![]() |
![]() |
![]() |
||
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|||||||||
|
||||||||||||
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
..: المرقاب العَام :.. مناسبات و اقتراحات الأعضاء - مواضيع منوّعة |
|
أدوات الموضوع | ابحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||||||
|
||||||||
القلوب صحاح - مشعل فالح الذيابي - شفق السريع
توطأه:
( كيف , هل , أين , متى , لماذا ) .. كل هذه و هناك غيرها هي أدوات استفهام كما نعلمها جميعاً.. و من بين هذه الأدوات هناك أداه تختلف عن أخواتها, حيث يقول بعض علماء اللغه كأصحاب العراق أن هذه الأداه لها عدة أبواب من حيث دخلت تجد لها مكاناً يليق بها و يختص بها.. هذه الأداه هي ( لماذا ) .. فهذه الأداه تكون بصورتها التي تأتي بها.. فإن كانت موجهه من المتكلم الى المخاطب عن أمر ٍ عام.. فهي أداة استفهام حالها حال بقية أخواتها.. كقولهم ( لماذا ذهب أحمد الى الطبيب ؟ ) و إن جاءت من المتكلم الى المخاطب عن أمر ٍ خاص فهي تأتي بمفهوم آخر و هو التأنيب أو التقريع.. كقولنا: ( لماذا طلقتَ زوجتك ؟ ).. و إن جاءت من المتكلم الى المتكلم ذاته فهي بمثابة جلد للذات.. كقوله: ( لماذا قمتُ بضربِ العامل ؟ ) أيضاً لها باب آخر تختلف به عن أخواتها.. فهي إن جاءت متبوعةً بـ/ لا الناهيه فإنها تكون من باب النصيحه أو رسم خارطة المستقبل.. كقولنا ( لماذا لا نصلي الفجر غداً جماعه ؟؟ ) هذه الخاصيه لا تكون الا مع أداة الإستفهام ( لماذا ) بشكل كبير و موسّع.. مع إمكانية تواجد هذه الخاصيه في حدود ضيقه مع بعض أدوات الإستفهام كـ/ كيف و متى و هل بحسب مواقعها و دلالاتها... مدخل: من خلال هذه الأبواب المتفرعه و المختلفه دعونا نتحول الى ( لماذا ) التي يطلقها المتكلم الى المتكلم ذاته.. او الى المجموعه التي ينتمي لها.. الشاعر المرقابي المعروف مشعل فالح الذيابي و هو شاعرٌ مفوّه و متمكن من أداوته الشعريه و صاحب موسوعه ثقافيه بارزه عرفناها و نعرفها عنه.. صدح قبل فتره بقصيده نالت استحسان الجميع.. و قد طُلِبَ مني تناولها بما أستطيعه و ما أملكه من قراءه نقديه حولها.. بالرغم من أنني حاولت عدم تناولها حتى لا أدخل في مجازفه خطيره أمام شاعر فحل لكنه القدر المقدّر.. إبحار: الشاعر مشعل فالح الذيابي.. استهل قصيدته بأداه استفهاميه هي شقيقة ( لماذا ) حيث بدأها بـ/ ( ليه ) .. و هذه الأداه اطلقها المتكلم فالح الى نفسه و لمجتمعه.. و الذي يمثله أنا و أنت و هو و هي و هذا و تيك.. ليه ما نشعر بقيمـة مـن نحبـه غير لا غاب ونحاه الوقت عنـا افتتح مشعل فالح الذيابي قصيدته ببيت أستطيع أن أصفه بأنه استثنائي في ناصية القصيد.. دخول مباشر الى قلب الحدث.. لم يرسم مقدمه و لم يمهّد لموضوعه.. فكانت بدايته بالإستفهام و الذي يراه غالبية النقاد بأنه اسلوب يعطي إشاره للقارئ بأن هناك امراً ما.. و هذا الأسلوب يشد كل حواس و عواطف القارئ للتواجد لحظةً بلحظه داخل النص.. فلا يغيب له عقل و لا يشرد له ذهن.. الشطر الأول احتوى على