الرئيسيةالمنتدياتالجوالالبطاقات المرئياتسجل الزوار الصوتياتالصورراسلناالديوانالاخبارالاعلانات  
 


مواضيعنا          دره ومرجانه (اخر مشاركة : محمد مرزوق السميري - عددالردود : 0 - عددالزوار : 438 )           »          عشنا وشفنا (اخر مشاركة : محمد مرزوق السميري - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1900 )           »          تـغ ـــريـدات حــــرّه ! (اخر مشاركة : عبدربه - عددالردود : 38 - عددالزوار : 15640 )           »          +*,, على جدار الذكريات ,,*+ (اخر مشاركة : عبدربه - عددالردود : 125 - عددالزوار : 47996 )           »          قائمة رشيد ذعار ..! (اخر مشاركة : عبدربه - عددالردود : 18 - عددالزوار : 3518 )           »          سهود ومهود (اخر مشاركة : محمد مرزوق السميري - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2537 )           »          دنيا الفنا (اخر مشاركة : محمد مرزوق السميري - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2597 )           »          فنجال المواجع (اخر مشاركة : محمد مرزوق السميري - عددالردود : 2 - عددالزوار : 4071 )           »          وينكم يا أهل المرقاب (اخر مشاركة : محمد مشوط - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4280 )           »          حزن وافراح (اخر مشاركة : محمد مرزوق السميري - عددالردود : 5 - عددالزوار : 7185 )           »         
 
العودة   منتديات المرقاب الأدبية > منتديات المرقاب الأدبية > ..: المرقاب للأدبِ والثّقَافَةِ :..

..: المرقاب للأدبِ والثّقَافَةِ :.. الشعر الحر - النقد البنّاء - دراسات أدبيّة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع ابحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 30-10-2006, 09:44 PM
عواض شاهر العصيمي
(*( عضو )*)
عواض شاهر العصيمي غير متصل
لوني المفضل sienna
 رقم العضوية : 712
 تاريخ التسجيل : Apr 2003
 فترة الأقامة : 8207 يوم
 أخر زيارة : 21-11-2007 (03:59 PM)
 المشاركات : 27 [ + ]
 زيارات الملف الشخصي : 2163
بيانات اضافيه [ + ]
شعر الصحراء، وفرض الأمر الواقع .. قراءة من الداخل.



.
.
.
.


إلى الآن، منذ منتصف الثمانينيات تقريباً، ما يزال تعاملنا مع الشعر العامي، ومن واقع ما نقرأ ونشاهد، مبنياً حسب تصوري على ركيزتين. الأولى، وجدانيةٌ تُجِلُ الموروثَ الشعريَ وتستدعيه عبر الشعر العمودي، لتأكيد النزوع العاطفي، والانتماء الثقافي إلى الماضي، والثانية ترسيخيةٌ تقوم على تقديم هذا الشعر كمظهر أدبي يعكس صوت العامة، ومكانة النخبة.

- الركيزة الوجدانية:

تنفتح علاقةُ كثيرٍ منا بالشعر القديم بوصفه ( هوية ) على آفاق أكثر تعقيداً من علاقتهم المباشرة بالشعر نفسه كنص فني محض. إن علاقتهم المباشرة بهذا الشعر، يفترض ألا تربطهم بتأكيدات محددة تتحدث عن الشعر القديم كموضوع هوية كلية تمثل إنسان المنطقة. كما يفترض ألا تتورط علاقتهم بهذا الشعر، في الإيمان بـ ( حقيقة ) تعبيره تعبيراً دقيقاً عن المجتمع الخليجي وذاكرته الثقافية والتاريخية منذ القدم.

إننا إذا نظرنا إلى هذا الشعر من هاتين الزاويتين، زاوية الهوية الكلية وزاوية التعبير الحق، ثم داخلنا من هذا النظر إيمان غير قابل للاختلاف بقدرة الشعر العامي عموماً، وشعر تلك الحقب خصوصاً، على استيعاب الإنسان هوية وتعبيراً، فإننا بهذا الإيمان كمن يرفع الشعر إلى مستوى آيديولوجي يضعه في رتبة المقدس. أي كأننا خلقنا من هذا الكائن التعبيري، ما يمكن استغلاله في نحت مرجعياتٍ علويةٍ في الشعر والثقافة والاجتماع والسياسة من شأنها أن تقود المجتمع إلى بداوة حضارية تعيش في هامش العصر، وتمارس ارتحالاتها خارج التحولات الإنسانية الحديثة بالطريقة نفسها التي مارستها قديما.

