![]() |
![]() |
![]() |
||
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|||||||||
|
||||||||||||
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
..: مرقاب الأمير/ مُحمّدالأحمدالسّديري - رحمه الله :.. عيون الشعر - شعراء من الماضي - قصص شعبية - حكم وأمثال |
|
أدوات الموضوع | ابحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||||||
|
||||||||
محمد الفيحاني ( مذبوح الوديد )
محمد الفيحاني [POEM="font="Simplified Arabic,5,darkred,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]قلبي عن الغي في صندوق=ومحــــكمـاتٍ لواليـــبـه شاعر قطر الكبير يعد ولايزال أحد أبرز شعراء قطر والخليج لما ينطوي عليه شعره من صور بلاغيه رائعة ودفقات شعورية حارة ولما يكتنف سيرة حياته وقصته المعروفة من تشويق وغموض بل إن قصائده وموضوعاتها أصبحت مضرب الأمثال والإبداع الشعري ومدعاة لخلوده مع من سبقه من شعراء الحب العذري العفيف والإخلاص في صدق العاطفة حتى الموت. هو : محمد بن جاسم بن محمد بن عبدالوهاب الفيحاني السبيعي ، من قبيلة الفياحين وهم فرع من فخذ الروبة من الذكور من قبيلة سبيع ، سمي على اسم جده محمد بن عبدالوهاب وعُرف به فلا يذكره أحد بإسم محمد بن جاسم . جده هو محمد بن عبدالوهاب الفيحاني من أكبر تجار اللؤلؤ في الخليج وكان وكيلاً للشيخ جاسم بن محمد آل ثاني مؤسس دولة قطر الحديثة ، أما والده جاسم بن محمد بن عبدالوهاب فكان من تجار اللؤلؤ المعروفين وصاحب ثروة لا بأس بها نسبياً ، أما جده لأمه فهو من آل طوار الكرام من قبيلة البوكواره . ولد الشاعر الكبير في بلدة فويرط على الساحل الشمالي الشرقي لقطر في عام 1907م الوافق 1325 هـ ,, وتوفيت والدته بعد مولده بعام فنشأ يتيم الأم وسارعت خالته لتحتضن ابن شقيقتها وقامت بإرضاعه وعوضته بحنانها عن فقدان أمه ولكن الصغير لم يهنأ في كنف خالته غير عامين ، حيث توفيت هي الأخرى أيضاً فعهد به والده الى إحدى قريباته لتقوم بتربيته والعناية بشؤنه وتمضي الأيام بالطفل اليتيم مزيجاً من البؤس والشقاء والمعاناة النفسية التي جعلته يحمل قلباً يفيض بالرقة والشاعرية والحب ، وكان في صغره يميل الى العزلة .. إنتقل والده من قطر الى دارين وأخذ معه محمد وعند وصوله انزوى الصغير بعد مشاكل كثيرة نشبت بينه وبين الأطفال في الحي بسبب إختلافه عنهم فأخذه والده الى أحد الكتاتيب في القرية ليأخذ قسطاً من التعليم وهو لم يتجاوز السابعه من عمره ، بعد فتره وجيزه أرسله الى الكويت مع أحد أقربائه للدراسة هناك فدخل مدرسة المباركية وهي المدرسة الوحيده هناك وبدأت رحلة الفيحاني الدراسية التي تلقى خلالها العلوم الدينية من فقه وتفسير وغيره على أيدي كبار أساتذتها ، وبدأ يعشق الأدب فحفظ الكثير من دواوين الشعراء القدامي وأعجب بالكثير من الشخصيات التاريخيه والأدبيه . عاد الشاعر الفيحاني من الكويت