كاذب ربيعه أحب إلي من صادق مضر

كاذب ربيعه أحب إلي من صادق مضر

قال هذه العبارة احد الأعراب في أليمامه الذين اتبعوا مسيلمة الكذاب ...... فحينما سمعوا أن النبي يوحى إليه وتنزل عليه آيات من القران ... وماتحويه تلك الآيات من قوه ... طلبوا من صاحبهم أن يأتيهم بوحي وسور مثل محمد فوافق على رأيهم .... واتى بخزعبلات لاداعي لإرادها أمثال الضفدع والفيل وغيرها .... فلم يستسيغوا ما أتى به وعلموا انه دجالا أثيم فقال الأعرابي قولته الشهيرة التي سوف يلقى جزائها يوم يأتون أمام الله فرداُ فردا ( كاذب ربيعه أحب إلي من صادق مضر ) أي أن مسيلمة كاذب ولكن نتبعه خيراً لنا من إتباع محمد الصادق وهنا تتجلى الجاهلية والعنصرية القبلية المقيتة . وترك الصواب وإتباع الباطل تحت ذالك الشعار .
وعندما تجلى فجر الإسلام انطفأت تلك العنصرية فأصبح المسلمين صف واحد متخذين بالأيه ( وجعلناكم شعوب وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله اتقاكم ) واخذوا بقول نبيهم ( لافضل لعربي على عجمي إلا بالتقوى ) فتوحدت الصفوف واستقر الحال وتلاشى النزاع . حتى أن البعض من ألصحابه لم يحفظ القران امثال الخليفة عمر ابن الخطاب ولكن كان التطبيق موجود بحثافيره لِم تنص عليه الشريعة .
فخرج لنا جيل فاد العرب واستفاد منه الغرب . والشواهد على ذالك لاتحصر في جميع العلوم دون استثناء .
فتطور العلم ابتدأ من عهد عمر ابن الخطاب مروراً بالعصر الأموي فالعباسي ومنتصف العصر العثماني .
فكانت الفتوحات والمخترعات وكان يهببهم الخصم وهم في جبهة واحده وكجسد واحد .

وفي منتصف العهد العثماني ظهرت العنصرية القبلية وأصبح مايعرف بالمناخات والأكوان بين القبائل المتجاورة أو التي تجاورت بسبب المراعي والمياه . ناهيك عن ضعف السلاطين العثمانيين وانغماسهم في ملذات الحياة .
فنتج عن ذالك التفكك في ألخلافه الإسلامية في داخل قصور الحكم بين الأسر الحاكمة فاحُتلت الديار النائية التي تبعد عن مقر السلطة . فكلما عصت منطقه تم التخلي عنها وأصبحت خارج نفوذ الحكم .
ومع مرور السنين تغلغل الاحتلال الانجليزي والإيطالي والفرنسي إلى الأقطار الإسلامية , دون استثناء , ولم يكن لهم رادع , فالأسرة الحاكمة تتناحر في مابينها والسكان يفتك بعضهم البعض .

ومع مرور العقود الحديث نفضت بعض الدول عنها براثن الاحتلال . ولكن ترك له تأثيراً عظيم في اللغة والعادات .
لم تسلم الأقطار العربية من الاحتلال إلى منطقة العارض واليمامة ليس خوفاً منها ولكن لايوجد بها مايجذب المحتل فهي صحارى قاحلة يتيه بها الركب .

مكن الله لهذه المنطقة بدعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب الذي ولد عام 1115هـ وتعلم بالحجاز وبدأ نشر الدعوة في الدرعية والعيينة وماجاورها من مناطق العارض . حتى اكتسحت شبه الجزيرة العربية ووصل الحكم السعودي في تلك الفترة إلى أراضي عمان حالياً ( مسقط ) وأراضي العراق ( كربلا ) . وأراضي اليمن ( ألحديده ) وبعض الأراضي الخليجية حالياً .
ولم يأتي بيت خلف هذال من فراغ الذي يقول فيه
العدى لاتشتبه في الخواطر والحدود
الحدود من ألحديده اليا أقصى كربلا

ولكن مع وجود الدعوة لم يؤثر في شعوب المنطقة شي فما زال التناحر قائماً على قدم وساق . وأصبحت الأناشيد تروى في مجالس البادية وينشد بها من أجاد عزف الربابة .
فتتلمذ النشء على مثل هذه الأحداث وأصبحت القبيلة المجاورة له هي العدو الذي لايغتفر خطئها . ولايقبل منها شيء .
فأصبح شيخ القبيلة المجاورة كبلفور في ذالك العهد الذي عاشوا به .
مرت الفترتين في الحكم السعودي الأول والثاني والوضع على ماهو عليه . نزاع لايقتصر وأناشيد يروي بها الركبان في كل مكان حلوا به .

