولُ
مَـهْلاً هَـداكَ الـذي أَعْطاكَ نافِلَةَ * الْـقُرْآنِ فـيها مَـواعيظٌ وتَـفُصيلُ
لا تَـأْخُذَنِّي بِـأَقْوالِ الـوُشاةِ ولَـمْ * أُذْنِـبْ وقَـدْ كَـثُرَتْ فِـيَّ الأقاويلُ
لَـقَدْ أقْـومُ مَـقاماً لـو يَـقومُ بِـه * أرَى وأَسْـمَعُ مـا لـم يَسْمَعِ الفيلُ
لَـظَلَّ يِـرْعُدُ إلاَّ أنْ يـكونَ لَهُ مِنَ * الَّـرسُـولِ بِــإِذْنِ اللهِ تَـنْـويلُ
حَـتَّى وَضَـعْتُ يَـميني لا أُنازِعُهُ * فـي كَـفِّ ذِي نَـغَماتٍ قِيلُهُ القِيلُ
لَــذاكَ أَهْـيَبُ عِـنْدي إذْ أُكَـلِّمُهُ * وقـيـلَ إنَّـكَ مَـنْسوبٌ ومَـسْئُولُ
مِـنْ خـادِرٍ مِنْ لُيوثِ الأُسْدِ مَسْكَنُهُ * مِـنْ بَـطْنِ عَـثَّرَ غِيلٌ دونَهُ غيلُ
يَـغْدو فَـيُلْحِمُ ضِـرْغامَيْنِ عَيْشُهُما * لَـحْمٌ مَـنَ الـقَوْمِ مَـعْفورٌ خَراديلُ
إِذا يُـسـاوِرُ قِـرْناً لا يَـحِلُّ لَـهُ * أنْ يَـتْرُكَ الـقِرْنَ إلاَّ وهَوَ مَغْلُولُ
مِـنْهُ تَـظَلُّ سَـباعُ الـجَوِّ ضامِزَةً * ولا تَـمَـشَّى بَـوادِيـهِ الأراجِـيلُ
ولا يَــزالُ بِـواديـهِ أخُـو ثِـقَةٍ * مُـطَرَّحَ الـبَزِّ والـدَّرْسانِ مَأْكولُ
إنَّ الـرَّسُولَ لَـسَيْفٌ يُـسْتَضاءُ بِهِ * مُـهَنَّدٌ مِـنْ سُـيوفِ اللهِ مَـسْلُولُ
فـي فِـتْيَةٍ مِـنْ قُـريْشٍ قالَ قائِلُهُمْ * بِـبَطْنِ مَـكَّةَ لَـمَّا أسْـلَمُوا زُولُوا
زالُـوا فـمَا زالَ أَنْكاسٌ ولا كُشُفٌ * عِـنْـدَ الِّـلقاءِ ولا مِـيلٌ مَـعازيلُ
شُــمُّ الـعَرانِينِ أبْـطالٌ لُـبوسُهُمْ * مِـنْ نَـسْجِ دَاوُدَ في الهَيْجَا سَرابيلُ
بِـيضٌ سَـوَابِغُ قـد شُكَّتْ لَهَا حَلَقٌ * كـأنَّـها حَـلَقُ الـقَفْعاءِ مَـجْدولُ
يَمْشونَ مَشْيَ الجِمالِ الزُّهْرِ يَعْصِمُهُمْ * ضَـرْبٌ إذا عَـرَّدَ الـسُّودُ التَّنابِيلُ
لا يَـفْـرَحونَ إذا نَـالتْ رِمـاحُهُمُ * قَـوْماً ولَـيْسوا مَـجازِيعاً إذا نِيلُوا
لا يَـقَعُ الـطَّعْنُ إلاَّ فـي نُحورِهِمُ * ومـا لَهُمْ عَنْ حِياضِ الموتِ تَهْليلُ

وأريد أن أورد هنا ماقرأته في موقع (الإسلام اليوم) وهو ماجاء به الدكتور عبدالله الفنيسان بتاريخ
20-2-1426 في موضوعه (توثيق قصيدة بانت سعاد في المتن والإسناد) وذكر الدكتور ضمن كلامه في الموضوع :
الأحكام الفقهية المستنبطة من القصيده : وسأذكر هنا ما يخص الشعر عامةً
1- إذا شبّب الشاعر بامرأة بعينها –ليست مما يحلّ له وطؤها- رُدّت شهادته.
2- ومن شبّب ولم يعين أحدًا –كعادة الشعراء في مطلع قصائدهم- لم تُردّ شهادته.
3- جواز إنشاد الشعر في المسجد. ووجه ذلك أنه أُنشد في مسجد الرسول وبحضرته، ففي غيره من المساجد، وعند غيره من باب أولى.
4- لا بأس باجتماع الناس في مجمع لسماع الشعر، ولو كان فيه غزل أو مدح وثناء للحاضر في المجلس.
5- يجوز أن يهدي الممدوح هدية عينية أو نقدية إلى المادح. إذا كان مدحه بحق والممدوح أهل لذلك.
6- إذا سب الشاعر الدين أو الرسول في شعره يهدر دمه ويحلّ قتله.
7- يجوز في الشعر من المبالغة ما لا يجوز في سائر الكلام المنثور.
8- مشروعية رواية الشعر العربي الأصيل مع حفظ القرآن ورواية الحديث النبوي، فالشعر ديوان العرب كما يقول عمر بن الخطاب –رضي الله عنه-، وهو عماد اللغة العربية التي يُفسر بها القرآن والسنة. ومأخذ هذا أن الحجاج بن ذيي الرقيبة –أحد رواة الحديث- أملى قصيدة (بانت سعاد) كاملة على المحدّث الثقة إبراهيم بن المنذر. ثم تناقلها الناس عنه بطرق متعددة.

كما أني قد قرأت مقالاً للدكتور عبدالرحمن العشماوي يناقش هذا الموضوع ويضع النقط فوق الحروف ويختصر جواز الغزل ولكن ليس على الإطلاق إنما بالشروط السابقه ...وسآتي به حال ما أجده...
.
.
.
وشكراً جزيلاً


 

رد مع اقتباس
قديم 13-11-2006, 12:57 AM   #13
عبدالله الرقيب
(*( مشرف )*)


الصورة الرمزية عبدالله الرقيب
عبدالله الرقيب غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1248
 تاريخ التسجيل :  Sep 2005
 أخر زيارة : 29-03-2024 (04:49 AM)
 المشاركات : 8,133 [ + ]
 الإقامة : مكة -الشرائع
 زيارات الملف الشخصي : 20286
لوني المفضل : Black


المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدربه
^
|

طيب
عطنا مبرّر لحِلّه



غالــب ،،

تدري ليـه ؟

لأنّنا نسمّى بالأمّه الهائمه !!!

وعفاك عطنا السؤال اللي بعده إذا سمحت .


بانت سعاد

واقرأ ما يلي :

[POEM="font="Simplified Arabic,4,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]وما سعاد غداة البين اذ رحلوا = الا أغن غضيض الطرف مكحول
تجلو عوارض ذي ظلم اذا ابتسمت = كانه منهل بالراح معلول
شجت بذي شبم من ماء محنية = صاف بأبطح أضحى وهو مشمول[/POEM]


لانقول ان الغزل حرام او حلال , ولكنه مسير فان اردت حلالا فـ حلال .

وسائر الاغراض هي كذلك .

ولكن هناك قاعدة اذا مشى عليه الشاعر فقد نال الصواب وهي :

( ما يلفظ من قولٍ الا لديه رقيب عتيد ) سورة ق 18.

فهناك الغزل الفاحش الذي لا يرضاه انسان عاقل , والمدح الكاذب , والتجاوزات الدينية , والهجاء الظالم , وغيرها كثير وكثير فانا ما ينطبق على المسلم في كلامه ينطبق عليه في شعره .


وانا هنا لا افتى فانا ليس اهل للافتاء ولكن ابين ما ورد


 

رد مع اقتباس
قديم 13-11-2006, 01:02 AM   #14
فيصل السواط
(*(عضو)*)


الصورة الرمزية فيصل السواط
فيصل السواط غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1000
 تاريخ التسجيل :  Apr 2004
 أخر زيارة : 04-06-2014 (04:27 PM)
 المشاركات : 6,216 [ + ]
 الإقامة : الدمام
 زيارات الملف الشخصي : 15359
 الدولهـ
Algeria
لوني المفضل : Maroon


وهذه مقاله للباحث المغربي / عبدالنور إدريس ....يبيّن فيها الفرق بين الغزل العذري والغزل الماجن الفاحش ...ويبّن أيضاً الفرق بين العصرين الجاهلي والأموي في رؤية المرأه ويورد بعض الأمثلة لشعراء العصرين ..
المقال طويل نوعاً ما لكنّه مفيد جداً لمن أراد الفائدة والتفريق بين النوعين ..(أنصح بقراءته بتأني)..
.
.
.
المرأة المثال في وجدان الشعر العربي