لذلك، أقول يفترض ألا تربط علاقتنا بالشعر العامي أية تعريفات من هذا النوع. ينبغي أن نتعامل مع الشعر القديم بعيداً عن العاطفة بكلام أدق. بعيداً عن تمثله وجدانياً كلما آن لنا أن نعود إلى الماضي باعتباره، حسب تصورنا العاطفي، إطاراً زمنياً مثل فيه الأجداد خلاصة التجربة الإنسانية الممكنة التي تحكي الطهر، والنقاء، وخصال الرجولة الكاملة وما إلى ذلك من تذكرات نوستالجية. لا أقول أن اقتراف هذا الحنين خطأ، ولكن ما هو خطأ في نظري هو البناء على أحكامنا المنبثقة من معطيات نصوص قديمة في التنديد بالآني، أو في إسبال قدر من المشروعية على ما نكتبه من أعمال تنتمي فنياً إلى نصوص تلك الحقب، وتلتقي معها في موضوعاتها، وترفض ما سواها من ممارسات كتابية بحكم أنها مختلفة عن الأصل.

كمثال، أشير إلى ما يكتبه المئات من الشباب اليوم على منوال ما قيل من مسافة قرن أو قرنين، حيث ما تزال القصيدة تطرح كمعطى فني غير قابل للتجدد. والمفارقة، أن معظم الذين يكتبون هذه القصيدة هم من الشباب المتعلمين، وإن كان تعلم معظمهم تعلماً ألفبائياً، إلا أن المتوقع رغم هذا المستوى البسيط من التعلم أن تطرأ على القصيدة تغيرات ولو طفيفة تمس البنية الذهنية التي أسستها. لماذا لحد الآن، لم تُختَرَق هذه البنية الذهنية من قبل أعداد كبيرة من الشبان رغم أنها فئة متعلمة، ولديها قدرة أكثر من غيرها على إمكانية التعبير عن الذات؟ الجواب، لأن أحد الأسباب يعود إلى ولادة هؤلاء الشبان في حضن ثقافة تراثية تتعاطف ومنتجات النص القديم ،، ( 1 ) من جهة تعاطفها الطبيعي مع المكان، ( 2 ) ومن جهة تعاطفها الفطري مع التراث الشفوي المحلي، ( 3 ) ومن جهة انتمائها القبائلي وما يمثله هذا الانتماء من ناحية ارتباطه بالذاكرة، ( 4 ) وأخيراً من جهة اعتبار الشعر الشفاهي القديم تأكيداً على أصالتها القبلية، وهو اليوم بالنسبة إليها دليل انتماء ثقافي تقيم له المناسبات ويثير فيها عاطفة الابن تجاه أسلافه.

في كتابه ( مدخل إلى الشعر الشفاهي )، يتحدث الكاتب بول زومتور عن عدة انواع من الشفاهات، منها الشفاهة الخالصة أو منقطعة الصلة بالكتابة، وهذا النوع وجد في الماضي، ويوجد في الحاضر لدى بعض التجمعات البشرية القليلة التي أحكمت على نفسها العزلة حتى صار إنسانها ( يختزن بداخله تجربته عن التاريخ دون أن يحولها لمفاهيم، ويتصور الزمن طبقاً لبنى دائرية، والمكان كبعد للترحل، وتحكم المعايير الجماعية تصرفاته بصورة حاسمة - ص 31 ). ثم تأتي الشفاهة التي تتعايش مع الكتابة، ( وحسب صيغة هذا التعايش، يمكن لهذه الشفاهة أن تعمل بطريقتين: إما بوصفها شفاهة مشتركة، عندما يظل تأثير المكتوب فيها خارجياً وجزئياً ومتأخراً، وإما بوصفها شفاهة ثانوية تركب ويعاد تركيبها انطلاقاً من الكتابة- ص 32 ).

