الرئيسيةالمنتدياتالجوالالبطاقات المرئياتسجل الزوار الصوتياتالصورراسلناالديوانالاخبارالاعلانات  
 


مواضيعنا          دره ومرجانه (اخر مشاركة : محمد مرزوق السميري - عددالردود : 0 - عددالزوار : 438 )           »          عشنا وشفنا (اخر مشاركة : محمد مرزوق السميري - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1901 )           »          تـغ ـــريـدات حــــرّه ! (اخر مشاركة : عبدربه - عددالردود : 38 - عددالزوار : 15640 )           »          +*,, على جدار الذكريات ,,*+ (اخر مشاركة : عبدربه - عددالردود : 125 - عددالزوار : 47997 )           »          قائمة رشيد ذعار ..! (اخر مشاركة : عبدربه - عددالردود : 18 - عددالزوار : 3518 )           »          سهود ومهود (اخر مشاركة : محمد مرزوق السميري - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2537 )           »          دنيا الفنا (اخر مشاركة : محمد مرزوق السميري - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2597 )           »          فنجال المواجع (اخر مشاركة : محمد مرزوق السميري - عددالردود : 2 - عددالزوار : 4071 )           »          وينكم يا أهل المرقاب (اخر مشاركة : محمد مشوط - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4280 )           »          حزن وافراح (اخر مشاركة : محمد مرزوق السميري - عددالردود : 5 - عددالزوار : 7185 )           »         
 
العودة   منتديات المرقاب الأدبية > منتديات المرقاب الأدبية > ..: المرقاب للأدبِ والثّقَافَةِ :..

..: المرقاب للأدبِ والثّقَافَةِ :.. الشعر الحر - النقد البنّاء - دراسات أدبيّة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع ابحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 15-06-2002, 03:32 PM
الابرز بين الكل
(*( زائر )*)
لوني المفضل sienna
 رقم العضوية :
 فترة الأقامة : 20350 يوم
 أخر زيارة : 01-01-1970 (03:00 AM)
 المشاركات : n/a [ + ]
بيانات اضافيه [ + ]
ليلة الموووووووووووت