تعتبر المرأة محور اهتمام الشعراء التي وصفوها على مر العصور بأحلى وأجمل النسيب وقد كانت صورتها واضحة المعالم بشعر الغزل والأموي على الخصوص، باعتباره عصر الغزل الذهبي، والإبداع الشعري حول المرأة بما أنه يشكل الإرهاصات الأولى لبناء معمار الشخصية الأنثوية التي امتلك فيها الرجل الشاعر أولا والسارد ثانيا هوية المؤنث وأخرجها من حدود أبعادها الجنسية، وسواء كان هذا الشعر حقيقة أو تجربة مُتخيلة ما زالت المرأة مُلهمة للأدباء الشعراء وقد شغلت حيزا وافرا من وجدان الإنسان العربي حيث كانت المرأة منذ العصر الجاهلي حتى نزار قباني هي ثلاثية:الأنوثة و الجسد والهوية، مارس فيه الخيال الفني ثورته على القيود والمحرمات باعتباره ينمو وفق منطقه الداخلي ليشكل خصوبة رمزية في الممارسات الإنسانية.
إن حقيقة الشعر العربي كنسق لا يمكن النظر إليه بمعزل عن الإطار السياسي والاجتماعي الذي أنشأه وبلور احتفاليته الثقافية بالوعي العربي.
إن العمل الأدبي في تحركه نحو إنتاج العالم المعيش لا يستطيع السقوط في المباشرية كإعادة الإنتاج المادي لواقعه وإنما ينزع نحو تكثيف المثال الفني لينسج مكانه عالم آخر لا يتماثل مع الصورة الفنية للمعيش الشيء الذي يضع بين أيدينا افتراض حضور الطابع المثالي لامرأة النسيب كمثل أعلى للجمال الأنثوي و عودة الشعر الأموي إلى الصورة الفنية للشعر الجاهلي الذي كان يمتح من صورة المرأة المثال الوثيقة الصلة بالمعتقدات الدينية والأسطورية وتنحدر منها لتعشش في المخيال العربي مند القدم .
لهذا كان طرحنا لعدة أسئلة من شأنه أن يثير تلك العلاقة الجدلية بين الإنتاج الفني واستهلاكه الاجتماعي .
- ما هي أسباب تواجد وحدة الصورة للمرأة في الشعر العربي ؟
- ما هي الدوافع التي حركت وساعدت الشعراء لمدح الجمال الأنثوي بالعصر الأموي؟
- ما هي الطرق التي عبّر بها شعراء "الحجاز" عن مكنونات قلوبهم وخوالجهم وعاطفة الحب لديهم ؟
- هل تعكس مقاييس الجمال المُنشَد الذوق العربي في تجلياته الواقعية أم إنها تعبر عن مثل أعلى للجمال طافح مترسب عن معتقد ديني أو أُسطوري سابق؟
- كـيف يـكون الإبـداع الشعـري شخصيا ويعـبر عـن ذات الـشاعــــــر وجماعيا ويعبر عن جسد القبيلة في نفس الوقت؟
- ما هي مقاييس تصنيف الشعر عند الأمويين انطلاقا من مظاهر تشطير البيت العربي إلى واجهة للحرائر وأخرى للجواري؟
- ما هي صورة المرأة المثال في شعر الغزل الأموي بملامحها الجسدية والمعنوية؟
- ألا يساعد الحفر اللغوي على فهم الإسطير الفهم الأمثل؟
لاشك أن محاولة الإجابة على هذه الأسئلة يعطي لهذا الفصل تصميما خاصا قد يجيب على تساؤلات النقد الأدبي، حيث أن الدراسات التي تطرقت لشعر الغزل لم تكن ترسم بشكل واضح صورة للمرأة العربية ف "قلما حفلت الدراسات التي تتناول شعر الغزل على امتداد العصور الأدبية العربية بشأن المرأة " (1) .
وقد اعتمدت في هذا البحث المنهجية التي تعتبر العملية الفنية نفي مستمر لذاتها ومحيطها نحو خلق وحدة نسقية منسجمة للشكل بمضمونه، كما نضع في اعتبارنا العلاقة السوسيولوجية بين مرسل ومتلقي الصورة الشعرية.
إذن ما هي أهم المؤشرات التي تفاعلت بالسلب والإيجاب في وجدان الشعر الأموي ؟
1-المؤشرات البارزة في حركية شعر الغزل .
يرتبط تطور الشعر بمدى إمكانية تطور حياة المجتمع ولعل من أهم الأسباب التي أثرت في الاتجاهات الأدبية للعصر الأموي وخاصة من حيث حضور هاجس المجتمع في موضوعات الشعر وصوره وألفاظه وأساليبه، والتي أثرت بالسلب والإيجاب في تمظهرات الإشكال السياسي والاجتماعي والثقافي بالإبداع الفني ومدى الحضور القوي لهذه التجليات في تطور مفهوم الممارسة الشعرية كحقيقة واقعية متجانسة تستبدل تشكيلها الواقعي باللفظ والصورة الشعرية.
1-1- المؤشر السياسي
إن هذا المؤشر من أبرز المؤشرات التي طبعت العصر الأموي و"لئن كان للأمويين الغلبة في الوصول إلى الحكم ، فإنهم لم يستطيعوا غلبة المعارضة نهائيا فأدركوا أن حكمهم يحتاج إلى الاستقرار، وأن هذا الاستقرار بحاجة إلى دهاء سياسي" (2).
ومن آثار هذا الدهاء أن حرك بنو أمية النعرة القبلية بين العنصر العربي وعداهم من المسلمين، فكان طبيعيا أن تشب نارها في الشعر وبذلك ساهموا في أن يفتح "سوق عكاظ" بابه من جديد في وجه التراشق الشعري بين المكونات المختلفة لمعارضيهم بالحجاز والعراق والشام.
كما أحدثوا شرخا بمشاعر الذاكرة والنفس العربيتين لما حوّلوا مركز الخلافة من بلد الحجاز إلى الشام.
وقد ساهم هذا المؤشر في الظهور القوي للمؤشر الاجتماعي.
1-2- المؤشر الاجتماعي
بعد انتهاج بني أمية لسياسة الفتوحات وانفتاح البلاد العربية على حضارة الترف البيزنطية والفارسية، كان لتدفق الأموال كبير الأثر في تميُّز دهائهم السياسي لإسكات المعارضين وخاصة أصحاب الحق الشرعي في الخلافة بالحجاز، حيث عالج بنوأمية هذه المعارضة "بالمال الوفير أغدقوه عليهم بلا حساب، وأبعدوهم عن المشاركة في السياسة والحكم "(3).
وقد أنجب حجاز الترف شعراء كالعرجي والاحوص والحارث بن خالد المخزومي الذين رسموا في شعرهم الملامح الأولى للمرأة التي سنجدها كاملة عند الشاعر عمر بن أبي ربيعة.
ولقد أصبح الانغماس في الملذات شيئا مباحا ومظهرا تتسم به هذه الحقبة وخاصة بالحجاز الذي ازدهر فيه الغناء والإيقاع وفنون اللهو في الغفلة المتعمدة للرقيب الذي غض الطرف "عمّا انهمك فيه الناس من لهو وترف وغناء وحرية التمتع بملك اليمين من سبايا الهند وفارس والروم وسواها من البلدان " (4).
هكذا استمتع المجتمع الحجازي باسترخائه حيث أنه خلع ثوب الجهاد ومضى يتمتع بجني الفتوحات، جمالا ومالا، فكان الغزل "أشبه موضوعات الشعر بالغناء، ومطلب النفوس من هذا مطلبها من ذاك، ومن هنا كان التجاوب بين حالتيهما: فمن آثار الموسيقى في الحجاز توجيهها موضوع الشعر إلى الغزل"(5).
1-2-1- الوضعية المجتمعية للمرأة بين ظاهرتي الحجاب و"ملك اليمين".
يتحدد الأسر كواحد من الأسباب المباشرة لظاهرة الرق باعتباره أهم مصادرها الرئيسية وقد تعمقت العلاقة بين الرجل والمرأة المسترَقَّة من الناحية الجنسية بحكم ورودها في النص القرآني كملك اليمين تقول الآية: ﴿ وإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة، أو ما ملكت أيمانكم ﴾ سورة النساء الآية 3.
- ما هي انعكاسات ظاهرة "ملك اليمين" على نفسية المرأة العربية؟
- ما هي القاعدة الواقعية التي جعلت عمر بن أبي ربيعة ناطقا رسميا باسم المرأة الحرة ؟
إن التفتح الواسع على عدد النساء "الجواري"اللواتي أضفن التنوع في الجمال الأنثوي وحسن الصوت والغناء بالبيت الأموي حيث كان منهن الروميات والفارسيات والسنديات والهنديات...
وقد أدى الاستغراق في المجون والخلاعة إلى الابتعاد عن فحوى النص القرآني الذي أسس هذه الإجازة الشرعية "ملك اليمين" كتدبير مؤقت، فأخذ المجتمع الأموي ينهل من الحضارة التي وفدت عليه الشيء الذي "أقحم على الحرائر عوامل القلق والتمزق النفسي حين فهم الرجل خطأ حرية التمتع "بملك اليمين"فانقاد إلى قيانه وجواريه ، وذا الميل الفطري المنجذب بمادية أحاسيسه إلى اللذة الجسدية " (6)
إن هذا التفسخ والاستغراق في التمتع بالجسد الأنثوي المتنوعة مصادر جماله وفتنته قاد البحث إلى أن نفترض وجود أزمة للزواج بالمجتمع الأموي وبالتالي إعراض الرجال عن زوجاتهم، الشيء الذي أضر بالحرائر من النساء العربيات كما أضر بهن الحجاب الذي عزلهن عن المجتمع "ذلك أن المرأة الحرة لا تباع ولا تشترى فلا ينبغي لها أن تبرز محاسنها إلا على حَليلها، بينما تبرز الجارية محاسنها لأنها مادة تجارية في سوق الرقيق تباع وتُشترى"(7).
إن الحجاب قد ألحق الحرة العربية بالظل وقد انشطر البيت الإسلامي إلى شطرين : شطر للحرائر وشطر للجواري.
فالحرائر قد فرض عليهم منطق الحجاب لزوم بيوتهن، يقول تعالى: ﴿يا أيها النبئ قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يُدنين عليهن من جلابيبهن﴾ سورة الأحزاب الآية 59.
وكان من الانعكاسات المباشرة للحجاب، عدم خروج الحرائر بأية زينة أو طيب، ويمكن القول بأن هذه الوضعية جعلت المرأة الحرة تحاول صياغة وعي خاص بها لشد الذكر العربي إلى مفاتنها الشيء الذي دفع بها إلى منافسة الجواري في إبراز محاسنها ، وهي معركة شاملة ذات بعد انفلاتي من بعض أحكام الشرع الإسلامي، تحمل في جوهرها سمات معركة تستبد بالمضمون لكي تستحكم الاستبداد بالشكل.
فالمرأة الحرة " ربَّما سعت بجسدها الأنثوي لأن تكون "خليلة " لزوجها بعد أن كانت حليلة مما يسَّر للشعراء إثر هذه المنافسة سبيلا لاقتناص الصور التي تلائم ميولهم في غفلة الرقيب " (8) .
لقد أُعجب الحجازيون بالأسيرات فأصبحوا أسرى لجمالهن وفتنتهن ودلالهن فكان الإعراض عن الزوجات بالجسد المستورد الوافد من الأمصار.
1-2-2- معركة الحرائر لاستعادة المكانة المفقودة
- كيف عبًّرت المرأة الأموية الحرة عن رغبتها في خرق الطابوهات وتكريس استمرارها أحيانا؟
أثار حكم بني أمية النعرة القبلية ودعوة الجاهلية فعاد الشعر للتداول باعتبار ان الشعر هو ديوان العرب، فعمدت المرأة المحصنة إلى إحياء ذكرى الجاهلية في النفوس وإغراء الشعراء للتشبيب بمفاتنها واستعراض خباياها النفسية والجسدية " إذا ما كانت عزباء، فيقبل عليها الخطاب، أما المتزوجات فلِثَني الرجل عن أفعاله واستعادته إلى بيته" (9).
- كيف عبّرت العبقرية الشعرية العربية عن ذاتها؟
- ما هي تلك الخصوصية التعبيرية؟
فبعدما رقَّقَ الغناء وتعاطي الجواري من طبع البداوة بالحجاز كان لشعر الغزل في الحرائر مفعول الرقيب على الأخلاق المتشعبة المسالك في جغرافيا تضاريس وعي المجتمع العربي الجاهلي حيث لم يكن الشاعر الجاهلي بوقا للقبيلة فقط وإنما لسانها والمعبر عنها إذ ضَمُّن شعره مُلتقى عواطف القبيلة ومحامدها وسجل أيامها ووقائعها كصدى لها بالإضافة إلى كونه أنشد الشعر كقيتارة للتعبير عن نفسه ،فالغزل في رأي ابن قتيبة "غرض بذاته ولكنه غرض لغيره" ،الشعر والشعراء، بتحقيق أحمد شاكر.
"فهذه النكسة الجاهلية كان لها أثرها في الحياة الأدبية في هذه الفترة (العصر الأموي) من ناحية الكم والكيف جميعا، فقد أتاحت لتيار النشاط الأدبي الجاهلي أن يمضي في سبيله، وان يغمر الحياة بأمواجه المندفعة في صخب وعنف ، بعد أن تهاوت السدود التي تمنعه أو تحاول تلطيفه وتهذيبه"(10).
وقد وُصف العصر الشعري الأموي بعصر الرجعة"إذ جعلت الحياة الأدبية تُراجع فيه نشاطها الذي عرفته في العصر الجاهلي ، كما أرادت أن تجعل من نشاطها فيه صورة من ذلك النشاط الجاهلي وامتدادا له " (11).
ولعـل ما يثبت فرضية كون عمر بن أبي ربيعة ناطق رسمي باسم المرأة العربية الحجازية هو كونه" رسم لها طريق الخلاص حين أنطقها، في شعره، بكل ما تريد البوح به وأعلى من شأنها، وناصرها في صراعها مع الجواري والـقيان بُـغـية إثبات وجـودها كائـنا لـه حــق الـحـرية والـحـياة "(12). وعندما جعلها عاشقة لا معشوقة حرّك غيرة الرجال على نسائهم المُهمَلات.
- هل هناك شروطا نظرية يمكن من خلالها تحديد الشعر الأموي في حدود الإباحية والعذرية؟
- بأي معنى يمكن أن ندعو قصيدة النسيب الأموية إباحية ؟
فشعر الغزل بما هو صحافة العصر الأموي قد سجَّل أخبار النساء لتحريك غيرة الذكر العربي على أُنثاه وإعادة تمكينه من اكتشافها في مداها الأخلاقي الواسع وقد استعملته بنات الخلفاء ، فاطمة بنت عبد الملك بن مروان وشريفات آل البيت كسكينة بنت الحسين التي كانت تستقبل الشعراء في دارها، وعائشة بنت طلحة بنت الصحابي ، ومما يزكي الدور الترويجي المؤثر في نفسية العربي واستجابته له قصة الدارمي الشاعر الذي ترك الشعر وكانت عودته لشعر الغزل وسيلة لذر الربح على تاجر خُمُر العراق ، حيث تعَشَّقَ صاحبة الخمار الأسود يقول صاحب الأغاني في ذلك " فلم تبق مليحة في المدينة إلا اشترت خمارا أسودا وباع التاجر ما كان معه "(13)