الى مسقط رأسه قطر على ظهر أحد المراكب الشراعيه دون إكمال دراسته بعد وفاة والده وسكن لمدة عام واحد في منزل أخيه ناصر . ويذكر أنه كان يتزين بزي أهل العلم في ذلك الوقت وكان يلبس الغتره ويلف فوقها عمامه بيضاء وكان عمره يزيد على العشرين عاماً ، ثم أنتقل إلى خواله آل طوار في مدينة فويرط وجعلوه إماماً في مسجدهم الذي كانوا يصلون فيه وكان شاهين بن مبارك الكواري يؤذن للصلاه والفيحاني يصلي بالجماعه وكان المسجد صغير في شمال القريه قرب القلعه . وبعد مدة من الزمن خلع العمامة ولبس زي أهل قطر الغتره البيضاء والعقال الأسود وكان يلبس البشت في بعض المناسبات وعندما خلع العمامة قـــال : ما فاده الصــــبر قام يتـــــوق=من حب سيد رعابيبـه [/POEM] عمل الفيحاني في الأعوام الأولي لعودته لقطر في الغوص شأنه شأن أهل قطر في تلك الفتره فقد كان البحر والغوص في أعماقة لإستخراج اللؤلؤ هو المصدر الوحيد للرزق فلابد والحال هذه أن يتجه الشاعرالى البحر ويصبح غواصاً ماهراً بعد ذلك .. وبعد مده من الزمن أمتلك الشاعر سفينه صغيره وأصبح فيها نوخذا .. [POEM="font="Simplified Arabic,5,darkred,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]من الفرقا عساهـا للنفـادي=ألا ياصاحبي ومن البعـادي وذُكر عنه أنه كان يغوص وينظم الأبيات في قعر البحر وإذا خرج يلقنها لزملائه اللذين على ظهر السفينة لكي يحفظوها الى أن تكتمل القصيده ويذكر مثالاً على ذلك قصيدة : أنا ماني بعن لامـاك صابـر=حداني لك من الويلات حادي [/POEM] أتسمت قصائد الفيحاني بكثير من الأغراض الشعريه مثل الوجدانيات والغزل والنصائح والمساجلات والمديح والموال. [POEM="font="Simplified Arabic,5,darkred,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]بليت بحبها طفلٍ فطيمـا=من أول شبتي وأول صبايا[/POEM]أحب الفيحاني بكل جوارحه وخلجات نفسه إبنة خاله حباً عذرياً صادقاً عفيفاً شريفاً لا تشوبه شائبه ولا تقرب منه أدنى ريبه وكانت إحدى فواضل نساء عصرها حسناً وخلقاً ، وأطلق عليها في شعره أسم مستعار وهو (( مي )) وعاش قصة حب مؤثرة تناقلها الرواة الى يومنا هذا وكان حبه لمي منذ يفاعته وشبابه المبكر وما يدل على ذلك إحدى أبياته الشعريه حين قال : وقرر الزواج منها ولكن تقاليد الأسره لم تسمح له بذلك لوجود ابن عم لها خطبها لنفسه ، وله الأولوية عليه حسب العادات والتقاليد الإجتماعية المرعية في تلك الحقبة ، مما ترك في نفس الشاعر أثرٌ بليغ أدمى قلبه وحزن حزناً شديداً فلم يجد أمامه إلا البوح بأحزانه عند عم والدته ناصر بن شاهين الذي رق قلبه لحاله وعلى الفور ذهب ناصر بن شاهين الى والد مي يحاول أن يثنيه على ما عزم عليه حاول جاهداً لكن دون جدوى ، أخبره عم والدته برد والد مي ، عندها سقطت دموعه وبكى بحرقة لم يصدق أن حبيبته سوف تكون لأحد غيره ، أختفى الحلم الجميل فجأه ، ولكنه ظل هائماً