استفهام شديد الوقع.. اشبه ما يكون بجلد للذات.. لأنه جاء من المتكلم الى المتكلم .. ليكمل به الإبداع في الشطر الثاني و الذي حمل إجابةً لا تقل عنفاً و جلداً عن السؤال.. و بالدمج بين الإستفهام و الإجابه و كلاهما ( خـَبَري ) فإن محصلة الشطرين بالمزج الروحي نخلص الى نصيحه منغمسه في جلباب الأسف و الحزن .. و هو امتزاج عجيب و فريد من خلاله استطعنا ان نصل الى روح النص و فلسفته قبل إكمال أبياته.. و هذا التأنيب الواضح في هذا البيت تكتمل صورته و تبلغ مأساته ذروتها من خلال البيت الثاني.. عندما يقول: ليه جمر الصد في قربـه نشبـه وان رحل عنـا ندمنـا وانغبنـا هنا في هذا البيت هناك إجابه مدفونه و متعمّقه في روح المعنى .. فكأني بهذا البيت أجد إجابةً ضمنيه لما وراء الإستفهام في البيت الأول.. و الملفت للنظر أن السؤال و إجابته كلاهما يحمل أداة إستفهام و هذا ما يؤكد حقيقة الجلد للذات في لحظة تقديم نصح فريد.. تمازج غني بالمفاهيم اللغويه و البلاغيه.. ( ليه جمر الصد في قربه نشبه ) .. دعوني هنا انتقل الى فلسفه فيزيائيه أظن الشاعر قد نقلنا اليها بصوره و تركيبه مذهله بحسب ما أرى.. اولاً ( الصد ) عن القريب في المكان.. هو بسبب برودة المشاعر التي أسسها و بناها القرب المكاني بين الطرفين.. هذا البرود غير واضح في البيت.. لكنه موجود خلف جدران تركيبة البيت الفنيه.. و نستطيع ان نستوحي هذا البرود من جمر الصد.. اذاً هذا الجمر كان نتيجه حتميه لبرودة المشاعر.. و قمة الأسف و الحزن تأتي واضحه و متجليه و مكشوفه لا تحتاج الى بحث, و ذلك من خلال الشطر الثاني ( و ان رحل عنا ندمنا و انغبنا ).. هذه هي النتيجه الواقعيه و النتيجه المؤسفه لهذه الإستفهامات التي سلّطت سياط الندم و الحرقه و بشكل مسرف على أرواحنا.. و مع كل هذه التساؤلات و هذه الإجابات و هذا الأسى و هذا الندم و الأسف و الألم تتكون لدينا أبيات كأنها تحمل في طياتها نصيحه للمجتمع لكنها نصيحه بنتها اللغه و الروح لدى الشاعر.. نصيحه لم تكن مباشره و صريحه لكنها جاءت بتولّد من هذه التركيبه الإبداعيه التي انتهجها الشاعر.. الشاعر انتقل و بسلاسه عجيبه من مرحلة التساؤلات و الجلد للذات الى مساحات واسعه.. ليأخذنا الى مواطن إبداعيه متجدده.. عندما يتلاعب بالمشاعر و بالشعر ليخلق من خلالها كينونه حيّه و صارخه توضح معايشتنا للواقع .. فيقول: نحسب ان قلوبنا فالقـرب صبـة وان لمسها الشوق ذابت ثـم لنّـا و للمعلوميه فإن الشاعر هنا ذكي للغايه و منطقي بشكل أكبر.. القرب المكاني الذي تحدثنا عنه سابقاً اثبته الشاعر هنا ليعطينا درس مجاني و صادق و صريح.. ( نحسب ان ) هذه الجمله لوحدها هي جمله عاطفيه تحمل اقل درجات الرقه و التذلل العاطفي.. و هذا ما دعاني لأقول أنه ذكي.. فهو لم يستخدم الواقعيه في حين استخدم العاطفه الإنسانيه ( نحسب ان قلوبنا فالقرب صبه ) كنا نظن أن قلوبنا صلبه لا تحركها المشاعر العاطفيه و ذلك بسبب الغياب الذهني و العاطفي الذي أوجده القرب.. لأن العين تسرق العاطفه و تسرق القلب لتستحوذ على كل شئ دون