يقول الشاعر الدارمي:
قل للمليحة في الخمار الأسود * ماذا فعلت بزاهــــد متعبّــــــد
قد كان شمّر للصلاة ثيابـــــــه * حتى خطرت له بباب المسجد
رُدي علية صلاته وصيامــــــه * لا تقتليه بحَــقّ ديـــن محمـــد
لقد صارت المرأة العربية الشريفة أُغنية في قصيدة .. والقصيدة أُغنية على أوتار المغنيات فكان أن تحولت عقلية العربي بفعل سحر شعر الغزل الذي يسعر القلوب ويستفزُّ العقول ويستخفُّ الحليم ، من عشق الجواري إلى التهافت على الحرائر ، شارك في هذه الصيرورة مغنيات حادقات، صار لهن مكانة وموكب ودار ، أمثال جميلة وعزة الميلاء وسلاَّمة القس وقد كان تأثيرهن في الشعر والشعراء واضحا جليا .
2- صورة المرأة المثال في شعر الغزل الحِسِّي
2-1- شبقية الشعر العربي بين الخفاء والتجلِّي
لقد كان من آثار العنصر الثابث للنعرة القبلية ،شُعور العنصر العربي بتفوقه كما "أثر في رجعة الشعراء إلى البادية أو إلى الشعر الجاهلي، يستمدون منه اللفظ والمضمون مما شكل منحى بارزا في مناحي شعر الغزل بنوعيه" (14).
فما هو سبب عودة شعراء العصر الأموي لأوصاف المرأة في العصر الجاهلي بالرغم من السمة الحضرية التي أبرزت اختلافهم كعنصر متحول عن الشعراء البدو الجاهليين؟.
إذا سلَّمنا بفرضية وجود المرأة المثال في المعتقدات الدينية والأسطورية بالبيئة الجاهلية، فإن عودة شعراء الغزل الأموي إلى نحث نفس الصورة للمرأة تثبت وجود صورة أقدم للمرأة هي المثال أو الأصل الذي احتداه كل الشعراء، هذه المرأة الأيقونة، التي تضمَّنت كل الصفات الأنثوية المتحركة بوجدان ومخيال الإنسان العربي ،وكانت عناصر الأنموذج كاملة يتجاذبه الحضور والغياب الواقعي الشيء الذي جعل الشعراء، جاهليين وأمويين يحتدون الأصل المفقود.
وقد أتت صورة المرأة في شعر عمر بن أبي ربيعة مماثلة لصورة المرأة الجاهلية نظرا للتشابه في المحاسن المعتمدة على مغازلة المخيال الذكوري من خلال مرجعية اللغة كنسق فحولي،"ومن هنا نستطيع أن نزعم أن اليعْرُُبِي امتزج مع بعيره امتزاجا فاذَّاً بل إنه تماهى فيه حتَّى يمكن أن يقال إن هناك عملة واحدة لها وجهان: وجه إنساني هو اليعربي وآخر حيواني هو البعير "(15)، بينما نجد أن سحر المرأة الجاهلية والصورة التي رسمها الشعراء لها تمثل الذوق العربي أصدق تمثيل ، تُجسد تلك الوحدة المشتركة للوجدان العربي والتي تأكدت في الثوابث الفنية والتخيُّلية التي تنتظم بنية القصيدة العربية، بنية حية للخلق الفني تُشكلها الوحدة النفسية والشعورية والتي جعلت من مقومات الجمال خاصية مشتركة في شعر الغزل ف"كل حبيبة، صورة مثالية للمرأة العربية التي لفتت الأنظار وسلبت الألباب ودخلت القلوب دون استئذان "(16).
هذا السحر عند خليل رفيق عطوي "يكمن في تكامل أوصافها، فالعيون نرجس تفعل في المرء فعل الخمر والسهام، والحواجب قسيّ على الجبين الصبوح، والشعر ليل يتدلى على المثنين فيحيط وجها كأنه الشمس أو القمر نورا يشعشع في الخدود الوردية والثغر أقحوان واللَّمى خمر، والريق شهد والأسنان لؤلؤ"(17)، كل هذا يدفع بالبحث إلى تأكيد الصورة المثال للمرأة العربية، فهوس العربي بثقل العجز وامتلاء الساق يؤكد الرؤية الشبقية للشعر الجاهلي وما تلاه من شعر العصور الاحقة، لهذا "فإن اليعاريب قد ابتدعوا ما يمكن أن نسميه (تناسخ الأجساد ) وخلاصته أن تغدو الإمرأة على هيئة الناقة في بعض أجزاء وعلى صورة الفَرْسَة أو الحجر أو الفُريسة في سائر الأعضاء" (18) .
إن حضور النموذج السائد والمألوف والتعامل معه على مستوى المثال استطاعت الذات العربية أن تستحضر جل الموضوعات الممثلة لهذا النموذج بما أن الذات هي الضامنة لوحدة هذه الموضوعات "فإذا كان الشاعر العربي قد بلغ الذروة في التخييل القصصي من خلال وصف الناقة وتصورها بقرة أو ثورا أو نعامة أو قطاة، فإنه قد ظل ملتزما بهذا الاتجاه العام، مما يدل على ان وصف الناقة كان محكوما بتقليد تخيلي ترسخ منذ الزمن " (19) .
فالشاعر يُحمِّل واقعه دلالات رمزية " فنراه يستعمل تلك النقلة الأسلوبية المعروفة ليحث ناقته على السير بعدما يعدها ويهيئها ويختار لها من النعوت والأوصاف ما يجعلها قادرة على الضرب في عرض الصحراء لتجتاز به هذا العالم الذي يريد أن يخلفه وراء ظهره إلى عالم آخر يحلم به ويعمل له ...".(20)، فالناقة الموجودة في القصيدة هي عامل موضوعي ينتقل بها الشاعر إلى عالم السيادة والحرية والانتصار.
إن أنْوَقَة صورة المرأة الجاهلية لدى الأعرابي حقيقة وعتها المرأة الأعرابية " فجهدت جهدها لتشكيل بدنها على مثال بدن الناقة في بعض وعلى رسم بدن الفرسة في بعض الآخر"(21) .
فالعربي لا ينظر إلى امرأته إلا من خلال ملامح الناقة والفرسة اللَّذَيْن يملأى عليه حياته وتشكيلات حواسه، وقد كان من الطبيعي أن يصبح المقياس" الناقوي" هو المقياس الذي يقيس به الأعرابي المرأة.
فالعرب بهذا منذ الجاهلية حتى العصر الأموي، رسموا امرأة واحدة للجمال الأنثوي المثالي، فلم تختلف أوصافها عند جميع الشعراء إلا في تفاصيل صغيرة لم يكن حظ الاختلاف فيها واردا فيما يخص البدانة وعظم الردف والأوراك، " فقد صور الشاعر الجاهلي حبيبته بدينة سمينة ضخمة الأوراك، عظيمة العجز، ذلك لتأثره بالقيم الجاهلية التي كانت سائدة في عصره، فبدانة المرأة دليل على ترفها وغناها و" أرستقراطيتها "وهذا، بدوره، دليل على أن الشاعر فارس شجاع في الوصول إلى بنات الطبقة المُتميّزة في عصره " (22)
وكانت صورة المرأة بالشعر الجاهلي مقرونة بالبدانة التي تؤهلها للقيام بوظيفة الأمومة والخصوبة الجنسية يقول نورمان بريل "إن الأعمال الفنية اللافتة للنظر في تماثيل ما قبل التاريخ كانت تماثيل المرأة المصنوعة من الحجر الجيري ، وتمثل امرأة بدينة في كل أعضائها لتمثل الخصوبة أو الأمومة " (23) .
واستمرت المراة صدى لتهويمات الشاعر الأموي، حين غلغل النظر في جسدها وتمادى في التعبير عن ميله إلى هذا الجسد، بما فيه من إغراء وفتنة ألهبت أنينه فكشفت ظنونه، فالمرأة عنده "سمينة، ضخمة العجيزة، ثقيلة الأرداف، وكان ذلك من أسباب حقها في الوجود...لأن المرأة الرّسْحاء لا شهادة لها ولا حق في الحياة..على ذمة عمر."(24)
فلو كانت نساء الأعراب رسحاوات لما احتاج الإسطير إلى هذا الكم الهائل من المنع والتضييق على المرأة في لباسها وزينتها.
إن العين الليبيدية للشعر العربي كانت متحكمة في تشكيل التقطيعات الجسدية لنحث صورة المرأة التي اكتملت فيها أوصاف الجمال "حتما لم تكن محبوبات الشعراء كلهن على هذه الصورة التي تمت خطوطها وبلغت حد الكمال في الحسن، وإنما أضاف إليها الشعراء أوصافا من متخيَّلهم. غير أنه من المستبعد أن تكون كل هذه الأوصاف من صنع خيال الشاعر لا وجود لها في الواقع" (25).
لقد عبّر الشعر الجاهلي والأموي عن قمة ما أنتجته حضارة العين باعتبارها أداة الاستقبال التي يجري التركيز عليها كمركزية ثقافية تُهمّش الحواس الأخرى، حيث أصبح الجسد يستقبل العالم عبر حس واحد.
2-2- لوحة فنية شعرية لصورة المرأة المثال.
إن الوردة بأجزائها المكونة لها ، فالوردة جميلة بتناسق أجزائها وتكوينها التشكيلي العام ، فعندما نريد صياغة كل المحاسن التي تغنى بها الشعراء لتكوين الجسد "المثال" في جسم الوردة الواحد لا يمكن أن نحصل إلا على تمثال لآلهة أنثى كما رسمتها الحضارات القديمة ، صورة ارتبطت بالمقدس واحتلت تشبيهاتهم لترمز إلى المرأة المُؤلهة التي عُبدت في الماضي لِما تحققه من خصوبة " هذا وقد رمز الجاهليون للمرأة بالأصنام فمنات واللات والعُزى كانت أصناما لآلهة إناث كما رمزوا لها بالقَلُّوص والنخلة والسدرة والشجرة والنار والسحابة والشمس "(26) .
ونظرا لوحدة وجمالية الوردة فقد حبّدت رسمها ابتدءا من الصدر والنهد، الخصر ،البطن، الردف ثم الفخذ لينطبع في الأذهان التناسق الجسدي للصورة الشعرية للمرأة مع تناسق الطول والقد.
" فعندما يستعصي العثور على معنى للكل، بإمكان المحلل أن يعود للأجزاء، فقد لا يدل الكل إلا من خلال أجزائه، أو قد تختلف دلالة الكل عن دلالة الأجزاء المكونة له، تلك حالة الجسد وتلك حالة دلالاته وأشكاله ومعانيه"(27).
الصدر والنهد:
وصف الشاعر العربي صدر المرأة فجعله مثيرا وفاتحا للكون الجنسي وشهيا تتجاوز حدوده العالم الحسّي، فشبهوه بالرمانة في استدارته، وبحُق العاج لصفائه وبياضه، وبالحمام وبالمرمر ،وبالثمار، وقد سمَّى بعضهم النهدين ثمارا لنحور ، وسُميت المرأة بأسماء شكل نهديها، فالكاعب التي كان نهداها في أول بروزهما، والناهد غيرا لكعوب من حيث كبرالنهدين، وقد جاء ذكر( الكواعب الأتراب) بالقرآن الكريم.
أما الجمبل من الحلمات ما كان نافرا ورديا، تُسمّى نقطة العنبر، يقول النابغة الذبياني:
والبطن ذو عُكَن خميص ُُُ طيّه * والصدر تنفجه بثدي مُقعد.
الخــصـر:
أحب العرب من الخصور الضّامر والنحيل والناعم وهو الحزام الأنثوي الذي يفصل بين عقل الاشتهاء واشتهاء العقل ، بين أعلى الجسد وبين ما أسفله أعباؤه لا حصر لها،فهو بحمل صدرا بارزا و مكتنزا ونهدين يفيضان بالحلم والشهوةـ، ومشدود بردفين عظيمين مستديرين يمنحان الناظرين عشق الحياة.
قال ابن الدمينة:
عقيليّة ،أما مَلاتُ إزارها * فدِعْصُ ،وأما خصرها فبتيلُ ُ
(دعص= قطعة مستديرة بتيل = ضامر)
وقال ابن الرومي:
وشربت كأس مدامة من كفها * مقرونة بمدامة من ثغرها
وتمايلت فضحكت من أردافها * عجبا ولكني بكيت لخصرها.
الـبـطن :
تولّه العرب واحتل وجدانهم الشعري السمين والممتلئ من جسد المرأة فشبّهوا البطن وطيّاته بالأقمشة وبالأمواج المترقرقة، ثم ما لبث الذوق أن تحوّل إلى محبّة البطن الضامر، قليل الارتفاع، ففي البطن مكمن أخاذ من مكامن الإثارة والاشتهاء، إنه السُّرة، والواسعة منها رسمها بعض الشعراء وصفا بمُذهُنُ العاج، إشارة إلى اتساعها وقالوا: إنها تسِع أوقِية من المسك.
قال بشر بن أبي خازم :
نبيلة موضِعِ الحِجلين خَود * وفي الكشحين والبطن اضمرارُ
وقال النابغة الذبياني :
والبطنُ ذو عُكَنٍ لطيف طيُّه * والنَّحر تنفُجُهُ بثَذيٍ مُقعدِ
وقال عنترة بن شدّاد :
وبطن كبطن السّابريّةِ ليِّن * أَقَبُّ لطيف ضامرُ الكشحِ مُدمَجُ .
الـرّدف :
الرّدفان هما بُؤرة الشهوة عند العربي ، وأكثر ما تمتاز به المرأة في المخيال العربي، وقد أحب العرب الأرداف الضخمة الممتلئة وكانت عندهم فُسحة مُضيئة في خريطة الجمال والأنوثة والرغبة لديهم، وقد شبّهوا الردفين بكثيب الرمل ، بالدعص ،وبالموج ، يقول النابغة الذبياني:
مخطوطة المتنين،غير مفاضة * ريَّا الروادف ، بضّة المتجرّد .
وقال ابن الدمينة:
عقيليّة ،أما مَلاتُ إزارها * فدِعْصُ ،وأما خصرها فبتيلُ ُ
ويقول جميل بثينة:
مخطوطة المتنين مُضمَرة الخَشا * ريَّا الروادف، خلقها ممكور.
ويقول عمر بن أبي ربيعة:
خَدَلَّجَة اذا انصرفت * رأيت وشاحها قلقا
وساقا تملأ الخُلخـــا * لَ فيه تراه مُختَنقا.
الـفـخذ :
أما الفخدان ، ففيهما الإغواء والإغراء والشهوة ، فهما تفضيان إلى مكامن السحر والجمال ، ولذا كانت الفخذ الجميلة هي اللَّفاء المكتنزة ، تتناسق مع عظم الردف وتدويره وقالوا إنه أنعم من الحرير وألين من الزبد، والساق المثال عندهم هي الساق الرّيّا الممتلئة القوية .
وشبَّهوا الساقين بعمودين من المرمر .
يقول النابغة الذبياني:
سقط النضيف ولم تُرد إسقاطه * فتناولنه واتَّقَتنا ،بالــــيد
بمخضَّب رخص كأن بنانــــه * عنم على أغصانه لم يُعقد