كانت ليلة باردة ما يعكّر هدوءها إلاّ ريحة المطهّر اللي يميز المستشفيات،
بالرغم من أنني لم أحس بأي ألم إلاّ أني كنت أتقلب على سريري
أترقب اليوم القادم .... ولا أعلم لمذا؟؟
ابتسمت وأنا أتذكر أبي، كان يقول:
- لا تخاف يا ولدي الطب تطور، وآلف بك العالم حتى تشف ، لا تخاف أنا معك.
ابتسمت وأنا أتذكر كلامه والخوف الذي كان يشبع نظراته وهو يحاول يطمأني. أما أمي فكانت … طوال الليل تصلي وعندما أفتح عيني أسمع صوت همساتها تدعوا لي، وتتضرع لله. وعيناها التي تورمت من شدة البكاء، بالرغم من أنني لم أراها يوما باكية
أشياء كثيرة تغيرت هذه الأيام، زوّاري جميعهم تغيروا لم اعد أرى إلاّ كبار العائلة الذين يتصفون بالدين والعقل. شيء غريب!! لا أدري ما هو سببه؟! حتى الأحاديث التي كانت تطرح في غرفتي كانت كلها عن قوة الإيمان والصبر.
ولم يعد أحد يذكر لي الأمل في الشفاء، ولا أخبار العائلة!! ابنة عمي وضعت حملها ولم أعلم إلاّ بالصدفة، سمعت رجل يبارك لعمي على الحفيد الجديد .. ماذا حدث ؟!!!!! أيقنت أنهم يعلمون عني شيء أنا نفسي لم اعرفه . بالمعنى أن الطبيب وصف حالتي بشيء غامض؟!!!.
طردت وساوسي بحجة إن الطب تطور، والطبيب كأنه مطمئن علي، وأبي يقول إني سأشفى إن شاء الله أكيد.
قطع صوت أمي حبل أفكاري، وهي تناديني:
-وليدي قوم وأنا أمك صلّي.
ابتسمت وأنا أتذكر كيف أمي تغيرت.كانت من كثر حبها لي و في أوقات البرد إذا أذن الفجر تهمس في أذني أن أصلي، وكأنها لا تريدني اسمعها وإذا لم أقم تركتني وسكتت وابتعدت، وهي تدعوا بالهداية لي . غريبة من بداية مرضي وهي حريصة على صلاتي، توقضني بصوت حزين مستسلم، ابتسمت وقلت لها:
- أنا قايم الآن.
تنهدت وقالت:
- الله يشفيك يا وليدي
قلت:
- أمي… ليش أنتِ حزينة؟! ترى أنا طيب، والله ما فيني إلاّ العافية بالذات اليوم.
وخرجت أمي وأنا أكلمها وتركتني. استغربت، وسكت، وقمت أصلي. ووقت سلامي وقبل أن أقوم عن سجادتي إلاّ أن باب الغرفة يدق!!!؟ الفجر!!! من يأتي هذا الوقت؟!!! رأيت أخوي الكبير محمد يطل من باب الغرفة. ابتسامته تنوّر وجهه الملتحي،لكن ابتسامته كلها حزن. قال:
- كيف حالك يا الغالي اليوم؟!.
وسلّم على أمي وانحنى يسلم على يدها، قلت:
- الحمد لله بخير اليوم أنا طيب، وأظنهم اليوم بيطلعوني. عندي إحساس.
الغريب بالرغم من أنني كنت أود أن أفرحه إلاّ أنه التفت عني وراح للنافذة ، وفتحها ووقف عندها برهة وهو يتنفس بعمق ويذكر الله. وكأنه يحاول طرد الشيطان، وبعد...... قال بدون أن يرفع عينه عن الأرض:
- ودّي أغيّر اتجاه سريرك يا خوي.
وقبل أن أرد حرّك السرير وجعله من جهة القبلة… ابتسمت،و قلت:
- ليش؟!!!!!!!!.
قال وهو لم يرفع عينه عن الأرض وبصوت مرتعش:
- أفضل عشان إذا دعيت الله تكون مواجه للقبلة.
قلت وأنا أضحك :
- محمد أخاف ذي بدعة، انتبه.
ولم يرد علي، وضع المصحف بجانب سريري وخرج وتركني، وتبعته أمي، وأنا ابتسمت وأنا أتذكر المناقشات الحادة التي كانت تدور بينا في أمور الدين. كان كل وقت ينصحني ويوعظني، وأنا بالرغم من إني أحترمه إلاّ أني كنت أناقشه في أي فكرة يقولها، وأقول الذي كان في خاطري، وهو كان متقبّل للمناقشة ويرد برحابة صدر.
رجعت لسريري وتمددت عليه، فعلاً المكان أحسن من ذي قبل، هنا أتمكن من رؤية الحديقة الخارجية، وأرى الطيور تغرد في الصباح. تذكرت شباك غرفة ابنتي سارة، أبرهن أن العصافير متجمعة عنده الآن. أتذكر إزعاج تغريدها،وعندما افتح الشباك من اجل أن أفرقها، تنهض حبيبتي سارة وتخاف. آآآه… اينك يا سارة؟! غدا سوف تنامين في حضني إن شاء الله، وأعوضك عن الأيام التي قضيتها بعيدا عنّك في المستشفى، غدا استنشق رائحتك يا عمري.
دخلت أمي، قلت لها:
- أمي سارة تراها الأيام الأخيرة تجيها كوابيس، عساك وصيتي نورة عليها لا تفارقها لو دقيقة في الليل لين أخرج .
ردت أمي
- ما عليك أنت، سارة مرتاحة، فكر بنفسك بس.
تمددت على سريري وأنا انظر إلى الساعة على الحائط، الدكتور سوف يأتي الساعة 10 وسوف أقول له أريد الخروج، لم يعد له داعي أن اربك أهلي أكثر من هذا، خاصة أن أخي ماجد قرب زواجه. فكرت في لون الثوب !!!!وماذا سألبس أغترة أم شماغ ؟!!
بقيت أفكر… كيف أقنع الخياط أن يخيطه بسرعة؟! وغفيت.
نهضت على صوت أخي محمد يقرأ القرآن عند رأسي، فتحت عيني ، وابتسمت له، قلت:
- محمد ما بعد رحت البيت؟!!! يوه وعملك؟!!!!.
أكمّل قراءته حتى ختم السورة، وهذا أبي الحبيب الذي أ مسك بيدي، وقال وهو يبتسم بحنان:
- هاه ولدي… عساك ما حسيت بشيء؟!
تعجبت من سؤاله!و قلت:
- لا أنا يا بوي طيب، ما فيني إلاّ العافية، وودي أطلع الصراحة.
قال: الله يشفيك.