وفياً في حبه لمي وظهر ذلك جلياً في قصائده التي تصور معاناته ومأساته وأخذ يبعث قصائده الى أصدقائه من الشخصيات المرموقه في عصره كما هو مثبت في ديوانه وخاصه الشيخ حمد بن عيسى آل خليفه حاكم البحرين آنذاك على أمل أن يتوسط عند أبناء عمومة مي فيسمحون له بالزواج بها ولكن كل المحاولات بائت بالفشل ، هذا الفشل أثر فيه كثيراً فانغلق على نفسه واعتقل عواطفه وأصبح منكسراً مهزوماً وقرر في قرارة نفسه أن يعيش على ذكرى مي وكأنها تقاسمه حياته ، أن الحب الصادق لا يموت أبداً وبدأ يكتب قصائده التي مزجت بدمه ودموعه وكأنه يعزف أنشودة عمره وفؤاده ، يقول في إحدى قصائده عندما رحلت (مي) .. [POEM="font="Simplified Arabic,5,darkred,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]شبعنا من عناهم وارتوينا=وعند رسوم مَنزلهم بَكينــا [POEM="font="Simplified Arabic,5,darkred,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]عمن ترحل أسالي الدارياعين=استعلميها وانشدي ياحزينه قولي هلك يادار منك غدوا وين=من بك وقف ينشدك ماتخبرينه هل نرتجيهم هم على الأرض حيين= اوهم مع من في المقابر دفينه قالت حشى ماهم تحت الأرض فانين= أمس الضحى عني غدوا بالضعينه مدوا على شبه القنا والعراجين= هجن جليلات المرافق متينه يومك تراهم يا محمد مقفين = عنك ولا ما عشرتك زا هدينه راحوا وهم ياولد قاسم معيفين= ما اظن هم لك بالوصل منتوينه حيث انهم منك حماسى وزعلين= نياتهم راحوا وهي مستشينه قلت اسكتي عن ذا الخبربس تكفين=يادارنقضتي جروحٍ دفينه هذا الخبر ياعين هلي النظيرين=بالك لدمعك عقبهم تذخرينه أبكي على لاماه حتى تذوبين=يمكن تروف قلوبهم يافطينه والاعساهم لا بكيتي محنين= أبكي عسى ببكاك تبكين عينه فان هملوك احبابك اللي تودين= وين الذي من عقبهم ترتجينه قلت أه يا نفسٍ بجوفي تلوبين= ويلاه من قلبٍ تزايد حنينه وش بك على طول الليالي تونين =ماتهجعين الليل كنك طعينه وبعلتك في كل يومٍ تزيدين = وش قوم قلبك مايوني ونينه قالت على فرقا و شوف المحبين= والوصل يوم انزاح واقفت سنينه واللي تبدوا لي سواة المعادين= عقب المحبة واظهروا لي ضغينه من هجرهم فوق الثرى طحت انا طعين= بقيودهم رجلي تلوت سجينه يالله عساهم لي ولوني معفين=عني وحال الي نحل راحمينه والا لعل قلوبهم لوبعد حين= تصخف ويذكر كل خلا خدينه لين ادركوا فرقا الفنا واقبل البين=يمكن تصير قلوبهم مستلينه وبحق من نزل تبارك وياسين=رب ألوذ بعزته واستعينه اللي حكم في خلقة أدم من الطين=مولاي واجرى بامر نوح السفينه والحمد والفرقان والنور والتين=والعرش واللي دوب هم حاملينه واللوح واقسم بالقلم والموازين=واسرار" با " اسمك الاهي وسينه والحج والكعبة وسيد النبيين=المصطفى اللي حل بأرض المدينة نذرٍ علي إن عودوا صوم ستين=لله وارجع للهدى والسكينة واتوب عما ليس يرضيه واهين=نفسي على شانه وهي له رهينه توبه لمن يغفر