ويقول امرئ القبس:
وكسح لطيف كالجديل مُخضَرّ * وساق كأُنبوب السقي المُذَلَّل.
الطول والقد :
روي عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت "لا يفوتَنَّكُم الطول والبياض، فهما علامتا الجمال".
فالتشبيه لهذه الخاصية كان له حظ وافر من المعاني فشُبه بقضيب البان، قضيب الخيزران ،والرمح وشبَّهوا المرأة الطويلة بتمثال في كنيسة.
يقول النابغة الذبياني :
أو دمية من المرمر، مرفوعة * بُنيت بآجُر ، يشاد بقَرمَد
ويقول عمر بن أبي ربيعة :
تمشي الهُوينا ، إذا مشت فُضُلا * وهي كمثل العسلوج في الشجر.
الأطـراف :
لقد حازت الأطراف اهتمام الشعراء باعتبارهما ركن من أركان الجاذبية وعمود من أعمدة الشهوة ، فالنظرة الجشطالتية للعربي لجسد المرأة ترتكز على ساقاها البضّتان ، وذراعاها الناعمان الأملسان .
لماذا حضي الساقان بذلك الاهتمام ؟ يرد خليل عبد الكريم ذلك إلى أن" الأعرابي كان (ولا يزال) يعتبر الساقين الممتلئين الخَدَلَّجين شارة موثقة وعلامة مؤكدة على أن المَرَة التي تملكهما تهب متعة مضاعفة ومن هنا ينطلق التشديد على سترهما وتغطيتهما" (28).
وقد شبّهوا الساعد بصفيحة من فضة من شدّة البياض، أما الكف فله فعل السحر في الجذب والفتنة ، وخاصة إذا أخفت بهما المرأة وجهها أو سترت بهما مفاتنها إذا تجرّدت، أو إذا أشارت بهما للوداع، أو مدّتهما للسُقيا .
شبَّه الشعراء الأنامل بالعنم، وهو شجر ليّن الأغصان أحمر الثمر، وبالعاج واللؤلؤ.
قال امرئ القيس :
سِباط البَنان والعرانين والقنا * لِطَافِ الخصور في تمام وإكمال.
وقال دو قلةُ المنبجّي :
امتد من أعضادها قصب * فَعم تلته مرافق دُردُ
والمعصمان فما يُرى لهما * من نعمة وبَضاضَة زندُ
ولها بنان لو أردت لـــــه * عقدا بكَفّكَ أمكنَ العَقدُ
الـحركـة :
لقد نظر العربي إلى هذه الأوصاف الجسدية في تناسقها وهي تشغل حيزا في الفضاء فاعتبر حركة المرأة عنصرا من عناصر الفتنة والإغراء دلالها له مغناطيس وجاذبية بخلاف السكون الذي يعطل الإثارة ويجمّد تضاريس الجسد ، وقد جاء الشعر ناتئا بأوصاف تُمجد الحركة في الأنثى حيث وصفوها بغصن البان ، حقف النّقا، المهاة ،مسير الغمامة ،خطو القطا والنعام .
يقول الأعشى:
غراء فرعاء مصقول عوارضها * تمشي الهُوينا ،كما يمشي الوَجيُ الوَحلُ
أما عمر بن ابي ربيعة فقال في ذلك :
بيضا حسانا خرائدا قُطُفا * يمشين هونا كمشية البقر .
لقد تركتُ الوجه بما هو عاصمة الجسد وحبات الجمال فيه كما صوَّره الشعر العربي بالمرأة المثال بكل من العصر الجاهلي والأموي إلى حين الحديث عن الشعر العذري .
ونظرا لصعوبة تجميع هذه الخصائص الجسدية إلا في مخيلة شبقية وقد عُرف عن الشعراء سعة التخيُّل والشطح في التوهُّم فإن " الصور التي يعرضها الشعراء في قصائدهم ومعلقاتهم..الخ، محض خيال، مجرد وهم أو على الأقل هي أماني عشّشت في أدمغتهم أو نماذج مثالية لم يجدها الشعراء في الواقع فأودعوها أبياتهم " (29).
إن الصور التي كان يتلقاها المجتمع العربي كانت تدمجه بحماس في الواقع الإنساني والانتقال به إلى عالم المتعة الجمالية وتشكيل عواطفه وصياغة عالمه الذاتي ولهذا فإن الانفعال مع مزيج الخطوط والألوان، هو العاطفة السامية، التي أثارها الشعر في الإنسان العربي ومازالت تلك الجينات الوراثية المعنوية راسخة تُهيمن على ذوق العربي المعاصر الذي سكنت تصوراته عن المرأة في القواميس والمعاجم فأصبح كل مايهمه " وما أهمه هو الجسد الأنثوي وإن شئت الدقة شطره الأسفل أما باقي آفاقها، النفسية والمعنوية والأدبية والروحية...فهو خارج حدود حُسبانه وبعيد عن اهتمامه وقصِيّ عن تفكيره..."(30)
- ما هي خصائص الصورة الشعرية للمرأة لدى عمر بن أبي ربيعة؟


