غازي القصيبي رحمه الله وعبدالله السميـِّح

بسم الله الرحمن الرحيم

فـ البدايه أشكر الأستاذ والأديب : عبدالله بن متعب السميـِّح الذي أهداني ديوانه [ متدثر ٌٌ بـ البياض ]
والذي إخترت لكم منه هذه الروائع وأعدكم بـ متصفـّح خاص بـ ديوانه بـ إذن الله تعالى ،،

كما في الديوان كتبتها :


حديقة الغروب
شعر الدكتور : غازي القصيبي

[poem=font="Traditional Arabic,6,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=1 align=center use=sp num="0,black""]
خمس ٌ وستون َ .. في أجفان إعصار ِ = أما سئمت ارتحالا ً أيـّها الساري ؟
أما مللت َ من الأسفار ِ .. ما هدأت = إلا وألقتك في وعثاء ِ أسفار ِ ؟
أما تعبت َ من الأعداء ِ .. مـَا برحوا = يحاورونك َ بـالكبريت ِ والنـّار ِ
والصحب ُ ؟ أين رفاق ُ العمر ؟ هل بقـِيـَت ْ = سوى ثـُمالة ِ أيام ٍ .. وتذكار ِ
بلى ! اكتفيت ُ .. وأضناني السرى ! وشكا = قلبي العناء َ ! ... ولكن تلك أقداري
* * * * = * * * *
أيا رفيقة َ دربي! .. لو لدي ّ سوى = عمري .. لقلت ُ : فدى عينيك ِ أعماري
أحببتني .. وشبابي في فتوّته ِ = وما تغيـّرت ِ .. والأوجاع ُ سـُمـّاري
منحتني من كنوز الحـُب ّ .. أ َنفـَسها = وكنت ُ لولا نداك ِ الجائع َ العاري
ماذا أقول ُ ؟وددت ُ البحر َ قافيتي = والغيم محبرتي .. والأفق َ أشعاري
إن ْ ساءلوِك ِ فـقولي : كان يعشقني = بكل ِّ ما فيه ِ من عـُنف ٍ .. وإصرار ِ
وكان يأوي إلى قلبي .. ويسكنه = وكان يحمل في أضلاعه ِ داري
وإن ْ مضيت ُ .. فـقولي : لم يكن بـَطـَلا = لكنه لم يقبـّل جبهة َ العار ِ
* * * * = * * * *
وأنت ِ .. يابنت فجر ٍ في تنفـّسه = ما في الأنوثة .. من سحر ٍ وأسرار ِ
ماذا تريدين مني ؟! إنـَّني شـَبـَح ٌ = يهيم ُ ما بين أغلال ٍ .. وأسوار ِ
هذي حديقة عمري في الغروب .. كما = رأيت ِ ... مرعى خريف ٍ جائع ٍ ضار ِ
الطير ُ هـَاجـَر َ .. والأغصان ُ شاحبة ٌٌ = والورد ُ أطرق َ يبكي عهد َ آذار ِ
لا تتبعيني ! دعيني ! .. وإقرئي كتبي = فـبين أوراقـِها تلقاك ِ أخباري
وإن ْ مضيت ُ .. فـقولي : لم يكن بـَطـَلا = وكان يمزج ُ أطوارا ً بـأطوار ِ
* * * * = * * * *
ويا بلادا ً نذرت العمر .. ز َهرتـَه = لعز ّها ! .. د ُ مت ِ ! .. إني حان إبحاري
تركت ُ بين رمال البيد أغنيتي = وعند شاطئك ِ المسحور ِ .. أسماري
إن ْ ساءلوك ِ فـقولي : لم أبع ْ قلمي = ولم أدنـّس بـسوق الزيف أفكاري
وإن ْ مضيت ُ .. فـقولي : لم يكن بـَطـَلا = وكان طفلي .. ومحبوبي .. وقيثاري
* * * * = * * * *
يا عالم الغيب ِ ! ذنبي أنت َ تعرفـُه = وأنت تعلم ُ إعلاني .. وإسراري
وأنت أدري بـإيمان ٍ مننت َ به = علي .. ما خدشته كل أوزاري
أحببت ُ لقياك َ .. حسن الظن يشفع لي = أيرتـُجـَى العفو إلا عند غفـَّار ؟[/poem]

حلـَّة الشمس
معارضة لـ قصيدة ( حديقة الغروب ) لـلشاعر الكبير معالي الدكتور : غازي القصيبي