ذنوب المضلين=استغفرك يا عالم بالكنينه لو كان ذنبي ما تشيله بعارين=عفوك عظيم ليس ذنبي وزينه انت الضمين وكلنا فيك راضين=وين إيغدي من خان والله ضمينه فان خنت مالي لا صلاة ولا دين=ومن الرسول ابريت والتابعينه إلا ولا أسعد بجاه وتيمين=عساي في الدنيا طعوني مكينه قولوا معي يوم ارفع الكف آمين=إما قضيت القول يا سامعينه كله على شانه تعرضت للشين=لعل حسن الضن يدخل يقينه بلواي عن كثر الملامات تكفين=أكبر بلاوي الرجل قصت يمينه واليوم ماني ذاكرا في المخاوين=أحد يحن الحال والا يعينه غير الذي في الضيق ينحى المعادين=راعي القناة الطايلة والسنينه أحمد نخيتك يا شبب كل ناخين=يا القرم ياللي ما يخلي زبينه يا ابا العوايد في الشدايد وفي اللين=أنخاك يا راعي العلوم الحسينه يا سترغضات الصبايا ونعمين=بك يا ثقيل الروز عند المحينه انظر بحالي يالاخو وابتصر لين=تشوف هم لاجي في البطينه يا طول ما بانخاك وسط الدواوين=دوم على شده زماني ولينه فان كان أخو ملكا تركني فانا وين=غادى وشوف الخير ويني ووينه[/POEM] ويقول ايضا في إحدى أشهر قصائده وهي رساله الى مي أسماها: (أمانتكم لها) وعقب افراقهم شِـنَّا وحـنَّا=وحَنّينــا وثم انّا عوينــا وسايمنـا وساقمنـــا وحنًت=لنا حتى المنازل والعنينــا وناديــنا وقلنــا خبِّروهـم=ترانا من محبتهم نعينــا وثرنا من مفارقهم نحلــنا=وكان فراقهم طاول فنينــا إلى جيتوا منازلهم فقولوا =لهم باقوالنا يا راحلينــــا ولا تنسون ما قاله محمد=أمانتكــم لها يا راحالينــا ترانا للذي قالوا سمعنـــا=وباللي هم بغوا منا رضينــا وكل شروطهم نقدم عليهـا=قدمنا بالذي فنّووعلينـــا وترانا من مخالفهم رجعنا=وهو نـّـا عقب ماحِن عصينا وثرنا في محبّتهم حَفَرنــا=وسَيَّسنَا ومن فوقه بنيــنا وثرنا في محبتهم ربطنـا=ووثَّنا وَثَر فِيها عضِينــا وثرنا في محبتهم سَكرنا =وَتيَّهنا وثرنا ماهتدينـــا وفيها آه ، وآويلي غرقـنا=وهدِّينا الجِدَا وبها سنينا نخينا من يذكَّـر بالمرُوَّه =وَلا هل الذات والشيمه عزينــا تكلفنا وهم عنَّا براحــة=وذُبنا وهم عنّا غافلينــا وناموا وارقدوا وِحنا سَهِرنا=عليهم وهُم رَويَوا وِ التظينا وهذا الحب بالزفرات يشوي=ألا ياويلكــم يا عاشقينـا يلين من المحبه كلّ قاسـي=ولو قلبه حجر يا زِي طحينا وانا من حر فرقاهم عليهم=تعلمت النياحـــه والحنينا أرى راعي الهوى مازال يلعى=ولو تحت الثرى يلعى دفينا تحملنا الهوى حتى هلكنــا=ولولا الحب ما الله لعينـا ولا نحنا ولا صحنا وقلنـا=لكم يا اهل الموده خاضعينـا ولا قمنا نِسَال الوصل منهم=وحنا لا نبالي لي عطينـــا برمنا وافلتوا هيهات نقضي =وهم ليمن برمنــا فاتلينا أقول اشلون يا هذي مصيبه=وسوَّاها الهوى يا ناس فينـا أنا ما ادري ومن يدري متى هم=لنا عقب التعذب راحمينـا ومن فالنار لاعذب يسامح=ويخرج من له الأسلام دينا وحنا في تعذبهم خلدنا=عجب لله وحنا مسلمينا[/POEM] . . . إلى