3- طبيعة الصورة النرجسية في شعر عمر بن أبي ربيعة.
لقد بعث عمر بن أبي ربيعة صورا شعرية حية للمرأة العربية رغم الفرق الشاسع بين صور البداوة للشعر الجاهلي الذي استلهم منه صوره، وصور الحاضرة التي اختلطت بجمال المرأة الرومية والفارسية والهندية، الشيء الذي يؤكد لنا أن شعره كان إعلانا في اتجاه واحد، إبراز محاسن محصنات العرب واعتبار شعره صناعة مقصودة لدغدغة عواطف المستمع العربي واستدعاء أسماعه وجعله يعمل حقيقة على تحرير المرأة من "عقالها"رغم اقتناعه المبدئي بحريتها، "والواقع أن المرأة في هذا الشعر الحضري لم تتحرر من عقدة الرجل نفسه فنراها في شعره حبيبة طاهرة الود، صادقة العهد حينا، وغادرة لا تصون عهدا ولا ترعى أمانة الغياب حينا آخر" (31)، ومن مظاهر عدم أمانتها مساهمة عمر بن أبي ربيعة في تجديد الصورة العامة للغزل حيث تحولت المرأة في شعره إلى عاشقة تتهافت على لقياه حيث أصبحت شخصيته في عالم الحرائر موضوعا للغزل في شعره بينما السائد هو كون المرأة هي المعشوقة.
وقد كان تميُّز غزليات عمر بن أبي ربيعة عن باقي الغزليين هو ما أسْمَيْتُه "غزل المرآة" وهو شعر تحوّل فيه الشاعر إلى موضوع ومن عاشق إلى معشوق فهو المطلوب من النساء والمعرِض عنهن بدلاله " وقد فَتَنَ عمر النساء وتيّمهن فأخذن يطرينه ويتهالكن علية حتّى فُتِن بنفسه، فلم يتغن ّبحبِّه إيّاهن كما تغنّى بِحُبِّهنّ إيّاه " (32)،حيث قال:
قالت لتِرْب لها تحدِّثها * انفسدنَّ الطواف في عمر
قومي تَصًدَّيْ له ليعرفنا * ثم اغمزيه يا أخت في خَفَرٍ
قالت لها : قد غمزته فأبى * ثم اسبطرَّت تسعى على أثري.
( اسبطرت = أسرعت)
كما قال أيضا:
أرسلتْ هندُ ُ إلينا رسولا * عاتبا: أنْ ما لنا لا نراكا؟
فيم قد أجمعت عنا صدودا؟* أأردت الصرم :أم ما عداكا؟
إن كنت حاولت َغيضي بهجري * فلقد أدركتَ ما قد كفاكا
قلتُ : مهما تجدى بي، فإني * أظهر الودّ لكم فوق ذاكا.
إنه لا يتحدث عن حبه، إن نرجسيته تظهر في كونه يفخر بنفسه ويشيد بجماله ويصور إعجاب النساء به وقد يشاركه في تلك الطفرة النرجسية ما قاله جميل بن معمر في نفسه على لسان صاحبته.
إنّي، عشيّة رُحتُ،وهي حزينة * تشكو اليَّ صبابة، لصبورُ
وتقول : بِتْ عندي،فديتك،ليلة * أشكوإليك،فإن ذاك يسير
3-1- استمرار حضور الدنجوانية في وجدان الشعر الأموي.
- هل استمرت الدنجوانية الشعرية (خيالا ولغة) في شعر عمر بن أبي ربيعة بعد الدنجوانية العبثية لإمرئ القيس؟(33)
لقد نهج عمر بن أبي ربيعة منهج امرئ القيس إجمالا فانسابت في شعره نفس العبثية التي صاغ فيها نفس البناء القصصي ونفس النهل من المعجم البلاغي والاصطلاحي له و التي نسجها " في انسلاله إلى خِدر الحبيبة دون أن تمنعه عين كاشح واشٍ من الوصول إليه ، بُغية إقامة ليلة ، ثم ينسل كالحباب مع خيوط الفجر الأولى،وما أحد من الناس يعرف ...ولكن إذا كان امرئ القيس ملكا ضليلا فقدَ عرشه، فإن عمر قد انتصر له بعد زمان، فحافظ على العرش وتزيّا بزيِّه، دون أن يتربع عليه، لأن دورا آخر مع المرأة ينتظره" (34).
فهذا عمر بن أبي ربيعة دخل خِدر "نعم" في ثوب امرئ القيس حين دخل خِدر "عنيزة" وحين حمله الشوق إليها، فانساب بين الخيام انسيابَ الحُباب حتى أدركها فتولَّهت ثم لانت، فهدّأ من روعها.
قال عمر بن أبي ربيعة:
وخفض مني الصوت أقبلت مشية * الحُباب وشخصي خِشية الحي أَزوَرُ
فحَيَّيتُ إذ فاجأتها فتولَّهـــــــــــت * وكادت بمكنون التحية تُجــــهــــــــر
وقالت وعضَّت بالبنان فضحتني * وأنت امرؤ ميسور أمرِكَ أعسَـــــــرُ
إن هذه الأبيات تنسجم كليا مع ما جاء به امرئ القيس في معلقته حيث قال :
سموت إليها بعد ما نام أهلها * سُمُوَّ حُباب الماء حالاً على حالِ
فقالت سَباكَ الله إنَّكَ فاضِحي *ألست ترى السُمَّار والناس أحوالي.
وقد تجسدت هذه الدنجوانية في قرب الشاعر من معشوقته وملامسة جسدها كذات وبذلك يتحطم التمثال ويجري نبذ المعشوقة للبحث عن تمثال آخر لا زال لم يتحوّل إلى واقع حي عند الشاعر.


