![]() |
![]() |
![]() |
||
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|||||||||
|
||||||||||||
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
..: المرقاب للأدبِ والثّقَافَةِ :.. الشعر الحر - النقد البنّاء - دراسات أدبيّة |
|
أدوات الموضوع | ابحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||||||||
|
|||||||||
.. [ معاناتها ] ..
[poem=font="Simplified Arabic,4,darkred,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=3 line=0 align=right use=ex num="0,black""]
قصة واقعية ترجمتها على استحياء = وقرعت تفاصيلها على وجل من أن أضعها أمامكم .. فأنتم خير من يغضّ= الطرف عن الهفوة .. ويترفّع عن الزلّة .. اقبلوها مني .. وأتمنى ان = تعذروني على هذا الطرح .. ولك الشكر الجزيل [/poem] شاب لطيف المظهر .. نحيل الجسم .. بدأت تلوح على رأسها آثار الشيب .. وتجاعيد الجبين وارتسمت على محياه مرارة الأيام .. وجفوة الليالي ..! تتعثر خطاه وتتلعثم الكلمات على شفتيه التي اضناها الكلام وسئمت الصمت ..! عيناه احدودقتا وحفتهما آثار دموع الكدر ونظرات الإنكسار في حين ثورة الأنفة وبعد النظر والحنق على ضيم الزمان وتكالب الظروف .! يد فاتره يجازف بها على صعاب الحياة ويلامس اصابعه ببعضها عله يجد شيئا مما فقده .. فلا يجد سوى إحساس اطرافه الذابله ..! شاب أصيل ولد وترعرع في كنف ام واب في أسرة صغيرة كغيره من أقرانه في حي متواضع وحال ميسور .. في منطقة حدودية ببلاد الرافدين ! بالرغم من جِديّته في الامور وحرصه على التمّيز الا ان والده يرى ان ابنه ذلك لم يحقق اليسير من تطلعاته التي كان يحلم بها يوما ما .. فأخذ يدفعه الى ميادين التنافس ويؤهله للتألق ويربو به عن مجاراة اقرانه في الخمول والتواكل ..! كان ينظر الى ان ابنه ذلك انه الأخ الأمثل لشقيقته التي تصغره ببضعة أعوام ..! اشتعلت نار حرب العراق الأولى مع شقيقتها ايران وذلك الشاب في اوجّ نموه وبداية مراحل طفولته لم يكن يدرك ما تعنيه الحروب وما تجرّه ويلاتها على الأُسر من حُرقه وعلى الأوطان من وبال وعلى الأرض من دمار ..! ولم يكن يعلم ما سيتمخض عنه حمل الأيام من مساوئ ، فجعه النذير بإصابة والده في تلك الحرب الضاريه .. ثم وصله خبر وفاته متأثرا بتلك الإصابة ..! لم يكن متخيلا ما سيحدث وكان يطمع بعودة والده الى ذلك المنزل الرفيع الواقع في طرف الحي ..! انتهت مراسم العزاء وكأنه ينتظر غائبا يعود او مسافرا يئوب .. او أبا سيخلّفه له الدهر ..! ولكن مع تقدم الايام ادرك ان الوفاه هي الفَقد الذي ستُهديه له الأيام بدون مقابل .. وان سِمت اليُتم ستبقى عالقة في مخيلته ما عاش ..! بقي برفقة والدته المتقدمة في السن .. المتأثرة بذلك الموقف .. الراضية بالقضاء .. الصابرة على صعوبات الحياة ..! وكانت تتحمّل الكثير من المعاناة في تربية ذلك الشاب وأخته الصغيرة المدللـه .. ! وترى في عيناها بريق أمل .. وشعاع مختبئ خلف خصلات شعرها الناعم . لم تدُم الأوضاع الأمنية في البلاد كما هي بعد انتهاء فتنة الشرّ بين الأشقّاء بل اندلعت حرب الخليج الثانية بفترة ليست بالقصيرة بعد تلاشي آثار سابقتها العلقم ..! ولم تكن أقل وقعا من الأولى بل انها كانت على تلك الأسرة بمثابة الفاجعه ..! اصيبت شقيقته بإحدى شظايا الغدر.. من قبل جيش بلاده الغاشم المستبدّ .. في ذراعها الأيمن .. وكانت علامة فارقة فيها .. وعلامة تلازمها .. وتماثلت للشفاء بعد تقديم العناية المتوفرة لها في ظروف عصيبة مرّت بها البلاد حينها ..! وعانت والدته الأمرّين من مرضها الذي طرحها أرضاً .. ولم يعُد لها بُدّ من الإستسلام لنزعات القَدر .. وما تخبؤه لها الأيام من آلآم .. ! لم يحالفها الحظّ في الخروج من ازمة المرض .. أو تساعدها الظروف العصيبة للإنتقال الى المختص من المستشفيات لتلقي العلاج اللازم فكانت الفاجعة الأخرى .. والضربة الموجعة على تلك الاسرة الصغيرة ..! لم يلبث طويلاً حتى تلقى التعازي في والدته .. وكأنه يقول : " ليتني كنت مكانكـ " لم يكن في عمره ذلك مهيئاً لإستقبال وقائع مقلقة كتلك .. ! شعُر وقتها بأنه في مفترق طُرق خطير .. ومنحدر محفوفٍ بالأعباء .. ! يتظاهر بالرجولة .. فتُلجمه الظروف .. وتسيل على الخدّ دموعه دون استئذان ..! ظهرت ملامح الشيب في مراهق لم تمهله الليالي ليعيش متأسياً بأقرانه .. مستمتعاً بما يُبهج ابناء جيله .. بل لم يكن يفكر في مستوى تفكيرهم .. ولا تسعفه الذاكرة لعيش لحظات الصبا .. وتذكّر نوادر الطفولة .. ببراءتها .. وجراءتها ..! كان في وضع أُسري مخيف ..! فلم تهمّه نهاية الحرب بقدر ما آلمته بدايتها .. فقد خلفت له ولشقيقته البريئة صراعاً لا يُنسى .. وملامح لا تبلى ..! يقلّ الأصحاب .. ويبتعد الأقارب في ظروف مماثلة كتلك .. وتبقى له رؤى الشقاء .. وتتجلى له إشارات السراب الخادع الذي يستدرجه الى المجهول .. ويطلبه حثّ الخُطى المتثاقلة .. وشحذ الهم السقيمة ..الى حيث تمليه عليه الأزمان ! توالت السنون وتعاقبت الليالي العلقم على ذلك الشاب .. وشقيقته التي لم تتذكر الصورة الحقيقية لأبيها الذي فارق الحياة .. ولم تستمتع بمشاهدته ..! لكنها ترى في شقيقها سِمات الأبوّة .. وكنف العطف المفقود .. ! مرّت الأيام كأقسى ما يكون على شقيَقيَن جمعتهما الأسرة وفرقتهما الحاجة .. فقد قررا الرحيل للعمل بعيداً عن أعراف القبيلة التي لا توافق على بعض المهن !! ليعيشا في مهنة شريفة – حلِمَا بها – تقيهما سؤال الناس .. وترقب منّة الأغنياء ..!! رحَلا بعد عناء طويل من إستكمال اجراءات كانت غايةً في الصعوبة كي ينتقلان الى إحدى البلدان المجاورة .. ! فِراراً من الألم الى ما هو آلم منه فقد قرر الأخ العمل كنادل في إحدى المطاعم ..! ولكن لم يحالف الحظ شقيقته للعمل بما يحفظ كرامتها فقد عملت كمضيفة في إحدى النوادي الليلية في تلك البلدة على استحياء من واقعها .. ومرارة ذكرى ماضيها .. وما تحمله في داخلها من عفّة .. وكرامة .. امتهنتها الظروف ..! وبين خيال أحلام طارت بها عواصف الغربة .. وسآمة العيش .. والحاجة الى والحياة الكريمة ..! ارغمتها الفاقه الى حدود تجاوزت الطاقه .. فقد كانت لقمة العيش أصعب مما دار في خَلدها ..! ومتاهات الطريق الذي سلكته أخطر من أن تدركه مخيلتها الغضّه ..!! يلتقي هؤلاء الأخويَن في يومهما الواحد في ساعات متأخرة للخلود الى راحة يستعدان بها الى جهد مُضنِي في اليوم التالي .. ودارت عقارب الساعة تلو الأخرى .. وتطايرت صفحات من حياتهما لن تعود ..! بين اللحظة والأخرى تراود ذلك الشاب فكرة شيطانية بالإنتحار .. والخروج من تلك الكآبة وتأنيب الضمير .. وملاحقة الوساوس .. ! فتتقارع الأفكار .. وتتضارب الأنباء .. حول ما اقدم عليه .. وما آل اليه من طموح كان والده يربو به عن نظيره .. ويطمح به الى تحقيق شبه المستحيل بالنسبة لشخص يعيش تلك اللحظات ...! تذكّر والدته المُشفِقه .. ولحظات الأُنس التي عاشها في ظلها .. وتحت رعايتها لا سيما بعد فقد والده .. وخلوده الى صفوف اليتامى ..! فلم يتمالك نفسه وانهار من على كرسيه الذي كان يجلس به ..! فقرر الخروج من دوّامة الضجر . خرج من عمله في إحدى الأيام باكراً و ذهب الى حيث تعمل شقيقته التي بقيت الأمل المضيء في حياته التي يرى ظلامها قد احدودق به ..! ودخل الى مقر ذلك النادي الليلي الصاخب .. الحافل بالغثّ والهزيل من الفتيان والفتيات .. من أعمار متفرقة .. وبلدان شقيقة متعدده .. ورأى ليلة حمراء .. تترأسها الكأس البغيضه .. والصخب الموسيقي المزعج الذي انكأ جروحه .. !! فرأى ما أثار غيضه .. وأفزعه بحق .. والجمه عن الكلام .. وأعجزه عن الحركه ..! وقف بصمت واجماً .. حائراً .. مدهوشاً .. لهول ما رآه .. ! ماذا رأى .. ؟ وباي عين راى ..؟ وفي أي مكان تلك الأخت الشقيقه ..؟ لقد انسلخت من قواعد الحشمة .. ولباس العفة ؛ لتكون راقصة مبتذله .. !! وسلعة رخيصة و مقابل البحث عن عمل يُدرّ لها وله مالاً .. فقد تجلّت أمامه أركان جريمته .. ووقعت في الفخّ ..بسبب تصرفاته الطائشة ! وسلمت بالواقع المرّ .. لتكون سافلة مهينة ..!! نظر اليها بعين مُلئت بالدموع .. وبوجه كساه الخجل .. واعترته عوامل الفشل الذريع .. ! تذكّر حينها كلمات والده الراحل .. ووصاياه المتتاليه .. وحرصه اللامحدود .. ! تذكّر ابتسامة والدته المُشرقة .. ونظرتها المضيئة لإبنها الطموح الذي تحلم بأن يسمو بنفسه .. وينير مستقبله ومستقبل شقيقته البائسة المسكينة ..؛ التي أطاعته رغما عنها ؛ لأنه كل ما أمامها في الحياة .. وكل ما تراه في نظرها من البشر المقربين ..! أحسّ حِينها بالذنب .. وشعُر بالكبت والإستياء .. وجاءت أمامه كل ملامح العدوان والعار والوبال الذي أتى به الى نفسه .. والى تلك المغرر بها ..! نظر اليها فلمحته بعين ملأتها الدموع .. وكتمت أنفاسها بيديها .. من تلك المفاجئة التي لم تخطر ببالها ..! أجهشت بالبكاء هي الأخرى في وجوم وذهول من الحاضرين عن سبب ما يجري .. ! وخنقتها العَبرة .. واختنقت بحسرتها من ذلك الموقف ..! لحظات عصيبة مرّت على الجميع وهما يشاهدان تلك المناظر ولا يعلمون ماذا يجري ..!! تراجع ذلك الشاب بخطوات متثاقلة .. واتجه خارجاً من ذلك المكان ..وأتجه بسرعة فائقة الى إحدى الجسور المطله على أحد الأنهار القريبة من موقع ذلك الحدث ؛ فالقى بنفسه من مكان مرتفع ليلقى مصرعه على مرأى ومسمع من الكثير الذين أذهلهم ما جرى ..! مردّداً : [blink]عذراً بغداد ..![/blink] ![]()
آخر تعديل محمد بلال يوم
05-08-2011 في 03:32 PM.
|
العلامات المرجعية |
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
راحت العزه ...عذراً قصدي غزه | راشد بن فلوه | ..: المرقَاب الشّعبي :.. | 10 | 22-01-2009 05:46 PM |
عذراً ياصلاة الجمعة | ضيف الله الغنامي | ..: مرقاب القُدس و الأدب الإسلامِي :.. | 30 | 04-11-2008 01:33 AM |
![]() |
![]() |