أن يقول في نهايتها :- [POEM="font="Simplified Arabic,5,darkred,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]اتلامي ما تفرِّق من شملنا=وتجعلهم علينـا راجعينـــا عليّ َ إن عَوَّدوا ستين ليــلة=أصوم أيامهـا نذرا يمينـا وكان اسَبعدوا عتّا وقَفَّوا=وعافوا قُربنا لما دنينـــــا ترانا ما نقاطع في وصلهم=نواصلهم ولو هم قاطعينــا نصافيهم على طول الليـالي=ولو ماهم غدا كدرٍ وِطينا ولا والله ننسى لو نسونا=على طول الليـالي والسنينا ولو قُلنا بِنِنساهم كذبنــا=وقل الصدق منا وافترينـــا قَطَعكَ الله يا وِ رقٍ تغَنَّي=تذكِّرنا ! على ابَّالك نسيــنا فلو أبطت بنا الدنيـا وطالت=حشى لله ما عنهم ســـلينا ولا فيهم نلين لقول عاذل=ولا نسمع ملام اللائمينــا ولو هم بالمـــودة بدَّلونــــا=فلا حِن عقبهم مُتبَدِّلينــــــا عساهم في الرخـا لو عذبونا=نراهم في النعيم مخلدينـا طَوَوا عنَّـا كتاب الَوصل وِحنـا=بِيِبطي عن وصلهم ما طوينا[/POEM] ويشتد به العشق والحب والهيام فيقول لمن لا يعرف مابه ولايقدر ماهو فيه من أسى الشوق واللوعه [POEM="font="Simplified Arabic,5,darkred,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]وهذا الحب بالزفرات يشوي=ألاياويـــــــلكـم ياعاشـــقينـا يلين من المحبه كل قاسـي=ولو قلبه حجر يازي طحينا [/POEM] مرض الشاعر الفيحاني مرض شديد وشحب لونه وغامت عيناه وأصبح من يراه ينكره ولا يعرفه من شدة ما أصابه فأحس بقرب نهايته فظهر ذلك واضحاً في قصائده حينما أوصى حافر القبر أن يوسع اللحد ويجعل بينه وبين التراب حاجزاً ، وأن يضع له شواهد ليظهر ويعرف بين الناس أنه قبر من قتله الحب بسبب صدقه وإخلاصه .. وكانت آخر قصائده مذبوح الوديد حيث قال فيها : [POEM="font="Simplified Arabic,5,darkred,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]وأن من الأبعاد موصي المقبرا=يحفرونه لي وموقـــن بالوعـــــيـد يالزيمي قـول للـي يحفــــــــرا=يوسع الملحد على شان اللحيد [/POEM] يقول ابن أخيه محمد بن فهد الفيحاني نقلاً عن والده فهد بن جاسم الفيحاني أخو الشاعر ان عمه الشاعر ذهب الى مستشفى الإرسالية الأمريكية في البحرين مرتين ، المره الأولى عندما أشتد عليه المرض ذهب دون أن يخبر أحداً وقد زاره أخوه فهد في المستشفى حيث كان يقيم في البحرين بقصد التجاره وطلب منه ألا يخبر أحد بوجوده في المستشفى ومن ثم عاد الى قطر دون أن يدري به أحد. [POEM="font="Simplified Arabic,5,darkred,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]ماسمح قلبـي يـروح ولا يـرى=زول محبوبه ولو هو مـن بعيـدوفي المره الثانيه سافر السيد سلطان بن ناصر بن طوار الى البحرين وأخبر فهد بإن أخاه محمد في خطر وقد يدركه وقد لا يدركه وحثه على الإسراع بنقله الى المستشفى ، فأسرع فهد وتوجه الى قطر واستأجر لهذا الغرض سفينة (جالبوت) ونزل في شمال قطر واستأجر من هناك ناقة واتجه الى الغارية ، وعندما وصل إليها رأى أخاه محمد في حاله يرثى لها وقد أشتد عليه المرض وأشرف على الهلاك وهنا أسرع بنقله الى سفينة راسيه في بندر الغارية للسيد النوخذا خميس العبيدلي فاستأجرها فهد منه بثمن شحنة الجص الذي كان ينوي نقله وبيعه ، ويقال انه كان يرافق الشاعر خادم له اسمه (سويد) وفي قرية الحد نزلوا ثم أستأجروا سفينة (عبرة) لنقلهم من المحرق الى المنامة وفور وصولهم أدخل محمد مستشفى الأرسالية الأمريكية وأوصى فهد الدكتور ديم بأخيه خيراً (الدكتور ديم كان صديقاً لجاسم والد الشاعر محمد الفيحاني) وقال له أن محمد أخي فأرجوا العناية والإهتمام به فرد عليه الدكتور ديم : هذا أخوك ؟ لِمَ لم تخبرني في المره الأولى؟ فقال فهد : أنه أقسم أن لا أخبر أحداً فقال الدكتور : لم يعد للعلاج الآن أي فائدة لقد أنتهى أخوك ، ولا نستطيع أن نفعل له شيئاً ولو أخبرتني في المره الأولى لربما استطعنا أن نجد له وسيلة للعلاج ، أما الآن فقد تفشى المرض في جسمه ولا يمكن علاجه وعندما سمع فهد هذا الكلام من الدكتور أخذ أخاه محمد الى بيته في ( الحورة) شرقي المنامة وهناك أظهر محمد الندم وقال لأخيه فهد : ليتني سمعت كلامك في المرة الأولى وعرّفت الدكتور بنفسي لكي يهتم بي أكثر فقال له أخوه لا فائدة من الكلام الآن ولا ينفع الندم على مافات . يروي خادمه (سويد) الذي رافقه في رحلة علاجه الأخيره انه كان يخدمه ويسهر على راحته ويذكر انه في آخر أيامه كان يطلب منه الماء وعندما يحضر له كأس الماء كان يشرب منه ويتقيأ في الكأس سائلاً أسود كأنه حثالة القهوة وهذا دليل على شدة المرض الذي أصابة. يقول شقيقه عبدالوهاب بن جاسم : كان أخي فهد جالساً بجوار سرير أخينا محمد وعيناه تحتضنان وجهه كذلك شهد آخر ساعات عمره وآخر أسراره إذ بينما هو في غيبوبة استيقظ فجأة ونظر الى من حوله .. كان يبدو كأنه استرد كل صحته وعافيته وفي هذه اللحظه تذكر (مي) فطلب ورقة وقلماً وكتب آخر قصائده وهو على فراش الموت وهي قصيدة مذبوح الوديد التي أشرنا إليها سابقاً .. واختلفت الروايات في تحديد مكان وفاة الشاعر الفيحاني فأخيه فهد يثبت انه توفي في منزله في البحرين ورواية أخرى للمؤرخ السعودي صالح الذكير حيث ذكر ان شقيق الشاعر عبدالوهاب بن جاسم قال: مرت لحظات ثقيله وعادت الغيبوبه الى محمد مره أخرى ولم يسمع من كلماته الأخيره غير اسم (مي) هنا حضر الدكتور ديـم وطلب منا مغادرة الغرفة ، وبعد دقائق خرج الدكتور ومعه أطباء آخرون أغلقوا باب الحجرة خلفهم ، وكاأن عقارب الزمن قد توقفت ونهض شقيقي فهد من مقعده يرتجف ، ونظر نحو الأطباء فلم يشر إاليه أحد بما يطمئنه ولم يسمح له بالعوده الى الحجرة ، وفهم الدكتور ديـم مايدور في عيونه فنظر نحوه وهمس إليه في حزن عميق (مات صديقي محمد الفيحاني) وكانت وفاته في يوم الجمعه 28/12/1357 هـ الموافق 