2-3- الشعر العربي بين رقة الإحساس وخشونة اللغة.
إن التشبيه ملاك الغزل فهو المرتكز الأول للعمل الفنِّي وقد عاش الشاعر العربي ثُنائية الرقة /الخشونة في حياته الأدبية، فالرقة تعبير عن الحياة الداخلية التي يبدو فيها الإحساس جليّا وخشونة الحياة الخارجية التي تبدو في الصور التي تعكس ذاك الإحساس الرهيف .
فإذا كان من طبيعة شاعر الغزل الرقة فإن حياة الخشونة والقسوة لم تُسعفه في صياغة هذه الرقة في صور مماثلة لاحساساته.
وقد نأتي لوصف العينان بالشعر الأموي والجاهلي فنجد أن أجمل ما استقاه التخيُّل الشعري حول العيون، ما كانت واسعة وتُسمّى النجلاء والسوداء الحدقة وتسمى الكحلاء ، وذات البياض الشديد والسواد الشديد ، وتسمى الحوراء وذات الأهداب الطويلة الكثة وتسمى الوطفاء ..وقد أسهب العرب في وصف العيون، فشبَّهوها بعيون المَها، وعيون البقر.
قال عمر بن أبي ربيعة:
لها من الريم عيناه ولفتَتُهُ * ونجوةُ السَّابق المختال إذ صهلا .
أما امرئ القيس فإحساسه الرهيف بكل ما في نظرة المحبوبة من عطف وحنان قد أثَّر في وِجدانه الشعري بالاستجابة والتفاعل من تذوق الجمال وسُمو الرُّؤية الحسِّية، " لكننا حين ننشد التعبير عن هذه العين الجميلة الواسعة ، وهذه النظرة العميقة النافذة، وهذا الحنان الذي يشع منها والعطف الذي يفيض عنها لا نجد عند الشاعر غير نظرة بقرة وحشية مُطْفِل من وحش وجرة " (35) ويعود عمر بن أبي ربيعة للتعبير بالصورة الخارجية الجافة عن طراوة العاطفة الداخلية في وصف مشية المرأة .
بيضا حِسانا خرائدا قُطُفاً * يمشين هَوْناً كمشية البقر .
وفي وصف امرئ القيس لطول أصابع صاحبته وجمال تكوينها ونعومتها وطراوتها حيث" وقف يتأملها، وتمثلت له تعبث في عالمه النفسي وتستثير مشاعره تضغطها أو تفرج عنها، بهذه الأصابع، كيف تشاء...فلمّا جاء يعبر عن ذلك كله كان كل ما وجد حوله أساريع ظبي أو مساويك إسحل"(36) .
ولم يستطيع العربي التخلص من الحياة التي لم تنفصل عن وجدانه ولم تفارق نفسيته وذاكرته تلك الممارسات العنيفة في غزواته أو في ميدان القتال ومن هنا جاءت تلك الصفات الخشنة التي ألفها وسيطرت على علاقته بالمرأة عندما يختلي بها وهي صفاة وأفعال وأسماء حددت قاموس علاقته مع المرأة وقد اتسمت بالخشونة والعنف والعدوانية وهي " بالنسبة إليهم أفعال معتادة يمارسونها بمنتهى السهولة بصفة دورية منتظمة أي أنها معلم طبيعي من معالم معيشتهم وليست استثنائية أو شادة أو فاذة"(37).
4- صورة المرأة المثال في شعر الغزل العذري.
لقد أدرك الإسلام العالم العذري ونظم علاقة الرجل بالمرأة بما هي ثمرة من ثمار العفة، وقد يكون الحرمان من الدوافع الجوهرية لقيام العذرية التي تتشكل تعاليمها من الحديث عن الحبيبة والذي لا ينفصل عن الفهم العميق للطرف الآخر عاطفة وطباعا نظرا لتما هي العذري وحبيبته في روح واحدة .
فبما أن الشاعر هو غيتارة نفسه وصدى لقبيلته نجد أن الشاعر العربي عندما عبَّر عن مكنونات وخوالج القبيلة كان ضميرا لها يعكس أزماتها ورغباتها ، ولما كان قيثارة نفسه نجد في شعره تعففا " وهذا الغزل العفيف الذي هو في حقيقة الأمر مرآة صادقة لطموح هذه البادية إلى المثل الأعلى في الحب من جهة ولبراءتها من ألوان الفساد التي كانت تغمر أهل مكة والمدينة من جهة أخرى " (38).
فالحب العذري يحتاج إلى شروط نشأة وتطور منها:مساهمة القبيلة في إقصاء الجسد الأنثوي والحيلولة دون منحه صيغته الطبيعية للتفاعل والتحقُّق، فهذا المنع والتعطيل لفاعلية علاقة العشق وتحققها عبر المسلك الطبيعي، الزواج، هو الذي يجعل اللغة تأخذ دور الفاعلية التعويضية وتستعير لتقوم بتفجير المعجم وتوليد الخيال.
- ما هي دلالة ترعرع الغزل "الإباحي" بحاضرة الحجاز وانتشار العذري منه بباديتها؟
- هل هناك علاقة جدلية بين الإسلام وعذرية الشعر الأموي ؟
4-1- جدلية العلاقة بين الإسلام والعذرية الأدبية وسياسة الدولة.
لقد سيطرت الأعراف والتقاليد على حيوية المجتمع الأموي فسقطت حقوق المرأة في حرية الحب واختيار الزوج وإبداء الرأي دون أن يشارك الشاعر حبيبته من الخلاص بل أصبح يشترك في غالب الأحيان في اشتداد وثاقها حينما يصور ملامحها الجسدية والنفسية في شعره فتنكشف هويتها لأهلها ليستحكم العرف قويا بمنعه من التزوج بها،وقد عبّر مجنون ليلى عن لاعقلانية هذا الحرمان بقوله:
أليس من البلوى التي لا شوى لها * بأن زُوِّجت كلبا وما بُذِلَتْ لِيا.
لقد اتخذ هذا البوح معنى المس بعفة القبيلة وشرفها في توجهه إلى امرأة واحدة " في مجتمع لم يكن قد تحلل من نزعات البداوة وخصوصا نزعة الاعتقاد بأن المرأة دون الرجل ومُجلبة للعار، فأحاطها بسوار من الأوهام لا ينبغي لها تجاوزه، ولذلك منعوها من الحب...وبالتالي، أسقطوا من عالمها حب الرجل لها، وبثِّه إيّاها نجواه وشكواه، لأن في ذلك استباحة تُقلق القبيلة كلها، وتنال من كبريائها" (39).
أمّا بخصوص ما تشكله العلاقة ما بين المدرسة العذرية وسياسة الحكم، فإن ذيوع التوجه العذري في الشعر يعتبر توجها معاديا لتخطيطها وقد أدركت السلطة أنداك البعد الاجتماعي والسياسي لشعر العذريين وهي التي كانت تشجع على المجون والانغماس في كل ما من شأنه وضع التيه أمام أصحاب الحق الشرعي في الحكم، من ذلك نفهم تصدّي الدولة لهذا الشعر وليس صدفة أن يهدُر والي المدينة دم جميل بُثينة العاشق المكتفي بامرأة واحدة، وأن يترك عمر بن أبي ربيعة يتعرض حتّى لنساء الأشراف في الحج وحول المقدسات الإسلامية.
ويمكن أن نُجيز بدفع شكوى أهل المُشَبَّب بها إلى الوالي بجميل بثينة بما أن "الشاعر العذري قد شبّب بحبيبته، وباح بسرها فافتضح أمرها وشاع خبرها، لأنه تشبيب بواحدة لها أهل وربع "(40).
وقد كان الحرمان هو القاسم المشترك بين العذريين بما أن النسيب ببنات القبيلة يعتبر مسّا بحرمة وكرامة القبيلة، من ذلك كانت العفة كبت وحرمان تفجَّر قولا شعريا نائحا آملا في القرب والوصال.وقد نتساءل مع الناقد رفيق عطوي " هل العشق ضروري للنسيب ؟ أم أن النسيب عمل فنِّي يعبر به الشاعر عمّا يجول في نفسه وحسب، مستعينا بما يحيط به؟" (41).
وقد أضيف تساؤلا آخر لا يقل مشاكسة، هل يعتبر التشبيب بالحبيبة ضروريا للعشق؟
4-2- الخصائص الجسدية والنفسية بالمدرسة العذرية.
عندما نسائل الخصائص الجسدية والنفسية للمرأة بشعر هذه المدرسة، نجد أنها أقرب إلى تقليد الصورة القديمة منها إلى التجديد والإبداع "وإن كان الجديد في وقوفها عند الملامح الجسدية، حيث برزت حقيقة الحرمان، فإذا هو رغبة في متعة الأرداف والعجيزة والمتن والريق والثغر الندي " (42).
وقد أنتجت هذه المدرسة من الشعراء، جميل بن معمر (جميل بثينة)، كثير عزة، قيس ولبنى ،مجنون ليلى ،عروة بن خزام وعفراء العذرية.
وقد عبَّر الشعر العذري عن الملامح الجسدية والحسية للمرأة و نسج صورة يمكن أن نصفها بالصورة المثال،التي رقق الإسلام من آفاقها حتى أصبحت شفافة، كحورية تجسدت أوصافها وترسّخت عبر الديانة الإسلامية ..فللمرأة عند العذريين قامة كالرمح اعتدالا وخصر ضامر وجلد رقيق وثغر ندي، وريق عذب، وأسنان عذبة، مفلَّجة ذات أشر، وجيد ظبية، والعين عين جُؤدر والمُقلة كحلاء نجلاء والصدر كتلة من فضة وخد مليح فضلا عن طيب رائحة يستهوي عناقها.
وقد جاءت المرأة في الشعر العذري ذات ملامح حقيقية، فقد وصفها الشاعر وهو ينظر في عينيها ووجهها حيث خلاصة البراءة والعفة والجمال الروحي والمعنوي، ولم يكن يحيد عن وجهها لينتقل لباقي جسدها بالتفرس والتَّملي حتى تقف علية عين الرقيب التي لا تغفل وقد أقامتها القبيلة لحراسة نسائها.
لقد تطرق الناقد عبد القادر القط بعدما تخلص من الموقف النفسي والفكري السابق إلى وضع شعر عمر بن أبي ربيعة في موضع جديد يتجاوز النزعة الحسية لشعره على اعتبار " إن غاية الشاعر الأولى كانت غاية فنية، يقصد بها أن يفلح في رواية تلك الحركة المادية والنفسية للزائر العاشق..ولم يكن همّ الشاعر أن يصف متعه أو يتحدث عن شهواته أو يصف محاسن صاحبته وصفا تفصيليا "حسيا" يمكن من أجله أن تطلق عليه هذه الصفة." (43)
وقد اعتبر الإشارات الغرامية في رائية عمر بن أبي ربيعة المشهورة(أمن آل نعم أنت غاد "مبكر") أبعد ما تكون عن "الحسية" بمعناها المعروف في الأدب والفن " فالقصيدة تنتهي في اغلب الأحيان بالإشارة إلى متعة حسية يسيرة لا تتناسب مع الجهد الذي صوره الشاعر قبل اللقاء، وكأنما هدف الشاعر أن يصوّر هذا الجهد وذلك الاحتيال للقاء بكل ما يحملان من لحظات نفسية، فإذا انتهى إلى اللقاء كان الحديث عنه مجرد الإشارة أو الرمز"(44).
ولإكمال صورة المرأة في الشعر الأموي الذي اعتبرناه استمرارا لنفس الصورة التي حاكها خيال الشعر الجاهلي، سنتطرق إلى أوصاف الوجه بما هو النسق الثقافي الذي نهل منه شعراء الغزل العفيف بدءا بالتطرق للجبين والجبهة، العينين والحاجب، الأنف والفم والثغر والأسنان.
الجبين والجبهة :
لقد أحب العرب الجبهة مسترسلة عريضة، واسعة من دون إفراط، فإذا زاد اتِّساعها أصبحت غير مطلوبة.
قال النابغة الذبياني:
قامت تتراءى بين سِجْفَيْ كِلَّةٍ * كالشمس يومَ طلوعها بالأُسْعُدِ.
العينان:
إن العين تفيض بأنقى الإحساسات يتجمع فيها كل خصائص النفس البشرية، ففيها الحب حيث يعبر الإنسان بها دون لغة، فالعين تعكس المرح والابتسامة كما أنها تحتضن الدمعة والأحزان.
وأجمل العيون عند العرب ما كانت واسعة تشمل الناظر إليها بازدواجية التفاعل معها قد تُفيق المُخمر من نشوة المدام وقد تجعل الصاحي مُتيّما بدون خمر .
قال ذو الرمة:
وعينان قال الله كونا فكانتا * فعولان بالألباب ما تفعل الخمرُ
وقال النابغة الذبياني:
نظرَتْ إليك بحاجةٍ لم تقضِها * نظَرَ المريضِ الى وجوهِ العُوَّدِ
وقال عمر بن أبي ربيعة :
لها من الريم عيناه ولفْـتَـَتُهُ * ونجوةُ السَّابق المختال إذ صهلا .
وقال أبو فراس :
وبيض بألحان العيون كأنما * هززن سيوفا واستللن خناجرا
تصدّين لي يوما بمنعرج * فغادرن قلبي بالتصبُّر غادرا.
وقال بشار بن برد:
إن العيون التي في طرفها حور * قتلننا ثم لم يحيين قتلانا
يصر عن ذا اللب حي لا حراك * وهن أضعف خلق الله إنسانا.
الأنـف:
إنه قصر لعاصمة الجسد وعنوان لأعراسه وهتافات اللذة به، يُجَمِّلُ إذا جَمُلَ ، ويقبِّح إذا قَبُح ، وأجمل الأنوف عند العرب الأشمُّ ، وقد وصف العرب المرأة التي تحمل الأنف القصير ، الصغير الأرنبة، والمستوي القصبة بالزلفاء قال حازم القرطبّي:
ومارن أشمُّ قد تنزَّهت * أوصافه عن خَنَسٍ وعن قَـنَا.
الثغـر، الأسنان والابتسامة
إن الثغر ينبوع المتعة حيث تمتزج النفسان المحبتان حين تتلامس الشفاه، التلامس الذي يشكل المثل الأعلى لوظيفة اللمس بما أن القبلة هي رسول الحب بين المحبين.
قال عمر بن أبي ربيعة:
كأن فاها إذا ما جئت طارقها * خمرُ ُ بِبَيْسانَ أو ما عَتَّقَتْ جَدَرُ.
وقال عنترة بن شداد:
وبين ثناياها إذا ما تَبَسَّمَتْ * مُديرُ مُدامٍ يمْزِجُ الراحَ بالشَّهْدِ.
وقد شبّه العرب الأسنان بالأقحوان والنّدى والبَرَدِ، كما أحبوها محزّزة ومفرَّقة بما هي دالة على صغر السن.
قال طرفة بن العبد في ذلك:
بادِن تجلو إذا ما ابتسمت * عن شَتيتٍ كأقاحي الرّمل غُرَّ
هذه الابتسامة التي جاءت عند طرفة بن العبد تعتبر سر من أسرار الجمال، وسرّ تأخذ المرأة بتلابيبه تعطيه من تشاء فيتولَّهُ و يُغرم وتحرمه من تشاء فيموت المحروم كمدا وقهرا.
قال طرفة بن العبد:
وإذا تضحك تُبدي حَبَبا * كرُضاب المسك بالماء الخَصِرْ (45) .
وقال ذو الرمة :
أسيلة مجرى الدَّمع هيفاء طَفُلَة * رَداحًًُ ُ كإيماضِ البُروقِ ابتسامُها
كأن على فيها وما ذُقتُ طعمه * زُجاجة خمرٍ ضاق عنها مُدامـــُها.
وقال نزار قباني:
وصاحبتي إذا ضحكت
يسيل الليل موسيقا (...)
تفنن حين تطلقها
كحُقِّ الورد تنسيقا(...)
أيا ذات الفم الذّهبي
رُشِّي الليل... موسيقا.
هكذا فإذا كان العضو الواحد عند الشعراء قد تلقى سلسلة من التسميات فالدكتور سعيد بنگراد قد أرجع ذلك " إلى النمذجة الثقافية المسبقة التي تثبت العضو ضمن دوائر متعددة: دائرة الوظيفة ودائرة النسق الثقافي الجمالي ودائرة الفعل الغريزي"(46)، فالتسمية يعتبرها النقد السيميولوجي تمييز،" ولكنها تعد أيضا إفرازا لردود الفعل النفسية والغريزية عند الآخر"(47).
5- طبيعة صورة المرأة في شعر جميل بن معمر.
- ماهي الملامح الجسدية والنفسية بالمدرسة العذرية لجميل بن معمر؟
إن الشاعر العذري يتجه إلى نفسه لينقل إحساسه عبر الكلمات التي تنساب في وجدانه الشعري رقراقة صافية.
هذا الوجدان المُنسحق الذي فاض على كيانه النفسي يجعل الشاعر العذري يُعطي معشوقته القدرة على الانفلات من الزمن بدوام الشباب وخلوده، كما قال جميل:
تقــــــول بثينة لمـــــّا رأت * فنونــا من الشّعر الأحمر
كبرتَ جميل وأودىَ الشّبابُ * فقلت : بثينُ ألا فاقصري
أتنسيْن أيّــــــامنا باللـــــوى * وأيّامنا بذوي الأجفـــري
وإذ لمّتي كجنــــاح الغراب * تطلي بالمســــك والعنبر
قريبان مربّعُـــنا واحـــــــدُ ُ * فكيف كبُرْتُ ولم تكبُري
بعدما أخلد جميل جسد حبيبته، تطرق لتماهي روحه بروحها قبل ولادتها ويُؤكد أنّ حبَّهُ بعد الموت هو حبّ غير منقوص العهد، فأعطى لحُبِّه تجرده الكامل من الشهوة الحيوانية فهو بذلك يُمنِّ نفسه من وجهة النظر الإسلامية بِبُثينة الحورية تُشكِّل تقواه وورعه المقاييس المُثلى للتحقق في قوله:
تعلّق روحي روحها قبل خلقها * ومن بعدها كُنّا نِطافا وفي المهد
فزاد كما زِدْنا فأصبح ناميـــــا * وليس إذا مِتْنا بِمُنْتَقِصِ العهـــد
ولكنه باقٍ على كلِّ حــــالـــــةٍ * وزائرُنا في ظُلمَةِ القبر واللحد.
إن صورة المرأة المثال بالشعر الأموي العذري عميقة الجذور بمخيال الشعر العربي منذ الجاهلية " وتبلغ الصورة الرمزية ذروتها في تشبيه المرأة المثال، فيتأكد بذلك أن تلك الصورة ليست محاكاة لصورة امرأة واقعية، وإنّما هي إبداع لمثال فنّي يتجاوز به الشاعر الواقع، ويصل به إلى العبادة، فالمرأة التمثال عمل فنّي يسمو على الزمن، فهي رمز الجمال الخالد الذي لا يدوي والشباب الأبدي الذي لا يزول ...وترتفع صورة التمثال برمز المرأة إلى آفاق دينية سامية، فتغدو معبودة تُنقش لها التماثيل، وتخلد بها إلهة للحب والجمال والحياة، ورمزا للكمال" (48).
5-1- العذريون وتقليدية الشعرالعربي.
عزا الناقد رفيق عطوي العودة إلى الشعر الجاهلي واستلهام الاصالة منه إلى الاختلاط بالأعاجم الذي أثر على اللغة العربية من حيث العجمة واللحن فنقل الشاعر الأموي صوره الغزلية من الماضي تارة بإضافة مساحيق لإخفاء معالمها وتارة بالإبداع على منوالها، بينما عزا عبد الله الغدّامي إلى كون ّ العصر الجاهلي قد شهد ميلاد النسق الثقافي الفحولي الذي تمت العودة إليه وتمثله مع مطلع العصر الأموي" (49)
وقد جاءت صورة المرأة عند الشعراء العذريين تقليدية تمتح من العناصر الفنية لصورة المرأة في الجاهلية فلم يخرج ذي الرمّة وهو الناسك في محراب الحب المسبِّح بآياته في وصفه لصاحبته "ميّ" عن الصورة التي كانت تسكن مخيلة امرئ القيس " فاطمة" والنابغة الذبياني "نعم "وطرفة بن العبد " خولة " فلما شبّه الاقدمون المرأة بالظبية لم يخرج ذي الرمة من نسق هذا التصور وإن كان قد أضاف إليها أضواء جديدة من شعاع الضحى فبدت صورتها أحلى وعشقها أمتن، قال في ذلك :
برّاقة الجيد واللبات واضحة * كأنها ظبية أفضى بها كَبَبُ.
نلاحظ أن الروح السامية في هذا الشعر تُنبئ عن تطور نوعي فيما أسميناه بحضارة العين لدى العربي ، لقد تعددت زوايا النظر فتلطف الإحساس ولان الحوار الداخلي للشاعر فتهذبت معانيه النفسية وارتقى نظامه الذهني وفاضت على اللغة العربية التي عجزت عن الإحاطة بتلك المعاني فكان من شاعر العصر الأموي إلا أن أعاد تكرا ر نفس أساليب إحداث الرغبة لدى المتلقي ولم يفتح الخطاب اللغوي آفاقا إبداعية جديدة فكان عجز المعجم عن نقل تلك الأحاسيس الجياشة المترعة بالوله والشوق.
5-2- المرأة المثال في مضمار الفحولة الشعرية العربية.
إن صورة المرأة المثال في وجدان العربي شعريا قد حملها النسق الثقافي المفتوح على الاستفحال اللغوي المترسخ إلى استكناه صورة النسق المُهيمن، فصورة المرأة المثال قد انغرست في الوجدان العام الثقافي العربي وخلقت لدى الوعي الشعري عدم إمكانية خروجه عن أنموذج الفحولة الشعرية التي استغلتها حرائر الحجاز في استنهاض الفَحْلِيَّة العربية، إذا صح التعبير، لدفع العربي المتهالك على الجوارى لحماية شرفه وبقاء نوعه، وقد نجحن في إعادة تسويق الفحولة عبر شعر عمر بن ابي ربيعة إذ كان الشاعر هو الأصل في اختزال الوعي العام والمسؤول عن استشراء المخيال العام للقبيلة، لإحداث تلك الرغبة في عودة الحجازي إلى نسقه الثقافي الأصلي وذلك بعودة عمر إلى الجزيرة البلاغية الجاهلية بما هي أرضية التصورات المثالية حول المرأة وبما أن هذه التصورات لم تكن حاضرة فقط في اللغة بل كانت متجدرة بالقيم كمنظومة أخلاقية تسكن الذاكرة الذهنية والسلوكية للذات العربية.
" فليس في طبع الثقافة الذكورية أن تتحمل أو تقبل (واقعية) الجسد المؤنث،ومن الضروري لهذه الثقافة أن يكون التأنيث قصيا ووهميا لكي تظل الأنوثة (مجازا) ومادة للخيال،في هذه الحالة-فقط- تكون الأنوثة جذابة ومطلوبة في المخيال الثقافي ،وتنتهي جاذبيتها بمجرد تحوّلها إلى واقع محسوس".(50)
إن اندفاعية شعر عمر نحو الإباحي قد ساهم في تشكيله نواة النسق الفحولي التي تزكي الشرط الفحولي باحتوائه على عناصر ومقومات استدراج الرغبة الليبيدية كقانون فحولي لاستمرار سوق القيم الشعرية .
فقانون الفحولة الشعرية المُنبني على الرغبة والرهبة قد جعل الحرائر يختر عن شخصيتين :
- شخصية عمر المشبِّب بهن وبنفسه لتشكيل الرهبة عند العربي من فجور المحصنات.
وشخصية مضمرة لمن ستُعيده الرغبة بالعلاقة مع الرهبة إلى العودة إلى العشق الأصلي بما يتجدر لدى الوعي العام العربي من خصوبة وكمال الصفات لدى أصل النسق الثقافي تلك العودة التي وإن أثنت العربي عن الاستمرار في شبقيته وأزهدته في تهتك الجواري ، كانت هي التحول الثقافي الذي صنع شعراء النسق كما رسّخ الأعراف الجاهلية الشعرية والقيمية لدى جميع عصور الشعر العربي.
الخاتمة:
هناك آفاق تصورية ومنهجية لدراسة الشعر العربي في تاريخيته ، لقد تمت مقاربتنا لهذا الشعر من تجاوز الواقع اليومي المعيش إلى بناء الفعل التخيّلي ،ومن الاعتماد على الحضور التاريخي لإحاطة القراءة بضرورة التعبير عن الرمزي المنغرس في الطقوس حيث سيطرة الانفعال بالعالم المرئي وتشكيله كانطباع عبر الصورة الشعرية .
فهل استطاعت اللغة أن تنقل حقيقة ما أحسّه العربي من أحاسيس جيّاشة بداخله اتجاه الأنثى التي عشقها؟
إن الشاعر العربي كان يقرض الشعر مأخوذا بسحر المرأة"المثال" إذ أن ميكانيزمات اللغة الشعرية لا تبين عن سلطتها إلا إذا باينت وتخلّصت من ثقل الواقع على شحناتها العاطفية.
إن شعراء العصر الأموي قد استوحوا لغة امرئ القيس وتشبيهاته وصوره وقيمه الجمالية واستخدموا عباراته وألفاظه بعينها فهذا الوصف لا يمت إلى اتجاه حسّي ولا يصدر عن تجربة واقعية، وبذاك وجب انتفاء عناصر التمييز والتفارُق بين العصرين على المستوى المتخيّل الفنّي .
فالذوق العام الشعري في قطار الشعر العربي عبّر عن تجليات متشابهة من العصر الجاهلي حتّى الشعر الحديث الشيء الذي يدفعنا للقول بأن زمن القصيدة العربية لم تكن يوما ما ناشزا من فضاء الذاكرة العربية، ذاكرة امرئ القيس، عمر بن أبي ربيعة، بدر شاكر السياب، أمل دنقل، أدونيس ونزار قباني عميد الاستفحال الشعري لكل الأزمنة...
ولم تكن المرأة كموضوع وذات بالقصيدة العربية في يوم من الأيام هاربة من بيت الطاعة، ولم تكن دهشة الوعي العربي من اختلاف صورتها الشعرية والواقعية دافعا لرصد الاختلاف في الإحساس العربي والإيحاء الذي تُضفيه اللغة على الإحساس الشعري.
- لماذا كان الشعر ديوانا للعرب؟ تساؤل يُلخص جوابه كل تاريخ القصيدة العربية في صراعها مع القوافي.
فلما يوصف الكلام الشعري كهجاء وفخر ومدح يعيد الشعر إنتاج سلطة البلاطات وأُمرائها، ولما يعبّر عن الوجدان العربي في تجلياته تتحول القصيدة إلى كائن شفاف يعيد صياغة الأسئلة، لمن هذا الشعر؟ وما هي حدود علاقاته مع الآخر،متلقّي ومتلقية؟ وهل تكفي كيمياء الأحاسيس للقول باستمرار القريض الشعري حاضرا في جل العصور الأدبية؟
كيف انتشت اللغة بقدرتها على التعبير عن نفس تلك الاحاساسات ؟ وما مدى محدوديتها لمّا استعملها امرئ القيس ومزجها عمر بن أبي ربيعة بكيانه ووجدانه وأنطقها جميل بن معمر من فيض روحه ؟ مستلهمين جميعهم المرجعية الأسطورية والدينية في رسم الصورة المثالية الحاضرة دوما وأبدا في المخيال العربي.