وابتعد عني بسرعة حتى لا أرى دموعه، وفي هذه اللحظة سمعنا دقات على الباب، ودخلت الممرضة لتعلن وصول الطبيب. وفي هذه الحظة أبي خرج من مكانه كأنّه خائف , أما أنا ففرحت و قلت للممرضة بحماس:
- دعيه يدخل.
- قال الدكتور كيف حالك ؟!
قلت الحمد لله يا دكتور، اليوم أفضل يوم من بداية المرض،
. قال الطبيب بوجه جامد انعدم الإحساس منه، وكأنه ليس هو المتحدث إلاّ أنه كأن يحكي بلغه هو نفسه لا يعرفها، قال:
سوف اكتب لك خروج
وكمّل كلامه بوجه جامد:
أنت رجل مؤمن وتعرف أن الموت حق.
وسكت.
تسارعت أنفاسي وأنا أقول:
- نعم…أ كمل يا دكتور.
قال: حالتك ميؤوس منها، وسوف أخرجك حتى تقضي آخر أيامك في المكان الذي تريده
سكت الطبيب، وسكت كل شيء في الغرفة إلا أنا لم اعد أسمع إلاّ صوت أنفاسي وصوت أكوااام الأمل اللي انهدت في قلبي، ومن الصدمة قمت بحماس، وكأني أدافع عن حياتي، وكأن الطبيب هو الذي سوف يسلبها مني، ، وقلت بحماس:
- دكتور!!! لا تقول كذا أنا طيب ! دكتور!!! وش هالكلام؟!!! دكتووور كيف الطب يعجز عن حالتي أنا؟!!!!! أنا؟!!! أصلاً ابوي قال إنّه بيلف بي العالم!!! كيف المرض ينتصر على شبابي وحيويتي؟!! أنا أقوى منه أكيد.
رد علي الدكتور:
الموت والحياة بيد الله، والطب وسيلة، ولا أدري؟! ربما يتبقى لك ساعات أو أيام أو أسابيع؟! لكن حالتك لم نعد نتمكن من السيطرة عليها
وسكت.
وقبل أن يخرج قال، وكأنه أراد التخفيف علي:
سوف أعطيك أقوى المهدئات ولن تشعر بالألم في باقي أيامك إن شاء الله.
شعرت وقتها أنني مجوف من الداخل، شعرت بأن الدنيا سوداء ، وبدت تتضح لي صور من مخيلتي، أول صورة رأيتها كانت صورة سارة بنتي وهي تضحك وعمرها شهور. وبعدين شفت صورة زواجي أنا وزوجتي رحمها الله وهي لابسة أبيض وماسكه يدي بفخر ، وهذه أمي وهذا زميلي في المدرسة رأيته، مع إنني من بداية الصيف لم أراه ولم أكلمه، وهؤلاء عصافير غرفة سارة. وآخر صورة رأيتها قبل أن أفوق كانت ثوب زواج ماجد
لما أبكي ولم تنزل مني دمعة، وكأن الخبر كان فوق مستوى البكاء، بالعكس تحمست وقلت:
أريد الخروج
أكملت إجراءات خروجي، وقبل أن اخرج أتى المريض الذي يريد غرفتي، نظرت إلى عينيه فيها بريق أمل تختلف تماماً عن نظرتي أنا، كانت نظرتي ميتة عميقة ليست بها لمعة. سبحان الله للأمل بريق في العيون
وصلنا البيت . ونزلت ودخلت البيت لكن لم أجد في استقبالي إلا أخواتي الكبار!! والبيت كأنهم أخلوه لي! هذا بيت أهلي العامر اللي الكل داخل طالع!! ألحين هادي كأنه مقبرة!!!.
رحت لغرفتي ، كنت أريد أن أتحمم وأغير ملابسي، وأستعد من اجل أن أضم سارة لصدري بس الآن غيرت رأيي، لا أريد رؤية سارة، لا أريد أن أشعرها بأنها معتمدة علي في شيء , أريد أن أوكل أمرها لله، ونِعم بالله.أريد أن اجعلها في وداعة الرحمن ومن يحفظ الودائع مثل الله! دخلت أمي وهمست بصوت منخفض ، قالت:
- وش تبى تأكل ؟!!!
قلت مبي شيء
قلتها بحزم وقوة.
-أمي ما أبي شيء.
أمي أوّل كانت دائما تتابع أكلي وتجبرني أن آكل، حتى بعد الزواج كانت تحرجني مع زوجتي التي كانت تضحك من حرصها على أكلي، وكأني طفل،لكن اليوم ولأول مرة احترمت رغبتي وسكتت وكأنها تقول:
- ماله داعي الأكل ما دام آخرته للدود.
قلت لها :
- يمّه روحي… إن بغيتك ناديتك.
قالت: أبقعد عندك أوسّع صدرك.
قلت : يمّه ماني فاضي ووقتي قصير.
طلعت وأنا أتذكر الوقت اللي كنت أضيعه في أمور تافهة
يا الله يا وقتي أثرك كنت غالي ألحين!!!! عندي أشياء كثيرة أبي أسويها بس ما عرفت!! زي الطالب إذا أعلن المدرس إنه باقي له عشر دقايق من وقت الامتحان، وهو ما بعد كتب في الورقة شيء، بيسلم ورقته قبل العشر الدقايق ما تنتهي، لأنه راح يتوه بين الأسئلة.
وأنا هذا شعوري أبدأ بإيش ولاّ إيش!! جلست أفكر شوي وطلّعت ورقة وقلم، قلت أبكتب وصية… وصية؟!!!! زي الأفلام اللي كنت أتابعها. يا ما سهرت أطالع ناس (أظنهم) أردى خلق الله، وهم يفتعلون حكايات تافهة مالها بالواقع صلة!! يا خسارة ذاك الوقت كان ربي نازل في السماء يقول: هل من مستغفر فأغفر له؟! هل من داعي فأجيبه؟!!
يا خسارة ليتني قمت وصليت ودعيت إن الله يخليني لسارة ، يا ليتني على الأقل رحت لسارة وضميتها لصدري.
وفجأة رميت الورقة والقلم، وقمت وفتحت الدولاب، وطلعت ثوبي ، ولبسته ولبست جزمة مناسبة، وشماغ وطلعت دهن العود
يا الله كم باقي من الوقت ويندس هالجسم تحت التراب؟!! كم باقي من الوقت وتمشي الحشرات على هالخد النظر؟!!
وقفت وطالعت جسمي هالجسم بيتمدّد في القبر بعد ساعات. يا ترى ضلوعي هذي بتلتقي بضمة القبر؟! يا ترى رقبتي اللي يا ما رفعت راسي لفوق بتنحني على صدري؟! ولاّ بتغل إلى رجولي؟! وتذكرت كيف أصرّيت إني أنضم لنادي