القلب و دون العاطفه الإنسانيه.. و الدليل أنه بمجرد ما أن ( يلمس ) الشوق قلوبنا حتى تذوب و تليّن مشاعرنا و نعيش العاطفه و الحنين.. ما أروعك يا مشعل عندما قلت ( و ان لمسها الشوق ) و كأنك تقول أنه بمجرد ملامسة الشوق و ليس انغماسه بكُله و جُله للقلب بل الملامسه وحدها كفيله بأن تليّن القلوب القاسيه و تستثير العاطفه في دواخلنا.. و يسترسل الشاعر بفنه و لغته و ثقافته و مشاعره في خليط واحد لينتج بيتاً أراه أحد مفاخر هذا النص.. اسمعوا و تمعّنوا و اقرأوا مرتين و ثلاث و أربع هذا البيت: كـن بعـد احبابنـا عنـا منبـه للقصور اللي لحقهم قبل ...منـا هذا البيت لا يمكن أن أقرأه كما هو من خلال كتابتي.. هذا البيت يحتاج الى قراءه روحيه لمعايشته بصوره مبهره و حقيقيه.. هل تتذكرون ( المنبه ) و ساعة المنبه؟؟ هذه الساعه او هذا المنبه مصنوع من شئ اسمه ( البعد ) و هو صناعه شيطانيه يجلدنا بها كل لحظه و أخرى.. فعندما تدق أجراسه تذكرنا أخلائنا و أحبائنا لينبهنا بتقصيرنا معهم؟؟ لماذا لم يدق و هم عندنا؟؟ لأن العين امتلأت بهم.. و عندما رحلوا دقت منبهات الألم و الحسره و الندم و الأسف على ما أسرفنا في حقهم من التواصل العاطفي.. و التقارب الروحي.. و بعد ذلك نقلنا الشاعر الى صوره جداريه فاخره .. فهذا البيت القادم ليس شعراً؟؟ بل سحراً عجيبا.. اقرأوا: ملتهين وفاس (بعدين ) نحطب به الغصون الخضر في صحرا زمنا بعدين .. بعدين .. بعدين .. متلاحقين.. متلاحقين متلاحقين.. هذه ليست مجرّد كلمات.. بل هي فؤوس حقيقه.. هي فؤوس عندما نتحدث بالعاطفه و نتحدث بالمحبه .. هي فؤوس حطبنا بها أجمل لحظات العمر و أجمل لحظات التلاقي و العناق الروحي في هذه الصحراء الممتده من أعمارنا.. ذهبت ليالي و أيام خضراء من حياتنا دون أن نعي الوقت و في لحظات غيبوبه روحيه .. بعدين آلة قتل غادره.. جعلها الشاعر هنا آلة حطب تحطب الليالي الجميله من حياتنا.. الله الله يا فالح.. انت مدهش مثير ( ساحر ) و ( راقي ) .. ساحر الكلمه و راقي الفكر.. بأي شعر ٍ أتيت.. و من ( صحرا زمنا ) ينتقل الشاعر بنا الى الزمن ذاته.. هناك ترابط عجيب بين الأبيات.. لا يوجد فاصل لا في الفكره و لا في الصور و لا في المفردات.. سلسله ذهبيه متواصله تجعلنا نعيش النص بشكل انسيابي رهيب.. والزمن يمضي ويدفعنـا مهبـه لو تناسينـا الليالـي مـا نسنـا الزمن و الليالي كلها محسوبه من العمر حتى تصل بنا الى الموت.. هذه هي فكرة البيت كامله و بشكل مختصر لأنني احسست بالصداع من ترجمة كل جماليات هذا النص.. فكروا في البيت قليلاً .. و اقرأوه على مهل.. تخيلوا أن العمر عباره عن كينونه تسير و هناك شئ يدفع هذه الكينونه دون وعي منا.. و في لحظات من النسيان و الغيبوبه الروحيه و العاطفيه.. و مع ذلك فإن الزمن لا يرحم.. فلو نسينا نحن فإنه لا ينسى, و إن نسينا الحياه و الموت فإنها لا تنسى لحظات الوداع الأخير... و لو أننا كما يقول الشاعر هنا: لـو تنبهنـا وحسسنـا الاحبـة باهتمام وفي غلاهم مـا استهنـا ما تلوعنا وصـار البعـد سبـة للجروح وللعـذاب