 
آخر تعديل بواسطة فيصل السواط ، 13-11-2006 الساعة 01:25 AM

رد مع اقتباس
قديم 13-11-2006, 01:13 AM   #15
فيصل السواط
(*(عضو)*)


الصورة الرمزية فيصل السواط
فيصل السواط غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1000
 تاريخ التسجيل :  Apr 2004
 أخر زيارة : 04-06-2014 (04:27 PM)
 المشاركات : 6,216 [ + ]
 الإقامة : الدمام
 زيارات الملف الشخصي : 15359
 الدولهـ
Algeria
لوني المفضل : Maroon


عفواً أعيد المقال بالخطأ


 
آخر تعديل بواسطة فيصل السواط ، 13-11-2006 الساعة 01:20 AM

رد مع اقتباس
قديم 13-11-2006, 01:15 AM   #16
فيصل السواط
(*(عضو)*)


الصورة الرمزية فيصل السواط
فيصل السواط غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1000
 تاريخ التسجيل :  Apr 2004
 أخر زيارة : 04-06-2014 (04:27 PM)
 المشاركات : 6,216 [ + ]
 الإقامة : الدمام
 زيارات الملف الشخصي : 15359
 الدولهـ
Algeria
لوني المفضل : Maroon


الأخ القدير عبدالله الرقيب ..ذكرت لي ذات مساء أنّ لديك شرح كامل لقصيدة (البردة) ...أتمنى أن تورد شرح الأبيات الغزليه هنا ..
.
.
تحياتي وتقديراتي..


 
آخر تعديل بواسطة فيصل السواط ، 13-11-2006 الساعة 01:23 AM

رد مع اقتباس
قديم 13-11-2006, 04:18 PM   #17
عبدالله الرقيب
(*( مشرف )*)


الصورة الرمزية عبدالله الرقيب
عبدالله الرقيب غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1248
 تاريخ التسجيل :  Sep 2005
 أخر زيارة : 29-03-2024 (04:49 AM)
 المشاركات : 8,133 [ + ]
 الإقامة : مكة -الشرائع
 زيارات الملف الشخصي : 20286
لوني المفضل : Black


هذا شرح للمقطع الغزلي من قصيدة ( بانت سعاد ) لـ كعب بن زهير .[POEM="font="Simplified Arabic,4,darkred,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]بانت سعاد فقلبي اليوم متبول = متيم اثرها لم يجز مكبول[/POEM]

الغريب : بانت : فارقت . متبول : اسقمه الحب فأضناه . متيم : ذللـه الهوى اي عبّده . مكبول : مكبل بقيد .
المعنى : ان محبوبته فارقته فقيده حبها فاصابه السقم والذل والاسر فلا يستطيع الفكاك من قيده .

[POEM="font="Simplified Arabic,4,darkred,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]وما سعاد غداة البين اذ رحلوا = الا اغن غضيض الطرف مكحول [/POEM]

الغريب : الاغن : الظبي الصغير في صوته غنه . غضيض الطرف : فاتر العين .مكحول : الكحل سواد يعلو جفون العين من غير اكتحال .
المعنى : شبه الشاعر محبوبته سعاد وقت فراغها له بالظبي الصغير الموصوف بغنة الصوت وغض الطرف والكحل في اجفان العيون .

[POEM="font="Simplified Arabic,4,darkred,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]تجلو عوارض ذي ظلم اذا ابتسمت = كانه منهل بالراح معلول [/POEM]

الغريب : تجلو : تصقل . العوارض : الاسنان التي في عرض الفم . الظلم : بريق الاسنان او اللعاب الذي يسيل عليها . منهل : اسم مفعول من النهل وهو الشرب اول مرة . الراح : الخمر . معلول : الشرب مرتين .
المعنى : ان سعادا اذا ابتسمت كشفت للناظر عن اسنان ذات بياض ورقة وكان ثغرها لطيب رائحته قد سقي للخمر مرة بعد اخرى .

[POEM="font="Simplified Arabic,4,darkred,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]هيفاء مقبلة عجزاء مدبرة = لا يشتكى قصر منها ولا طول [/POEM]

الغريب : هيفاء : المراة ضامرة البطن دقيقة الخصر . عجزاء : المراة كبيرة العجيزة .
المعنى : ان محبوبة الشاعر جميلة في نظره فاذا اقبلت فهي هيفاء واذا ادبرت فهي عجزاء متوسطة بين الناس لا تعاب في طول ولا قصر .

[POEM="font="Simplified Arabic,4,darkred,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]شجت بذي شبم من ماء محنية = صاف بابطح اضحى وهو مشمول [/POEM]

الغريب : شجت : مزجت . ذو شبم : ماء شديد البرودة . المحنية : منعطف الوادي وماؤه عادة صافي وبارد . الابطح : مجرى الماء مفروش بصحى نظيفة وصغيرة وهذا مما يزيد عادة في صفاء الماء . اضحى : من وقت الضحى قبل اشتداد حرارة الشمس . المشمول ما ضربته ريح الشمال فصار باردا .
المعنى : ان الشاعر يصف ريق ولعاب حبيبته بالخمر الممزوجة بهذا الماء الصافي المنعوت بهذه الصفات .

[POEM="font="Simplified Arabic,4,darkred,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]ياويحها خلة لو انها صدقت = ما وعدت او لو ان النصح مقبول[/POEM]

المعنى : يقول الشاعر متفجعا على حبيبته انها لصديقة كريمة لو صدقت في وعدها وقبلت النصح مني لكانت على اتم الصفات واكمل الاحوال .

[POEM="font="Simplified Arabic,4,darkred,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]وما تمسك بالوصل الذي زعمت = الا كما تمسك الماء الغرابيل [/POEM]

الغريب : الغرابيل : جمع غربال وهو المنخل .
المعنى : يقول عن محبوبته انها لا تتمسك بالمواعيد التي تعد بها الا اذا امكن للغربيل ان يمسك الماء وهذا منه مبالغة في نقضها العهود واخلافها الوعد .


هذا ما وجدته مدون في كتاب ( توثيق قصيدة بانت سعاد في المتن والاسناد )
تاليف : د/ سعد بن عبدالله الفنيسان , استاذ في قسم القران وعلومه - بجامعة الامام _ سابقا .

