فتاة الدمام التعيسة

فتاة الدمام التعيسة
قصة مقتبسة بتصرف من احدى مؤلفات الكاتب عبدالله المغلوث

قبل اكثر من 15 عاما ثار صديقي عبدالعزيز وماج، عندما علم بنبأ دخول شقيقته كلية الطب ، حاول ان يقنع والده بأن انضمامها إلى هذه الكلية شر مستطير، لكن والده لم يقتنع برأيه وبارك لأبنته انجازها، لم ييأس عبدالعزيز وحاول تأليب اخوته واخواته لتغيير مسار شقيقته الصغرى، ولكن ذهبت جهوده سدى، مما اضطره لهجر بيت والديه، وحمل حقيبته وابنته الصغرى على كتفه مغادرا هو وزوجته بعيدا.
مرت الايام والاشهر ولا جديد ، فرأس عبدالعزيز كالحديد، استماتت شقيقته الصغرى طالبة الطب لتلتقيه وتعيده دون جدوى، فقد كان رده الدائم على كل محاولاتها هو ( لن اتحاور معها قبل أن تغادر الكلية )، اخيرا داست شقيقته على قلبها وطموحها وانسحبت من الكلية للم شمل اسرتها، ضحت بمستقبلها في سبيل استقرار عائلتها، عاد شقيقها وزوجته وابنته إلى البيت ، ولكن الشقيقة الصغرى غابت في غرفتها ولا تخرج إلا لماما لتأكل او تذهب إلى كلية الآداب التي التحقت بها على مضض، مرت الايام وتخرجت بالكاد بتقدير جيد، لم تحصل على وظيفة تقيم الأود ولا زوج يرأب الصدع، تهطل دموعا كلما شاهدت احدى زميلاتها السابقات بالبالطو الابيض الذي حلمت منذ نعومة اضفارها أن ترتديه وتزينه ببطاقة تحمل اسمها كدكتوره.
كانت تصرف ايامها امام التلفزيون وامام المرآة احيانا، تراقب آثار الزمن على وجهها، أو نائمة تنهشها الكوابيس، تمر ايامها بلا طعم و لا لون ولا رائحة، تتعذب كلما شاهدت شقيقها او سمعت صوته، تجرعت كل الاحزان بمرارة شديده ، لكنها لم تستطع أن تبتلع قرارا اتخذه شقيقها عبدالعزيز مؤخرا.
أتى إليها مطأطأ الرأس راجيا عفوها، لأنه قرر السماح لأبنته دخول كلية الطب هذا العام، فلما رأى صدمتها ، حاول أن يبرر لها أن الدنيا تتغير والقناعات تتغير.
لم تجب على من سلب منها احلامها وطموحاتها وغير في لحظة كل قناعاته من اجل فلذة كبده، اوصدت باب غرفتها لتتجرع الآلام التي سممت جسدها لتخرج في اليوم التالي جثة محمولة إلى مثواها الاخير.
تمت
...

شخصيا كنت امر في مرحلة من مراحل عمري بالحالة العقلية التي عاشها عبدالعزيز في فترة من فترات حياته، كنت اميل إلى التشدد في اشياء أندم كثيرا على تشددي بها الآن، يا هل ترى يمر الآن احد الزملاء ممن قرأوا الموضوع بنفس حالة عبدالعزيز التي قد يندموا عليها مستقبلا ،، بإنتظار تعليقاتكم



تحياتي/ حامد