اللـي سكنـا ولا سمحنا للنـدم سمـه يصبـه في محانينـا ويبطـش ويتجنـى هنا أبيات مباشره لكنها مباشره الزاميه.. يجب أن ندرك كل شئ ببساطته و ندرك كل شئ على حقيقته.. و هذه الأبيات هي إمتداد لفكرة القصيده الداخله في روح النص و هي ( النصيحه ) كما أشرت اليها في مقدمة الماده.. هنا كانت زبدة النص .. و استطاع الشاعر ان يخرج من الصوره الى المباشره لكنها كانت مباشره تحمل فكر و ثقافه و ترابط روحي بين أبياتها الثلاثه.. مع التأكيد بأن البيت الثالث في المجموعه أعلاه جعل الشاعر هذا الندم و هذا الأسى و هذا الأسف كالثعبان الذي تلوّى على فريسته و دفق فيها سمه من خبثه و بطشه و حناقته.. فهو لم يتجرد من الصوره في الشعر و لم يبتعد كثيراً عن البرواز العام للنص و الذي يخضع تحت أحكام الصنعه الشعريه الفذه المتفرده.. وضع بعدها شاعرنا ميزان العدل العاطفي و ميزان العدل الروحي و ميزان العدل الأخلاقي.. ليقول لنا : وصارت اوضاع المشاعر مستتبة فالفراق وفالوصـال ليـا تسنـى فتفعيل المحبه و تفعيل العاطفه يجعل مشاعرنا تعيش ازهى مراحلها سواء عند الفراق او حتى عند الوصال.. و كأنه يقول .. علينا موازنة المحبه و موازنة الشوق بين الطرف و الآخر سواء كان خليلاً او خلاًّ.. سواء كان أخاً او ابن عم .. سواء كان زميلاً او جاراً.. يجب ان نتعايش معه في تواجده و في غيابه بنفس الدرجه من الشوق و من الحب و من العاطفه و من الإبتسامه و من الغلا.. خاتمه مسكيه لا يمكن التنازل عن جماليتها إطلاقاً.. شاعر فذ.. قدّم لنا درساً و قدم لنا نصيحه إنسانيه أخلاقيه رفيعه.. رسم خيوطها العريضه بالألم و الندم و الحزن و الجلد العنيف لأرواحنا الشيطانيه التي تتعارض مع الفطره الإنسانيه السويّه ليقدم لنا درساً روحياً انسانياً يشتمل على المحبه و السلام و الإبتسامه و الرقي العاطي و الرقي الروحي... استخدم خلالها فلسفته الفكريه و مخزونه الثقافي و شاعريته الواسعه النديه.. إنه المبدع بحق مشعل فالح الذيابي.. أتمنى رغم تقصيري و قلة حيلتي أن أكون قد قدمت ما يشفع لي أمام هذا النص الفاخر المرصّع بنمارق الكلم و الفن البلاغي و الإبداع الشعري.. شفق السريّع ![]()
,
استغفر الله واتوب اليه ,,
آخر تعديل نادر العنزي يوم
03-04-2012 في 02:17 PM.
|
العلامات المرجعية |
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
تعازينا لـ عبدالرزاق الذيابي وإخوانه في فقيدنا الغالي . | ناصر تراحيب | ..: الأرشيف :.. | 38 | 23-09-2011 01:46 AM |
شاعر المحاورة فالح الغنامي يحصل على شهادة البكالوريوس | ضيف الله الغنامي | ..: المرقاب لـِ أهمّ وآخِرَ الأحْداث :.. | 11 | 19-02-2010 02:07 AM |
!! .. بالنيابه عن ( فالح الهاجري ) .. !! | فهد بن عبدان | ..: مرقاب المَواهِب :.. | 24 | 27-09-2009 11:52 PM |
ثلاثة احرف تهز القلوب | ضيف الله الغنامي | ..: مرقاب القُدس و الأدب الإسلامِي :.. | 26 | 06-10-2008 11:04 AM |
أمير القلوب | مناحي الفرزه | ..: مرقاب المَواهِب :.. | 20 | 11-05-2008 02:46 PM |
![]() |
![]() |