اقول : لم اضع هذه الرسالة للحث على الغزل او غيره لا والله العظيم , ولكن تبيان ما يخفى على البعض
واسال الله العلي العظيم ان يغفر لي ,,,


 
آخر تعديل بواسطة عبدالله الرقيب ، 13-11-2006 الساعة 04:24 PM

رد مع اقتباس
قديم 13-11-2006, 05:25 PM   #18
فيصل السواط
(*(عضو)*)


الصورة الرمزية فيصل السواط
فيصل السواط غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1000
 تاريخ التسجيل :  Apr 2004
 أخر زيارة : 04-06-2014 (04:27 PM)
 المشاركات : 6,216 [ + ]
 الإقامة : الدمام
 زيارات الملف الشخصي : 15359
 الدولهـ
Algeria
لوني المفضل : Maroon


عبدالله الرقيب ..سلام مربّع وتحيّه تصل أم القرى من الدمام

جئت بالمفيد وماخفي كان أعظم ..ووالله أنّي رأيت شعراء ينبذون الغزل وكأنه عيباً وفضيحه على قائله ولم يخطر ببالهم أنّ الغزل ليس محرماً على الإطلاق بل هو فنٌ من فنون الشعر والغرض الأكثر رواجاً وانتشاراً لما فيه من لذّةٍ لغويه وصور خياليه ومقبول لدى الجميع ...
إخواني الشعراء المناهضين للغزل كلّه جملةً وتفصيلا لا يليق بكم أن تحرّموا ما أحل الله وقرّره رسوله صلى الله عليه وسلّم وأشاد به وأجاز عليه ...
فالوسطيه والإعتدال في شتّى الأمور أمرٌ يحبذهُ الإسلام فلا غلوّ ولاإبساط ..
.
.
ولكم جزيل الشكر وخاصةً غالب ولو أنّا خرجنا قليلاً عن الموضوع الأساسي وأستبيحه عذراً ..
.
.
تحياتي وتقديراتي..


 

رد مع اقتباس
قديم 13-11-2006, 06:38 PM   #19
غالب الشريف
(*( عضو )*)


الصورة الرمزية غالب الشريف
غالب الشريف غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 213
 تاريخ التسجيل :  May 2002
 أخر زيارة : 28-03-2024 (03:40 PM)
 المشاركات : 5,344 [ + ]
 زيارات الملف الشخصي : 11569
لوني المفضل : sienna


اعترف انني أقف الآن امام اساتذه متخصصين ما شاء الله تبارك الرحمن
والله اني استفدت فائده كبيره و اتمنى من الأخوه الباقين المشاركه و ابداء آرائهم
لكي تعم الفائده المرجوه بإذن الله


 

رد مع اقتباس
قديم 13-11-2006, 07:15 PM   #20
فيصل السواط
(*(عضو)*)


الصورة الرمزية فيصل السواط
فيصل السواط غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1000
 تاريخ التسجيل :  Apr 2004
 أخر زيارة : 04-06-2014 (04:27 PM)
 المشاركات : 6,216 [ + ]
 الإقامة : الدمام
 زيارات الملف الشخصي : 15359
 الدولهـ
Algeria
لوني المفضل : Maroon


وهذه مقاله للدكتور / عبدالرحمن العشماوي الشاعر والباحث الإسلامي ؛ وهو رجل يختطف مني الثقة
إختطافاً في أراءه ومقالاته ,,,, وأعتبرها القول الفصل في هذا الموضوع :

.
.

المقاله بعنوان (بانت سعاد) تحت عمود (دفق القلم) المنشورة في جريدة الجزيرة

في كثير من الأمسيَّات الشعرية التي أقيمها، والندوات الأدبية التي أشارك فيها يُثار سؤال يتكرَّر من عددٍ من الحضور حول صحة ما ورد عن إنشاد كعب بن زهير - رضي الله عنه - قصيدته الشهيرة التي مطلعها:

بانت سعاد فقلبي اليوم متبول
متيَّمٌ إِثرها لم يُفْدَ مكبولُ

أمام الرسول - صلى الله عليه وسلم - في مسجده، وعن القول الفصل في شعر الغزل، وفي كل مرَّة يكون جوابي مؤكداً - حسب ما ورد في السيرة - أنَّ هذه القصيدة الشهيرة، قد ثبت إنشادها في مسجد الرسول - صلى الله عليه وسلم - من قبل كعب بن زهير حينما جاء تَائباً نادماً على ما بَدَر منه من عداوة للدعوة الإسلامية، وهجاء للمسلمين، كما ثبت أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - أَلْقى إلى كعب بن زهير بردته مكافأة على هذه القصيدة، وهي أوَّل مكافأة يمنحها - صلى الله عليه وسلم - لشاعرٍ بهذه الطريقة، وأشير إلى أن المؤرخين وكتَّاب السيرة يعتمدون على شيوع هذه القصة شيوعاً يجعلها ثابتةً لديهم، جديرةً بالقبول رغم عدم وجود سندٍ متَّصل بروايتها، وهذا ما يؤكده ابن تيمية - رحمه الله - من أنَّ الشيء إذا كان مشهوراً عند أهل الفَنِّ - أي العلم - قد تعدَّد طَرْقُه، أو تعدَّدتْ طُرُقه، فهذا مما يرجع إليه أهل العلم بخلاف غيره، وأنَّ المرسل إذا روي من جهات مختلفة - ولا سيما ممن له عناية بالمغازي - كان في منزلة الحديث المسند، وأنَّ بعض ما يشتهر عند أهل المغازي والسير ويستفيض أقوى مما يروى بالإسناد الواحد.
ولا يكاد يخلو لقاءٌ من تلك اللقاءات التي يجري فيها هذا الكلام من اعتراضٍ شديد يطرحه بعض المتحمّسين من الحضور، حيث يرون أن القصيدة مادامت لم تتصل بسندٍ فإنَّ الاستشهاد بها على إباحة «المدح المتزن» و«الغزل العفيف» لا يصح، ويبالغون في ذلك مبالغة تخرج عن نطاق الرأي الصحيح، ولا سند لها من دليل شرعي واضح، ولا يقتنعون بما يقال عن قبول العلماء الأخبار التي تشيع عندهم شيوعاً يؤكِّدها.
وأذكر أن أحدهم قال لي ذات يوم: كيف تؤكد إلقاء هذه القصيدة أمام النبي - صلى الله عليه وسلم - وفيها قول كعب:

تجلو عوارضَ ذي ظَلْمٍ إذا ابتسمتْ
كأنَّها مُنْهَلٌ بالرَّاح مَعْلولُ

فقلت له: إنَّ هذا الذي تقول لا يثبت أمام الدليل، وليس في وصف كعب لثغر من سماها سعاد في قصيدته ما ينبو عن الذوق، وهو دليل على قبول ما لا فحش فيه من الصور الشعرية التي تجنح إلى المبالغة في التصوير - أحياناً -.
وحينما كنت أتجاذب مع أستاذي د. عبدالقدوس أبوصالح أطراف الحديث في هذه المسألة قال لي: إنَّ في مكتبي كتاباً صغير الحجم عظيم الفائدة عن قصيدة «بانت سعاد» بعنوان «سند بانت سعاد والبحث العلمي» لفضيلة الشيخ إسماعيل الأنصاري، يؤكد فيه مؤلِّفه بمتابعة الروايات واستقصائها على طريقة علماء الحديث أنَّ القصة بكاملها بما فيها القصيدة وردت بسندٍ متَّصل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأنَّ ما ذكره بعض من نقلها من المؤرخين وكتاب السيرة من عدم اتصال سندها لم يكن دقيقاً، ووعدني د.عبدالقدوس بأن يبعث إليَّ بصورة من الكتاب، وقد وفى بوعده - جزاه الله خيراً -، ووجدت في الكتاب بغية الباحث الحريص على المعلومة الموثَّقة، حيث أشار مؤلِّفه إسماعيل الأنصاري إلى ثبوت سند رواية قصة كعب بن زهير وإلقائه القصيدة بين يدي رسول الله - عليه الصلاة والسلام -، وإلقاء الرسول - صلى الله عليه وسلم - ببردته إليه مكافأة على قصيدته العصماء.
يقول الشيخ اسماعيل «لقصيدة «بانت سعاد» سند متصل كان من بين أسانيدها التي جمعها الحافظ إبراهيم بن المنذر الحزامي أحد مشايخ البخاري وابن ماجه، وبعض مشايخ الترمذي والنسائي»، ثم أورد القصة وسندها المتصل كاملةً.
وذكر الشيخ اسماعيل في كتابه أن الإمام علي بن المديني قال: لم أسمع قط في خبر كعب بن زهير حديثاً أتم ولا أحسن من هذا، ولا أبالي ألا أسمع من خبره غير هذا، مشيراً إلى ما رواه الحافظ إبراهيم بن المنذر.
والكتاب يستقصي كلَّ ما ورد من الروايات عن هذه القصة والقصيدة، وكلَّ ما ذُكر فيها من آراء الفقهاء والعلماء الذين تلقَّوها بالقبول، واستخرجوا منها فوائد كثيرة تتعلَّق بأحكامٍ شرعية حول إنشاد الشعر في المساجد، وإباحة المدح المتزن، والغزل الذي لا فُحْش فيه، وحول جواز المكافأة على الشعر، والتجاوز عما قد يجنح إليه الشاعر من المبالغة المقبولة والتفصيل المعقول الذي لا يجاوز الحقيقة، فما أحسن طرق العلم الصحيح وما أجملها!
إشارة:
يقول كعب:

إنَّ الرسول لنور يستضاء به
مهنَّد من سيوف الله مسلولُ


 

رد مع اقتباس
قديم 13-11-2006, 08:08 PM   #21
فيصل السواط
(*(عضو)*)


الصورة الرمزية فيصل السواط
فيصل السواط غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1000
 تاريخ التسجيل :  Apr 2004
 أخر زيارة : 04-06-2014 (04:27 PM)
 المشاركات : 6,216 [ + ]
 الإقامة : الدمام
 زيارات الملف الشخصي : 15359
 الدولهـ
Algeria
لوني المفضل : Maroon


وهذا كلام مهم جداً وهو جزء مقتطف من فتوى وجدتها في موقع إسلام أون لاين .....
والسؤال كان :


الشِّعر الذي يتغزَّل في النساء، منهي عنه، فكيف يسمعه النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ من كعب بن زهير؟

ما سمعه النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ من الشعر هو ما كان حسنًا، وشعر كعب بن زهير وإن كان فيه تغزل فهو تغزل حلال. وقد تحدث العلماء في الغزل الحلال، وخلاصة كلامهم: أن الشاعر إذا لم يقصد بالتشبيب امرأة معينة، أي كان مرسلاً، أو اختلق لها اسمًا كسعاد وسلمى غير مقصود به معينة فهو جائز، فإن قصد به امرأة معينة وكانَت على قيْد الحياة فهو حرام إن كانت أجنبية عنه؛ لأنه يهيج إليها، كما يَحْرم وصف الخمر وصفًا يُغري بها، وقد ثبت في الصحيح أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ نهي أن تنعت المرأة المرأة لزوجها، أما غير الأجنبية كزوجته فقد اختلف العلماء في حُكْمه، وأختار القول بجوازه، على ألا يُتَّخذ الشعر ديْدنًا يقصر عليه أكثر أوقاته، فإن المواظبة على اللهو جناية، وكما أن الصغيرة بالإصرار والمداومة تصير كبيرة، كذلك بعض المباحات.


 

رد مع اقتباس
قديم 13-11-2006, 09:24 PM   #22
غالب الشريف
(*( عضو )*)


الصورة الرمزية غالب الشريف
غالب الشريف غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 213
 تاريخ التسجيل :  May 2002
 أخر زيارة : 28-03-2024 (03:40 PM)
 المشاركات : 5,344 [ + ]
 زيارات الملف الشخصي : 11569
لوني المفضل : sienna


فيصل زيادة على ذلك

أعدك في نهاية هذا الموضوع
أنني سأضع بين يديك " موضوع صغير " بمثابة الهديه لأصحاب الغزل ( العفيف ) .

انتظرني فقط


 

رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 08:59 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
شبكة المرقاب الأدبية