ونحن إذا ما نظرنا بتأن إلى أي الشفاهات تعمل في ممارسات كثيرٍ منا تجاه الشعر والثقافة، نجد أن الشفاهة الثانية، هي الأقرب لواقع الحال. شفاهة يعاد تركيبها بالكتابة. يعاد تمثلها في قصيدة عامية يكتبها شاب متعلم. نعم، هو يصوغها بمفردات شائعة التداول حالياً، ولكنه يحكمُ تركيبَها الفنيَ بذهنيةِ مؤسِّسِِها القديم. هذا الاستدعاء المتتالي للشفاهة المتعايشة مع الكتابة، إنما يصور في أحد وجوهه مقدار قوتها في التأثير على وجدان وعاطفة الواقع تحت سلطتها، ولذلك يتبين كم هو صعب ومجهد أن نقنعه بالتخلص منها؟

إن أول ما سيقوله لك حال طرح الفكرة عليه، هو استحالة تركه مآثر السلف الشعري. بمعنى أن السلف بما أنه سلالة قائمة في الواقع، ولها امتداد في الماضي، هذا السلف إن هو إلا موجد الهوية الكلية من خلال ما أسس من موروث شعري. هذا يفضي بطبيعة الحال إلى تصور واحد هو أن السلف يعني شعره. إذاً، الشعر هو الهوية. وهذا غير صحيح، حيث أن الهوية الكلية لأي شعب، هي مجموع الآثار والعلامات والشواهد المنتشرة في طول خصائص الوجود الإنساني لذلك الشعب وعرضها. هناك الديانات، الحكايات، الأساطير، الأغاني، الآثار الفنية، وغيرها من المنجزات والرموز والعلامات التي تختزن سجله الحضاري. إذاً، ليس الشعر وحده يقع عليه من دون الجميع استيعاب هذا السجل بكامله.

الغريب أننا في تعاملنا مع موروث المنطقة، لا نحرك إلا جزئية الشعر العامي بشكله المطروح حالياً، فيما أنماط أخرى من الشعر المحلي الأكثر التصاقاً بفئات خليجية لها تاريخها وعراقتها كسكان السواحل مثلاً، لا نكاد نهتم بها.

هذا يشير إلى ماذا يا ترى؟
إنه، حسب ما أعتقد، يشير إلى هيمنة ثقافة البادية في هذا الجانب على ثقافة المدينة. إلى غلبة العنصر الأكثر حضوراً في حياة البدو، عنصر الترحال، على عنصر التوطن والحياة المدنية. نعم، ساهمت الأشكال الإدارية التي اشتغلت في الجانب الإعلامي/الثقافي، ساهمت في دعم وإعلاء صوت الشعر العامي بصيغته الحالية، واجتهدت في تكريسه على مدى عقود عديدة، وهذا له أسباب أخرى مهمة قد أتطرق إليها لاحقاً، ولكن الذي ساهم بدور أكبر في هذا الطرح هو كون الأغلبية تنتمي عاطفياً ووجدانياً، نتيجة لانتمائها الثقافي الغالب، إلى ذاكرة صحراوية ذات عمق تاريخي بعيد، وذات هيمنة ديموغرافية تكاد تكون على المنطقة بكاملها.

ولو أن حس الترحال المتمكن في هذه الأغلبية، أوحى إليها بحساسية فنية جديدة تعتمد التجريب وخلق الأشكال الشعرية، باعتبارها ترحالات على مستوى الوعي والنضج الفني، لربما سكنت حدة هذا العدو الخفي للفن، ولكن ذلك لم يحدث، بل حدث اتساع هائل في مساحة هذا الشعر المترحل، حد أنه لم يكتف بالصحافة الورقية، بل تعداها إلى الانترنت والقنوات الفضائية حتى أصبح له مواقع اليكترونية عديدة، وقنوات تلفزة خاصة.

إنها ترحالات أفقية بحتة، إن على مستوى التنقل المكاني ( مقروء، مسموع، افتراضي، مرئي ) ، أو على مستوى إحداث البرامج ( بيت القصيد، دانات، شاعر المليون )، أو إقامة المناسبات الخاصة والعامة تحت عنوان ( أمسيات شعرية ). وهو من جهة أخرى ترحال أفقي على مستوى القالب حيث تمتد في أفق النشر والبث، ومن كل الجهات تقريباً، أرض الشكل التناظري، وفي معظم الأحوال، يتفاقم هذا الامتداد من خلال بحور معينة كالمسحوب في المديح والغزل، والتأمل والرثاء في الهلالي.