في الليل طلعت من الغرفة ولقيت سجادة أمي عند الباب، أمي ما نامت تصلي وتدعي وجلست عندها والتفتت علي، نظراتها تجمع فيها حنان أمهات الدنيا كلها، ناظرتني نفس نظراتها لي يوم كنت طفل، قالت:
-تبا شيء يا ولدي؟!!
قلت: يمّه أبي رضاكِ.
وانفجرت تبكي. بكت...و بكت... وأنا تحجّرت الدموع في عيوني ولا دمعة انزلتها، وانتظرت لين هدت، وقالت:
- أنا راضية عنّك يا ولدي. والله إنك من بين إخوانك كلهم أقل واحد تعبني في الحمل والولادة والتربية، أنا راضية عنّك يا بني والله يرضى عنّك إن شاء الله.
تنهدت براحه وقمت من عندها ومشيت لمحت أختي طالعة من الغرفة، أختي من أسبوع ما شفتها، بس غطت وجهها بيدها وكأنها شايفة شبح، ودخلت لغرفتها بسرعة، ومشيت. كنت أدور في البيت مثل مومياء أعدّوها لتابوتها، أمشي ببطء.
كل أهل البيت سهرانين، وش هالليلة الغريبة؟! كل واحد ماخذ له زاوية وجالس لحالة، هالليلة تشبه ليلة السفر، صح هي فعلاً ليلة سفر، وتذكرت كيف كنت أقلق في كل ليلة سفر ولا أنام، صحيح إن سفري كان سياحة إلاّ إني أتقلب في فراشي، وكل شوي أروح أتاكد إن أغراضي جاهزة.
يووه اليوم سفرتي غير، سفرتي ما فيها رجعة، ومفاجأة وماني مستعد لها أبد.
مشيت على صوت ترتيل أخوي محمد للقرآن، كنت أتّبع الصوت لين دخلت عليه، محمد أعز إخواني على قلبي. ما أنسى أول أيام التزامه كيف كانوا أهلي يعلقون عليه بحجة إنه متشدد، وكنت أشجعه، أعرف إن هذا صالحه دنيا وآخرة، وقلت له يصبر عليهم ويحتسب، وهو الربحان في الأخير.
وفعلاً بدا يجني ثمار صبره وألحين الكل يثق فيه وياخذ شوره.
جلست جنبه وهو يقرأ تغيرت نبرة صوته يوم دخلت وبدت تتذبذب، وباين كيف كان يكافح علشان يثبتها في مستوى واحد وارتفع صوته علشان يسيطر على ضعفه، وأنهى السورة والتفت علي، قلت:
- محمد… وش أنا مقبل عليه؟!
ابتسم بحماس ودموعه تهل وقعد يحكي لي عن رحمه الله، وهو محافظ على ابتسامته الطيبة بالرغم من دموعه، وحكى لي كيف إن الله رحيم بعباده، وإنه أحن عليهم من الأم على ولدها، قلت:
- محمد كيف الموت؟!!!
- إن شاء الله بيكون سهل كــ…..
وقاطعته وقلت:
- محمد وش البرزخ؟!!!!
كنت أفكر بصوت عالي وأبي أحد يسمعني، بس قال:
- البرزخ هي الحياة بين الدنيا والآخرة و....
- محمد كيف بيكون حالي فيها إذا ما دعيتوا لي؟!!!
ورفع يدينه للسماء واجتهد بالدعاء، وأنا طلعت من عنده، وبدون لا أشعر ساقتني رجليني للمجلس، كنت أبي أعرف ابي هناك ولاّ راح ينام على سريره اللي أعرف إنّه ما يرتاح إلاّ عليه.
دخلت المجلس ورفع راسه لي تمنيت إني ما لقيته، وتراجعت وناداني، قال:
- تعال يا ولدي تعال
وبكى ساعتها و بكيت، أنا كنت عارفة إني ما راح أتحمل شوفته هو بالذات، قلت:
- ما لك عندي شيء يا بوي خلاص الموت بيخطفني منك اليوم، يمكن أشوفك في الجنة كاننا من أهلها إن شاء الله.
قال إن شاء الله إنك من أهلها، أنا راضي عنك ،
- بس أنا كنت مقصر معك كثير.
- بالعكس يا ولدي
، وقمت طلعت وكملت رحلتي الكئيبة.