17/1/1939 م ، عن عمر لا يتجاوز اثنين وثلاثين عاماً وانتهت قصة الشاعر المعذب التي كشف عنها شقيقه لأول مره ، وأسدل الستار على أجمل قصة حب في الخليج . وقد دفن الشاعر محمد الفيحاني في مقبرة المنامة القريبة من منطقة القضيبية رحمه الله رحمة واسعه وأسكنه فسيح جناته. وإليكم هذه القصيده وتعتبر أخر قصائده آه واويـــلاه يالـيـتـه درى=كيف حبه في حشا روحي يزيـد أو درى إني منه قد حالـي بـرى=ذايب بالي عقـب ماهـو حديـد ونَ من الأبعاد موحـي المقبـرا=يحفرونه لـي وموقـن بالوعيـد يالزيمـي قـول للـي يحـفـرا =يوسع الملحـد علشـان اللحيـد ويحجز بيني ومـا بيـن الثـرى=عـن عظـام ناحـلات كالجريـد وأنـت يادفـان ياللـي تقـبـرا=يامهيل الترب بالسرعـة مجيـد حط من فوق القبر حتـى يـرى=بنيتيـن كالنصايـب لـه شهيـد يعرفون القبر مـن جـا ينظـرا=يعرفونـه قبـر مذبـوح الوديـد قبر من صـان المـودة وستـرا=قبر من لا خـان عهـدِ للعهيـد من صبـر للحـب حتـى بتـرا=زرع قلبه وأودعه حـبِ حصيـد تـم عاميـن بجوفـي ينـسـرا= نسر ملهوف الضواري في المصيد كود ليمـن جـاه علمـي يذكـرا=وانعتوا قبـري لمعلوقـي وكيـد ياتي لقبري ويذكـر مـا جـرى=يوم أنا وياه في الدنيـا عضيـد ويترحـم بالدعـا ليمـن قــرا=يوم خلاَني وسط قبـري وحيـد وأن سمـح بالدمـع ودي ينثـرا=فوق قبري عبـرة مثـل الوليـد آه منـه ليـن صــد ودبــرا=رايـح عنـي وخلانـي فـريـد كيف قلبـه ساعفـه ثـم صبـرا=كيف رجل له مشت فوق الصعيـد كيف أجـل لـو مـات وأنـا أرا=كان طريت السِلـب طـر العنيـد وأحترقت وكـان قلبـي قـد ورا=شـب نـار كنهـا نـار الوعيـد تحتطم وسط الضميـر وتسعـرا=ما يبرَدهـا لـو الثلـج الجميـد ثـم تلقانـي علـى روس الـذرا=نايـح مـع كـل قمـري يشيـد لين غرد طـال نوحـي وأطهـرا=وإن هجع جريت أنا نوحي سهيد وأنهمل وإنهـل دمعـي وأمطـرا=مقلتين العيـن وأدعاهـا هميـد ماهقا أني عقب موته في الـورى=عايـش الا وأنـا مثلـه فقـيـد[/POEM] ماذا قال الشاعر للدكاترة إلي كان يتعالج عندهم في المستشفى الأمريكي [POEM="font="Simplified Arabic,5,darkred,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]ما يداوي علتي بدواه ديم=لو يداوي قدر ستين عام [/POEM]الدكتور/ ديـم L.Daim أحد الأطباء الذين عالجوا الشاعر الفيحاني في مستشفى الإرسالية الأمريكية في البحرين الدكتور/ هريسون Harrison أحد الأطباء الذين عالجوا الشاعر الفيحاني [POEM="font="Simplified Arabic,5,darkred,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]والحب طبّـه عسَـر=واعجز هريسون وديم [/POEM]في مستشفى الإرسالية الأمريكية في البحرين ودمتوا
... المصادر : كتاب محمد بن عبدالوهاب الفيحاني المؤلف : علي بن عبدالله الفياض علي شبيب المناعي ![]() ![]() |
العلامات المرجعية |
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
|
|
![]() |
![]() |