- الركيزة الترسيخية:

لقد انتهى أو يكاد عصر الشعراء المخضرمين الكبار في الشعر العامي الخليجي، ومن يحيا منهم اليوم، تكر عليه النهارات منكفئاً على نفسه، متوارياً عن الواجهة، ليس عن رغبة منه، وإنما تحولت إلى مكان آخر دائرةُ الاهتمام الإعلامي، مدفوعة برؤية مختلفة في ظروف مختلفة، جعلت تركيزها مقتصراً على أعداد كبيرة من الشعراء والنظامين الشباب من جهة، وعلى مجموعة من أبناء الأسر الحاكمة من جهة أخرى. هاتان الفئتان هما المسيطرتان على كل المشهد الحالي، ولكن مع اختلاف كبير في درجة السيطرة بطبيعة الحال، إذ تكمن سيطرة الفئة الأولى في الكثرة العددية وغزارة الإنتاج، بينما تتجلى سيطرة الفئة الثانية في النفوذ الاجتماعي والوفر المادي.

تبعاً لذلك، كان لابد من تشكيل جديد للمشهد، لا يقوم على أدبيات صحافة أوائل الثمانينيات التي كانت نوعاً ما تبحث في أوساط المواطنين العاديين، عن الشعراء ذوي التجارب الكبيرة، وتشركهم في رفد شعر تلك المرحلة بنصوص تعكس في وقتها وزمنها سقفاً شعرياً لافتا، ولم يك حينها ثمة انقطاع جيلي كبير، كما الآن، بين جيل المسنين وأجيال الشباب، بل كانت هناك مجالس مكونة من أجيال عمرية متفاوتة تجتمع من أجل الشعر، والحكاية، واللغز، والطرفة، وعادة ما تجتمع في ضيافة أحد الشعراء الكبار سناً وتجربة شعرية.

هذا النوع من التناغم الجيلي والانفتاح الثقافي، توقف أو يكاد منذ أن طرأ على المجتمع الشعري الخليجي توجه جديد يديره رأس المال، وتسعى في ركابه تقنية حديثة في وسائل النشر والاستقطاب والإعلان، إلى أن وصلت اليوم إلى درجة التأثير المباشر على دائرة جماهيرية أوسع لم تصل إليها الفئات الشعرية القديمة. عليه، كان لابد من تشكيل مشهد شعري يقوم على فلسفة إعلامية تلتقي أهدافها في خدمة رأس المال من ناحية، ومن ناحية أخرى في عدم الاكتفاء بشعراء ونظامين ينتمون إلى طبقات كادحة ومتوسطة في المجتمع الخليجي، بل ذهبت تبحث عن شعر النخب الاجتماعية لتأكيد ما تراه نبوغات شعرية هناك، وذلك من أجل أن يفيض الإناء الشعري من أعلاه، كما يقال، وليس من ثقوب مستحدثة في أسفله. فكان أن وجدت بغيتها في مجموعة أسماء من أبناء الأسر الحاكمة أولتها كامل الاهتمام الإعلامي، وفتحت لها المساحات الكبيرة المخرجة إخراجاً مميزاً، بحيث يستحيل أن يكون لغير أمير أو شيخ.

هذا الاحتفاء هو، بطبيعة الحال، شأن خاص تقوم به الجهات العاملة على الشعر العامي في حق أولئك، ولديها وحدها ما ترى من وسائل وطرق لكسب عيشها وتعزيز علاقاتها بمن تشاء، ولا أشك في أن بعضاً من شعراء تلك الطبقة الاجتماعية يستحق الاهتمام والاحتفاء لأنهم شعراء جياد، ولكن هناك ملاحظة لافتة ومهمة إزاء ما يجري من تكثيف لزخم الحضور الشعري لهؤلاء تحديدا.

إنها ملاحظة تتعلق بسيادة نص على آخر، وغلبة فن على فن آخر. فمع وجود شعراء من الأسر الحاكمة، يكتبون نصوصهم على منوال ما هو من ناحية شكلية لا يختلف عن الشعر العامي السائد، ولا حتى من ناحية التناولات الموضوعية، وفي ظل ما لهؤلاء الشعراء من حضور اجتماعي مشهود، وتأثير مدرك على الفئات الاجتماعية الأدنى، سواءً على صعيد الاحترام التقليدي لهذه الأسر، أو على صعيد الإعجاب الشخصي البحت، في ضوء ذلك، أمكن للشعر العامي العمودي أن يسود على بقية الأشكال الشعرية في المنطقة.