بدأ توطين البادية في عام 1332هـ - ثم وحدة المملكة العربية السعودية في عام 1351هـ . ولكن مازال الوضع كما هو .

مرت فترات الحكم من الملك عبدالعزيز رحمه الله مروراً بأبنائه غفر الله لهم ولموتى المسلمين حتى عهدنا الحالي في ظل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله حفظه الله . وقد حاولت الأسرة الحاكمة بكل الوسائل على نبذ العنصرية وعدم إجحاف الآخرين حقوقهم التي فرضها الشرع لهم ولكن دون جدوى فالوضع جُد خطير .

فالمشكلة تكمن في مايدار في داخل المجالس القبلية التي تحرض على عدم التعايش مع الطرف الأخر . حتى وان جمعتهم الوظائف فعند وجود أي خلاف أو ربما من باب المزح الجاد تجد تلك النقاشات تأخذ الحيز الأكبر من المتجادلين .

فمجالس القبائل واخص بالذكر البادية من وقت اجتماعهم حتى خروج أخر شخص منهم والمواضيع في المشاكل وكيف تم استرجاع الأراضي المنهوبة وكيف تم الاعتداء وتم اخذ دم الشخص المقتول من القبيلة الفلانيه . وتجد أن أبناء المدرسة في الصفوف الدنيا وحتى العليا يستمعون إلى أمثال هؤلاء الرجال الذين هم يرونهم مثلهم الأعلى . فتجد الحقد يدب في نفس هذا الصغير دون مبرر ويحمل من الكراهية اشد مايحمله لإسرائيل .

كما أن صاحب العراك واللسان البذئ هو من يُمجد في داخل القبيلة وان كان ساقط العقل وساقط الدين .
أما من وصف برجاحة عقله ودينه فهو لاينظر له ولا يؤخذ برأيه فيقولون على سبيل المثال ( لاحول ابك اترك الأجودي هذاك ماغار من بيته للمسجد ) فأصبح منتقص عند أفراد القبيلة .
وأصبح الأخر يقال عنه ( ابعدي فلان هذاك زوحان الرياجيل مالهم وزعه معه ) فدائماً يؤخذ برأيه بل إن أول من يستشار في الأمور هو ذالك الشخص .

فوجد الأبناء لهم مدرسه تعليمية قوادها هؤلاء الرجال ويديرها شيخ القبيلة .
فالشيخ القبيلة يقول ( أنا عندي عيالنا يجوني ضاربين ونسد عنهم ولا مضروبين ) . فأصبحت أكثر مبيعاً في المحلات الأدوات الحادة كالسكاكين وغيرها . بل إن البعض يشتريها ثم يذهب بها ليقوم بِحدها . حتى تصبح جاهزة عند الإيعاز .

ونتيجة لذالك نتجت المنتديات القبلية والقنوات التي وجدت التربة الخصبة لتضاعف بها بذور العنصرية .

فخرج لنا أجيال اهتموا بالمعارك وحفظ ماقيل بها. وربما تجد هذا الراوي يحمل شهادة الابتدائية ليلاً . ولكن لم يستفد منه المجتمع مقدار أنمله ولم يستفد منه حتى أبناءه إلا المسير على خطاه المنحرفة .

في الجانب الأخر نجد الشعوب الغربية على مابها من كفر وعصيان إلا أنهم استفادوا من بعضهم البعض وأفادوا الشعوب الأخرى . فالتكنولوجيا والتطور وماتحمله العولمة أجادوا وأبدعوا بها . ونحن مازلنا في (لااحد يضربك - وش رديت عليهم - ليه يوم قال كذا ماقلت له كذا ) .

فحينما تحجب المواضيع السياسية في ألشبكه ألعنكبوتيه أليس الأولى أن تحجب المنتديات القبلية التي تجد نفس المعركة في منتدى ( أ ) ومنتدى ( ب ) جميعهم انتصروا فيها إذا من الذي هزم والغريب في الأمر أنها موثقه بالقصائد .

لماذا لايتم إيقاف البث عن القنوات التي تثير الطائفية في ( الشات ) أو حتى في القصائد الإيحائية . فتجد الشاعر قبل اعتلائه المنبر يقوم بعمل بروفات يقيس فيها قوت أبياته وحماسه ولا مانع من بعض ( المهايطه ) .

الم يقف البث عن قنوات عده بسبب تجاوزاتها ... مالذي يمنع من إيقاف مثل هذه .

لكم كل التقدير والإحترام
اخوكم
سنجار