هالمرة وقفت عند الباب اللي سارة تنام وراه، وقفت وأنا أحاول أبلع عبرتي، تردّدت أدخل ولاّ لا. سارة كانت متعلقة فيني كثير أوّل أيام مرضي، كانت تبكي طول الليل تبيني، بس في الأخير رضخت للظروف وتعلمت كيف تنام بعيد عن حضني، حاولت إني ما أدخل علشان خاطرها، ليش أقلب مواجعها؟!! بس حسيت إني إذا ما شفتها بتتحول آخر ساعاتي إلى ثواني، ولأول مرة أتصرف بأنانية وأفتح الباب وأدخل، كانت أختي نورة تنام جنبها على الأرض، وجلست وانحنيت على سارة وشمّيتها.
يا حبيبتي يا سارة، وحسّت أختي نورة فيني، وقامت مرتاعة وقالت:
اخوي؟؟!!!!!
نورة ماشفتها من كم أسبوع بس ما سلمت عليها، كنت أودّع العالم وماني فاضي أسلم، قلت:
- نورة أنا أبنام جنب سارة اليوم.
وابتعدت وهي مترددة، وتمدّدت جنب سارة وضميتها وبكيت، والتفت على نورة، قلت:
- نورة تراني كان ودي أشوف سارة وهي تكبر، كنت أتمنى أشوفها عروس، قولي لها في يوم زواجها يا نورة. الله يخليكِ كنت أبيهم يذكروني ويترحمون علي بس في ذاك اليوم.
ولاّ سارة ما أظن إنها بتهل دمعتها علي لأنها ما عرفتني زين، تذكرت حديث الرسول صلى الله عليه وسلم إن الابن الصالح ينفع والديه، والتفت على سارة، ودّي أصب عليها التربية كلها في ذيك الساعة كنت أبيها تطلع صالحة. وتمددت جنبها.
وما أدري كم من الوقت مر؟!! ولأوّل مرّة أسمع صوت أذان الفجر ولا أقدر أتحرك، أحس رجولي مكبلة كأني في كابوس، عيني ثابتة على سقف الغرفة. حاولت أتحرك ما قدرت وصورة سارة في عيوني وهي نايمة، كنت أبي أضمها ثانية ما شبعت منها.
أغيب عن الوعي وأصحا ثانية، شفت العالم يصرخون حواليني، غرفة بنتي الهادية امتلت بالناس اللي يبكون، هذي أمي وهذا أخوي محمد وهذا ابوي وهذا واحد ما أعرفه، اعتقد انه الطبيب.
جسمي الغض كان متشنج، والتفت سيقاني ببعض، كنت اريد ان أبكي أستغيث بس ما أقدر أتحرك، قلبني الطبيب يمين ويسار كنّي خرقة بين يديه،
وتحدث الى أهلي وسمعت صوت بكاء شديد.