من هنا، يمكن القول أن الشعر العامي المتداول حالياً على نطاق إعلامي واسع، هو شكل شعري لم تفرضه على سواه من الفنون الشعرية الأخرى، ذائقةُ الصحراء، ومفهوم ثقافة الترحال فحسب، وإنما هو أيضاً شكل شعري أشاعته ووسعت حضوره الطبقة الاجتماعية ذات السلطة الأعلى في المنطقة، زد على ذلك أن هذه الطبقة نفسها هي بالأصل تنتمي قبلياً إلى صحراء شبه الجزيرة العربية، وإن أمضت أجيال عديدة منها حياتها السياسية والإدارية في المدن.

لقد شاعت في البدء، القافية العمودية منذ عقود في الحناجر الفنية السعودية، محمد عبده، طلال مداح، كمثال، وذلك جنباً إلى جنب شيوعها في الصحافة المقروءة والمذياع آنذاك، ثم لما بدأت التقنية الإعلامية الحديثة تتوغل أكثر في مساحات النشر والبث الفضائي المحلية، تعاظمت مكانتها واتسع انتشارها ليشمل عدداً ملحوظاً من الحناجر الفنية الخليجية من الجنسين، في مشهد غنائي/شعري عالي الزخم يكتب الأمير الشاعر أو الشيخ الشاعر كلماته، ويؤديه غناءً الفنان أو الفنانة.إضافة إلى ذلك، دأبت الصحافة المهتمة بالأدب الشعبي على الاكتفاء بالنموذج المطروح مراعاة لذائقة الأغلبية بفئتيها، الكم الشبابي والنخبة، ما جعل الأمر وكأنه تصويت غير معلن يقضي ليس برفع سقف الطلب على هذا النموذج فحسب، وإنما يقضي كذلك بتشجيع كتابته ونظمه في مناطق قرائية لديها نماذجها الشعرية المغايرة، وقد نجحت في ذلك إلى حدٍ ما.

والمتابعون للتقدم الذي أحرزه، خلال السنوات الماضية، وما يزال يحرزه هذا النموذج في كثير من المناطق التي كانت بعيدة عن مركزه، يلاحظون أن بحر المسحوب، على سبيل المثال، قد وصل إلى قرى بعيدة جداً عن المركز، وباللهجة النجدية، فيما تمتلك تلك القرى كماً خصباً من الأغاني والأنماط الشعرية التي تتميز بها، وتؤديها بلهجتها. هذا الاستحواذ الفني، أوجد مع مرور الوقت مبررات سيادته من شيئين، قوة زخمه الشعري والإعلامي، وغياب الندية من جانب فنون القول الشعري الأخرى.

وكما سنعرف بعد فرز النتائج النهائية، أن ما يسمونه الآن ( شاعر المليون )، ستكون القصيدة التي أهلته للمركز الأول، قصيدة من هذا النموذج المذكور. ومن يشك في صحة هذا التوقع، فما عليه سوى أن يعيد قراءة المقال، و إذا لم يقتنع فموعدنا لن يكون بعيداً من هذا اليوم، وسنعرف حينها هل فازت القصيدة العامية المتداولة الآن في مساحات ورقية وافتراضية ومرئية كبيرة جدا؟ أم أن مفاجأة كبيرة حقاً تنتظرنا، ستقلب كافة التوقعات، وتعلن عن فائزٍ قال قصيدته باللون الزهيري أو بالكسرة، أو بـ ( شيلة ) بحرية محدثة، أو بلون آخر هو الآن في عالم النسيان.

عن ماذا يكشف هذا التكريس الطاغي لهذا النوع من الشعر العامي، وإهمال أو عدم الاهتمام بغيره من الفنون الشعرية الأخرى الموجودة في المنطقة؟

سؤال مهم، في نظري، وتحتاج الإجابة عليه دراسات عديدة تبحث هذه الإشكالية من البداية وتحلل مكوناتها الظاهرة والباطنة للوصول إلى استنتاجات صحيحة ومقبولة. لكني فقط، أتساءل هل إبراز القصيدة العامية العمودية على حساب ألوان شعرية أخر، يعكس ما يدل على أحادية رؤيتنا تجاه ثقافة المنطقة، وعدم تحمسنا لتقبل فكرة تعايش الفنون والثقافات والآراء المختلفة في محيطنا الثقافي وغير الثقافي؟ هل ما زلنا في داخلنا نعيش ضمن وعي البدو الرحل رغم تبدل نمط عيشنا وسكننا، حتى أدى بنا ذلك إلى اتخاذ هذا الوعي معياراً ثابتاً في التفريق بين ما هو شعر وما هو غير ذلك؟ أين يكمن الخلل يا ترى؟