[poem=font="Traditional Arabic,6,darkblue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=1 align=center use=sp num="0,black""]
خمس ٌ وستون لم تصعد كتائبها = إلى الكواكب ِ لولا عزم جبار ِ
ما أصهلت ذات مجد ٍ في أعنـَّتها = إلا وقد سبقت في كل ِ مضمار ِ
تفجـَّر الصخر ُ نورا ً من سنابكها = وغادرته فـأضحى فيض َ أنهار ِ
تعانق الريح من سهل ٍ إلى جبل ٍ = وتسبق الغيت من دار ٍ إلى دار ِ
لم تبرح ْ الفقر َ إلا وهو مبتسم ٌ = عن روضة ٍ من ربيع الفكر معطار ِ
تخطو على البيد تجلو كل داجية ٍ = أضواؤها بين تقريب ٍ وإحضار ِ
لم تألف السفح والأطلال موحشة ٌ = وما استكانت على نؤي ٍ وأحجار ِ
ما أوهنتها فلول العهن مضرمة = أحقادَها في مغارات ٍ وأوكار ِ
غبارها في عيون اللؤم محتشد ٌ = فـما تبالي بـأنياب ٍ وأظفار ِ
ما زال فارسها يحدو طلائعها = مسربلا ً درع تقدير ٍ وإكبار ِ
يا سيد الشعر ما بال الحروف بدت = تبكي بـطرف ٍ سخين الدمع مدرار ِ
قرأتها ولهيب الحزن ِ يلفحني = فـبت ُّ منكسرا ً في عقر آصاري
وطفت في فلوات ِ الشعر ما سمعت = أذني بها غير ( غازي ) صوت ديـَّار ِ
* * * * = * * * *
إن لم تكن بطلا ً ماذا نكون إذا ً = وكم سؤال ٍ كـنصل السيف بتار ِ
ونحن أسئلة ٌ غرثى يطوقها = صمت ُ البلاهة بين الغار والنار ِ
أبا سهيل ٍ وهل شك ٌ يخالجنا = في ضوئك المجتلى في نهرك الجاري
حتى تقول اقرأوني إن في سحبي = برقي ورعدي وأندائي وأسراري
فداء حرفك أقلام ٌ يلوِّثها = حبر ُ النخاسة حيث البائع الشاري
فداء فكري أسماء ٌ مذبذبة ٌ = تهرأت بين إقبال ٍ وإدبار ِ
ومتخمون ضجيجا ً شأن أسبقهم = شأن الغبار بـجنح الليل ِ موَّار ِ
يبدون للناس ألقابا ً وقد وقفوا = على شفا كل جرف ٍ بائس ٍ هار ِ
كفاك أن قد كستك الشمس حلتها = إذا تباهوا بـأسمال ٍ وأطمار ِ
ومهطعين على ذل ٍّ ومسكنة ٍ = تبادلوا الخزي أدوارا ً بـأدوار ِ
إذا صرخت بهم لـلمجد أقعدهم = قول ُ ( ابن زرعة ) في أيام ( ذي قار ِ )[/poem]

عبدالله السميـِّح
الرياض 20 / 4 / 1426 هـ

______
الآصار : الهموم
النعمان بن زرعة كان يثبط عزايم العرب في يوم ذي قار ويخوفهم من كسرى فعصوه وإنتصروا

[frame="7 70"]أخي الكريم الشاعر عبدالله بن متعب السميـِّح حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أود ّ أولا أن أشكركم على هذا التجاوب الروحي الصادق المؤثر ..
وأود ّ ثانيا أن أشيد بـ مستوى القصيده الرائعه .. ولو لم تكن لي صلة ٌ بها قد تجعل شهادتي مجروحه
لـ قلت فيها أكثر من هذا ..
وأود ّ ثالثا أن أسأل ، وأعجب ، لماذا لم أقرأ لكم من قبل ؟
فـ إن كان هذا تقصير ٌ منـّي بـ عدم إطـّلاعي على ما نشرتموه فـ أنا على إستعداد لإصلاح خطأي ..
وإن كان تقصيرا ً منكم بـ عدم نشر ديوان فـ إنـّني آمل أن تتلافوا هذا التقصير ..
وفقكم الله وحفظكم ومن تحبـّون من كل ّ مكروه

اخوكم غازي القصيبي
26 / 5 / 1426 هـ

[/frame]

ضوء السؤال
مع خالص التقدير لـمعالي الدكتور الشاعر غازي القصيبي الذي قال لما قرأ معارضتي لـ رائعته ( حديقة الغروب ) لماذا لم أقرأ لك من قبل ؟

[poem=font="Traditional Arabic,6,darkred,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=1 align=center use=sp num="0,black""]
سؤالك هذا الغيم ، تعشب مهجتي = بـشتى الرؤى ما لاح الأفق بارقـُه
يباغت أوراقي فـتنهض أحرفي = على شرفة الشوق القديم تعانقـُه
ربيع ٌ تلقـّته المعاني فـأورقت = غداة تغشى خيمة الصمت وادقـُه
وينحسر المعنى وضوءك يزدري = دخان َ الدجى حولي إذا انثال عابقـُه
تنورت ُ من أمزانك الغر ِّ ومضة ً = فداهمني صفو البهاء ورائقـُه
* * * * = * * * *
سؤالك هذا الصبح يكشف حقبة = من الزيغ ما انفكت تمور طوارقـُه
صبرت لها ما أوهنت من عزيمتي = وفجري بعيد الشأو كـالفجر باسقـُه
وصنت نهاري عن غياهب زمرة ٍ = يلاحقها طيف الخنا وتلاحقـُه
وكم أمسيات ٍ لـلقصيد شهدتها = بلا شاعر ٍ والشعر تعوي مشانقـُه
وكنت نديما ً لـلقوافي فـصوحت = مرابعها والزيف يحدوه حاذقـُه
* * * * = * * * *
تغمطني الأهلون هذا يريدني = أداجيه في لغو ٍ وذاك أنافقـُه
ولذت بـصمتي مكرها ً غير أنـّني = إذا جد قول صادق العزم واثقـُه
وإن كنت لا أحمي حماه فـإنـّني = خليق باني حين ذاك أفارقـُه
وإني لهذي الأرض شعري ومحتدي = إذا انهتكت عن كل قزم حقائقـُه
ومنك تعلمنا الولاء يغذ ُّه = إلى كل جيل ٍ شامخ الشعر صادقـُه
أيا فارس الأجيال في كل محفل ٍ = ومعترك لـلحق تسمو سوابقـُه
لأنت لنا كون ٌ نسير بـهديه = مغاربه تندى وتهمي مشارقـُه[/poem]


وسلامتكم