وهنا حسيت بقبلة رطبة على خدي، وفتحت عيوني، لقيت وجه قريب من وجهي، وابتسامه !!!!!
سارة!! هذي سارة بنتي!! ضمّيتها وبكيت… بكيت… وش صار؟! وين أنا فيه؟!! وسمعت صوت هناء من دورة المياه، وهي تغسل، وتقول:
-يا رجال وش فيكِ رجعت لك كوابيسك مرة ثانية؟!! تعوذ من الشيطان وقوم يا الله . ابروح افصل
وحمدت الله إن هذا كان حلم، وإني إلى الآن أقدر أضم سارة، قلت:
وين سارة !!!!!تعالي انتي جنبي !!!
طلعت من دورة المياه، وهي تبتسم بتعجب، وقالت:
وزواج ماجد؟!!! ماعندي فستان زين البسه
هاه وش قلت............................................... ......
كانها دوبها استوعبت الكلام
وابتسمت وكأنها مو مصدقه كلامي, وفتحت الشباك وشفت العصافير، واستنشقت هواء نقي، وحمدت الله إن ذيك الليلة الرهيبة كانت حلم، بس حلم ممكن يصير من يضمن حياته؟!! وقررت إني أستعد لها من اليوم.



قد يكون للملف رقم سري وهو 2121




رد مع اقتباس
قديم 16-06-2002, 02:30 PM   #2
فهدالعازمي
(*( عضو )*)