رد مع اقتباس
قديم 31-10-2006, 01:50 PM   #2
قهر يزيد
(*( عضوة)*)


الصورة الرمزية قهر يزيد
قهر يزيد غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 548
 تاريخ التسجيل :  Dec 2002
 أخر زيارة : 15-10-2011 (10:42 PM)
 المشاركات : 3,598 [ + ]
 الإقامة : فوق هام السحب
 زيارات الملف الشخصي : 38418
لوني المفضل : plum


حضور أول لتحية هطول الربيع ..

ناقدنا الفارق عودا حميدا

وكل عام وسموك بخير


 
 توقيع : قهر يزيد



رد مع اقتباس
قديم 01-11-2006, 04:51 AM   #3
مستور الذويبي
مستشار إداري


الصورة الرمزية مستور الذويبي
مستور الذويبي غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 485
 تاريخ التسجيل :  Oct 2002
 أخر زيارة : 30-08-2025 (05:32 PM)
 المشاركات : 5,807 [ + ]
 الإقامة : قلوب أحبابي .. !
 زيارات الملف الشخصي : 13991
 الدولهـ
Saudi Arabia
لوني المفضل : limegreen


أبوشاهر ..

عاد عيدك أستاذي الفاضل ..

مروري للسلام ..

ولي عوده لقراءة متأنيه لهذا الموضوع الثري بكل مافيه ..

تقبل فائق تقديري ..واحترامي ..

أبوشاهر


 
 توقيع : مستور الذويبي

عشرين عام ..وماتغيّر ولاشي!
نفس الرسوم اللي على باب دارهـ
حتى شبابيكـ التلاقي كما هي!
النقش ..وألوان الحشب ..والستارهـ
معقول ياقلبي قديم الهوى حي!
بشّر ..وأخذ مني كبير البشارهـ









رد مع اقتباس
قديم 01-11-2006, 09:36 AM   #4
حسين بن سوده
(*( عضو )*)


الصورة الرمزية حسين بن سوده
حسين بن سوده غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1437
 تاريخ التسجيل :  Oct 2006
 العمر : 45
 أخر زيارة : 04-08-2011 (12:13 AM)
 المشاركات : 766 [ + ]
 زيارات الملف الشخصي : 5199
لوني المفضل : sienna


موضوع هام


وجهد تشكر عليه


حضرت لأحييك


ولي عوده لقراءه بهدؤ



اخوك


 
 توقيع : حسين بن سوده

أن شفتني ياخوك لاعب دوري=بأحد نوادي العالم المشهوره
أنا عشان أكسب رضا جمهوري=ولا ترى مالي ومال الكوره




هنا:- موقعي- الشخصي
bin_sudah@hotmail.com



رد مع اقتباس
قديم 01-11-2006, 10:37 AM   #5
فالح الهاجري
(*( عضو )*)


الصورة الرمزية فالح الهاجري
فالح الهاجري غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1137
 تاريخ التسجيل :  Dec 2004
 أخر زيارة : 28-04-2014 (10:38 AM)
 المشاركات : 3,764 [ + ]
 زيارات الملف الشخصي : 17065
لوني المفضل : sienna


الغالي

عوّاض شاهر العصيمي


مرحبا بك وأهلا وسهلا ..

بودّي أن أضيف سؤالا لما سبقه من أسئلة :

من الذي يقود الآخر .. هل يقود الإعلام الجماهير ويؤثر فيها .. أم أن الجماهير هي التي
تفرض ما تريد على الإعلام ليتكيّف مع رغباتها ؟؟ ..


موضوعك قيّم .. بلا شك ولا أجد تعقيبا عليه أكثر مما ذكرت .


ألف شكر لك على ما تفضلت به من طرح .


دمت بألف خير .


 
 توقيع : فالح الهاجري

twitter falihalhajri

آخر تعديل بواسطة فالح الهاجري ، 04-11-2006 الساعة 08:33 PM

رد مع اقتباس
قديم 01-11-2006, 11:56 AM   #6
ناصر تراحيب
الإدارة


الصورة الرمزية ناصر تراحيب
ناصر تراحيب غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 99
 تاريخ التسجيل :  May 2002
 أخر زيارة : 12-08-2025 (11:26 PM)
 المشاركات : 16,775 [ + ]
 الإقامة : ..
 زيارات الملف الشخصي : 85010
 الدولهـ
Saudi Arabia
لوني المفضل : Palevioletred


طرح رائع / مثري .. إلى ابعد الحدووود

( عواض شاهر العصيمي )
..إسم كبير حضوره رائع دائماً ..


شعرنا الشعبي
شعبي .. لابد أن يكون بهذا الشكل حتى يتغير مجتمع أغلبية الشعب
المفردات تطورت والصور كذلك ..
الإطار العام لن يتغير - وجهة نظر خاصة - سيكون التغير في ماهو داخل هذا الإطار
وبذلك .. سيبقى الشعر كما عرفناه من الأسلاف

الآن .. يوجد لدينا ( نوعين من الشعر الشعبي )
النوع الأول .. الشعر التقليدي .. بمفرداته القوية وتركيبته المترابطه وصوره الواضحه
الشعر الذي يكتبه كبار الشعراء حالياً وهم إمتداد للأجيال التي قبلهم
النوع الثاني .. الشعر الحداثي .. بمفرداته الجديده .. وصوره الخياليه .. وغموضه الكبير
الشعر الذي يكتبه حالياً .. أغلب الشباب

هذان النوعان من الشعر .. لن تجد متلقياً واحداً يستمتع بهما معاً
أعتقد أن الثاني سينقرض لإنه اكثر تعقيداً

!
!

ابو شاهر

إستمتع كثيراً وإستفدت اكثر من طرحك الرائع
دمت بهذا الحضور ولك كل التقدير


 
 توقيع : ناصر تراحيب





رد مع اقتباس
قديم 02-11-2006, 04:37 PM   #7
طايل الذويبي
(*( عضو )*)


الصورة الرمزية طايل الذويبي
طايل الذويبي غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 953
 تاريخ التسجيل :  Feb 2004
 أخر زيارة : 22-07-2010 (02:45 PM)
 المشاركات : 3,116 [ + ]
 زيارات الملف الشخصي : 9340
لوني المفضل : sienna


اولا الله يحييك يا ابن العم
ثانيا موضوع يستحق المتابعه


 
 توقيع : طايل الذويبي

يا الله يامروي الفياض المعاطيش=مروي ضماها من صدوق المناشي
من وابلٍ تسري بروقه مراهيش= وبلٍ على نبته تزين التماشي
ياعالم الأجال والخاتمه ويش= ياكافل أرزاق البشر والمواشي
تجعل لنا توبه بعد حالة الطيش =قبل الممات وحزة الإرتعاشي




رد مع اقتباس
قديم 03-11-2006, 07:43 AM   #8
مطلق المطيري
(*( عضو )*)


الصورة الرمزية مطلق المطيري
مطلق المطيري غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1178
 تاريخ التسجيل :  Apr 2005
 أخر زيارة : 04-12-2013 (12:47 PM)
 المشاركات : 3,442 [ + ]
 زيارات الملف الشخصي : 9704
لوني المفضل : sienna


كل عام وانت بخير


ابو ياسر


وعوده للمرقاب ولنا
وعقل فذ وثري يتلقف الذائقة اينما يحل

مرحبا ابو ياسر

امتعتنا بلاشك


 
 توقيع : مطلق المطيري


يامديرهم كلهم ومديرنا معهم"=" يرضيك هذا التلاعب في دراهمنا

ان كان تقدر تليمهم وتجمعهم"=" يفهمونك وبعدين انت فهمنا

بريدي لكي تروني:

mottlek@hotmail.com


رد مع اقتباس
قديم 03-11-2006, 02:31 PM   #9
عواض شاهر العصيمي
(*( عضو )*)


الصورة الرمزية عواض شاهر العصيمي
عواض شاهر العصيمي غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 712
 تاريخ التسجيل :  Apr 2003
 أخر زيارة : 21-11-2007 (03:59 PM)
 المشاركات : 27 [ + ]
 زيارات الملف الشخصي : 2163
لوني المفضل : sienna
أشكركم بأجمل ما في اللغة من كلمات للشكر



.
.
.
.