الصورة الرمزية فهدالعازمي
فهدالعازمي غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 5
 تاريخ التسجيل :  May 2002
 أخر زيارة : 31-07-2007 (11:13 AM)
 المشاركات : 1,211 [ + ]
 زيارات الملف الشخصي : 6351
لوني المفضل : sienna


الابرز بين الكل

والله ان حلمك هذا انك تستحق هالاسم بعده هو الابرز بين الاحلام


جننتني يا رجل انا عرفت ان فيه شي بس قلت تشافى في الاخير


الحمدلله بسبب الله ثم دعاء الوالدين والايمان اللي كان داخله

على العموم حلم غريب اذا كان ما هوب من نسج الخيال

وتكفى لا عاد تروعنا بقدر ما تذكرنا

الف شكر


 
 توقيع : فهدالعازمي


[poet font="Simplified Arabic,4,white,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/50.gif" border="double,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
التطرف كارثه والغلو سم العقول= والخيانه من عيال الوطن سم الكبود
[/poet]
للتواصل

fza104@hotmail.com


رد مع اقتباس
قديم 21-06-2002, 02:05 AM   #3
شفق السريّع
(*( عضو )*)


الصورة الرمزية شفق السريّع
شفق السريّع غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 49
 تاريخ التسجيل :  May 2002
 أخر زيارة : 23-05-2013 (11:37 PM)
 المشاركات : 15,659 [ + ]
 الإقامة : المنطقه الشرقيه - بقيق
 زيارات الملف الشخصي : 41978
 الدولهـ
Saudi Arabia
لوني المفضل : Crimson


الاخ الابرز بين الكل


شكراً لك على هذه الموعظه الطيبه و التذكير الطيب بالاستعداد لساعة الموت.


طريقه رائعه و ادخلتني في عالم الحقيقه الصادقه .



الله يثبتنا و اياك على الطريق الصحيح و يحسن خواتيمنا.



تحياتي لك


اخوك


شفق السريع


 
 توقيع : شفق السريّع

يـا مغـسّـل الامــوات للـمـوت تـذكـار=انـشــد و تـخـبـرك الـنـجـوم الـمـطـلـه
انشـد بـلاد الشـام و اديــار الاحــرار=لا تـنــشــد الــعــشّــاق والا الــمــولّــه
الـيـا تـراخـى راعـــي الـــذل و انـهــار=ف/ الشـام ماهـي بـالـردا مُستَحـلَـه
منها يشعّ النـور و تطـوف الانـوار=كــــل الــوجــود و نـــــوّرت بـالاهــلــه
و ان ثـارت الهيجـا مـن يديـن ثـوّار=ف/ رجالـهـا مـــا سِـــوّروا بـالاغـلّـه
تنصا المنايا من شجاعه و تختـار=مـوت الشـهـاده عــن حـيـاة ٍ اِمْـذلّـه
وْبين الشتا و الصيف مدفع و طيار=قتـل وْ تشـرّد.. هـدم مـنـزل و فِـلـه
وْطفلٍ رضيـع ايصـارع الجـوع فغّـار=و ام ٍ كـسـيـره.. و الـحـيـاه المـعـلّـه
وْبـشّـار مـوسـاد الكـفـر ســاد كُـفـار=اســتــعــبــد الــعـــبّـــاد رب وْ تــــألّـــــه
يبـطـش بـقـوّة بــاس قـاتــل و جـــزّار=و ايـران سـادت و استبـاحـت بظـلـه
يوم العرب لاهين ما بيـن الاسعـار=فــي ســوق دنـيـا بالـعـلـوم المـخـلـه
عِــــبّــــاد لــلــدنــيــا و عِــــبّــــاد دولار=و وجيهـهـم تـحــت الـــردا مستـظـلـه


رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 11:59 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
شبكة المرقاب الأدبية