الأخت الكريمة : قهر يزيد
أشكرك على كلماتك الطيبة.

الأخوان الأعزاء:
مستور الذويبي
حسين بن سوده
فالح الهاجري
ناصر تراحيب
طارق الذويبي
مطلق المطيري

لكم أجمل ما في اللغة من كلمات تعبر عن الشكر، وطابت أوقاتكم، وقرائحكم الشعرية، بكل إبداع ومتعة.
أحببت فقط أن أبدي وجهة نظري إزاء ما يطرح الآن من فن شعري جميعكم لاحظتم تسيده الساحة منذ وقت طويل من دون تغير يذكر لصالح تطويره من جهة، ومن جهة أخرى لصالح ما يتمتع به موروث الخليج من تنوع وتعدد شعري بعضه ما زال قائماً لكنه مهمل ومركون جانبا.

تحيتي لكم


 

رد مع اقتباس
قديم 03-11-2006, 08:04 PM   #10
ضاوي العصيمي
(*( عضو )*)


الصورة الرمزية ضاوي العصيمي
ضاوي العصيمي غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 80
 تاريخ التسجيل :  May 2002
 أخر زيارة : 05-09-2019 (10:27 AM)
 المشاركات : 2,513 [ + ]
 زيارات الملف الشخصي : 16498
لوني المفضل : sienna


الناقد والشاعر والاديب الاستاذ عواض بن شاهرالعصيمي
في البداية
اهلا وسهلا بك بين ربعك واخوانك وجمهورك
وكل عام وانت بخير

ولك الشكر الوافر على هذا الطرح الراقي
وهذه القراءة الوافية
وهذا انت دائما لك حضورك المتفرد

تقبل تقديري الخاص

وباهلابك


 
 توقيع : ضاوي العصيمي

يسعدني متابعتكم لصفحتي في تويتر على هذا الرابط
https://twitter.com/#!/dawi_1



رد مع اقتباس
قديم 04-11-2006, 08:23 PM   #11
فالح الهاجري
(*( عضو )*)


الصورة الرمزية فالح الهاجري
فالح الهاجري غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1137
 تاريخ التسجيل :  Dec 2004
 أخر زيارة : 28-04-2014 (10:38 AM)
 المشاركات : 3,764 [ + ]
 زيارات الملف الشخصي : 17065
لوني المفضل : sienna


الغالي

عواض العصيمي

شكرا لك على ما طرحت من آراء واستفهامات في موضوعك أعلاه ..


لاشك أن في الجزيرة العربيّة قوميّات مختلفة ولكل منها تراث يختلف عن تراث الآخرين
ولها الحق في الفخر به والمحافظة عليه ..
وإن كان للشعر النبطي من مزايا فإن على رأسها أنّه جمع التناقضات وأوجد أرضيّة واحدة
وخصبة أنبتت لغة وسطى يتخاطب بها أهل الجبال مع أهل الساحل ووأد نزعات قوميّة ( مختلفة ) كان من الممكن أن تفرّق أكثر ممّا تجمع ( ثقافيّا ) .


شكرا لك .. ونتمنى أن نراك في مواضيع ساخنة أخرى




بالتوفيق


..


 
آخر تعديل بواسطة فالح الهاجري ، 04-11-2006 الساعة 08:51 PM

رد مع اقتباس
قديم 06-11-2006, 04:41 PM   #12
عواض شاهر العصيمي
(*( عضو )*)


الصورة الرمزية عواض شاهر العصيمي
عواض شاهر العصيمي غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 712
 تاريخ التسجيل :  Apr 2003
 أخر زيارة : 21-11-2007 (03:59 PM)
 المشاركات : 27 [ + ]
 زيارات الملف الشخصي : 2163
لوني المفضل : sienna


الأعزاء

ضاوي العصيمي
فالح الهاجري
مشعان البراق

سرني أنكم بحجم الصباحات الصافية غب المطر أشعرتموني بألفة المكان وبيض نوايا المشاركين فيه فشكرا لكم ولمن مر على المقال ولمن قرأ العنوان ولم يفتح الصفحة، وختاماً شكرا للجميع.

تحيتي


 

رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 11:12 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
شبكة المرقاب الأدبية